وكالة الصحافة المستقلة:
2025-02-08@21:16:33 GMT

الفساد والقصاص ألمزيف

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

فبراير 8, 2025آخر تحديث: فبراير 8, 2025

سلام محمد العبودي

Ssalam599@yahoo.com

 

يعد الفساد المالي المنتشر في العراق، من أبرز المشكلات، التي تواجهها الحكومات المتتالية، سواء في الوقت الراهن السابق أو مستقبلاً؛ وهو يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار الاقتصاد، الوطني والتنمية المستدامة، ما يعيق تقدم البلد ورفاهية المواطنين، وآثاره السلبية في المجتمع.

لقد تم الكشف عن الفساد المالي، منذ الدورة الأولى للبرلمان العراقي، إلا أن الآليات لكبح جماح، لم تكن مكتملة الجوانب، تلك الآفة التي يصعب القضاء عليها، قبل أن تستشري وتغلغل، في كل مفاصل الدولة، ولكن الظروف التي مر بيها العراق، من أمن غير مستقر، جعل بعض الساسة يغضوا النظر، عن تلك الإشكالية.

بالنظر للعملية السياسية المعقدة، وتلكؤ البرلمان في إقرار القوانين، جعل المؤسسات الرقابية ضعيفة، بحيث تغلغل الفاسدون أن يندسوا، في الأجهزة ضعف الأجهزة الرقابية، وقد كان لهم الدور الكبير، كأحد الأسباب الرئيسية لتفشي الفساد، على الرغم من وجود، العديد من الهيئات الرقابية، مثل ديوان الرقابة المالية ومفوضية النزاهة، إلا أنها غالبًا ما تكون غير قادرة، على أداء دورها بشكل فعال، بسبب الضغوط السياسية والموارد المحدودة.

كان الشعب يأمل من البرلمان، أن يكون أكثر اهتماماً ورصانة في عمله؛ من أجل تغيير سياسته، في اتخاذ السبل الدستورية، ونبذ سياسة المحاصصة والانتقائية، في اختيار القوانين التي تخص المواطن، واتخاذ صيغة الأغلبية البرلمانية، والتصويت كل قانون على حدة، كي لا تصبح القوانين للمقايضة والابتزاز السياسي؛ ولعدم الانصياع للتدخلات الخارجية، كي يفتح المجال، للممارسات الفاسدة وتضارب المصالح، في بعض الأحيان لا تلتزم بعض الشركات؛ والجهات الخارجية بالقوانين المحلية، ما يسهم في تفشي الفساد.

اتخاذ الإجراءات غير المعقدة، ونبذ البيروقراطية المفرطة في العراق، التي تحد التلاعب بالأموال العامة، من بعض الموظفين، في بعض المؤسسات الحكومية، الذين قد يستغلون هذه البيروقراطية، لتحقيق مكاسب شخصية، من خلال تعقيد الإجراءات وفرض رشوات، مما يؤدي للفساد المالي، وهدر الأموال العامة، وتوجيهها نحو المشاريع غير الضرورية، أو غير الفعالة، كما يعطل الاستثمارات الأجنبية والمحلية الفعالة، بسبب غياب الثقة في النظام الاقتصادي، ويزيد من البطالة والفقر.

العمل على تعزيز الشفافية، وجعلها من الأولويات في الأولويات، بإدارة الأموال العامة، من خلال نشر التقارير المالية بانتظام، ووضع آليات رقابية فعالة، كما ينبغي تشديد المساءلة على المسؤولين، عن أي اختلاسات أو فساد، وإصلاح النظام القضائي، كون القضاء يلعب دورًا أساسيًا، في محاربة الفساد، لذا يجب جعله أكثر استقلالية، بحيث يكون قادرًا على، محاكمة الفاسدين دون تأثيرات خارجية أو سياسية.

يجب فسح المجال للإعلام، الذي له دور مهم، في كشف الفساد ودعم منظمات، المجتمع المدني غير الحكومية، وأن يكون جزءاً من عملية، الرقابة والمطالبة بالعدالة، وإصلاح النظام الانتخابي وضمان، عدم احتكار بعض الأحزاب السياسية للسلطة، يمكن أن يساهم في تقليل المحاصصة، ويعزز من توجيه الأموال، والمشاريع لصالح المصلحة العامة.

