الصناعة العمانية تراهن على تعزيز المحتوى المحلي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يؤكد شعار يوم الصناعة العمانية هذا العام «سلاسل الإمداد» على رؤية سلطنة عُمان الطموحة في تعزيز قدراتها الصناعية وتحقيق التكامل الاقتصادي. وهذه الرؤية تعي تماما أن الصناعة لم تعُد مجرد إنتاج سلع، بل أصبحت شبكة معقدة من الأنشطة التي تعتمد على كفاءة سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية المتطورة، ما يجعل تحسين هذه المنظومة ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة والنمو.
لقد أصبح توجُّه سلطنة عُمان نحو تعزيز المحتوى المحلي وتوطين سلاسل التوريد استراتيجية اقتصادية تحمل أبعادا متعددة وتدور حولها المشروعات الاقتصادية في البلاد. ومعروف أنه كلما ازدادت نسبة المدخلات المحلية في العمليات الصناعية، قلّ الاعتماد على الاستيراد، ما يسهم في تقليل العجز التجاري، ويعزز من استقرار الاقتصاد الوطني. وأظهرت البيانات الرسمية أن الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات التحويلية بلغ 2.13 مليار ريال عماني بنهاية الربع الثالث من 2024، محققا نموا بنسبة 51.9% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الصناعية العمانية.
لكن التحديات لا تزال قائمة، خاصة في ظل التحولات العالمية التي فرضتها سلاسل الإمداد المضطربة والتغيرات الاقتصادية الدولية. وهنا يأتي دور التخطيط الاستراتيجي لضمان مرونة سلاسل التوريد العمانية في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية. فإدارة سلاسل الإمداد بشكل فعّال، من خلال تحسين التخزين، وتقليل الفاقد، وزيادة كفاءة الخدمات اللوجستية، ستؤدي إلى رفع القدرة التنافسية للصناعات المحلية، وتوفر بيئة استثمارية جاذبة.
علاوة على ذلك، فإن تبنّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي في العمليات الصناعية يعزز الإنتاجية، ويقلل من التكاليف التشغيلية، وهو ما يتماشى مع رؤية عُمان 2040 التي تركز على التحوّل نحو اقتصاد قائم على المعرفة والتقنيات المتقدمة. وقد شهد العام الماضي تدشين عدة مبادرات لدعم التحول الرقمي في القطاع الصناعي، منها «تصنيع» لتعزيز المحتوى المحلي و«إتقان» لتأهيل الكفاءات الوطنية، ما يعكس رغبة الحكومة في تطوير بيئة صناعية متكاملة ومتطورة.
في المقابل، يتطلب تحقيق هذه الطموحات تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكّل حوالي 90% من المنشآت الصناعية، حيث يمكن لهذه المؤسسات أن تؤدي دورًا محوريًّا في تعزيز المحتوى المحلي وتنويع القاعدة الإنتاجية.
إن الصناعة العمانية أمام فرصة تاريخية لتوسيع قاعدة الإنتاج، وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية، وتعزيز تنافسية المنتجات العمانية في الأسواق العالمية. ويوم الصناعة محطة لمراجعة الإنجازات، وتقييم التحديات، ووضع استراتيجيات فعالة لضمان استدامة القطاع الصناعي، الذي يعَد إحدى الركائز الأساسية لتنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تعزیز المحتوى المحلی
إقرأ أيضاً:
لتحفيز القطاع البحري المحلي.. وزير النقل يطلق منصة اليخوت المحلية
أطلق الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، منصة اليخوت المحلية، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي لليخوت.
وتمثل المنصة خطوة كبيرة نحو تعزيز السياحة البحرية في مصر وتعظيم اليخوت المحلية، وستتولى وزارة النقل ممثلة في قطاع النقل البحري إدارة المنصة التي تهدف إلى تسهيل عملية الخدمات المخصصة لليخوت السياحية في المراين المختلفة، كما يمكن من خلال هذه المنصة تقديم مالكي اليخوت والمستثمرين في قطاع السياحة البحرية خدماتهم بشكل أكثر تنظيماً وشفافية.
وتساهم المنصة، في تحفيز القطاع البحري المحلي وفتح فرص جديدة للاستثمار في مجال اليخوت السياحية فضلاً عن تحسين التفاعل بين مقدمي خدمات «الدعم اللوجستي، و الصيانة، والأنشطة البحرية المختلفة»، ومرتادي المراين، كما ستساهم في تعزيز الحوكمة وتنظيم الإجراءات المتعلقة بتسجيل اليخوت، وضمان الامتثال لمعايير السلامة البيئية والبحرية في المراين السياحية المختلفة.
كما ستتكامل منصة اليخوت المحلية مع النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية التي سبق وأطلقتها وزارة النقل في سبتمبر 2022، لتقديم أعلى مستويات من الخدمات الرقمية في مجال سياحة اليخوت وتبسيط الإجراءات الخاصة بها.
وتلك النافذة عبارة عن موقع إلكترونى على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت يستطيع من خلالها مالك اليخت أو من ينوب عنه بالقيام بإدخال بيانات اليخت والركاب ورفع المستندات والوثائق المطلوبة وميعاد الوصول، والميناء المطلوب الرسو فيه، وبرنامج الرحلة بالكامل، مثلما يتم فى الدول الرائدة فى هذا المجال، تقوم النافذة الرقمية بإرسالها آلياً إلى الجهات المعنية لمراجعة البيانات والمستندات والمقابلات المطلوبة، وإرسال موافقاتها إلى موقع النافذة الرسمي بقطاع النقل البحري، لإصدار موافقة واحدة على برنامج الزيارة وذلك خلال 30 دقيقة.
ويأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وكذلك إصدار فاتورة واحدة لليخت الأجنبي يتم تحصيلها إلكترونياً من خلال النافذة بالدولار الأمريكى، علماً بأن إنهاء الإجراءات الخاصة باليخوت السياحية الأجنبية كان يتطلب سابقاً فترة من 15 - 30 يوما.
اقرأ أيضاًمحافظ قنا يدشن مبادرة إنسانية لدعم غزة بـ30 شاحنة مساعدات
رئيس اتحاد الناشرين العرب: معرض القاهرة للكتاب من أكبر معارض المنطقة
مجلس الدولة يلغي قرار نقل رئيس الرقابة بتموين رشيد ويعيده لمنصبه