صلاة الحاجة.. معجزة قضاء الحاجة وتحقيق الأمنيات
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
تلجأ قلوب المسلمين إلى الله في كل وقت وحين، خاصة عند اشتداد الكروب أو الرغبة في تحقيق أمر معين، ومن العبادات التي سنَّها النبي ﷺ للتقرب إلى الله في مثل هذه الأحوال صلاة الحاجة، التي يؤديها المسلم طلبًا لقضاء حاجته، سواء كانت متعلقة بأمور دنيوية أو حاجات أخروية.
وقد أجمعت آراء جمهور الفقهاء على استحباب هذه الصلاة، مستدلين بأحاديث النبي ﷺ التي توضح مشروعيتها وكيفية أدائها.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الحاجة من العبادات المستحبة، وليست فرضًا أو واجبًا، وإنما هي من السنن التي وردت عن النبي ﷺ، حيث شرعها الإسلام لتكون وسيلة للمسلم يلجأ بها إلى الله تعالى، متضرعًا إليه بالدعاء لطلب العون والتوفيق في أمر من أمور حياته.
وأوضحت الإفتاء أن جمهور الفقهاء أقروا مشروعيتها، مستدلين بما رواه الترمذي وابن ماجه عن النبي ﷺ أنه قال:
"من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحدٍ من بني آدم؛ فليتوضَّأ وليُحسن الوضوءَ، ثم ليصلِّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، لا تدعْ لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين."
كيفية أداء صلاة الحاجةأوضحت دار الإفتاء أن المسلم إذا أراد أداء صلاة الحاجة، فإنه يبدأ بالوضوء وإحسان الطهارة، ثم يصلي ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم، وبعد التسليم يرفع يديه بالدعاء ويبدأ بالثناء على الله تعالى، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بالدعاء الوارد عن النبي ﷺ، وهو الدعاء الذي ورد في الحديث السابق.
وأشارت الإفتاء إلى أنه لا يوجد وقت محدد لصلاة الحاجة، فهي تصح في أي وقت من الليل أو النهار، إلا في الأوقات التي ورد النهي عن الصلاة فيها، وهي بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وعند استوائها في كبد السماء حتى تميل، وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
أهمية الدعاء واليقين بالإجابةشددت دار الإفتاء المصرية على أن صلاة الحاجة ليست مجرد ركعتين يؤديهما المسلم، بل هي وسيلة روحية عميقة تقرب العبد من ربه، إذ تعتمد على الإخلاص في الدعاء، واليقين بأن الله تعالى يسمع ويرى ويستجيب متى شاء.
وأضافت أن من آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم التحلي بها أثناء صلاة الحاجة:
الإخلاص لله تعالى، واستشعار الحاجة إليه وحده.استقبال القبلة ورفع اليدين بالدعاء.البدء بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ.الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، لقول النبي ﷺ: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي." (رواه البخاري ومسلم).حسن الظن بالله واليقين بأن الخير فيما يختاره الله للعبد.هل يمكن تكرار صلاة الحاجة؟أكدت دار الإفتاء أن صلاة الحاجة لا تُقيَّد بعدد معين، بل يجوز للمسلم أن يصليها مرة أو يكررها أكثر من مرة، مادام لم يتحقق له مراده بعد، شريطة أن يظل متوكلًا على الله، راضيًا بقضائه، متيقنًا أن الله يُدبِّر الأمر لما فيه الخير لعباده.
وختمت الإفتاء المصرية بيانها بتذكير المسلمين بأن الدعاء هو جوهر العبادة، وأن الله لا يرد يد عبدٍ رُفعت إليه بالدعاء، داعيةً الله أن يتقبل دعاء المسلمين، ويقضي حوائجهم، وييسر أمورهم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء صلاة الحاجة صلاة الحاجة الدعاء أداء صلاة الحاجة كيفية أداء صلاة الحاجة صلاة الحاجة دار الإفتاء إلى الله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
شهر رمضان.. رحمات تتنزل
لشهر رمضان روحانيته المعروفة التي تعم المحيط منذ الإعلان عنه، حين تعلو صوت الآيات تتلى في المنزل طيلة الوقت، ورائحة طبخ الأمهات في النهار، وهمهمة سين الدعاء والعائلة مجتمعه حول مائدة الإفطار بانتظار آذان المغرب.
قد يكون مررت بأيام سيئة مضت، وقد قضيت وقتًا شعرنا وكأن كل شيء أغلق أبوابه أمام سعي حياتنا، ما يشعرنا حينها بالسوء، لكنه منذ أن يدخل، فإنه يجيء جابرًا لما كنا فيه، يطبطب على صدورنا بالسكنية، ويغمرنا بالطمأنينة، نلاحظ فيه الإختلاف، ونعلم بأننا سنكون بخير، ينتظم فيه الوقت، وننجز ما تكاسلنا، أو ما حبسنا حابس عن القيام به أمر فوق طاقة فعله، هو الشهر الوحيد في عام كامل الذي -أشعر فيه بصورة خاصة- بأنه يمكنني أن أعيش ساعات يومي بصورة منظمة، وإنجاز لاينقطع، لأن الكون كله مسخر بأمر الله أن يكون على وتيرة واحدة، وروتين لا يمل.
لروتين رمضان حب يغمر الجميع، نتشارك فيه العادات ونحولها لسعادة، حتى وإن كان بعضها يدخل فيه الغضب، فحماسة التجهيز المنازل لرمضان بالأنوار، ونشرها في مواقع السوشال ميديا، طعمه الخاص، وتشغيل التلفاز على صلاة التروايح من الحرم المكي، عادة معظم البيوت، والبحث عن اسم “الخضري” لشراء السوبيا، يشارك سباق اللحاق بالمنزل قبل الغروب، ولعب كرة الطائرة بعد صلاة التروايح، وتشارك الأم وبناتها طبخ طعام الإفطار، وغيرها من العادات المختلفة التي لها طعمها الخاص في هذا الشهر العظيم.
لكنه رمضان، شهر العبادات والتقرب لله بها، لأنه العمل الذي يُجزي به دون أن نعلم ماهي مكافأة الصوم، والأجمل هو شهر الدعاء، واجابته، نعم استشعرت هذا الأمر حين هممت بالدعاء مرة، فأدركت أن جميع دعوات الرمضانات خلال الخمس الأعوام التي مضت، قد أُجيبت لي، رغم توقعي أن منالها بعيد، حينها لم أتوقف، بل رفعت أكفي لمجيب الدعاء، وبدأت أكرر دعوتين، أعلم أني في رمضان القادم، سوف تستجاب لي. ولهذا منذ اللحظة التي يتم الإعلان عن دخوله، تعم الأجواء طمأنينة القلب والروح، وكأننا محاطين بمنزل زجاجي، وظيفته أن يبثَّ السكينة في الأرجاء.
i1_nuha@