إسرائيليون يحملون نتنياهو مسؤولية تدهور صحة الأسرى
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
#سواليف
حملت #عوائل #أسرى #إسرائيليين بقطاع #غزة، السبت، رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو #مسؤولية #تدهور صحة أبنائهم بسبب عرقلته المتكررة لمفاوضات إطلاق سراحهم على مدى أشهر طويلة.
وطالبت العوائل الشارع الإسرائيلي بالخروج في مظاهرات للضغط على الحكومة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بشكل كامل.
جاءت هذه التصريحات بعد تصاعد الجدل في إسرائيل إثر عرض مشاهد متلفزة للأسرى الثلاثة الذين أُفرج عنهم من غزة اليوم، حيث ظهروا بأجساد نحيلة وحالة صحية متدهورة، على عكس دفعات التبادل السابقة التي كان الأسرى فيها يظهرون بصحة جيدة.
مقالات ذات صلة منخفض جوي مُصنّف من الدرجة الأولى يؤثر غدا 2025/02/08وأرجع مراقبون هذا التدهور في صحة الأسرى الثلاثة إلى #سياسة_التجويع التي اتبعتها #إسرائيل في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية من #حرب_الإبادة الجماعية، التي امتدت لقرابة 16 شهرا.
نتنياهو يتوعد
وفي تجاهل لدوره في تعطيل مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى واعتماد سياسة التجويع، وصف نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه مشاهد الأسرى الثلاثة بأنها “صادمة”، متوعدا بأنها “لن تمر مرور الكرام”.
وفي رد سريع عليه وجهت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي “ماتان” المحتجز في غزة، انتقادات حادة لنتنياهو، حيث تساءلت باستنكار: “ماذا كنت تتوقع أن يحدث وأنت تواصل تعطيل الصفقة تلو الأخرى؟”.
وأضافت محذرة: “إذا لم يتم إطلاق سراح ابني قريبًا، فلن ينجو من هذا الجحيم”.
واستطردت تسينغاوكر قائلة لنتنياهو: “بينما يبكي الشعب كله على حالتهم (الأسرى الثلاثة المطلق سراحهم)، تتنزه أنت في واشنطن (حيث يزورها حاليا) وتحاول إفشال مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ قبل 6 أيام”.
ودعت الإسرائيليين إلى التحرك العاجل قائلة: “أدعو الجميع إلى النزول للشارع فورًا، لا وقت للانتظار. علينا تنفيذ الاتفاق بالكامل، وتسريع وتيرة الإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى بغزة)”.
وعلى غرار تصريحات تسينغاوكر، تناقلت وسائل إعلام عبرية تصريحات مماثلة من أهالي أسرى آخرين، حملوا فيها نتنياهو المسؤولية عن تدهور صحة ذويهم بسبب عرقلة مفاوضات إطلاق سراحهم.
ومرارا على مدى الأشهر الماضية، دعت “حماس” المجتمع الدولي إلى الضغط على حكومة نتنياهو لوقف سياسة التجويع في قطاع غزة والسماح بإدخال الطعام والدواء اللازمين لإنقاذ حياة الأسرى.
إلا أن نتنياهو ظل يرفض هذه الدعوات بشكل مستمر.
فيما أكد الأسرى الإسرائيليون المطلق سراحهم في دفعات التبادل السابقة، خلال الأسبايع الأخيرة، أنهم تلقوا معاملة جيدة في غزة، مشيرين إلى أن خوفهم الأكبر كان من القصف الإسرائيلي العشوائي، وليس من الفلسطينيين.
وهذه الرواية أكدها أيضا الأسرى الثلاثة الذين أفرج عنهم اليوم.
ردود فعل إسرائيلية
ورغم هذه الشهادات، استمر مسؤولون إسرائيليون في تجاهل مسؤولية حكومتهم عن تدهور الأوضاع الصحية لبعض الأسرى نتيجة سياسة التجويع التي أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وبدلا من ذلك، ألقى هؤلاء المسؤولون باللوم على “حماس”.
فقد زعم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عبر منصة إكس، أن مشاهد الأسرى الثلاثة الذين أُفرج عنهم اليوم تمثل “جريمة ضد الإنسانية”.
For over a year, the entire international community has danced to the tune of the false propaganda of so-called ‘starvation’ in Gaza.
But the images don’t lie:
Hamas terrorists and other Gaza residents look perfectly fine.
The Israeli hostages look like Holocaust survivors and… pic.twitter.com/5wbDcztmtg
بدوره، زعم وزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان، أن “الشعب الإسرائيلي بأسره (…) يشعر بالغضب الشديد بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأسرى”، على حد وصفه.
