أسوان تستقبل جثمان سليل حسن الصباح غدا.. من هو الأغا خان الرابع؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أكثر من 48 ساعة مرت على إعلان شبكة الأغا خان للتنمية، وفاة الأمير كريم الحسيني، الأغا رخان الرابع، الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، في لشبونة بالبرتغال عن عمر ناهز 88 عامًا.
ينحدر كريم أغا خان وفقًا لمعتقدات المسلمين الإسماعيليين المنتشرين في أكثر من 25 دولة حول العالم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الزعيم الروحي لهم واشتهر بدوره في تطوير المجتمعات وبناء المؤسسات التعليمية والصحية، بالإضافة إلى دعمه للفنون والثقافة.
زعيم الطائفة الإسماعيلية الذي فارق الحياة ولد في 13 ديسمبر عام 1936، في سويسرا، وسار الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيلية وهو في الـ20 من عمره عندما كان طالبا بجامعة هارفارد، حيث خلف جده السلطان محمد شاه أغا خان، الذي دفن في ضريح أغا خان الشهير بمدينة أسوان.
وفي العصر الحديث، أصبح أغاخان زعيما للطائفة الإسماعيلية النزارية، واشتهر بدوره في تطوير المجتمعات وبناء المؤسسات التعليمية والصحية، ودفن جده أغاخان الثالث في مصر بعد أن قضى فترة طويلة من حياته في أسوان، إذ كان يأتي للاستشفاء من الأمراض.
ما علاقة الأمير كريم بـ حسن الصباح؟
الباحث في التاريخ وسيم عفيفي، قال إن طائفة الحشاشين هي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية تتشارك في الأصل معها الطائفة الأغخانية إذ دعت الأولى لإمامة نزار المصطفى لدين الله الفاطمي؛ وظهورهم وإن نشأ من رحم السياسة لكن أفكارهم عقائدية منبثقة من إيمانهم بالباطنية والتي تعني اختصارًا أن النص الديني له معنيان أحدهما لغوي يفهمه كل الناس والآخر باطني لا يعرفه إلا من اختصهم الله بالمعرفة وففق معتقدهم.
وأضاف عفيفي لـ«الوطن» أن الأغاخانية من أبرز الطوائف الفلسفية المعاصرة المنتمية للإسلام، وتعود جذورها إلى الشيعة الإسماعيلية الذين أقرّوا الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق «المتوفى نحو 210هـ» إمامًا سابعًا بعد والده، وذلك على خلاف الشيعة الإمامية الاثني عشرية الذين جعلوا الإمامة في أخيه موسى الكاظم (المتوفى 183هـ).
وبرزت الأغاخانية وفقًا للباحث في التاريخ كطائفة منفصلة عن طائفة الحشاشين في المعتقدات ولكن الطائفتين تنتسبان إلى الإسماعيلية النزارية كسلالة واحدة في إيران خلال الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ أسسها الحسن علي شاه، المعروف بـ آغا خان الأول (المتوفى 1881م)، الذي توارث أبناؤه زعامة الطائفة حتى يومنا هذا وتلتقي مع جماعة الحشاشين في الطائفة الأم.
أغاخان في أسوان.. قصة عشق وشفاء
وفقًا للأديبة الأردنية هبة فاخوري في كتاب «ما يشبه النضال»، وصل أغاخان إلى أسوان بحثا عن علاج لمرضه، ووجد في رمالها وشمسها ما شفاه وبعد أن تعافى، قرر أن يقضي بقية حياته في أسوان، وأن يُدفن فيها بعد موته وجرى بناء ضريح له في الجبل الغربي في أسوان، وهو مكان يحظى بتقدير كبير من قبل أتباع الطائفة الإسماعيلية.
