أصبح السؤال الذى يطاردنى عقب انتهاء طلابى من أداء امتحان آخر مادة بالفصل الدراسى الأول: "هى النتيجة هتظهر إمتى؟" سواء حين نجتمع سوياً، أو عند مقابلة أحدهم صدفة، أو عن طريق رسائل (الواتس آب) بل وفى بعض الأحيان فى تعليقاتهم على منشوراتى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا السؤال، بخلاف ظاهره، ليس الهدف منه الاستفهام، إنما يحمل فى طياته كثيراً من مشاعر الخوف، وينطوى على شريط من ذكريات الطلاب، منها ذكريات لمن بذل الجهد فى تحصيل المقررات الدراسية، وأخرى لمن لم يعطِ لها بالاً، وقضى وقته فى النوم، أو فى تجهيز ملابس أنيقة (أوت فيت) لكل امتحان.
ومن الطبيعى أن يشعر الطلاب بالتوتر والقلق بشأن نتائج الامتحانات، ومن الضرورى أن نكون متقبلين ذلك، ومتفهمين لمشاعرهم ومتعاطفين معهم، مستمعين لهم ومطمئنين لقلوبهم بغض النظر عن النتائج، فنتيجة الامتحان لا تمثل حكماً مطلقاً على الطالب، وإنما تقيس جانباً واحداً فقط لديه وهو قدرته على التحصيل الدراسى، والتى لا تمثل سوى قدرة واحدة من قدرات كل منا، فلا يعنى تفوق الطالب فى قدرته على التحصيل الدراسى تفوقه الاجتماعى أو تفوقه فى نسب الذكاء مثلاً، وبالعكس فلا يعنى انخفاض قدرة التحصيل الدراسى لدى الطالب فشله على المستوى الاجتماعى أو الفكرى بشكل مطلق.
وبالرغم من أن النتائج بالنسبة لبعض الطلاب قد تكون مصدر فخر وسعادة، بينما يشعر آخرون بخيبة أمل أو إحباط، ففى هذه اللحظات الحاسمة، يبرز دور الأساتذة والأهل فى كيفية استقبالهم وتفاعلهم مع نتائج طلابهم وأبنائهم، بغض النظر عن الأرقام أو التقديرات، فالطريقة التى يتم التعامل بها مع نتائج الامتحانات يمكن أن تترك أثرًا عميقًا على نفسية الطلاب وثقتهم بأنفسهم ومستقبلهم الأكاديمى.
وفى هذا السياق يوجد كثير من الطرق التى يمكنك بها، كأستاذ أو ولى أمر، تشجيع الطلاب ومساعدتهم على التعامل مع شعورهم بالفشل عن طريق تذكيرهم بأن الجميع يخفقون أحيانًا، وأن الفشل مرة لا يحدد مسارك للأبد، فنحن بشر، والبشر يخطئون ويفشلون ويعاودون الوقوف والنجاح، ويمكنك كذلك مساعدتهم على اكتشاف طريقة لتحسين أدائهم فى المرة المقبلة، مع التركيز على الدعم العاطفى والتشجيع والتوجيه، بدلًا من النقد واللوم.
وفى النهاية، عليك أن تدرك جيدا أن الشعور بعدم التوفيق دائما ما يرتبط بضغط نفسى، وقد يظهر ذلك على شكل انزعاج بسيط فقط أو قد يصل إلى درجة التذمر الشديد من المادة والأستاذ أو الامتحان، ولا بأس بهذا، وهنا يجب أن تحرص على أن تترك لطلابك أو أبنائك متسعاً من الوقت والنقاش كى يُنفس كل منهم عن مشاعره؛ أنصت بهدوء، واطلب منه إخبارك بشعوره، واتركه يتحدث قدر ما يحتاج، فقد يكون كل ما يحتاج إليه هو أن تسمعه!
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب – جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان مواقع التواصل الإجتماعى
إقرأ أيضاً:
نائب: ذكرى العاشر من رمضان جسدت قدرة الشعب المصري على تحقيق المستحيل
تقدم النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، بالتهنئة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة وضباط وأفراد وجنود أبنائنا من القوات المسلحة المصرية، بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان.
وأكد أحمد سمير زكريا، في بيان له، أن ذكرى العاشر من رمضان ستظل واحدة من أعظم محطات التاريخ المصري، حيث جسدت قدرة الشعب المصري على تحقيق المستحيل عندما تتحد إرادته خلف هدف وطني واضح، حيث أثبت المصريين في 1973 أن الإيمان بالقضية، والتخطيط الدقيق، والتضحية، هي المفاتيح الحقيقية للعبور نحو النصر.
وأشار إلى أن انتصار أكتوبر ملحمة تاريخية لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كان تعبيرًا عن استعادة الهيبة الوطنية، ورد اعتبار الأمة بعد سنوات من الانكسار، حيث أثبتت مصر للعالم أن قرارها ليس مرهونًا إلا بإرادة شعبها، وأن الجيش المصري هو درع الوطن الذي لا ينكسر أمام التحديات.
وأضاف أن هذه الروح القتالية لا يجب أن تظل مجرد ذكرى، بل يجب أن تتحول إلى منهج عمل يومي، حيث إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها مصر اليوم تتطلب ذات الروح القتالية التي عبر بها الجنود القناة تحت نيران العدو.
وأكد أن مصر تواجه اليوم معركة بناء المستقبل، وهي معركة لا تقل ضراوة عن معركة العبور، حيث أصبح من الضروري استلهام روح أكتوبر في مضاعفة العمل والإنتاج، والتكاتف خلف القيادة السياسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على أن الرهان على وعي الشعب المصري هو الرهان الرابح دائمًا.