عدنان عبدالله الجنيد
فلسطين غزة، واليمن صعدة توأمان الأسر والنصر رسائل صمود ومقاومة من زنازين الأسر إلى قادة النصر، وهذا ما أكّـده الناطق العسكري لكتائب القسام: “نخص بالتحية إخواننا في اليمن الذين شعرنا كم يشبهون غزة، وتشبههم في العظمة والكرامة طوبى لليمن توأم الشام في وصية رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم”.
توأم الأسر والنصر مفتاح اللغز هو:
أولًا: الولاية الإلهية:
أن تكون الأُمَّــة قوية ومنتصرة، وتتغلب على أعدائها؛ لأَنَّ الولاية الإلهية صمام أمان للأُمَّـة أمام مشاريع الأعداء الهادمة، وفي هذه الولاية الإلهية نحصل من الله سبحانه وتعالى على الرعاية، والهداية، والنصر، والتأييد.. بأشكال واسعة من رعايته الواسعة، رغم الحصار والتدمير غزة انتصرت، والمشروع القرآني أنتصر، وهذا هو سر توأم الأسر والنصر.
ثانيًا: الاهتمام بالأسرى “المكبّرين والمحرّرين”:
تحل القضية الفلسطينية والأسرى الفلسطينيون أولوية لدى قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، التي يتطرق إليها في كُـلّ خطاباته بالمناسبات والفعاليات المختلفة مؤكّـدًا على ثبات الموقف المبدئي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مظلوميته، مبادرًا إلى تحرير المختطفين والمعتقلين الفلسطينيين من حركة حماس من قبل النظام السعوديّ، عارضًا عليهم صفقة تشمل الإفراج عن أحد الطيارين مع أربعة ضباط من النظام السعوديّ مأسورين لدي حكومة صنعاء مقابل الإفراج عن المعتقلين من حركة حماس لديهم.
التجليات الإلهية في حفظ الأسرى في هذا الجانب نؤكّـد قول الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” من عظمة الإسلام أنك عندما تتحَرّك له تجد كُـلّ شيء يخدمك حتى أعداؤك”، وعندما أقدم النظام العميل على اعتقال المكبرين بالشعار؛ بهَدفِ إسقاط صوت الحق، وهنا التاريخ يعيد نفسة عندما أقدم العدوّ الإسرائيلي على أسر واعتقال مجاهدي المقاومة الفلسطينية؛ بهَدفِ إضعافها، ولكن يد الله فوق أيديهم، وخَاصَّة عندما استشهد قادة المقاومة، فكان الأسر هنا بمثابة رعاية إلهية لحفظ هؤلاء الأسرى ليكون لهم الدور في مواصلة المشروع والنهج والقضية الذي ضحى القادة العظام بدمائهم الطاهرة عليها سنة إلهية ثابته أن يكون قادة النصر هم الأسرى المحرّرين في المحطات القادمة.
ونقول لدول قوى الاستكبار العالمي أن كُـلّ أسرانا ضيفًا، ومشاطًا، وسنوارًا وقنطارًا.
هذا سر اللغز في توأم الأسر والنصر.
ثالثًا: الوعي:
وهذا ما أكّـده قائد الثورة يحفظه الله: “القرآن يصنع الوعي الذي يحصنا من كُـلّ أشكال الاستهداف، القرآن يحدّد لنا الأولويات المهمة والأَسَاسية، يرسم لنا المنهج الحق يفضح كُـلّ مؤامرات الأعداء، القرآن هو أرقى مصدر للوعي والبصيرة، ومعركة الوعي والبصيرة هي أول معركة مع الأعداء، وأول متطلبات المواجهة لهم، الوعي الاهتداء بالقرآن الكريم، واكتساب الوعي منه، والاستنارة بضيائه، ونوره للحماية من حملات الإضلال، والإغواء، والإفساد التي يستهدفنا بها الشيطان الأكبر أمريكا، والتصدي لحربها في جميع المجالات”.
ونقول لقوى الاستكبار العالمي: ما دام الوعي قد وصل إلى الشعوب فقد ولّى عهد الاستكبار ولا عودة له.
من هم قادة هذا الوعي هم الأسرى المحرّرون، كما استطاع الأسرى المكبِّرون في صعدة تنوير شعب الإيمان والحكمة بمشروع ثوري نهضوي تحرّري بقيادة العلم الإلهي، فَــإنَّ الأسرى المحرّرين سينيرون الشعوبَ بالمشروع الثوري النهضوي التحرّري ويخرجون الشعوب من الانحراف الثقافي، ومن ظلم، وبطش دول الاستكبار العالمي.
هذا هو سر اللغز في توأمان الأسر والنصر.
رابعًا: كشفُ الحقائق والأقنعة:
إن المشروع القرآني، وعملية طوفان الأقصى فرزت واقع الأُمَّــة إلى مؤمنين صادقين، ومنافقين صريحين، وكشفت ادِّعاء مواثيق الأمم المتحدة والدولية، والمنظمات العالمية حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، واتضح ذلك في إسناد الغرب بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا للعدو الإسرائيلي في قتل أطفال غزة، وفضحت المطبّعين، والمتلبسين بزي العلماء، والانحراف الثقافي في الشعوب، وكما استطاع المكبِّرون تفجير ثورة سبتمبرية في رفض الوصايا الخارجية، والتاريخ يعيد نفسه، سوف يستطيع الأسرى المحرّرون مواصلة الثورة الأُكتوبرية في إفشال المشروع الاستعماري لدول الاستكبار العالمي.
هذا سر اللغز في توأم الأسر والنصر.
