وكالة أممية: وقف التمويل الأمريكي يعرّض برامج الوقاية من الإيدز للخطر
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أعربت وكالة أممية عن قلق بالغ إزاء التأثير طويل الأجل لتجميد التمويل الأمريكي على الوقاية من الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز.
التغيير: وكالات
قال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إن وقف التمويل الأمريكي لبرامج المساعدات الأجنبية خلق “الكثير من الارتباك” في العمل المجتمعي المعني بالوقاية من الإيدز، على الرغم من إعفاء البرامج التي تعمل على مكافحة الإيدز من هذا الوقف.
يسمح ذلك الإعفاء باستمرار أو استئناف “المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة”، بما في ذلك علاج فيروس نقص المناعة. وهذا يعني أن 20 مليون شخص من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة – والذين يعتمدون على المعونة الأمريكية في علاجهم – يمكنهم الاستمرار في تلقي الأدوية.
وقالت كريستين ستيجلينغ، نائبة المدير التنفيذي للبرنامج إن هذا الرقم– 20 مليون شخص– هم من بين 30 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة في العالم.
تعتمد الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة بشكل كبير على الأموال من خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز (PEPFAR)؛ فهي تمول 70 بالمائة من الاستجابة الشاملة للإيدز وتدعم بشكل مباشر أكثر من 20 مليون شخص يعيشون مع الفيروس.
منذ إنشائها في عام 2003، أنقذت هذه الخطة الأمريكية حياة أكثر من 26 مليون شخص من خلال الاستثمار في برامج الوقاية والعلاج والرعاية والدعم الحاسمة في 55 دولة، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز.
ولكن مع ذلك، قالت السيدة ستيجلينغ للصحفيين في مؤتمر صحفي في جنيف إن “هناك الكثير من الارتباك على الأرض، وخاصة على المستوى المجتمعي، حول كيفية تنفيذ الإعفاء”، مشيرة إلى تعطيل خدمات العلاج. كما أن خدمات النقل والعاملين الصحيين المجتمعيين لا تزال متأثرة بتوقف التمويل الأمريكي.
إلغاء عقود 5000 عامل صحيوحذرت الوكالة الأممية- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- من أن توقف المساعدة الأمريكية للبرامج المجتمعية سيؤدي إلى إغلاق العديد من مراكز الإيواء الصحية وإنهاء عقود العاملين في مجال التوعية، مما يحرم الفئات الضعيفة من الدعم. وسيحدث أكبر انقطاع لخدمات الصحة المجتمعية التي كانت حاسمة في نجاح مكافحة الإيدز.
في إثيوبيا، تعتمد عقود 5,000 عامل صحة عامة على المساعدة الأمريكية. وقالت السيدة ستيجلينغ إن “كل هذه العقود تم إنهاؤها في جميع مناطق إثيوبيا، بالإضافة إلى 10,000 كاتب بيانات، وهم مهمون للغاية في إثيوبيا”.
ولن يتمكن آلاف الأفراد- النساء والشابات والفئات ذات الأولوية المعرضة لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا- من الوصول إلى الخدمات الحيوية، مثل توزيع الواقي الذكري، واختبار فيروس نقص المناعة، والعلاج المضاد للفيروسات، والوقاية قبل التعرض لفيروس نقص المناعة، وفحوصات السل أو دعم معالجة العنف القائم على نوع الجنس.
زيادة بنسبة 400% في وفيات الإيدزوأعرب برنامج الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التأثير طويل الأجل لتجميد التمويل الأمريكي على الوقاية من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة، حيث إن معظم الخدمات مجتمعية، بينما تميل الحكومات الوطنية إلى التركيز على إبقاء الناس على العلاج، بدلا من منع الإصابات الجديدة.
وحذر البرنامج الأممي من زيادة بنسبة 400 بالمئة في معدل الوفيات بسبب الإيدز إذا لم تتم إعادة تفويض خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز بين عامي 2025 و2029 ولم يتم العثور على موارد أخرى للاستجابة لفيروس نقص المناعة. أي أن ما يعادل 6.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز ستحدث في المستقبل.
وقال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إنه سيواصل جهوده لضمان أن يتمكن جميع الأشخاص المتأثرين بفيروس الإيدز، خلال فترة التوقف التي تبلغ 90 يوما، من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة.
