هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟.. أسرار لا تعرفها
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟.. سؤال يهم كثير من الناس حيث تُثار تساؤلات عديدة حول ما إذا كان الميت يشعر بالزيارة، وما إذا كان يأنس بهم ويرد عليهم السلام، وذلك حتى يأمل أن يظلوا على تواصل مع من فقدوهم من أحبائهم.
هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟أجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟ قائلا: إن الميت يشعر بزيارة أهله له في قبره، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يمر على قبر أخ له فيسلم عليه، إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام»، لافتا إلى أن هذا يدل على أن المتوفى يسمع ويفهم ويرد السلام، مما يعني وجود نوع من الشعور والإحساس لدى الميت، وإن كان مختلفًا عن شعور الأحياء.
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، في حديث له عن هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره، أن الميت يشعر بزيارة الحي له، وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزيارة الأموات لعدة أمور، منها: الاعتبار والعظة، قراءة الفاتحة والدعاء للميت، وأن الميت يسر ويستبشر بزيارة أهله له، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يمر على قبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام».
وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية فيما يخص هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟، أن الموت ليس فناءً محضًا أو عدمًا لا حياة فيه؛ بل هو انتقال من حياة إلى حياة، فالإنسان يكون مدركًا لكل ما حوله، يشعر بمن يزوره ويرد عليه السلام إذا سلم عليه، وهذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعددة، ولم يذكر أن ذلك خاص بإنسان أو بوقت معين.
صحة الأحاديث حول زيارة قبر الميتوتابعت الدار، أنه من الأحاديث الدالة على ذلك، ما رواه ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام»، كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال: «والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا».
وأكدت الدار أن الميت يشعر بزيارة أهله له، ويستأنس ويفرح بها، ويرد عليهم السلام، لذا، يُستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، والدعاء لهم، لما في ذلك من نفع للميت والحي على حد سواء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زيارة الميت زيارة القبور الإفتاء النبی صلى الله علیه وسلم علیه السلام المیت یشعر
إقرأ أيضاً:
هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم المصافحة بين المصلين بعد الصلاة وهل هي بدعة أم لا؟ مشيرة إلى أن المصافحة مشروعة بأصلها في الشرع الشريف.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن المصافحة بين المصلين بعد الصلاة تدخل في عموم هذه المشروعية؛ فهي مباحة أو مندوب إليها على قول بعض العلماء، مع ملاحظة أنها ليست من تمام الصلاة.
وأكدت الإفتاء، أنه على مَن قلَّد القول بالكراهة أن يُراعيَ أدب الخلاف في هذه المسألة، ويتجنب إثارة الفتنة وبَثَّ الفُرقة والشحناء بين المسلمين بامتناعه مِن مصافحة مَن مَدَّ إليه يده مِن المصلين عقب الصلاة.
حكم من يترك الصلاة بسبب عدم قدرته على الحركة.. الإفتاء تكشف حالتين
فضل الدعاء بعد صلاة الظهر.. ردد هذه الأدعية المستجابة
هل يجوز صلاة الضحى ركعتان فقط؟ وحكم أدائها 4 ركعات بتشهد أوسط
لماذا حذر النبي من الصلاة عند شروق الشمس؟.. بسبب قرني الشيطان
وأضافت دار الإفتاء، أنه من المقرر شرعًا أنَّ المصافحة بعد الصلاة ليست مخصصة والأصل في المصافحة أنها عامة ومن الأفعال المسنونة التي تُغفر بها الذنوب، وتُحَط بها الأوزار؛ فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف".
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وابن شاهين في "الترغيب"، والمنذري في "الترغيب والترهيب"، وقال بعده: "رواه الطبراني في الأوسط، ورواته لا أعلم فيهم مجروحًا".
واستشهدت دار الإفتاء بما أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا، وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ»، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَسَلَّمَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ وَتَصَافَحَا كَانَ أَحِبَّهُمَا إِلَى اللهِ تَعَالَى أَحْسَنُهُمَا بِشْرًا لِصَاحِبِهِ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان".
ونوهت الإفتاء، بأن الأدلة بمجموعها تدل على مشروعية المصافحة والحث عليها، وعلى ذلك جمهور العلماء سلفًا وخلفًا ومنها:
قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/ 292، ط. دار الكتب العلمية): [على جواز المصافحة جماعة العلماء من السلف والخلف، ما أعلم بينهم في ذلك خلافًا] اهـ.
وهذه الأدلة وغيرها من النصوص جاءت مطلقة، ومن المقرر في علم الأصول أنَّ الأمر المطلق يقتضي العموم البدلي في الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة، وإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنه يؤخذ على عمومه وسعته، ولا يصح تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن فِعْلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أفراد العموم الشمولي أو البدلي ليس مخصصًا للعموم ولا مقيدًا للإطلاق ما دام أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يَنْهَ عما عداه، وهذا هو الذي يعبر عنه الأصوليون بقولهم: الترك ليس بحجة؛ أي أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمرٍ ما لا يستلزم منه عدم جواز فعله.