الفشل الأمريكي في إنقاذ الطيارين الأسرى من فيتنام الشمالية
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
#الفشل_الأمريكي في #إنقاذ #الطيارين #الأسرى من #فيتنام الشمالية
#موسى_العدوان
الفشل في الحروب التقليدية والعمليات الخاصة، سمة مميزة للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها الحديث. ومن الأمثلة على ذلك دون البحث في التفاصيل، ما عرفناه من نتائج حروبها في كوريا، فيتنام، أفغانستان، الصومال، ومؤخرا العراق.
سأتحدث في هذا المقال ذو الطبيعة العسكرية، التي تهم العسكريين بشكل خاص، عن محاولة إنقاذ الأسرى الأمريكيين في فيتنام الشمالية ، وما رافقها من فشل بصورة موجزة، إذ كنت قد كتبت مقالا مطولا عن هذه العملية ، على موقع المقر الإخباري بتاريخ 11 \ 2 \ 2015، ويمكن لمن أراد من العسكريين الاستفادة من الموضوع ، البحث عنه في الشبكة العنكبوتية.
في عام 1970 ، حصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية ” الأدميرال مور ” على موافقة الرئيس الأمريكي نيكسون للقيام بعملية إنقاذ الرهائن الأمريكيين وعددهم 70 طيارا ، من معتقل سونتي في فيتنام الشمالية. وكان الفيتناميون الشماليون يستعملون هؤلاء الرهائن كوسيلة ضغط على الأمريكيين في محادثات السلام الجارية بين الطرفين.
مقالات ذات صلة الذين ستعيدهم واشنطن إلى الأردن 2025/02/08جرى التخطيط للعملية من قبل هيئة الركن في مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة. وتم اختيار العقيد ” سمسونز ” قائدا لتلك العملية لما عُرف عنه من شجاعة ، وخبرة في العمليات الخاصة، ووافق هو على تنفيذ هذه العملية الخطرة. فقام باختيار 56 مقاتلا من المتطوعين للعملية من القوات الخاصة. قُدّر وقت تنفيذ عملية الاقتحام أن لا يزيد عن 26 دقيقة. وتم إجراء التمارين لعملية الاقتحام على أهداف مشابهة 175 مرة، وعلى عملية الهبوط الاضطراري 31 مرة.
وتم تخصيص 3 طائرات نقل نوع
C – 130 واحدة منها للتزويد بالوقود واثنتان تالون مزودتان بمعدات الملاحة ومعدات الرؤية الليلية. و5 طائرات عمودية ثلاثة للنقل واثنتان مسلحتان برشاشات 7,62 ملم، وطائرتي C – 1، وتم اختيار أقرب مكان أمين لتنفيذ العملية في قاعدة ” تاكلي ” في تايلاند، ووضعت خطة الدلالة والطيران إلى الهدف على ارتفاعات منخفضة لتجنب كشفها من قبل رادارات الفيتناميين. قُسّم فريق الاقتحام إلى ثلاثة مجموعات:
يرافق عملية الإغارة هجمات خداعية على العاصمة هانوي، من قبل سلاح البحرية وسلاح الجو، للفت الانتباه بعيدا عن موقع العملية الحقيقية. وعلى الطائرات العمودية بعد إفراغ حمولتها من قوة الاقتحام، العودة إلى نقطة الانتظار التي تبعد ميلا واحدا عن المعتقل، بانتظار الأمر بإخلاء فريق الاقتحام والأسرى المحررين من المعتقل، حيث تنتظرهم طائرات النقل C – 141.
في الساعة 2320 مساء يوم الجمعة 20 نوفمبر غادرت قوة الإغارة قاعدة ” تاكلي ” في ثلاث طائرات عمودية، متجهة إلى هدفها تقودها طائرة تالون C- 130 ) إضافة لطائرتي C – 141كانتا ستنتظران على الطريق المعبد لإخلاء الأسرى ). وعند الاقتراب من الهدف انحرفت الطائرة القائدة ( ميدوز) عن الهدف ثم عدلت الخطأ ، وهبطت هبوطا اضطراريا في فناء المعتقل، محدثة ضجة كبيرة، واندفع المقاتلون لتفتيش المعتقل وإنقاذ الأسرى.
