للزهايمر.. حق علينا!
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"قيمتنا تكمن فيما نحن عليه وما كُنا عليه، وليس في قدرتنا على تذكر الماضي القريب" هوميروس.
*****
كثيرًا ما نتحدث عن حسنات النسيان، ووجوب احترام هذا النسيان، ذلك لأن بعض أحداث حياتنا تحتاج للنسيان، تحتاج لطي صفحة وليس لفتح صفحات، قد تؤثر حتى على الصحة العقلية، والحالة النفسية؛ فالنسيان قد يكون علاجًا ناجعًا ومريحًا، ولا ننس كذلك الابتعاد عن أي ذاكرة تؤذي، لنترك الذاكرة إلى سياقها وعساها ما تشوف شر!
يقول تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ" (المدثر:38)، لنترك الذاكرة تتمتع بما يسعدها، ولنترك ما يؤذيها، ولنترك أيضا مجالا ومساحة لحضرة الزهايمر (لا سمح الله) لعله يجد ما يجد في أحواله معنا، على الأقل يتم تأجيل كل منغص إلى الزهايمر، ولنمتع النفس في صحوتها، ونجمع للزهايمر ما يؤرق النفس، وما يسعد الزهايمر.
قرأت مرة أو سمعت (لا أدري بالضبط) أن من يكتب كثيرًا أكثر عرضة للزهايمر، وبأنه صيد سهل له، وبناء على هذا المسموع أو المقروء، فقد نكون أحد ضيوف حضرته في قادم الأيام إن مكننا الله من العمر، هنا هل سيكون الزهايمر هو الوعاء الذي تنهمر إليه كلمات وعبارات وأمور وأسرار لا نرغب بقولها أو حتى الهمس بها؟
قرأت في أحد المواقع الطبية المتخصصة ملخصًا مختصرًا لهذا المرض -وقانا الله وإياكم منه- إذ يقول الملخص: الزهايمر هو مرض دماغي يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية تدريجيًا، بدءًا بنسيان بسيط ثم يتطور إلى فقدان الذاكرة طويلة المدى، وتظهر الأعراض ببطء، وقد لا تُلاحظ في البداية. تشمل الأعراض الشائعة ضعف الذاكرة، وصعوبة في تعلم أشياء جديدة، وفقدان الإحساس بالاتجاه، وفقدان الأشياء، وصعوبة في التفكير المجرد، ومشاكل في أداء المهام اليومية. هناك ثلاثة أنواع رئيسية: الزهايمر المبكر (قبل سن 65)، الزهايمر المتأخر (بعد سن 65)، والزهايمر العائلي (وراثي). ويُشخّص الزهايمر من خلال مراقبة طويلة الأمد وتقييم الأعراض، وقد يساعد فحص الدماغ على التشخيص المبكر. العلاج لا يشفي من المرض، ولكنه يُبطئ تقدّمه ويخفف من الأعراض باستخدام أدوية معيّنة، مثل مثبطات الكولينستريز، إضافة لعلاج الأعراض السلوكية والنفسية المصاحبة. يُنصح بالتشخيص والعلاج المبكر لتحسين النتائج. (1)
تصوَّر لو أن أحد المجتهدين في مجال السير الذاتية أو التراجم، قد علم أن فلانا ممن كان له شأن فيما مضى قد أصابه الزهايمر، وبعيدًا عن أخلاقيات المهنة وغير ذلك، تصور لو أن كاتب السيرة الذاتية، قد جلس مع صاحب الشأن سابقًا والمصاب حاليًا بالزهايمر، وسجل كل ما قاله وهو في حالة زهايمر، ترى هل سيسجل ما دونه كتأريخ ويعتبر به بشكل موثوق، أم أن القصة لا تعدو سوى كما يقول الكويتيون "خذ وخل"!
من جهة أخرى، وبصراحة واضحة، ألا تتفق أن كثيرًا ممن يشغلون مناصبَ كبيرة لهم علاقة وإن غير مباشرة مع المدعو زهايمر؟
ألا تتفق أن كثيرًا ممن يقود السياسات الدولية لهم علاقة مع الزهايمر، تصوَّر كيف يتم إلقاء اللوم والإرهاب على شعب معزول في غزة، لا يملك ربما حتى دبابة، ولا يتم حتى عتب بسيط مع الصهاينة المغتصبين الذين لم يُبقوا حتى حجر باق في غزة الجريحة، والذين مارسوا أعتى عمليات القصف الجوي والبري على شعب أعزل، ثم يأتي من يتحدث ويبكي على قصف الأطفال والمستشفيات ودور رعاية المسنين والملاجئ!
أعتقد أنه على الأقل إنسانيًا أن نُنصف الزهايمر، ونضعه في مكانه الصحيح، فقد يكون هناك ممن هم متطفلون عليه، ويحاولون الإصابة به بلا قصد، ويطلقون تصريحات هي أشبه بتصريحات مريض بالزهايمر، لذلك أعتذر للزهايمر عن هؤلاء المتطفلين، فهذا المرض أرقى منهم، ومن تطفلهم، وادعائهم الإنسانية.
لن أُفصِّل فيما سبق؛ لأنك وأنت تقرأ هذه الكلمات سيبدر على ذهنك بعضًا من أولئك.
