السيرة الذاتية لوزيرة التربية ريما كرامي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
تنشر "الوكالة الوطنية للاعلام" السيرة الذاتية لوزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي:
- أستاذة مشاركة في الإدارة التربويّة والسياسات والقيادة في قسم التربية في الجامعة الأميركيّة في بيروت، حاصلة على الشهادات التالية:
- بكالوريوس في العلوم ودبلوم لتدريس العلوم للمراحل الثانويّة، حاصلة على ماجستير الآداب في تعليم العلوم من الجامعة الأميركيّة في بيروت.
وشغلت المناصب التالية: - رئيسة دائرة التربية في الجامعة الأميركيّة في بيروت. - رئيسة اللجنة التنفيذيّة لشمعة (شبكة المعلومات التربويّة العربيّة). - عضو في الهيئة اللبنانيّة للعلوم التربويّة. - مستشارة سابقة لمشروع دراستي ومشروع الإدارة التربويّة في وزارة التربية اللبنانيّة. - مديرة ومحقّق رئيس في مشروع تمام، وهو مشروع بحثيّ تطويريّ مشترك أُطلق من خلال مذكّرة تفاهم بين مؤسّسة الفكر العربيّ والجامعة الأميركيّة في بيروت، للبدء بالإصلاح المدرسيّ والبحث عن كيفيّة بناء القدرات القياديّة من أجل التحسين المستدام في المدرسة. - قامت بتصميم وتنفيذ العديد من أنشطة التطوير المهنيّ لمديري المدارس والمشرفين، سواء بشكل مستقل أو كجزء من مبادرات الإصلاح واسعة النطاق.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمیرکی ة فی بیروت التربوی ة
إقرأ أيضاً:
فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقدية جديدة
يمثل فن اليوميات فنا عريقا في العالم شرقا وغربا إلا أن تداوله عربيا إبداعا ونقدا ظل محتشما وما زالت المكتبة العربية فقيرة على مستوى إنتاج اليوميات ونقدها وتحليلها مقارنة بمكتبات العالم.
غير أنه منذ سنوات قليلة عرفت المدونة العربية تطورا مهما بفضل ورشات الكتابة والجوائز والترجمات التي تعنى بهذا الفن، كما بدأت البحوث تنجز في هذا المجال في الجامعات العربية وخارجها ولعل أول كتاب عربي عني بفن اليوميات هو للناقد المغربي صدوق نور الدين تحت عنوان "الذات والعالم" والذي دارت فصوله حول تجربة كتابة اليوميات في الأدب المغربي المكتوب بالعربية والفرنسية: محمد شكري، عبد اللطيف اللعبي، عبد الله العروي ومحمد خير الدين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشاربlist 2 of 2غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروحend of listوصدر حديثا عن دار خريف كتاب آخر للباحثة التونسية نجوى عمامي تحت عنوان "اليوميات الخاصة في الأدب العربي الحديث" وهو أول بحث جامعي في مستوى الدكتوراه ينشر حول فن اليوميات العربية. قدم للكتاب الأكاديمي المعروف محمد القاضي المنشغل بأدب السيرة الذاتية نقدا وترجمة. وكانت الباحثة قد أصدرت قبله كتاب "قراءة نقدية في يوميات أبي القاسم الشابي" وكتابا إبداعيا في فن اليوميات تحت عنوان "يوميات امرأة حالمة".
ينطلق الكتاب من إدراج كتابة اليوميات ضمن ما يسمى بكتابة الذات، وهو أدب، كما تقول الكاتبة، ظهر في أوروبا بداية من القرن الـ18، وفيه الكتابة تقوم على محورية الذات وبالأنا الفردي. تتجه أولا وقبل كل شيء إلى كاتبها. فتنبع من الذات وتتجه إليها بصورة ارتدادية" وهو أدب ملتصق بالذات ويذكّر بتلك المقاربة الشهيرة للسيرة الذاتية باعتبارها حالة تطابق بين المؤلف والراوي والشخصية". ومن ثم فاليوميات فرع من فروع هذا الأدب الذي يحتفي بالذات وينجز بها وعنها.
وقد قسمت الباحثة كتابها إلى 4 أبواب هي: ميلاد جنس أدبي جديد في أوروبا، اليوميات الخاصة في النقد العربي، نشوئية اليوميات في المدونة العربية، وخصائص اليوميات في المدونة العربية.
فن اليومياتفي ظل التباس الآراء حول فن اليوميات، انشغلت الباحثة برصد حركة تقعيد هذا الفن الذي تعاملت معه في كتابها باعتباره جنسا أدبيا، وعادت إلى المنظرين والنقاد الفرنسيين تحديدا وفي مقدمتهم فيليب لوجون وكاثرين بوغارت وبيلاريس ديديي وميشال لولو والن جيرار، بيار باشي وفرنسواز سيموني تونان.