بالرغم من أن الفساد المالي، قضية معقدة في العراق، يَمَسُ جوانب عدة في الحياة الاقتصادية والسياسية؛ إلا أن اتخاذ إجراءات حازمة، قادرة للحد منه بل قد تكون، قادة من القضاء عليه بصورة كاملة، وبالمقابل فإن أي تهاون فيه، فإن العراق سيتشغل، بمواجهة التحديات مما يوقف، عملية التنمية والبقاء في حالة، عدم الاستقرار.

فهل سيكون العراق قادراً على الفساد، والقانون العراقي يضمن الكفالة للفاسدين، مهما كانت الجريمة ليسافر خارج العراق، بعد أن يحول المبالغ، وإن كانت تبلغ مليارات الدولارات، أملاً في إصدار عفوٍ يشمله، ليعود مُعَّزَزاً مُكَرَماً ليحتفل بالعفو عنه، ويعوض ما خره في عقود جيده.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

النزاهة النيابية:استجواب الوزراء ضمن “خطتنا الرقابية”

آخر تحديث: 8 فبراير 2025 - 10:37 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- أكدت عضو لجنة النزاهة النيابية عالية نصيف، السبت، وجود تعاون حكومي كبير في دعم الدور الرقابي لمجلس النواب، وهنالك ضوء أخضر من رئيس الوزراء يمكن اللجنة من استدعاء واستضافة أي مسؤول في الدولة دون قيود.وقالت نصيف في تصريح صحفي، ان “هيئة النزاهة تقوم بعمل ملتزم ومتزن في تعظيم دورها الرقابي وهنالك تنسيق عالٍ مع لجنة النزاهة النيابية وقاضي النزاهة لتعضيد الدور الرقابي في البلد”.وتابعت، أن “دور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في ملف محاربة الفساد دفع بالعمل الرقابي إلى الامام، ونحن في لجنة النزاهة النيابية منحنا ضوءًا أخضر من الحكومة باستدعاء أي من الوزراء والدرجات الخاصة والجهاز الإداري للدولة في حال وجود اتهامات أو شبهات، وسابقًا في الحكومات السابقة كانت تحصل حماية للوزراء تمنع النزاهة النيابية من القيام بدورها الرقابي”.ولفتت إلى، أننا “طلبنا استضافة وزراء الكهرباء والصحة والتجارة في مدة وجيزة لا تزيد عن أسبوع ولم نجد أي عراقيل بل على العكس هنالك تعاون حكومي كبير لنقل الدور الرقابي نقلة نوعية، وحتى في مواقف الحكومة هنالك تأكيدات من رئيس الوزراء بوجوب التعاون مع لجنة النزاهة النيابية وهذا كله موضع إشادة وتقدير من اللجنة”.وأكدت نصيف، أن “بعضًا من حالات سحب اليد والإحالة للتحقيق التي يوجه بها رئيس الوزراء تبدأ بطلب من اللجنة بناءً على وثائق وأدلة وأيضاً بعض حالات التوجه لتسمية أشخاص لمناصب يتم إيقاف التنفيذ بسبب ملفات نقدمها للحكومة تشير إلى وجود شبهات فساد ضدهم”.وأشارت إلى، أن “الدعم الحكومي للجنة النزاهة ارتقى بالعمل الرقابي للبرلمان بشكل يفوق ربما الجانب التشريعي”.

مقالات مشابهة

  • الرقابة المالية: إلزام مؤسسات الدولة بتطبيق النظام المحاسبي الموحد مطلع العام 2026
  • النزاهة النيابية:استجواب الوزراء ضمن “خطتنا الرقابية”
  • قانون العفو العام “وجهة نظر تحليلية”
  • ترامب: سنطلب من الدول الأوروبية تقديم المزيد من الدعم المالي لـ«الناتو»
  • التنسيقية في أسبوع.. نشاط مكثف بالأسبوع الأخير لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. وندوتان عن "النظام الانتخابي" و"الفن ودعم القضية الفلسطينية"
  • قيصر يكشف هويته.. أطالب برفع العقوبات التي ساهمت صوري بفرضها
  • بن عبيد: تراجع الشباب سببه نقص الدعم المالي.. فيديو
  • تدخل مسؤولي الاحزاب في أعمال الحكومة .. الى أين ..؟
  • البنك المركزي العماني يكشف عن مجموعة من المبادرات الرقابية والتنظيمية المبتكرة