أما وزير الخارجية غدعون ساعر، فقد شبّه حالة الأسرى الثلاثة في منشور له عبر إكس بـ”الناجين من الهولوكوست”.
شكر من الأسرى الإسرائيليين
إلا أن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين أُفرج عنهم السبت من غزة وجهوا رسالة شكر لكتائب “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، مؤكدين أن بقاءهم على قيد الحياة كان بفضل رعاية “القسام” لهم.
وأعربوا عن غضبهم من حكومة بلادهم التي وصفوها بأنها “فاشلة”.
فمن على منصة إطلاق سراحهم في مدينة دير البلح وسط غزة، قال “أوهاد بن عامي” (56 عاما): “لقد حافظت كتائب القسام علينا ومنحتنا الطعام والشراب والدواء على مدى 16 شهرا في غزة، وبفضلهم أنا على قيد الحياة لذا أقول شكرا جزيلا لهم”.
فيما دعا إيلي شعربي (54 عاما) الحكومة الإسرائيلية إلى مواصلة مفاوضات غزة، موجها الشكر لعناصر “القسام” لأنهم حافظوا على حياته.
وأضاف: “أقول لعائلات الأسرى اخرجوا وتظاهروا واطلبوا من الحكومة الإسرائيلية المضي نحو المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة”.
من جهته، قال أور ليفي (34 عاما): “أشكر كتائب القسام لأنهم اعتنوا بي أثناء إصابتي، وقدموا لي الطعام والماء والدواء. لقد اهتموا بي، وأنا على قيد الحياة بفضلهم. شكراً لهم”.
انتقادات لحكومة نتنياهو
هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين اعتبرت بدورها أن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى الثلاثة الذين أُفرج عنهم اليوم من غزة تشكل “دليلا صارخا” على خطورة الأوضاع التي يواجهها بقية الأسرى، مطالبة حكومة نتنياهو بالإسراع بإطلاق سراحهم بدل المماطلة في المفاوضات.
وأضافت عبر بيان: “يجب علينا إخراج الجميع من هناك الآن، حتى الأسير الأخير”.
في السياق، انتقد رئيس حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي يائير غولان بطء حكومته في عمليات الإفراج عن الأسرى.
وكتب غولان عبر منصة إكس: “صور أوهاد، إيلي، وأور الذين عادوا بعد 491 يوما في الأسر هي شهادة حيّة صارخة. يجب أن نعيدهم جميعا الآن. وقتهم ينفد، وكل دقيقة تأخير تشكل تهديدا لحياتهم”.
بدوره، شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجوما على نتنياهو قائلا: “هل اكتشفت للتو أن وضع المختطفين صعب؟ ألم تكن تعرف ذلك؟ هذا الأمر كان واضحا في الوثائق الاستخبارية التي وضعت على مكتبك خلال الأشهر الأخيرة. لقد رأيت هذه التقارير مثلما رأيتها أنا”.
من جهته، صرح وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بأن تدهور صحة الأسرى الإسرائيليين في غزة كان أمرا معروفا لدى إسرائيل منذ مدة طويلة.
وأضاف عبر منصة إكس: “هذه دعوة أخرى للتحرك واتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة المختطفين”.
حماس ترد
في المقابل، أكدت حركة حماس أن “المقاومة الفلسطينية” بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لديها رغم القصف الإسرائيلي على مدى أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، ومحاولات نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم.
وقالت الحركة: “التزمت مقاومتنا بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، وبذلت جهدا كبيرا للحفاظ على حياتهم رغم القصف الصهيوني ومحاولات مجرم الحرب نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم”.
ومع تسليم الدفعة الخامسة، يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سلمتهم الفصائل في غزة ضمن صفقة التبادل الحالية إلى 16.
وفي وقت سابق، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة للتبادل.
ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف عوائل أسرى إسرائيليين غزة نتنياهو مسؤولية تدهور سياسة التجويع إسرائيل حرب الإبادة الأسرى الإسرائیلیین الأسرى الثلاثة سیاسة التجویع إطلاق سراحهم تدهور صحة على مدى فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللان: الاحتجاجات العسكرية ضغط غير مسبوق يهدد خطط نتنياهو
اتفق خبراء ومحللون على أن الاحتجاجات المتصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي تشكل ضغطاً غير مسبوق على الحكومة، مما قد يؤثر بشكل جوهري على مسار الحرب في قطاع غزة وقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأهداف السياسية المعلنة.
فقد أوضح الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، أن توالي العرائض والرسائل المطالبة بإعادة المختطفين وإنهاء الحرب يُعد ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل.