وهناك كانت المفاجأة الكبرى . . إذ كان المعتقل خال من الأسرى . . فعادت قوة الإغارة تجر أذيال الفشل، دون أن يرافقها أسير أمريكي واحد. إذ كان الفيتناميون الشماليون قد اخلو المعتقل من الأسرى، قبل تنفيذ الإغارة بأربعة أشهر، خوفا على حياتهم من الفيضانات، التي قد تجتاح المنطقة في موسم الشتاء، وليس تحسبا لقيام الأمريكان بإنقاذهم من المعتقل.
أما المفاجأة الأخرى والأغرب من الخيال، فكانت عندما عُلم بأن محللي الاستخبارات الدفاعية الأمريكيين، كانوا يعرفون خلو معتقل سونتي من الأسرى الأمريكان قبل تنفيذ العملية، وأن الوحيدين الذين لا يعرفون تلك المعلومات هم فقط قوة الإغارة ومخططوها. ولكنهم عرفوها فيما بعد من خلال الطريق الصعب الذي سلكوه، عندما نفذوا عملية إغارة عمياء فاشلة، استنزفت الكثير من الجهد والوقت، دون الاعتماد على معلومات استخبارية دقيقة.
التاريخ : 8 \ 2 \ 2025
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الفشل الأمريكي إنقاذ الطيارين الأسرى فيتنام موسى العدوان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتلاعب بأرواح مرضى الفشل الكلوي في غزة
غزة- تخشى المريضة الخمسينية راوية كامل عبد الله أن تفقد حياتها، قبل أن تأتيها فرصة السفر إلى الخارج للعلاج، في ظل قيود وتعقيدات يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سفر جرحى الحرب والمرضى من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر.
على جهاز غسيل الكلى في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، تلقي راوية (54 عاما) جسدها المثقل بالمرض، وبعيون تملؤها الدموع، تقول للجزيرة نت، "لدي 3 بنات وبدي (أريد) أفرح بهن".
يشغل بال راوية التفكير في مرضها ومصيرها وبناتها الثلاث، ويعتصرها الحزن والألم من إصابتها بهذا المرض في سن مبكرة، ولمّا تحقق أمنيتها بعد كأي أم تتمنى أن تزف ابنتها إلى عريسها، تقول "أمنيتي أن أطمئن عليهن قبل أن يحدث لي أي مكروه" تضيف بنبرة ألم ورجاء.
قبل ثلاثة أعوام أصيبت راوية بمرض الفشل الكلوي، ومنذ ذلك الحين دأبت على المتابعة في قسم غسيل الكلى، ثلاث مرات أسبوعيا، وتصف يوم ذهابها إلى غسيل الكلى بأنه "شاق جدا"، وتقضي ثلاث ساعات على جهاز الغسيل، وهو "أمر مرهق ويذكرني بمرضي وببناتي وبحياتي المعلقة بمعبر رفح".
إعلانوكانت راوية على موعد لإجراء عملية زراعة كلى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، صبيحة 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023، وقد ألغيت لتزامنها مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى".
وتقول هذه المريضة، إن فريقا طبيا أوروبيا عاين حالتها خلال زيارته القطاع، وتم تحديد الموعد لها لإجراء عملية زراعة الكلى بتبرع من ابنتها ريم (32 عاما)، وبصوت متعب تضيف "لكن كل شيء انهار وتبدلت أحوالنا مع هذه الحرب".
ولم يطل صمت رواية وتابعت "ومنذ ذلك اليوم دخلنا في دوامة لا نعرف نهايتها"، مشيرة إلى أنها خاضت مع زوجها وبناتها رحلة نزوح مريرة، وعادت إلى منزلها المدمر جزئيا في مدينة خان يونس، بعد انسحاب قوات الاحتلال من المدينة، إثر عملية اجتياح بري بدأتها في ديسمبر/كانون الأول عام 2023 واستمرت لأربعة شهور.
"شو ذنبنا"؟
ومنذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي تنتظر راوية أن يأتيَ دورها للسفر إلى الخارج وإجراء عملية زراعة الكلى، لتعود إلى حياتها الطبيعية التي تفتقدها منذ أن أصابها المرض، وتتساءل: "أنا مريضة، لماذا أنتظر 6 أشهر من أجل السفر للعلاج، شو ذنبنا كمرضى؟.
وهذه المريضة واحدة من زهاء 16 ألف جريح ومريض ينتظرون على قوائم السفر، أن تسنح لهم الفرصة لمغادرة القطاع من معبر رفح البري، ويستوجب ذلك الحصول على موافقة أمنية إسرائيلية.