وتُعد مقبرة الأغاخان التي يوارى فيها جثمان الأمير كريم من أبرز المعالم التاريخية في أسوان، حيث تجذب السياح من جميع أنحاء العالم وتعود قصة هذه المقبرة إلى جده السلطان محمد شاه الحسيني، الأغاخان الثالث، الذي أمر ببنائها على ربوة عالية في أسوان، وأوصى بدفنه فيها.
ويعود سبب اختيار أغاخان الجد لأسوان كمثوى له وفقًا للكاتبة الأردنية، إلى قصة شفائه من مرض الروماتيزم وآلام العظام فبعد أن عجز الأطباء عن علاجه، نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلى أسوان، حيث تلقى علاجا طبيعيا بالدفن في رمالها، وشفى أغاخان الثالث من مرضه بشكل كامل، وعاد إلى الحركة على قدميه، ما جعله يحب أسوان ويقرر أن يدفن فيها بعد مماته.
المقبرة مزيج من العمارة الإسلامية والفاطميةوتقع المقبرة على ربوة عالية بالبر الغربي للنيل، وتطل على منظر خلاب للنيل والجزر المحيطة بها، وصممت على الطراز المعماري الإسلامي الفاطمي بناءً على رغبة أغاخان الثالث، ونفذها شيخ المعماريين العرب الدكتور المهندس فريد شافعي، وتتميز المقبرة بتصميمها الفريد، الذي يجمع بين البساطة والفخامة، ما جعلها تحفة معمارية ومزارا سياحيا مهما.
وتستعد مدينة أسوان، غدا الأحد، لاستقبال جثمان الأمير كريم الحسيني أغا خان، الأغا خان الرابع، والإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية النزارية، الذي وافته المنية مساء الثلاثاء في مدينة لشبونة البرتغالية وسيتم نقل جثمانه إلى أسوان ليدفن فيها، وفقا لوصية جده الأغاخان الثالث.
في عام 2024، أعاد مسلسل الحشاشين الذي أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تسليط الضوء على هذه الطائفة التي أثارت الجدل عبر التاريخ.
وتصدر مسلسل الحشاشين، قائمة الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة، وقام ببطولته الفنان كريم عبدالعزيز، وتناول سيرة حسن الصباح، مؤسس طائفة الحشاشين، إحدى فرق الطائفة الإسماعيلية النزارية التي ذاع صيتها في عهد الدولة السلجوقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مدينة أسوان مسلسل الحشاشين طائفة الحشاشين الأمیر کریم فی أسوان أغا خان
إقرأ أيضاً:
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عاما
كريم الحسيني، المعروف بـ"الآغا خان الرابع"، رجل دين شيعي إسماعيلي، وُلد عام 1936 في مدينة جنيف السويسرية، ونشأ في العاصمة الكينية نيروبي.
تولى منصب الآغا خان الرابع عام 1957، وراثة عن جده. وأسس شبكة "الآغا خان للتنمية" بهدف دعم المجتمعات المهمشة حول العالم، وحاز على جوائز عدة لدوره في تنمية المجتمع. توفي يوم 4 فبراير/شباط 2025، عن عمر ناهز 88 عاما.
المولد والنشأةولد كريم الحسيني، المعروف بـ"الآغا خان الرابع"، يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1936، في مدينة جنيف السويسرية. وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته الأولى جوان يارد بولر.
نشأ في صغره في العاصمة الكينية نيروبي، أثناء الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام 1939.
عام 1969، تزوج من عارضة الأزياء البريطانية سارة فرانسيس، وأنجبا ثلاثة أبناء هم زهراء ورحيم وحسين، وطلقها عام 1995 قبل أن يتزوج من غابرييلا تسو، وأنجبا ابنهما علي محمد عام 2000، قبل أن يطلقها هي الأخرى عام 2014.
ويحمل الحسيني الجنسية البريطانية والبرتغالية، كما أنه مُنح عام 2010 الجنسية الفخرية الكندية.
