أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الثقافة الذاتية تمثل الهوية الثقافية لأي أمة أو مجتمع، حيث تتشكل من القيم والعادات والتقاليد التي تميزها عن غيرها.

وشدد على ضرورة الحفاظ على هذه الثقافة وعدم السماح لها بالذوبان في ثقافات أخرى قد تؤثر عليها.

المسلمون حافظوا على هويتهم الثقافية رغم التفاعل مع حضارات متعددة

وفي حديثه خلال برنامج "بيان للناس" المذاع على قناة الناس، أشار الدكتور شوقي علام إلى أن المسلمين، عند انتشارهم خارج شبه الجزيرة العربية، تعرضوا للعديد من الحضارات والثقافات المتنوعة، التي شملت الأعراف والتقاليد والأنظمة الإدارية والقانونية.

 

ومع ذلك، حافظ المسلمون على هويتهم الثقافية ولم يفقدوا ذاتيتهم، بل تأثروا وتركوا أثرًا في هذه الحضارات.

الفتح الإسلامي: الانفتاح على حضارات متقدمة مع الحفاظ على الهوية

وأضاف الدكتور شوقي علام أن المسلمين، عند فتحهم لبلاد الروم وفارس، وجدوا أن نظم هذه الحضارات كانت أكثر تقدمًا من تلك التي كانت موجودة في الجزيرة العربية آنذاك. 

لكن هذا لم يمنعهم من التوسع في آفاقهم العقلية واستيعاب معارف وتجارب الآخرين، دون التفريط في هويتهم وأصولهم الثقافية.

المنهج المنضبط: كيف ساهم الاقتباس الواعي في تطور الحضارة الإسلامية؟

وأوضح أن الانفتاح الذي تبناه المسلمون كان انفتاحًا منضبطًا، حيث لم يمس هويتهم أو يطمس ثقافتهم، بل أضاف إليها ما كان نافعًا. 

وأكد أن هذا المنهج الواعي في الاقتباس من الحضارات الأخرى هو الذي ساهم في تطور الحضارة الإسلامية دون أن تفقد أصالتها. 

واستشهد في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الثقافة شوقي علام الديار المصرية الثقافة الذاتية المزيد

إقرأ أيضاً:

شوقي علام: التيسير في الفتوى لا يعني التساهل وإنما مراعاة أحوال الناس

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الفتوى يجب أن تكون مبنية على التيسير والرفق بالمستفتي، انطلاقًا من تعاليم الشريعة الإسلامية التي جاءت لرفع الحرج عن الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".

وأوضح مفتي الجمهورية السابق، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن التيسير في الفتوى لا يعني التساهل أو التهاون، بل هو توجيه المستفتي إلى الطريق الصحيح مع مراعاة حاله وظروفه، مشددًا على ضرورة التزام المفتي بالضوابط الشرعية، ومنها العلم العميق بأحكام الدين، والاستقامة والعدالة، وعدم التسرع في إصدار الفتاوى، خاصة في القضايا المستجدة التي تتطلب بحثًا دقيقًا واستشارة أهل الاختصاص.

شوقي علام: الإفتاء دون علم يضر بالمجتمع ويؤدي إلى انتشار الفوضىشوقي علام: من لم يدرس الخلافات الفقهية لا يعد عالمًاشوقي علام: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وفق ضوابط الشرعشوقي علام: الغلو والتشدد في الفتوى يقودان إلى العنف

وأضاف شوقي علام، أن المفتي يجب أن يراعي العرف والعادات التي لا تتعارض مع الشريعة، ويبحث عن البدائل الشرعية للأمور المحرمة، مع مراعاة تغيّر الواقع والزمان والمكان في اجتهاده.

وشدد مفتي الجمهورية السابق، على أن منهج التيسير هو النهج الذي اتبعه علماء الأمة عبر العصور، وهو الذي يحقق مصالح العباد في دينهم ودنياهم، داعيًا إلى اعتماد هذا المنهج بما يحقق الاستقرار المجتمعي ويجنب الناس الوقوع في الحرج والتكليف بما لا يطيقون.

المفتي السابق: الوسطية في الفتوى ضرورة شرعية

وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، قال إن الوسطية في الفتوى ضرورة شرعية للحفاظ على مقاصد الشريعة ومصالح الناس، لافتًا إلى أن تحقيق الوسطية يتطلب عدة ضوابط وشروط أساسية.

وأوضح "علام"، فى تصريح تليفزيوني، أن الفتوى المنضبطة لا تخرج إلا من أهل العلم الموثوق بهم، فليس كل من ادعى العلم يكون مؤهلًا للإفتاء، بل يجب أن يكون عالمًا متخصصًا، امتثالًا لقول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

وأشار إلى أهمية أن يكون المفتي تقيًا يخشى الله في أقواله وأحكامه، لأن الخوف من الله يضمن العدل والإنصاف في الفتوى، كما أن المستفتي ينبغي أن يكون هدفه معرفة الحكم الشرعي بصدق، وليس التعنت أو الجدال. 

ونوه بأن إخلاص النية في الفتوى من الأمور الأساسية، فالمفتي الحقيقي هو من يبتغي توجيه الناس إلى الحق وإرشادهم إلى الصواب، بعيدًا عن السعي وراء الشهرة أو تحقيق مكاسب دنيوية.

مقالات مشابهة

  • شوقي علام: التيسير في الفتوى لا يعني التساهل وإنما مراعاة أحوال الناس
  • وزير الثقافة بحث وسفير سلطنة عُمان في سبُل تفعيل العلاقات الثقافية
  • قصور الثقافة تفتتح "ليالي رمضان" بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب
  • إطلاق مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية
  • عقب تكليفه برئاسة الأوبرا.. الدكتور علاء عبد السلام يشكر وزير الثقافة
  • احتفاءً بالرموز الثقافية.. فعاليات «محفوظ.. في القلب» في كل مواقع الوزارة
  • أسامة السعيد: تطورات الساحل السوري تنذر بالخطر ويجب الحفاظ على وحدة البلاد
  • شوقي علام: من لم يدرس الخلافات الفقهية لا يعد عالمًا
  • في أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. ليالي رمضانية مبهجة بالسامر والحديقة الثقافية
  • شوقي علام: أحكام الشريعة راسخة وتغير فهم المفتي وفقًا لتغير الواقع