وبموجب البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يسمح لـ 150 جريحا ومريضا بالسفر يوميا، بناء على كشوفات مسبقة تقدم للجانب الإسرائيلي، الذي تتهمه السلطات المحلية في غزة بخرق الاتفاق وعدم الالتزام به. وخلال 35 دفعة سابقة لم يسمح بسفر أكثر من 50 حالة فقط يوميا.
ولا تتوقف معاناة مرضى الكلى عند تعقيدات السفر، وتقول راوية "إن إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ ثمانية أيام، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع للقطاع، تسببا في اختفاء كثير من السلع من الأسواق، وارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة".
"لا يوجد علاج ولا يوجد أكل صحي" يقول محمود عربي المجايدة، وكان يستمع حوارنا مع راوية، وهو يجلس على جهاز غسيل الكلى بقربها، واتفق معها في ما ذهبت إليه، وقال للجزيرة نت، "حياتنا في خطر، ويوم بعد يوم تزداد الخطورة ويفقد مرضى حياتهم في غزة وهم ينتظرون السفر للعلاج".
إعلانوالمجايدة (59 عاما) مريض بالفشل الكلوي منذ ثلاثة أعوام، ويمتلك تحويلة طبية للعلاج بالخارج، ومنذ نحو عام ينتظر فرصته بالسفر على "قوائم الجرحى والمرضى".
ويصف واقع المستشفيات في القطاع بعد شهور الحرب والحصار بأنه "مأساوي"، ويقول "حتى صالة انتظار للمرضى غير متوفرة، وننتظر في العراء بدون كراسي أو مكان مناسب، حتى يأتي دورنا للغسيل، فعدد مرضى الكلى كبير وأجهزة الغسيل قليلة … ربنا يتوب علينا من الغسيل والألم".
وكلما طالت فترة انتظاره يزيد القلق لدى المجايدة الذي يعيل أسرة مكونة من (15 فردا)، وبالنسبة له فإن السفر للعلاج يعني "بوابة لحياة جديدة"، ويتابع، إن "الانتظار صعب جدا، ويصيب بشعور من القلق، دون معرفة من سيكون أسرع، الموت أم الموافقة الأمنية على السفر والعلاج.
ويقدر مسؤول ملف إجلاء الجرحى والمرضى في وزارة الصحة، الدكتور محمد أبو سلمية، أن ما بين 5 إلى 10 مرضى يفقدون حياتهم يوميا، في انتظارهم الطويل على قوائم السفر من أجل العلاج بالخارج، واضعا ذلك في سياق "جرائم القتل غير المباشر الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة معقدة بخصوص السماح للجرحى والمرضى بالسفر من معبر رفح البري مع مصر".
وتناقص عدد مرضى الفشل الكلوي من 1150 مريضا قبل اندلاع الحرب إلى أقل من 700 مريض حاليا، ويقول أبو سلمية للجزيرة نت، إن نحو 40% من اجمالي المرضى توفوا بسبب القيود الإسرائيلية على السفر، ولعدم توفر الخدمة الطبية المناسبة لهم.
وأوضح، أن المرضى كانوا يخضعون قبل الحرب لثلاث جلسات غسيل أسبوعيا، بمعدل 4 ساعات في الجلسة الواحدة، ليمارس المريض حياته الطبيعية، ولعدم توفر الأجهزة بسبب الحرب والنزوح الكبير قُلصت إلى جلستين أسبوعيا بمعدل ساعتين في المرة الواحدة، وهذا غير كاف، يؤكد أبو سلمية.
إعلان
ووصف أبو سلمية آلية السفر الحالية بـ "العقيمة والمعقدة"، وقال، إن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق ويطلب يوميا قائمة تضم 50 مريضا فقط، ونرسلها إلى الجانب المصري ومنه إلى الجانب الإسرائيلي، والذي يرفض سفر بعض الأسماء، وهذه عملية عقيمة مع وجود نحو 16 ألف جريح ومريض بحاجة ماسة للسفر بغية العلاج.
وأضاف "إن استمرت هذه الوتيرة في السفر سنحتاج سنوات من أجل سفرهم".
ولا تخرق سلطات الاحتلال الاتفاق من حيث أعداد المرضى والجرحى وحسب، ولكنها تتلاعب كذلك بتصنيفات المرضى وأولوياتهم ومدى حاجتهم للسفر، فتوافق على حالات أقل خطورة وتماطل في حالات أكثر إلحاحا للسفر وتلقي الرعاية والعلاجات المنقذة للحياة، وفقا للمسؤول الطبي.