أحيانا أتساءل: هل المصاب بالزهايمر يتم التعامل معه كمريض وتصرف له عقاقير وأدوية أم أن الموضوع هو ترك الأمر لله، طبعا والنعم بالله، لكن مثلا إنسان مصاب بالزهايمر هل ستصرف له مضاد حيوي أو بندول؟
على فكرة.. هل تعلم أن ثمة يوم عالمي للزهايمر؟! "يا سلام على هذا اليوم الذي لن يحتفل به أحد"، على الأقل حسب علمي، وإذا حسب علمك ثمة احتفال فكيف سيكون، وما هم أطراف الحفل، وكيف ستكون فقراته؟
قبل سنوات كنت أتحدث مع أحد الإخوة من أرض الكنانة عن الحياة والناس، وهو رجل كبير في السن، وقال لي عبارة إلى الآن لم أنسها: "يا ابني يا يوسف شوف ربنا سبحانه وتعالى وزّع الأرزاق على الناس ومحدش رِضِي برزقه، ووزّع العقول عليهم والكل راضٍ بعقله".
نعم والله الكل راضٍ بعقله؛ سواء عقله الطبيعي أم العقل المصاب بالزهايمر!
وقانا الله وإياكم من كل مرض وزهايمر، ورحمنا جميعًا وأعاننا على ما يحبه ويرضاه.
(1) https://npistanbul.com/ar
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ليس الضغط فقط.. تقليل الملح يقلل الإصابة بالخرف
المناطق_متابعات
لطالما ارتبط خفض استهلاك الملح بالتحكم في ضغط الدم، لكن العلماء توصلوا مؤخرا إلى أن الاستغناء عن تناول ملح الطعام يمكن أن يساعد في خفض مستويات ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بالخرف أيضاً.
إبطاء التدهور العقليووفقًا لدراسة رائدة حول الخرف، بحسب ما نشره موقع Surrey Live نقلًا عن دورية Nature Medicine، ، فإن خفض ضغط الدم يقلل من فرص الإصابة بهذه الحالة بنسبة 15%، كما يزعم الباحثون أنه يمكن أن يساعد في إبطاء التدهور العقلي.
أخبار قد تهمك أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني: المعدلات الدقيقة لأرقام الوصول للسمنة تشير إلى وصول محيط الخصر إلى 80 سم للنساء و94 سم للرجال 16 يونيو 2023 - 3:50 مساءً الضغط وأمراض القلب وضيق التنفس.. تعرف على أهم الآثار الناجمة عن تعاطي الشبو (فيديو) 17 مايو 2023 - 10:29 صباحًابحثت دراسة سريرية رائدة من جامعة تكساس أنماط حياة 34,000 صيني يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وفحصت كيفية تأثير التدريب على نمط الحياة والأدوية على مستويات ضغط الدم لديهم.
تحسن قياسات ضغط الدموشملت الدراسة نصف المرضى الذين تلقوا رعاية طبية قياسية من الأطباء، بما يشمل نصائح حول إدارة ضغط الدم وإجراء فحوصات دورية، بينما تلقى النصف الآخر أدوية وتدريبًا على نمط الحياة، ونصحوا بتقليل تناول الملح. شهدت المجموعة الثانية تحسنًا في مستويات ضغط الدم، بعد تقليل تناول الملح في نظامهم الغذائي.
أقل عرضة للخرفوتوصلت الدراسة إلى أن المجموعة الثانية كانت أيضًا أقل عرضة للإصابة بالخرف على مدى أربع سنوات. وصرح بروفيسور مسعود حسين، طبيب الأعصاب في جامعة أكسفورد، والذي لم يشارك في البحث، لصحيفة The Mirror، قائلًا إنها دراسة بارزة ذات حجم عينة كبير جدًا وتأثير قوي. إنها دعوة للانتباه لعلاج ارتفاع ضغط الدم بشكل مكثف، لحماية القلب والدماغ أيضًا.
4 سنوات فقطوأضاف بروفيسور حسين أنه “من اللافت للنظر أنه في غضون أربع سنوات فقط، كان هناك انخفاض كبير في معدل الإصابة بالخرف من خلال العلاج المكثف لارتفاع ضغط الدم. على الرغم من أن العديد من المرضى وأطبائهم العامين يدركون أهمية علاج ضغط الدم، إلا أنهم قد لا يدركون الخطر الذي يشكله على الإصابة بالخرف”.
تغيير نمط الحياةتُشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يُساعد في تقليل فرص الإصابة بهذه الحالة. كما يُمكن أن يُبطئ من تطور الخرف الوعائي بمجرد تشخيصه. ولكن تُشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن هناك في الوقت نفسه بعض العوامل التي لا يُمكن تغييرها والتي تزيد من خطر الإصابة بالخرف الوعائي، بما يشمل العمر والتاريخ العائلي والعرق، وفي بعض الحالات، العوامل الوراثية.
علامات الخرفوتوضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن هناك أنواعا مختلفة من الخرف، والتي يمكن أن تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، شارحة أن كل شخص يُعاني من أعراضه الخاصة، في حين أن هناك بعض الأعراض المبكرة الشائعة التي قد تظهر قبل فترة من تشخيص الشخص. وتشمل هذه الأعراض:
• فقدان الذاكرة.
• صعوبة التركيز.
• صعوبة في أداء المهام اليومية المعتادة، مثل الارتباك بشأن العملة المعدنية الصحيحة عند التسوق.
• صعوبة في متابعة الحديث أو إيجاد الكلمة المناسبة.
• الارتباك بشأن الوقت والمكان.
• تقلبات الحالة المزاجية.
وتكون الأعراض خفيفة غالبًا وتتفاقم تدريجيًا. وتشخص الأعراض البسيطة بأنها “ضعف إدراكي خفيف”MCI لأن الأعراض ليست شديدة بما يكفي لتشخيص الخرف.
إلى ذلك، تُحذر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من أن الخرف ليس جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة. لذا، من المهم استشارة طبيب عام في أقرب وقت ممكن إذا كان الشخص يشك في ظهور علامات الخرف عليه أو على أحد أفراد عائلته.