خامسًا: التمكين الإلهي:
إن ثمرة التحَرّك في سبيل الله ثمرة عظيمة من نتائجها العزة والنصر والتمكين في الدنيا والفوز بما عند الله هو خير من هذه الدنيا، التمكين الإلهي وعد إلهي، ألم يمكن الله الأسرى المكبرين في محافظة صعدة وصار منهم قيادة المجلس السياسي الأعلى وقادة القوة الصاروخية والطيران المسير، وكان لهم الفصل بعد الله وقائد الثورة في مساندة غزة في معركة الفتح الموعد والجهاد المقدس في إغلاق البحار والمحيطات واستهداف حاملات الطائرات والمواقع الحساسة للكيان اللقيط، واليوم التاريخ يعيد نفسه سيُمكن الله الأسرى المحرّرين في غزة ليكونوا قادة النصر في المراحل القادمة؟!
وهذا هو سر اللغز في توأم الأسر والنصر.
وهنيئًا وطوبى للأسرى المكبرين والمحرّرين على هذا الفضل الكبير عليهم من الله، أن يكونوا جند الله في نصرة المستضعفين والمحرومين وتنويرهم واستنهاضهم ضد الاستكبار العالمي، لقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا في الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةٗ وَنَجْعَلَهُمُ الْوَٰرِثِينَ} [سُورَةُ القَصَصِ: ٤].
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاستکبار العالمی
إقرأ أيضاً:
نبيل الشحمة… بين الرياضة والثورة على النظام البائد مسيرة طويلة تكللت بالإنجاز والنصر
دمشق-سانا
“مهما طال الظلم لابد أن ينتصر الحق”، بهذه الكلمات لخص لاعب كرة القدم السابق بنادي الوحدة وبمنتخب سوريا نبيل الشحمة مسيرته منذ انضمامه إلى صفوف الثوار في وجه النظام البائد، وصولاً إلى النصر وإسقاط النظام المجرم.
الشحمة 51 عاماً، قضى سنوات طويلة في مسيرته الكروية، فتألق لاعباً وسجل أهدافاً بالجملة مع نادي الوحدة ومع المنتخب، كما تألق على الصعيد التدريبي قبل أن ينقل مهاراته من ميدان الرياضة إلى ميدان الثورة، لتبدأ مسيرة نضال جديدة توجت بالانتصار المؤزر.
سانا الرياضية التقت الشحمة لتسليط الضوء أكثر على مسيرته الكروية والثورية، حيث قال: “تعلقت بكرة القدم منذ صغري وتحديداً منذ كنت في الثامنة من عمري، وعبر بطولات المدارس تمكنت من تطوير مهاراتي، لأتمكن بعدها من دخول عالم المستديرة، من خلال التدرج بالفئات العمرية عبر عدد من الأندية المحلية، أبرزها نادي الوحدة، الذي كان لي معه مسيرة حافلة من الإنجاز في العديد من بطولات الدوري، كما شاركت مع المنتخب الوطني في عدد من الاستحقاقات وبعدها خضت تجارب تدريبية خارجية ناجحة”.
وتابع الشحمة: “انضممت إلى الثورة السورية منذ بدايتها، فكان لزاماً علي أن أكون مناصراً لها من خلال مشاركتي بالمظاهرات في منطقة السبينة بريف دمشق، إلا أن أتباع النظام البائد قاموا بالتقاط صور لي أثناء المظاهرات، وإرسالها للأفرع الأمنية التي لم تتوان عن ملاحقتي، ما دفعني للانتقال والانضمام لفصائل الثورة، دفاعاً عن الحق والانخراط إلى جانب الجيش الحر”.
حاول النظام البائد عدة مرات إبعاد الشحمة عن العمل الثوري وإشراكه في القيادة الرياضية، إلا أن الشحمة رفض جميع الإملاءات والعروض التي حاول فيها النظام إعادته إلى العمل الرياضي، ما أثار سخط النظام المخلوع الذي استخدم ورقة ضغط جديدة على الشحمة، فألقى القبض على 11 فرداً من أقاربه ووضعهم في سجون الأفرع الأمنية، فاستشهد عدد منهم تحت التعذيب، كل ذلك عسى أن يجعل الشحمة يعدل عن قراره ويعود إلى العمل الرياضي، إلا أنه أبى إلا أن ينصر الحق.
انتصرت الثورة وسقط النظام البائد وعاد الشحمة إلى الوسط الرياضي، ليعطي خبرته الرياضية والإدارية لتطوير الرياضة السورية، فتسلم حالياً رئاسة اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بدمشق.
وفي حديثه عن تطوير العمل الرياضي، قال الشحمة: “الرياضة تعتبر متنفسا للجماهير، وتطوير كرة القدم على مستوى الفئات العمرية وصولاً للرجال يحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة من ملاعب وبنى تحتية وأماكن مخصصة للتدريب، وظروف معيشية مناسبة للاعبين، وقيادة رياضية لها رؤية بمنظور احترافي للخروج بصورة مشرفة في المشاركات المحلية والدولية، وهو ما نعمل على توفيره في الفترة القادمة وبطبيعة الحال فهي أمور تحتاج إلى الوقت”.
وفيما يتعلق بموضوع خصخصة الأندية الرياضية، لفت الشحمة إلى أن الارتقاء بالواقع الرياضي يحتاج إلى تخصيص الأندية، ولاسيما أن الرياضة كما هو متعارف عليها في جميع دول العالم، صناعة لها متطلباتها الخاصة، وخصوصاً في ظل الاحتراف، حيث لا بد من جذب القطاع الخاص لاستثمار الأندية بالشكل الأمثل، وبالتالي تخفيف العبء على ميزانية الدولة، عدا أن خصخصة الأندية الرياضية قد تكون محفزاً لمستثمرين جدد على الساحة، ما يعزز التكامل على مختلف المستويات.