إعلانوحاولت الكاتبة أن تجمع الآراء المختلفة لهؤلاء الباحثين والنقاد حول اليوميات وعناصرها وأصول التسمية في اللغات اللاتينية وعلاقة اليوميات بالصحافة، وقدمت كل تعريف اجترحه ناقد من هؤلاء لليوميات، وظل تعريف فيليب لوجون أهم التعريفات التي تتخطى كل المساءلات وتفلت من كل نقد عندما قدم تعريفه لليوميات بعد أن درسها أعواما بـ"سلسلة آثار مؤرخة" ليكون هذا التعريف المختزل أكثر التعريفات ذكاء ولم يعبره تحديد جديد.
وانتهت الباحثة إلى أن هذه التعريفات تتقاطع في مجملها وتعكس دخول الشعوب الأوروبية في عصر ما بعد العائلة أو الفردانية "فاليوميات بنت عصرها وانعكاس للصورة المعبرة عنها كما كانت الرواية والقصة في زمن سابق"، غير أننا لا نجاري الباحثة في ربط هذه النشأة لليوميات بالعولمة التي جاءت متأخرة عن تكريس هذا النوع من الكتابة الموغل في التاريخ الأوروبي والغربي بشكل عام. كما أن اليوميات وإن نشأت في السرية وظل جزء منها ملتزم بالسرية فإنه تحرر مبكرا منها في الثقافة الإنجلوفونية التي تطور فيها تطورا كبيرا كما أنه عاش حياة معلنة في روسيا وفرنسا منذ بداية القرن الـ20 عندما كان كاتب مثل ديستويوفسكي صاحب يوميات كاتب ويكتبها وينشرها في مجلات خاصة وكذلك فعل أندريه جيد.
أما في باب اليوميات الخاصة في النقد العربي فقد اهتمت الباحثة بتجارب النقد الأدبي التونسي بداية من محمد فريد غازي وفوزي الزمرلي إلى ما قدمته الباحثة جليلة طريطر التي أطرت هذا البحث والتي ترجمت كتاب بايتريس ديدي "اليوميات الحميمة" بـ"اليوميات الخاصة"، وتجربة كمال الرياحي في نقد اليوميات العالمية والعربية من خلال البحوث والدراسات وورشات الكتابة ودروسه في جامعة تورنتو حول فن اليوميات في العالم غير أن الباحثة لم تنتبه إلى كتاب المغربي صدوق نور الدين وهو عمل مهم ورائد في هذا المجال وإن اقتصر على المدونة المغربية.
إعلانوانشغل هذا القسم بالفصل بين الكلمة وجنس الكتاب، حين نبهت الباحثة إلى أن عددا من الأعمال الأدبية حملت عبارة يوميات في عناوينها من دون أن تكون يوميات، وأحدثت لبسا في التلقي من مثل "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، أو أن تأخذ بعض الأعمال الأدبية شكل اليوميات عوض الفصول كما هو الحال عند واسيني الأعرج في روايته "مي ليالي إيزيس كوبيا"، أو عند نوال السعداوي "امرأة تحدث في الشمس"، أو سالم السويسي في يوميات بطال أو يوميات عباس محمود العقاد والتي هي مجموعة من المقالات، وأحمد علبي في يوميات مجنون ليلى.
وأحسب هنا أن المدونة التي اعتمدتها الباحثة كانت ضعيفة وتفاوت مستوى الأعمال والتجارب خاصة أن البحث لا يعنى باليوميات بل باليوميات في الأدب العربي. ولكننا نرجع ذلك إلى صعوبة الوصول إلى النصوص وضبط للمدونة وزمنية البحث وإكراهاته ودور المؤطر الذي من واجبه أن يوجهها التوجيه الصحيح.
يمثل فصل نشوئية اليوميات في المدون العربية أحد أهم فصول الكتاب، وانشغل هذا البحث في تقصي فن اليوميات عند خليل السكاكيني وعند أبي القاسم الشابي وطرحت من خلالهما قضية المخطوط، فالمخطوط كما بين ذلك المنظر الفرنسي فيليب لوجون "ليس مرحلة مؤقتة موجهة إلى أن تكون مصبوبة بإعادة النسخ والطباعة" بل المخطوط هوية اليوميات واليوميات لا نسخ منها بل هي عمل فريد في نسخة واحدة. لكن المشكلة عربيا كما تقول الباحثة أن "الباحث في موضوع اليوميات في الأدب العربي الحديث يواجه بأمر غريب يخيب انتظاراته، يتمثل في استحالة الاطلاع على المخطوط الغائب أو المغيّب الذي خطه الكاتب على الورق في سرية مطلقة"، فمثلا مخطوط يوميات الشابي لا أثر لها ويروى أنها تحت يد كاتب آخر وهو ذات الأمر الذي حدث مع مذكرات محمد العريبي التي لم يفلح أحد في تونس من استرجاعها من كاتب اعترف أنها يملكها ويملك وثائق أخرى له ونشر بعضها في مجلة الحياة الثقافية.
إعلانوما يحسب لبحث نجوى عمامي أنها نبهت إلى أن يوميات الشابي غير مكتملة ووقع تحريرها وهو ما تؤكده يومية منشورة في مجلة الفكر سنة 1960 وما أشار إليه الناقد محمد فريد غازي في بحثه عن يوميات الشابي غير أن مالك المخطوطة المحامي إبراهيم بورقعة لم يسلم المخطوط لأحد واختفى إلى اليوم كما اختفى مخطوط العريبي.
