موقع 24:
2025-02-08@20:14:18 GMT

"فايننشال تايمز": هل يستطيع أحد أن يوقف إيلون ماسك؟

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

'فايننشال تايمز': هل يستطيع أحد أن يوقف إيلون ماسك؟

قبل أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، بدا أن خطة أكبر داعم مالي له، إيلون ماسك، لتقليص تريليونات الدولارات من الإنفاق الحكومي الأمريكي لا تتعدى مجرد شعارات وسلسلة من المنشورات الاستفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن خلف الكواليس، كان أغنى رجل في العالم يجند بهدوء مديرين تنفيذيين في مجال التكنولوجيا وعدداً كبيراً من المبرمجين الشباب، الذين سرعان ما قدموا صدمة لأحد أكبر الأجهزة البيروقراطية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".



قام مبعوثون من ما يسمى بـ"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة لماسك باختراق وكالات حكومية رئيسية، وأقالوا أو أوقفوا عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وحصلوا على كميات هائلة من البيانات الحساسة في مجالات الأمن والصحة والمالية. هجوم صادم

وعلى الرغم من أن هذه الوزارة تعتبر فرعاً مُعاد تشكيله من البيت الأبيض، إلا أن مسؤوليها نصبوا أنفسهم داخل الحكومة الفيدرالية، في وزارة الخزانة الأمريكية، ووزارتي الخارجية والصحة، وإدارة الطيران الفيدرالية، والعديد من الهيئات الأخرى الأصغر – لدرجة أن بعضهم بات ينام في المباني الفيدرالية.
وقد تم إغلاق وكالة المعونة الأمريكية (USAID) البالغة ميزانيتها 40 مليار دولار فعلياً، حيث تم إلغاء عقودها، وتقليص عدد موظفيها من 10,000 إلى حوالي 600 فقط.
وفي هجوم صادم للمشرعين البارزين، بدأ موظفو "دوج" في مراجعة تريليونات الدولارات من التحويلات المالية، وحصلوا على أرقام الضمان الاجتماعي، وتفاصيل الحسابات المصرفية، وحتى السجلات الصحية للمواطنين الأمريكيين.
وقالت مجموعة من ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي في رسالة احتجاج إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع: "لم يتم تقديم أي معلومات إلى الكونغرس أو الجمهور حول من تم تعيينه رسمياً في 'دوج'، أو بموجب أي سلطة أو لوائح تعمل هذه الوزارة".

Can anyone stop Elon Musk’s hostile takeover of the US government? https://t.co/2CGu6TjJFX

— Financial Times (@FT) February 7, 2025 انقلاب؟ وفي واشنطن العاصمة، انضم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس إلى الاحتجاجات ضد ماسك أمام وزارة الخزانة، حاملين لافتات كُتب عليها "أوقفوا الانقلاب" و"لم ينتخب أحد ماسك".
حتى داعمو "دوج" الأوائل اندهشوا من سرعة تنفيذها للقرارات. يقول جيمس فيشباك، المستثمر الذي قدم المشورة للوزارة عند تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني): "ما تفعله دوج فاق كل توقعاتنا... إنهم يتحركون بسرعة وبإلحاح".
لكن العواقب الوخيمة لهذا الهجوم على الوكالات الحكومية بدأت تتجلى بسرعة، حيث لم تُسلّم أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب إفريقيا وأماكن أخرى، وتم تعليق تجارب سريرية لإنقاذ الحياة، وتوقفت بعض المواقع الإلكترونية الحكومية عن العمل بشكل متكرر.
يقول النائب الديمقراطي جيمي راسكين: "ليس لدينا فرع رابع للحكومة يُدعى إيلون ماسك. الهجمات على الخدمة المدنية – من مراقبي الحركة الجوية إلى مفتشي الأغذية والأدوية – تهدف إلى تقويض سلطة الكونغرس، وهي سلطة الشعب".
ماسك ضد البيروقراطية

تحوّل ماسك إلى أبرز الشخصيات التكنولوجية الليبرالية في وادي السيليكون، الذين يرون أن اللوائح الحكومية تعرقل الابتكار والأرباح.
وعلى الرغم من أن شركاته تستفيد من عقود حكومية تزيد عن 20 مليار دولار، إلا أنه طالما اشتكى من العقبات التنظيمية التي تعيق عمل "تسلا" و"سبيس إكس" وغيرهما.
وبعد أن بدأ ماسك في التبرع بـ 250 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب ترامب، سعى للحصول على دور في تقليص حجم الدولة، محدداً هدفاً مستحيلاً بتوفير 2 تريليون دولار، أي ما يقرب من ثلث ميزانية الحكومة السنوية البالغة 6.8 تريليون دولار.
حتى بعض قادة الجمهوريين، الذين لطالما كانوا يؤيدون تقليص الحكومة، شككوا في طموحات ماسك. وعندما سئل السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل في ديسمبر (كانون الأول) عما إذا كانت "دوج" ستنجح، أجاب: "من يعلم؟".

