كشفت منظمة "رصد للحقوق والحريات"، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم السبت، في مدينة مأرب، أن المختطف "محمد علي النسيم"، توفي نتيجة مضاعفات التعذيب الوحشي الذي تعرض له في سجون مليشيا الحوثي، وذلك بعد عشرة أيام فقط من الإفراج عنه.

وأوضحت المنظمة، أن المليشيا المدعومة إيرانياً تحاول التهرب من مسؤولية الجريمة عبر مزاعم الإفراج عنه "لدواعٍ إنسانية"، مؤكدة أن "النسيم"، الذي ينحدر من مديرية الرضمة بمحافظة إب، ويبلغ من العمر 65 عاماً، لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية قبل اعتقاله القسري في 25 يناير 2025.

وأكدت أنه خلال سنوات من احتجاز النسيم (ضابط في اللواء 29 ميكا)، خضع لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك الصعق الكهربائي، والتعليق لساعات طويلة، والضرب المبرح، والعزل الانفرادي في زنازين مظلمة، والحرمان من النوم والزيارات العائلية.

وأشارت إلى أن ذلك تسبب في إصابته بأمراض خطيرة، منها تلف عضلات القلب، ليتم الإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية في محاولة مكشوفة للتنصل من الجريمة، لكنه فارق الحياة بعد أيام، في محافظة شبوة، حيث نقلته أسرته للعلاج.

وخلال المؤتمر، عرضت المنظمة صوراً توثق آثار التعذيب الوحشي على جسد النسيم، مشيرة إلى أن الضحية تمكن قبل وفاته من التعرف على عدد من جلاديه، ومن بينهم القيادي الحوثي عبدالكريم المرتضى.

وطالبت أسرة الضحية ومنظمة "رصد" الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الانتهاكات التي تمارسها المليشيا بحق المختطفين، وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم، وعلى رأسهم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي وقياداته الأمنية، لضمان محاسبتهم أمام المحاكم المحلية والدولية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

سجون مليشيا الإصلاح في مأرب.. رحلة من الجحيم إلى الموت

تقرير/ عبدالله الشريف

تشهد سجون مليشيا الإخوان الموالية لتحالف العدوان في مدينة مأرب تزايدا ملحوظا في حالات الوفاة للمعتقلين والمختطفين نتيجة ما يتعرضون له من انتهاكات وتعذيب ومعاناة وحرمان، وهي جرائم قد لا تكون موجودة في أسوأ سجون العالم.

فخلال اليومين الماضيين تم الإعلان عن وفاة معتقلين اثنين في حادثتين منفصلتين خلال أقل من 24 ساعة هما الشاعر راشد الحطام، من أبناء قيفة بمحافظة البيضاء، والشاب ماجد مبارك العامري الجهمي من أبناء قبيلة جهم في مديرية صرواح، واللتان لقيتا استنكارا واسعا وإدانات شعبية وحقوقية، وسلطتا الضوء على ما يتعرض له السجناء من تعذيب يؤدي إلى وفاة الكثير منهم.

وتشير إحصائيات محلية إلى أن حالات الوفاة في تلك السجون جراء التعذيب تقدر بالعشرات، إلى جانب ما يسببه من إعاقات دائمة، موضحة أن جثث بعض الضحايا لاتزال محتجزة في ثلاجات مستشفيات مدينة مأرب.

وبحسب إفادات ناجين من جحيم سجون الإخوان في مأرب فإن صنوفا من التعذيب التي يصعب وصفها بل وقد لا يتخيل الإنسان أن تصدر من بشر يمارسها السجانون بحق المعتقلين، فمن حرمانهم من الأكل والشرب إلى التعذيب والتعليق بالأيدي والأرجل وبتر الأطراف أحياناً بحق السجناء الرافضين لامتهان كرامتهم وإنسانيتهم والذين ينتهي الحال بالكثير منهم إلى الوفاة.

وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مأرب لا يتجاوز سجنين قبل العدوان، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح، على أكثر من 20 سجناً داخل المدينة ومديرية الوادي وتديرها بوحشية لا نظير لها لترهيب السجناء وتمارس أقسى أنواع التعذيب بحقهم بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم.