الوسومإثيوبيا الأمم المتحدة الإيدز الولايات المتحدة الأمريكية برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز جنيف كريستين ستيجلينغالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إثيوبيا الأمم المتحدة الإيدز الولايات المتحدة الأمريكية جنيف بفیروس نقص المناعة فیروس نقص المناعة التمویل الأمریکی الوقایة من ملیون شخص من الإیدز
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أممية من أن ملايين مهددون بالمجاعة في 14 دولة بينها اليمن
أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) تحذيرًا شديد اللهجة، الثلاثاء، من تداعيات وقف التمويل الأمريكي للمساعدات الغذائية الطارئة، مؤكدًا أن هذا القرار قد يؤدي إلى تفاقم معاناة ملايين الأشخاص في 14 دولة، من بينها اليمن، التي تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال البرنامج، في بيان رسمي نشره على حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نُعرب عن قلقنا البالغ إزاء الإخطارات الأخيرة الصادرة عن الإدارة الأمريكية، والتي تُشير إلى إنهاء تمويل المساعدات الغذائية الطارئة في 14 دولة حول العالم".
وأضاف البيان: "إذا طُبّق هذا القرار، فإنه قد يكون بمثابة حكم بالإعدام على الملايين الذين يواجهون الجوع الشديد ولا يملكون خيارات للبقاء".
خطر محدق بملايين الجوعى
وتُعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد لبرنامج الأغذية العالمي، وقد شكل دعمها المالي حجر الزاوية في استجابة البرنامج لأزمات الجوع في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية.
وفي اليمن، يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل استمرار الصراع وغياب الاستقرار الاقتصادي وتدهور الخدمات.
وأوضح البرنامج أنه في حالة قطع التمويل الأمريكي، فإن عملياته في هذه الدول ستكون مهددة بالتوقف أو التقلص بشكل كبير، مما يهدد حياة الملايين، ويؤدي إلى موجات جديدة من النزوح والفقر وتفشي الأمراض وسوء التغذية، لا سيما في أوساط النساء والأطفال.
تواصل ومحاولات ضغط
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه على تواصل مستمر مع الإدارة الأمريكية للحصول على توضيحات بشأن القرار المحتمل، وممارسة الضغوط اللازمة للحفاظ على استمرارية هذا التمويل الحيوي.
وقال في بيانه: "نحث على مواصلة دعم البرامج المُنقذة للحياة، ونُعبر عن امتناننا للمساهمات التي قدمتها الولايات المتحدة وكافة المانحين الآخرين".
وأشار البرنامج إلى أن موظفيه يواصلون العمل في ظروف صعبة للوصول إلى المجتمعات الضعيفة في بؤر الجوع حول العالم، مؤكدًا أن "الحاجة إلى هذه المساعدات لم تكن في أي وقت مضى أشد إلحاحًا مما هي عليه اليوم".
تمويل تطوعي بالكامل
ويُذكر أن برنامج الغذاء العالمي لا يحصل على تمويل تلقائي من الأمم المتحدة، بل يعتمد بشكل كامل على المساهمات الطوعية من الحكومات والمنظمات الخاصة والأفراد.
وتموّل أكثر من 60 حكومة برامج البرنامج الإغاثية والإنمائية، مما يجعل أي تغيّر في التزامات هذه الدول مؤثرًا بشكل مباشر على عمليات الإغاثة الإنسانية.
اليمن في قلب الأزمة
في اليمن، حيث يعيش أكثر من نصف السكان في حالة انعدام أمن غذائي حاد، قد يؤدي تقليص التمويل أو توقفه إلى انهيار المنظومة الإنسانية التي تكافح بالفعل لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
ويقول محللون إن مثل هذا القرار قد يعيد اليمن إلى مستويات كارثية من المجاعة، كالتي حذرت منها تقارير أممية خلال السنوات الماضية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتراجع فيه التزامات المانحين وتزداد الاحتياجات الإنسانية، في ظل تصاعد الأزمات العالمية وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمات الممتدة.
نداء عاجل للإنقاذ
وفي ختام بيانه، جدد برنامج الأغذية العالمي مناشدته للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بمواصلة دعم العمل الإنساني في البلدان المتأثرة، والعمل على تجنيب ملايين الأرواح خطر الجوع والموت الوشيك.
وطالب البرنامج بوضع الاحتياجات الإنسانية فوق الحسابات السياسية أو المالية، مؤكدًا أن "كل تأخير في التمويل، يعني المزيد من الجوعى، والمزيد من الأرواح المهددة".