TIME's new cover: Inside Elon Musk's war on Washington https://t.co/95Qictx4zP pic.twitter.com/QZ73CZqtnM

— TIME (@TIME) February 7, 2025

وفي يناير (كانون الثاني)، خفض ماسك التوقعات، مشيراً إلى أن "دوج" قد تتمكن فقط من تحديد تخفيضات بقيمة تريليون دولار. ولم يمضِ وقت طويل حتى غادر فيفيك راماسوامي، الشريك في قيادة الوزارة، ومعه المستشار القانوني الرئيسي لها.
لكن أي شكوك حول مدى فاعلية "دوج" تبددت بعد الخطوات الأولى لحملة خفض التكاليف، حيث أصبح فريق ماسك بمثابة إدارة الموارد البشرية للحكومة، وعرض تعويضات مالية مقابل الاستقالة لملايين الموظفين، وألغى برامج التنوع والمساعدات والتنمية.
قوبل هذا الهجوم على الخدمة المدنية بسخط من النقابات العمالية ومنظمات الحقوق المدنية، لكنه لقي ترحيباً من أصدقاء ماسك في وادي السيليكون. يقول كيث رابوا، المستثمر التكنولوجي والداعم لترامب، والذي يعرف ماسك منذ أكثر من عقدين: "الحكومة الأمريكية أصبحت قوة مدمرة في المجتمع الأمريكي".

استراتيجية ماسك

يبدو أن "دوج" استلهمت أساليبها من قطاع الشركات الناشئة، حيث تعكس تحركاتها عن كثب تلك التي نفذها ماسك عندما استحوذ على "تويتر" عام 2022، عندما سرّح 80% من الموظفين وخفض التكاليف بشكل حاد.
حتى الرسائل الإلكترونية التي أُرسلت لموظفي الحكومة الفيدرالية لحثهم على قبول عروض الاستقالة تضمنت عبارات مماثلة لما استخدمه ماسك عند إعادة هيكلة "تويتر".
كما استعان ماسك بفريقه الداخلي الذي ساعده في السيطرة على "تويتر"، بالإضافة إلى مجموعة من المهندسين الشباب، الذين لبّوا نداءه لـ"ثوريين صغار في الحكومة ذوي معدل ذكاء مرتفع للغاية"، على استعداد للعمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع.

التحديات القانونية والسياسية

على الرغم من التحركات السريعة لـ"دوج"، إلا أن خططها واجهت بعض العوائق. ففي الأسبوع الماضي، منع قاضٍ فيدرالي تسليم بيانات وزارة الخزانة إلى ماسك، كما تم تمديد الموعد النهائي لقبول تعويضات الاستقالة لبعض الموظفين بقرار من محكمة في ماساتشوستس.

A federal judge has barred the US Treasury from handing data from its payments system to outsiders, in an early legal blow to Elon Musk’s crusade to slash government spending. https://t.co/PLRx83VDtC pic.twitter.com/07JJ6LJ9MV

— Financial Times (@FT) February 6, 2025

كما أن المقاومة السياسية بدأت تظهر، حيث أشار ترامب نفسه إلى أن هناك حدوداً لسلطة ماسك، قائلاً: "لا يمكن لإيلون أن يفعل شيئاً دون موافقتنا"، لكنه في نفس الوقت أثنى على جهوده، قائلاً إنه "يكتشف فساداً وإهداراً هائلاً".
وفي حين أن وزارة العدل في إدارة ترامب من غير المرجح أن تتخذ إجراءات ضد "دوج"، فإن الكونغرس قد يكون العقبة الأهم أمام توسعها، خاصة إذا قررت استهداف برامج الضمان الاجتماعي أو ميزانية البنتاغون، التي يحظى تمويلها بدعم واسع في الحزب الجمهوري

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيلون ماسك الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك على كرسي السلطة.. هل تحولت أمريكا لإمبراطورية خاصة في يد الملياردير؟

في النسخة الأخيرة من مجلة «TIME»، يظهر الملياردير والمسؤول في الإدارة الأمريكية، إيلون ماسك، على غلاف المجلة وهو يمسك كوب قهوة جالسًا على مكتب رئاسي وخلفه الأعلام الأمريكية، ما أثارت الجدل بشكل لافت حيث تبرز تأثير ماسك المتزايد في الإدارة، وتصويره كأنه القوة الحقيقية، ما يطرح تساؤلات حول مدى قوة هذا الاستيلاء على الحكومة، ويثير النقاشات حول خطر هيمنة الشركات الخاصة على السلطة السياسية في البلاد، وفقا لوصف شبكة «CNN» الأمريكية.

التوقيت والرمزية في الغلاف

تتزامن هذه النسخة من المجلة مع تصاعد تأثير ماسك في السياسة الأمريكية، خصوصًا بعد منحه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزارة كفاءة الحكومة «DOGE» بجانب سلطات استثنائية تهدف إلى تقليص حجم ونفقات الحكومة الفيدرالية. 