وقال إن هذه العرائض بهذا الكم الهائل أمر غير مسبوق في تاريخ العسكرية الإسرائيلية، مقارنة بما حدث في حرب لبنان الأولى عام 1982 أو خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 2000.
وأضاف أن هذه العرائض تحمل توقيع الآلاف من جنود الاحتياط السابقين والحاليين، وهو ما يشكل كابوساً للحكومة الإسرائيلية ولرئيس هيئة الأركان إيال زامير، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي إلى انقسام حقيقي في صفوف الجيش ويشجع جنودا آخرين على التوقيع.
الاحتجاج الصامت
ولفت مصطفى إلى ظاهرة أخرى تتمثل في "الاحتجاج الصامت" داخل منظومة الاحتياط الإسرائيلية، حيث يرفض جنود الاحتياط الالتحاق بوحداتهم العسكرية.
وقال إن نسبة الالتزام في بعض الوحدات العسكرية انخفضت إلى 50%، وفي وحدات أخرى إلى 40%، وهذا يعني أن هناك حالة احتجاج صامت واسعة النطاق إلى جانب الاحتجاج العلني والصاخب.
إعلانوأكد مصطفى أن الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي يمثل "كابوساً" للقيادة، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤثر على العمليات العسكرية وعلى الدافعية وحافز الجنود لتنفيذ عمليات في داخل قطاع غزة.
وأضاف أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انقسام صامت ورفض قد ينخر الجيش من الداخل، ولن تكون هناك قناعات عند الوحدات العسكرية وقسم كبير من الضباط والجنود في العمليات العسكرية التي ينفذونها في قطاع غزة.
من جانبه، أشار الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، إلى وجود علاقة طردية بين الإخفاق الميداني الإسرائيلي وزيادة وحشية العمليات العسكرية.
وقال إن ما يجري من تكثيف للعمليات العسكرية واستهداف للأعيان المدنية والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة والصليب الأحمر هو في الواقع محاولة للتغطية على حقيقة الإخفاق الميداني.
وأضاف أن جيش الاحتلال ليس لديه على إرادة قتال كافية وليس عنده جاهزية معنوية لخوض حرب حقيقية، وعنده إخفاق ميداني لم يحقق إنجازاً نوعياً، لكنه يقوم بالتغطية على هذا برفع منسوب الوحشية.
وفي قراءة للوضع الحالي أشار شاكر إلى أن المشهد يقترب من "نقطة تحول" نتيجة لتضافر عدة عوامل، منها الضغوط الداخلية المتمثلة في الاحتجاجات، والضغوط الخارجية المتمثلة في الجبهة الإقليمية المفتوحة مع اليمن، والأولوية الأميركية للتهدئة في الأسابيع المقبلة، خاصة مع مجيء الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة.
وأوضح أن الأميركيون سيدركون في لحظة معينة أنه لا بد من وقف هذا "العبث"، خاصة أن هذا العبث يرتد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بكثير من النقد وضعف قدرة القتال والإنهاك، وخاصة إذا لم يرفع الفلسطيني الراية البيضاء.
ديرمر لا يفهم ملف الأسرى
وحول الاحتجاجات ضد وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، والذي يُتهم بعرقلة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، قال مصطفى إن ديرمر سياسي أميركي حصل على الجنسية الإسرائيلية حديثاً.
إعلانولفت إلى أنه لا يفهم أهمية ملف الأسرى في المجتمع الإسرائيلي، فهو ليس إسرائيلياً بالمفهوم الثقافي ولا يعي التجربة الإسرائيلية، واعتبر أن تعيينه في الوفد المفاوض كان خطأً كبيراً، وأكبر دليل على ذلك أن ملف الأسرى لم يكن أولوية عند الحكومة الإسرائيلية.
وقارن مصطفى بين تأثير الاحتجاجات العسكرية والاحتجاجات الشعبية المدنية، وخلص إلى أن الاحتجاج داخل الجيش يؤثر أكثر من الاحتجاج الاجتماعي.
واستشهد بتجربة احتجاجات عام 2023 ضد التغييرات الدستورية، وقال إن الذي أثر في الحكومة الإسرائيلية هو تهديد طياري سلاح الجو -وأغلبهم من الاحتياط- بعدم الالتزام بالخدمة العسكرية، وهذا ما أدى في النهاية إلى تراجع الحكومة عن التغييرات الدستورية.
وفي وقت سابق، وقَّع أمس الأحد 200 طبيب وطبيبة احتياط من وحدات مختلفة بالجيش عريضة طالبوا فيها بإعادة الأسرى من غزة وبوقف حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، وفق القناة 13 العبرية.
ومنذ الخميس الماضي تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، وذلك من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة.