#الفشل_الأمريكي في #إنقاذ #الطيارين #الأسرى من #فيتنام الشمالية
#موسى_العدوان

الفشل في الحروب التقليدية والعمليات الخاصة، سمة مميزة للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها الحديث. ومن الأمثلة على ذلك دون البحث في التفاصيل، ما عرفناه من نتائج حروبها في كوريا، فيتنام، أفغانستان، الصومال، ومؤخرا العراق.

أما في عملياتها الخاصة، فقد منيت بالفشل في إنقاذ الرهائن من معتقل ” سونتي ” في فيتنام الشمالية، وفي إنقاذ الرهائن من سفارتها في إيران، وفي كارثة المارينز في بيروت، وفي سحب قواتها ومستشاريها من الصومال.

سأتحدث في هذا المقال ذو الطبيعة العسكرية، التي تهم العسكريين بشكل خاص، عن محاولة إنقاذ الأسرى الأمريكيين في فيتنام الشمالية ، وما رافقها من فشل بصورة موجزة، إذ كنت قد كتبت مقالا مطولا عن هذه العملية ، على موقع المقر الإخباري بتاريخ 11 \ 2 \ 2015، ويمكن لمن أراد من العسكريين الاستفادة من الموضوع ، البحث عنه في الشبكة العنكبوتية.

في عام 1970 ، حصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية ” الأدميرال مور ” على موافقة الرئيس الأمريكي نيكسون للقيام بعملية إنقاذ الرهائن الأمريكيين وعددهم 70 طيارا ، من معتقل سونتي في فيتنام الشمالية. وكان الفيتناميون الشماليون يستعملون هؤلاء الرهائن كوسيلة ضغط على الأمريكيين في محادثات السلام الجارية بين الطرفين.

مقالات ذات صلة الذين ستعيدهم واشنطن إلى الأردن 2025/02/08

جرى التخطيط للعملية من قبل هيئة الركن في مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة. وتم اختيار العقيد ” سمسونز ” قائدا لتلك العملية لما عُرف عنه من شجاعة ، وخبرة في العمليات الخاصة، ووافق هو على تنفيذ هذه العملية الخطرة. فقام باختيار 56 مقاتلا من المتطوعين للعملية من القوات الخاصة. قُدّر وقت تنفيذ عملية الاقتحام أن لا يزيد عن 26 دقيقة. وتم إجراء التمارين لعملية الاقتحام على أهداف مشابهة 175 مرة، وعلى عملية الهبوط الاضطراري 31 مرة.

وتم تخصيص 3 طائرات نقل نوع
C – 130 واحدة منها للتزويد بالوقود واثنتان تالون مزودتان بمعدات الملاحة ومعدات الرؤية الليلية. و5 طائرات عمودية ثلاثة للنقل واثنتان مسلحتان برشاشات 7,62 ملم، وطائرتي C – 1، وتم اختيار أقرب مكان أمين لتنفيذ العملية في قاعدة ” تاكلي ” في تايلاند، ووضعت خطة الدلالة والطيران إلى الهدف على ارتفاعات منخفضة لتجنب كشفها من قبل رادارات الفيتناميين. قُسّم فريق الاقتحام إلى ثلاثة مجموعات:

المجموعة الأولى : تتألف من 14 مقاتلا مسلحين بأسلحة أوتوماتيكية صامته بقيادة ” النقيب ميدوز “، مهمتهم الهبوط بالطائرة العمودية هبوطا اضطراريا ( ( Crash Landingداخل المعتقل وإطلاق سراح الأسرى، بعد أن تقوم إحدى الطائرات العمودية المسلحة بتدمير أبراج الحراسة حول المعتقل وقتل أفراد حرسها، ومن ثم تفجير الطائرة في مكانها بعد انتهاء المهمة. المجموعة الثانية : تتألف من 20 مقاتلا مسلحين بأسلحة متوسطة بقيادة ” المقدم سدنور ” وتمثل فريق الحماية، مهمتها الهبوط خارج سور المعتقل، وتركز رشاشات م 60 لتغطي طرق الاقتراب ومنع العدو من التدخل بمجموعات الاقتحام. المجموعة الثالثة : تتألف من 22 مقاتلا مسلحين بأسلحة متوسطة بقيادة ” العقيد سمسونز “، مهمتها أن تشكل مجموعة التعزيز، وتهبط بالطائرة العمودية خارج أسوار المعتقل بعد هبوط المجموعة الأولى بثواني، وتفتح فتحة في سور المعتقل لتدخل من خلاله إلى داخل المعتقل، وفي الوقت نفسه تقوم المجموعة الأولى بفتح أقفال الزنازين وإطلاق سراح الأسرى.

يرافق عملية الإغارة هجمات خداعية على العاصمة هانوي، من قبل سلاح البحرية وسلاح الجو، للفت الانتباه بعيدا عن موقع العملية الحقيقية. وعلى الطائرات العمودية بعد إفراغ حمولتها من قوة الاقتحام، العودة إلى نقطة الانتظار التي تبعد ميلا واحدا عن المعتقل، بانتظار الأمر بإخلاء فريق الاقتحام والأسرى المحررين من المعتقل، حيث تنتظرهم طائرات النقل C – 141.

في الساعة 2320 مساء يوم الجمعة 20 نوفمبر غادرت قوة الإغارة قاعدة ” تاكلي ” في ثلاث طائرات عمودية، متجهة إلى هدفها تقودها طائرة تالون C- 130 ) إضافة لطائرتي C – 141كانتا ستنتظران على الطريق المعبد لإخلاء الأسرى ). وعند الاقتراب من الهدف انحرفت الطائرة القائدة ( ميدوز) عن الهدف ثم عدلت الخطأ ، وهبطت هبوطا اضطراريا في فناء المعتقل، محدثة ضجة كبيرة، واندفع المقاتلون لتفتيش المعتقل وإنقاذ الأسرى.

وهناك كانت المفاجأة الكبرى . . إذ كان المعتقل خال من الأسرى . . فعادت قوة الإغارة تجر أذيال الفشل، دون أن يرافقها أسير أمريكي واحد. إذ كان الفيتناميون الشماليون قد اخلو المعتقل من الأسرى، قبل تنفيذ الإغارة بأربعة أشهر، خوفا على حياتهم من الفيضانات، التي قد تجتاح المنطقة في موسم الشتاء، وليس تحسبا لقيام الأمريكان بإنقاذهم من المعتقل.

أما المفاجأة الأخرى والأغرب من الخيال، فكانت عندما عُلم بأن محللي الاستخبارات الدفاعية الأمريكيين، كانوا يعرفون خلو معتقل سونتي من الأسرى الأمريكان قبل تنفيذ العملية، وأن الوحيدين الذين لا يعرفون تلك المعلومات هم فقط قوة الإغارة ومخططوها. ولكنهم عرفوها فيما بعد من خلال الطريق الصعب الذي سلكوه، عندما نفذوا عملية إغارة عمياء فاشلة، استنزفت الكثير من الجهد والوقت، دون الاعتماد على معلومات استخبارية دقيقة.

التاريخ : 8 \ 2 \ 2025

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الفشل الأمريكي إنقاذ الطيارين الأسرى فيتنام موسى العدوان

إقرأ أيضاً:

إنقاذ 3 أشخاص من موت وشيك في الشلف

تدخلت مصالح الحماية المدنية في الشلف، منتصف نهار اليوم الجمعة، لأجل حادث تسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، خلف 3 ضحايا.

وحسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، تعرض الضحايا للتسمم بالغاز المنبعث من المدفأة وسخان الماء. بالمكان المسمى حي 200 مسكن، ببلدية أولاد فارس.

وخلف الحادث تسمم 3 أشخاص، وجدوا فاقدين للوعي وفي حالة حرجة، حيث تم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى المحلي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • حوحو :”أشكر اللاعبين على الحرارة رغم الفشل في التتويج “
  • شراكة بين القابضة في الإمارات والاستثمار الحكومي في فيتنام
  • غضب إسباني ضد إسرائيل ورئيس الشاباك يعتذر وكوريا الشمالية تلوح بالنووي وتحرير 183 أسيرا فلسطينيا (فيديو)| عاجل
  • الرئيس الأمريكي: سنقيم علاقات مع كوريا الشمالية
  • أحمد بن سعيد يزور مركز تدريب الطيارين في فلاي دبي
  • إنقاذ 3 أشخاص من موت وشيك في الشلف
  • خبير استراتيجي: مقترح تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية خط أحمر لمصر ومصيره الفشل
  • كارثة تهدد حياة مرضى الفشل الكلوي في عدن بسبب انقطاع الكهرباء
  • الريال اليمني في وضع كارثي والحكومة تتخبط في الفشل ''أسعار الصرف الآن''