وتعكس الخلفية الحمراء في الغلاف التوترات والجدل المحيط بتوسعات سلطات ماسك التي تركت «ملايين العاملين الحكوميين ليجدوا أنفسهم تحت رحمة ماسك»، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية، مما يثير القلق بشأن تهديد استيلائه على الحكومة.

هيمنة وزارة كفاءة الحكومة «DOGE»

تحت إشراف ماسك، تم إنشاء وزارة كفاءة الحكومة «DOGE» بهدف تقليص التكاليف الحكومية والفيدرالية، وبدأت DOGE في التسلل إلى الوكالات الحكومية المختلفة، ما نتج عنه إقالة عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين والوصول إلى بيانات حساسة مثل السجلات المالية والصحية للمواطنين الأميركيين. 

ولكن ما أثار القلق الأكبر كان قدرة ماسك على الوصول إلى البيانات الحساسة، مما يطرح تساؤلات حول دوافعه الحقيقية وراء هذا الاستيلاء، حيث يرى بعض النقاد أن هذه الخطوات قد تكون بداية لنقل السلطة الحكومية إلى شركات خاصة، ما يهدد الأمن القومي ويعرض بيانات المواطنين لخطر كبير. وتم انتقاد تدخل وزارة ماسك بشدة بسبب تعطيل البرامج الحيوية التي كانت تديرها الوكالات الفيدرالية، مثل برامج الرعاية الصحية وأبحاث السرطان.

بجانب وقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «USIAD»، التي دقت ناقوس الخطر بشأن إعاقة تقديم المساعدة إلى الدول الفقيرة والفلسطينيين الذين يعانون من 15 شهرًا من الحرب في غزة، بحسب شبكة «NBC» الأمريكية.

بالإضافة إلى تعطيل الأنظمة الأساسية التي تعتمد عليها الحكومة الفيدرالية، وذلك بعد إغلاق وكالة التنمية الأمريكية التي تقدر قيمتها بـ40 مليار دولار، مع إلغاء العقود وتقليص قوتها العاملة من 10 آلاف إلى حوالي 600 موظف، كما تعطلت برامج حيوية، مثل تسليم الأدوية لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب إفريقيا، وتم إيقاف تجارب سريرية منقذة للحياة.

وعلى الرغم من أن هذا التحرك واجه معارضة من المشرعين الديمقراطيين، وقالوا عنه: «حتى الآن، لا يبدو أن ماسك مسؤول أمام أحد»، إلا أن ماسك وفريقه استمروا في تنفيذ خططهم، كما اعتبروا أن تقليص الإنفاق الحكومي هو ضرورة لإنقاذ الدولة الأمريكية.

الهدف النهائي من تصرفات ماسك

يتمحور السؤال الأبرز حول ما إذا كانت الخطط التي ينفذها ماسك قد تؤدي إلى نهاية الحكومة الفيدرالية، حيث أن تجنيد ماسك لأفراد داخل الحكومة والتحكم في بيانات حساسة وتفكيك الوكالات الحكومية، من شأنه أن يخلق نوعًا من الهيمنة شبه المطلقة. 

كما يمكن لماسك، من خلال سيطرته على الوكالات الحيوية مثل وزارة التعليم ووزارة الدفاع والضمان الاجتماعي، تغيير النظام المالي الأمريكي بشكل جذري، ويكتسب بذلك قوة هائلة تؤهله للتحكم في الاقتصاد الأميركي بشكل غير مسبوق.

كما نصب مسؤولو وزارة كفاءة الحكومة أنفسهم داخل الحكومة الفيدرالية، وذلك عن طريق وزارة الخزانة ووزارة الدولة والصحة وإدارة الطيران الفيدرالية ومجموعة من الهيئات الفيدرالية الصغيرة.

مقالات مشابهة

  • قاضٍ أميركي يرفض منع إيلون ماسك من الوصول إلى أنظمة وزارة العمل
  • القضاء الأميركي يعلّق عمل لجنة حكومية يقودها إيلون ماسك
  • إيلون ماسك على كرسي السلطة.. هل تحولت أمريكا لإمبراطورية خاصة في يد الملياردير؟
  • قاضٍ فدرالي يحظر وصول إدارة إيلون ماسك إلى بيانات حساسة في وزارة الخزانة الأمريكية
  • أمر قضائي بمنع إيلون ماسك من الوصول إلى بيانات حساسة بوزارة الخزانة
  • قاض فيدرالي يمنع وزارة إيلون ماسك من الوصول إلى بيانات حساسة بوزارة الخزانة
  • قاض أمريكي يمنع وزارة إيلون ماسك من الوصول إلى مواد وزارة الخزانة الحساسة
  • “فايننشال تايمز”: خطة ترامب لتهجير سكان غزة سخيفة
  • وزارة إيلون ماسك وصلت إلى بيانات سرية لملايين الموظفين الأمريكيين