الدراسة والتكوين العلميتلقى الحسيني تعليمه الأولي في نيروبي، ثم التحق بـ"معهد لو روزي" بسويسرا، أحد أقدم المدارس الثانوية في العالم. وانتقل لاحقا إلى جامعة هارفارد لدراسة الهندسة، لكنه غير تخصصه إلى التاريخ، وتخرج عام 1959.
وقبل تخرجه في الجامعة، تولى منصب "الآغا خان الرابع" عام 1957، وهو في الـ20 من عمره، بناء على توصية جده السلطان محمد شاه، الآغا خان الثالث، ليكون خليفته في إمامة "طائفة الإسماعيلية النزارية"، فأصبح الإمام الـ"49″ للشيعة الإسماعيلية.
إعلانوقد رأى جده الآغا خان الثالث أن الطائفة تحتاج إلى قائد نشأ في العصر الحديث و"يحمل رؤية جديدة للحياة".
يتبع الآغا خان الرابع الطائفة الإسماعيلية النزارية التي انبثقت منها "الطائفة الآغاخانية"، وكان النزاريون يعرفون أيضا بـ"الحشاشين"، وهي طائفة شيعية تأسست في مصر أيام حُكم الفاطميين، وتؤمن بوجود إمام معصوم ومنصوص عليه.
اختلفت عقيدة "الحشاشين" باختلاف توجهات أئمتهم، فقد آمن إمامهم في الشام، رشيد الدين سليمان، بالتناسخ، وادعى علمه بالغيب. أما إمامهم الملقب بـ"الحسن الثاني" فقد أعلن قيام القيامة وألغى الشريعة وأسقط التكاليف، وجاء جلال الدين بن الحسن الثاني ونسف كل معتقدات آبائه، ثم جاء بعده ابنه ونسف عمل أبيه وعاد إلى الفكر الأصلي للجماعة.
وقد كانت نهاية "الحشاشين" على يد المغول، وكان حينها حكم الدين خورشاه زعيم الطائفة، وأعلن استسلامه لهولاكو الذي كان يتوسع في المنطقة، وسلمه عددا من القلاع، لكن المغول غدروا به وقتلوه على حين غرة، فتشتت أتباعه، وانتشروا في إيران وسوريا ولبنان واليمن ونجران والهند.
وفي إيران، ظهر حسن علي شاه حاكم إقليم كرمان وحمل لقب "الأغا خان الأول"، وحاول إشعال ثورة ضد الشاه القاجاري لكنه فشلت، فهرب إلى الهند، وهناك اعترف به الإنجليز إماما للطائفة، فعُرف بمؤسس "الأسرة الآغاخانية"، والإمام الـ46 في ترتيب الأئمة الإسماعيلية في نظر الطائفة الآغاخانية.
ولم يحمل لقب "آغا خان" سوى 3 قبل الحسيني، وهو لقب منحه ملك بلاد فارس لعائلته في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
ويعتقد أتباع الطائفة الإسماعيلية النزارية، البالغ عددهم 12 مليونا حول العالم، أن الحسيني هو من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
في عام 1957، منحته إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لقب "صاحب السمو"، كما منحه شاه إيران محمد رضا بهلوي اللقب ذاته عام 1959 تقديرا له.
إعلانفي عامه الأول من توليه منصب الآغا خان، بدأ الحسيني زيارة أتباعه الإسماعيليين المنتشرين حول العالم، ودعاهم إلى أن يصبحوا مواطنين صالحين في البلدان المقيمين بها، وحثهم على مغادرة الدول التي يعانون فيها من الاضطهاد.
وأشتهر الحسيني بالأعمال التجارية، إذ امتلك مجموعة من الاستثمارات الخاصة، بما في ذلك الفنادق وشركات الطيران والصحف، وأسس "مجموعة نيشن ميديا"، وهي شركة إعلامية كينية.
كما امتلك وأدار مجموعة مختصة في تربية الخيول في فرنسا، إلى جانب مزارع أخرى في أوروبا، وعُرف عنه مواصلته تقاليد العائلة في تربية الخيول الأصيلة.