ومن ضمن جرائم تعذيب السجناء وقتلهم داخل السجن قضية السجين حسن عبدالله زايد الشريف من أبناء مأرب المدينة الذي تم اعتقاله لأشهر والإعلان عن وفاته، وكذا الملازم ضيف الله هرشل المرادي أحد أبناء قبيلة مراد، والطفل طارق سعد المحورن وهو أحد النازحين من مديرية مدغل إلى الوادي، ونايف الحسيني المرادي من قبيلة الصعاترة مراد، والشاب بشير حسين عيلوق من أبناء مديرية الجوبة، والعميد خالد محمد الأمير الحوشبي وابنته صفاء من محافظة لحج، وجميعها شواهد حية على حجم الإجرام بحق المعتقلين في سجون مأرب.

ووفقا لإفادات معتقلين سابقين خرجوا من سجن الأمن السياسي سيء الصيت بمدينة مأرب فإن من يشرفون على السجون ويتولون التحقيق مع السجناء هم عناصر تتبع حزب الإصلاح وتدين بالولاء لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وترفض سلطة العرادة ومسؤولو الملف الأمني بمأرب السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع السجناء ومعاناتهم، كما يتم إخفاء مصيرهم عن ذويهم وعدم السماح لأهاليهم بزيارتهم والاطلاع على أحوالهم وهو إجراء مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية.

في حين تغض المنظمات الدولية والحقوقية الطرف عن ممارسات وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق السجناء والمعتقلين، وهو ما يشير إلى دعم سعودي أمريكي لجرائم الاختطافات والاعتقالات والتعذيب بحق السجناء في محاولة لإرهاب المواطنين وشرعنة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين.

وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظة مأرب مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة.

حيث يتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه فيقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أي محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم ومنعهم من التواصل مع أي أحد.

كما سُجلت العديد من حالات الاختطاف بحق النساء، سواء من المناطق المحتلة أو المسافرات حيث يخضعن لصنوف التعذيب والحرمان ومنع أهاليهن من زيارتهن أو التواصل بهن في انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف والعادات اليمنية الأصيلة التي تعلي من شأن المرأة.

و استنكر محافظ مأرب على طعيمان جرائم مرتزقة العدوان السعودي بحق الأسرى والمختطفين والانتهاكات التي تمارس بحقهم في السجون والتي ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وآخرها قتل الشاعر راشد الحطام، والشاب ماجد العامري داخل السجون.

وأكد أن ممارسات مرتزقة العدوان بحق الأسرى والمختطفين لا تمثّل قبائل مأرب وأحرارها.. لافتا إلى أن قيادات حزب الإصلاح تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه أي جريمة سابقة أو لاحقة بحق الأسرى والمختطفين.

ودعا المحافظ طعيمان المنظمات الحقوقية والانسانية للتحرك لزيارة المعتقلين والضغط على قوى العدوان للسماح لأسرهم بزيارتهم والاطمئنان عليهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، كما دعا قبائل مأرب وكافة القبائل اليمنية لإدانة جرائم قتل المختطفين داخل السجون باعتبارها سابقة خطيرة تتنافى مع عادات وأعراف المجتمع اليمني.

تكشف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمختطفون في سجون مرتزقة العدوان بمأرب النزعة الإجرامية والعدوانية للجماعات التكفيرية التي يمولها ويرعاها تحالف العدوان لامتهان كرامة الإنسان، وهو ما لن يرضى به الشعب اليمني الحر.

مقالات مشابهة

  • 43 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن يوسف القرضاوي
  • مليشيا الحوثي تشيّع أربعة من قياداتها الميدانية في صنعاء وتعز
  • منظمة رصد تكشف تفاصيل مأساوية لقصة أسيرة توفي تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي
  • جرائم الموت تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية.
  • سجون مليشيا الإصلاح في مارب.. رحلة من الجحيم إلى الموت
  • مليشيا الحوثي توجه بفصل أكاديميين من جامعة إب
  • سجون مليشيا الإصلاح في مأرب.. رحلة من الجحيم إلى الموت
  • مقتل أحد أبناء قيفة تحت التعذيب بسجون مليشيا الحوثي في البيضاء
  • هو الثاني خلال 24 ساعة.. وفاة شاب تحت التعذيب في سجون الإصلاح بمأرب