ولكن تقصي الباحثة يكشف أن المخطوط قد يكون عاد إلى العائلة وتتساءل الباحثة لماذا لم تفرج العائلة عن اليوميات كاملة كما فعلت مع بقية أعمال الشابي، والحق أن عائلة الشابي تعكف منذ مدة على نشر ما تخلد عندها من نصوص ومخطوطات متعلقة بالشابي وقد نشرت سنة 2021 قصائد لم يسبق أن نشرت.
كما نشرت سنة 2024 رسائل البشروش إلى أبي القاسم الشابي ونأمل أن تنشر اليوميات في نسخة معدلة ومزيدة تشمل ما سقط منها وتحمل بعض صور المخطوط.
ما يجب أن ننبه إليه الباحثة هنا أن الكتاب إذا شارك فيه اثنان، كما هو الحال مع كتابة فيليب لوجون وكاثرين بوغارت لا يجب في متن البحث أن ننسبه إلى الأشهر منهما، وللأسف هذا ما يحدث مع عدد من الباحثين عندما يتناولون كتب الفرنسيين جيل دولوز وفيليكس غواتري فينسبون المقتطفات إلى جيل دولوز مهملين غواتري مع أن الكتب ليس مقسمة إلى فصول كل فصل موقع باسم صاحبه.
انفتاح على اليوميات العربية المعاصرةما يحسب لهذا المصنف النقدي توقفه عند تجارب معاصرة في فن اليوميات منها تجربة الكاتب التونسي حسونة المصباحي وتجربة صنع الله إبراهيم. وهما تجربتان مختلفان كليا واحد سجنية مع صنع الله إبراهيم وكانت عرضية وطارئة ويمكن أن نصفها بالاضطرارية، والأخرى مشروع أدبي متكامل ومستمر، مما جعل حسونة المصباحي يراكم عددا مهما من اليوميات تجاوزت الآن 5 مصنفات وهو بذلك يتصدر كتاب اليوميات في العالم العربي.
ومع ذلك فإن هذا القسم أيضا أنهكته التجارب المتفاوتة على مستوى أدبي فاختلطت تجارب المتعمقين مثل حسونة المصباحي وصنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني وعبد الله العروي بتجربة الحبيب بوزكورة وغيره وهي تجارب ضعيفة على مستوى أدبي وإن انتمت إلى اليوميات لكن إقحامها ضمن اليوميات الأدبية فيه مبالغة، ونفس الشيء مع أحمد الحمروني فلم نجد مبررات منهجية تقحم هذه الأسماء وهذه التجارب جنبا إلى جنب مع كبار المبدعين العرب.
إعلانونُرجع ذلك مرة أخرى إلى مشاكل في الإشراف وإلى إكراهات البحث وندرة الأعمال في فن اليوميات والوصول إليها ورغبة الباحثة في تنويع المدونة والتجارب.
أنواع اليومياتحاول البحث أن يتقصى أنواع اليوميات في المدونة العربية واستنادا إلى بياتريس ديديي وفيليب لوجون وعدد من النقاد الآخرين خلصت الباحثة إلى أن اليوميات تنقسم إلى اثنين: الأولى يوميات شخصية وفي خانتها وضعت أعمال خليل السكاكيني وعبده الزيات وحسونة المصباحي والتي دارت حول الغربة وذات الكاتب والكتابة وتقويم النفس وشواغل الحياة والذات والحياة العاطفية، والثانية اليوميات الخارجية كيوميات الثورة مع الصغير أولا أحمد أو يوميات السجن كيوميات أحمد شطورو وعالم السياسة والأدب والنشاط الحزبي.
هكذا تقدم لنا نجوى عمامي مدخلا لعالم اليوميات ونشأته في الأدب العربي ونحسب أن هذا المبحث يحتاج مزيدا من التعمق باعتباره مبحثا بكرا وجديدا في النقد العربي ولم يقع التطرق إليه إلا لماما عبر دراسات متفرقة كما يحتاج النظر في المدونة العربية إلماما بالمنتج العالمي في هذا الفن الذي تجاوز الأدب ليمس فنونا أخرى كالرسم والسينما والمسرح والفن التاسع الكوميكس. ورغم أهمية المراجع الفرنسية المعتمدة فإن الدراسات الإنجلوفونية تطورت في هذا المجال ووجب الانتباه إليها.
كما أن ملاحظة الدكتور محمد القاضي في المقدمة حول ضرورة الاهتمام أكثر بمدخل عن الكتابة عن الذات قبل التوغل في اليوميات كانت ملاحظة منهجية مهمة. كما يحتاج البحث في اليوميات العربية إلى قراءتها في ضوء التحولات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي فاليوميات التي كتبها نخبة الفنانين والأدباء والمفكرين والمؤرخين جديرة بأن تقرأ قراءة أشمل من الإنشائية والتقنية لفهم طبيعة الواقع الذي أنتجها ولفهم المرحلة وإعادة إدراكها لا وفق كتب التاريخ الرسمي بل وفق ما كتبه المبدع العربي سرا وعلنا.
إعلان