وامتلك أيضا ناديا لليخوت في جزيرة سردينيا الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، وجزيرة خاصة في البهاما، إضافة إلى طائرتين ويخت، وعقارات حول العالم.
وفي عام 1967، أسس الحسيني "شبكة الآغا خان للتنمية"، وهي مجموعة تنموية كبرى مكونة من 9 منظمات وتوظف 96 ألف شخص حول العالم.
وتهدف المؤسسة إلى دعم الفقراء حول العالم، عبر تقديم الخدمات التنموية والصحية والتعليمية، كما تسعى للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه في المجتمعات.
أسس الحسني معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن، وجامعة آغا خان في باكستان، وجامعة آسيا الوسطى في طاجيكستان وكازاخستان، والمركز العالمي للتعددية في العاصمة الكندية أتاوا.
وتضم الشبكة مؤسسة للثقافة تدير مبادرات وبرامج مثل جائزة الآغا خان للعمارة، وبرنامج المدن التاريخية، وبرنامج الموسيقى، والعمارة الإسلامية في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إضافة إلى متحف في مدينة تورونتو بكندا.
وتبلغ النفقات السنوية للشبكة على أنشطتها التنموية غير الهادفة للربح نحو مليار دولار أميركي، بينما تبلغ الإيرادات السنوية نحو 4.5 مليار دولار.
إعلان الجوائز والأوسمةحاز الحسيني على العديد من الأوسمة والدرجات الفخرية والجوائز من دول ومؤسسات عالمية، تقديرا لإسهاماته في التنمية البشرية وجهوده في تحسين الأوضاع الاجتماعية على مستوى العالم.
ومن الشهادات الفخرية التي حصل عليها:
شهادة في الآداب مع مرتبة الشرف من جامعة لندن عام 1989. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة براون في الولايات المتحدة عام 1996. شهادة في الآداب والعلوم الإنسانية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 2005. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة أيرلندا الوطنية عام 2008. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة كالجاري في كندا عام 2018.ومن الجوائز والأوسمة التي حازها:
ميدالية مؤسسة توماس جيفرسون التذكارية في العمارة من جامعة فيرجينيا عام 1984. الميدالية الذهبية للمجلس الأعلى للمهندسين المعماريين في إسبانيا عام 1987. جائزة هادريان من الصندوق العالمي للآثار عام 1996. جائزة الدولة للسلام والتقدم في كازاخستان عام 2002. وسام "آندرو كارنيغي" للأعمال الخيرية في المملكة المتحدة عام 2005. الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للهندسة المعمارية الكندي عام 2013. جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية آسيا عام 2017. وسام الأمير هنري في البرتغال عام 1960. وسام الصليب الأكبر الوطني من مدغشقر عام 1966. وسام العرش من رتبة الحمالة الكبرى من المغرب عام 1986. وسام نجمة إيطاليا برتبة فارس عام 1988. وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة الفارس القائد عام 2004. وسام لؤلؤة أفريقيا من رتبة القائد الأكبر من أوغندا عام 2017.توفي الآغا خان الرابع كريم الحسيني يوم 4 فبراير/شباط 2025 في العاصمة البرتغالية لشبونة، عن عمر ناهز 88 عاما.
إعلانوقالت شبكة الآغا خان للتنمية إنه "توفي بسلام محاطا بأسرته". وأُعلن عن تعيين ابنه الأكبر رحيم الحسيني خليفة له، ليكون الإمام الخمسين للشيعة الإسماعيلية.
ولد رحيم الحسيني يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1971، وهو والد طفلين، ويقيم في سويسرا، وحاصل على إجازة في الأدب المقارن من جامعة براون في الولايات المتحدة.
وتولى رحيم الحسيني عضوية مجالس إدارة العديد من الوكالات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية.