أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الطروحات التي قدمها الرئيس الأمريكي في مؤتمره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي تختلف تمامًا عن العناصر المطروحة حاليًا.

الغباري: تصريح ترامب نشوة فوزه برئاسة الولايات المتحدةعزت إبراهيم: تصريحات "ترامب" بخصوص غزة صادمة والمهم الآن البديل العربي للتفاوض


وخلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أوضح كمال: "تحدث الرئيس الأمريكي عن فكرة امتلاك قطاع غزة والسيطرة عليه، وإمكانية نشر قوات أمريكية على الأرض، لكن تم التراجع رسميًا عن تلك التصريحات والأفكار، حيث أُعلن لاحقًا أنه لا يمكن أن تكون هناك قوات أو استثمارات أمريكية في غزة، كما أُشير إلى عدم وجود نية للاستعجال في تنفيذ تلك الفكرة.

"

وأضاف: "الأمر الأكثر غرابة هو الحديث عن تسليم إسرائيل قطاع غزة للولايات المتحدة، بحيث تتولى واشنطن مسؤولية حفظ الأمن أثناء عملية إعادة الإعمار، لكن لم تُقدَّم أي إجابة حول الجهة التي ستتحمل تكلفة إعادة البناء."

وأشار كمال إلى أن هذا التغيير في الطرح ناتج عن عدة عوامل، موضحًا أن شخصية الرئيس الأمريكي تجعل من الصعب التمييز بين تصريحاته التكتيكية وتوجهاته الاستراتيجية، إذ إن معظم مواقفه تنطلق من حسابات تكتيكية قد تؤدي بالمصادفة إلى تحقيق أهداف استراتيجية.

وتابع: "حتى لو شهدنا بعض التراجع في تصريحات الرئيس الأمريكي، فإن ذلك لا يعني أن الفكرة قد انتهت تمامًا، فقد تعود مجددًا بشكل مختلف. خاصةً أن بعض الجمهوريين انتقدوه قائلين: (وعدتنا خلال الانتخابات بعدم الارتباط بالشرق الأوسط وعدم نشر قوات عسكرية هناك، والآن تغلق هيئة المعونة الأمريكية ثم تتحدث عن الاستثمار الخارجي!)، فضلًا عن معارضة الديمقراطيين لهذا الطرح."

وأكد كمال أن المعارضة الأهم التي واجهها الرئيس الأمريكي جاءت من دول المنطقة، خصوصًا مصر والأردن، وهما الطرفان اللذان كان يعوِّل عليهما في استقبال المهجرين من قطاع غزة. كما لاقى رفضًا عربيًا موحدًا، وهو ما قد يُثمر عن قمة عربية طارئة قبل نهاية الشهر في القاهرة لمعالجة هذا الملف، إلى جانب معارضة بعض الحلفاء الغربيين، مثل فرنسا.

واختتم حديثه قائلًا: "العديد من أفكار الرئيس الأمريكي لا تجد سبيلًا للتطبيق على أرض الواقع، ويتم تعديلها أو تغييرها، لكنها بالتأكيد تترك آثارًا سلبية تستمر لفترة طويلة. ومن أخطر هذه الآثار منح الشرعية لفكرة التهجير، وهي مسألة في غاية الخطورة. فقد قام خلال ولايته الأولى بإحداث تغيير جذري في مسار الحلول السياسية عبر منح الموافقة على ضم القدس والاعتراف بشرعية ضم أراضٍ محتلة مثل الجولان. وخلال ولايته الثانية، يتحدث عن قضية اللاجئين والتهجير، وكأنه يسعى لإفراغ غزة من سكانها."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الرئيس الأمريكي الدكتور محمد كمال المزيد الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. أستاذ علوم سياسية: طرح ترامب حول غزة غير عملي ومرفوض عالميًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاجأ الجميع بطرحه الأخير حول غزة، لكنه لم يقدمه كمشروع واضح، بل كمجرد اقتراح غامض يفتقر إلى التفاصيل والآليات التنفيذية.

وأوضح الخطيب، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن العديد من التساؤلات لا تزال بلا إجابة، مثل: من سيمول هذه العملية؟ هل سيكون هناك وجود عسكري أمريكي على الأرض؟ مشيرًا إلى أن القاعدة الجمهورية نفسها ترفض هذا الطرح بالكامل، لدرجة أن بعض أنصار ترامب يشعرون بأنهم قد خُدعوا، خاصةً أنه يتناقض مع مبدأ "أمريكا أولًا"، الذي يقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وأضاف أن فكرة امتلاك أمريكا لقطاع غزة أو السيطرة عليه تتعارض مع التوجهات الداخلية الأمريكية، كما أن الطرح بحد ذاته يفتقد للمنطق، تمامًا كالأفكار الجغرافية الأخرى التي طرحها ترامب سابقًا، مثل شراء جرينلاند أو الحديث عن ضم كندا.

وأشار إلى أن اقتراح ترامب اصطدم بجدارين رئيسيين: الأول هو الموقف السعودي الثابت، الذي يرفض أي تطبيع دون إقامة دولة فلسطينية، والثاني هو الحكومة الإسرائيلية اليمينية، التي لا تقبل قيام دولة فلسطينية، ما دفع ترامب إلى طرح خيار جديد.

وأكد الخطيب أن الإسرائيليين لا يملكون سوى ثلاثة خيارات: حل الدولتين، أو دولة واحدة، أو ترحيل الفلسطينيين، وهو ما يحلم به اليمين المتطرف، ومع ذلك، فإن اقتراح ترامب لم يحظَ بأي قبول دولي، حتى ألمانيا رفضته، مما يؤكد أنه غير عملي ومرفوض عالميًا.

واختتم الخطيب حديثه بالإشارة إلى أن ترامب يركز حاليًا، خلف الأبواب المغلقة، على ضمان استمرار وقف إطلاق النار، معتبرًا أن ذلك هو هدفه الأساسي، فيما تبقى بقية الطروحات مجرد أفكار تفاوضية بلا قيمة حقيقية على أرض الواقع.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية لـ«كلمة أخيرة»: استمرار تبادل الأسرى خطوة إيجابية رغم تصريحات ترامب
  • أستاذ علوم سياسية: استمرار تبادل الأسرى خطوة إيجابية رغم تصريحات ترامب
  • أستاذ علوم سياسية: مصر ستقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل بالمنطقة
  • أستاذ علوم سياسية: التنسيق العربي الآن أصبح حتميا (فيديو)
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تؤدي دورها في إطار خدمة القضايا العربية والإقليمية
  • أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: مصر حائط الصد المنيع ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية مُتحدثًا عن تهجير الفلسطينيين: «فكرة تعود للمشروع الصيهوني «خاص»
  • بالفيديو.. أستاذ علوم سياسية: طرح ترامب حول غزة غير عملي ومرفوض عالميًا
  • أستاذ علوم سياسية: المشروع الأمريكي الإسرائيلي يفتقد للمنطق وغير مقبول عالميا