من الراتب إلى الازدهار.. دع أموالك تعمل من أجلك
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
محمد بن أنور البلوشي
هل توقفت يومًا وفكرت حقًا في الاستثمار؟ هل تأملت فكرة أن تدع أموالك تعمل من أجلك بدلًا من أن تقضي حياتك كلها في العمل لها؟ لقد عملت لعشرين عامًا أو أكثر، واجتهدت كل يوم لتكسب قوت يومك، لكن أليس الوقت قد حان لتجعل المال الذي كسبته يعمل من أجلك؟
عندما أطرح هذه الأسئلة على نفسي، لا يسعني إلا أن أتعجب من السبب الذي يجعل الكثيرين لا يتخذون هذه الخطوة الحاسمة.
لنتوقف لحظة ونتأمل: نحن نقضي جزءًا كبيرًا من حياتنا في العمل من أجل المال. لكن إذا لم يعد المال ليعمل من أجلنا، فهل كان الأمر يستحق كل هذا العناء؟ هل هذه صفقة عادلة؟ تخيل أنك تعمل لصديق لا يبادلك الجهد يومًا، ستبدأ بالتساؤل عن قيمة هذه العلاقة، أليس كذلك؟ فلماذا لا نسأل أنفسنا نفس السؤال عن علاقتنا مع المال؟
لنجعل الأمر شخصيًا. تخيل أنك تجلس في نهاية الشهر تنظر إلى كشف حسابك البنكي. ماذا ترى؟ مدفوعات الإيجار أو الرهن العقاري، فواتير الخدمات، مشتريات البقالة، وربما نفقات ترفيهية. ثم، ربما، مبلغ صغير مدخر. لكن كم من هذا المال ينمو بالفعل لصالحك؟ إذا كانت إجابتك "ليس كثيرًا"، فأنت لست وحدك. الكثيرون في نفس الموقف.
لكن الخبر السار هو أن هذا النمط لا يجب أن يستمر، يمكنك كسره. وأفضل وقت للبدء هو الآن، سواء كان ذلك من راتبك الأول أو من أول دفعة تقاعدية، لم يفت الأوان أبدًا لبدء رحلة أموالك لتعمل من أجلك.
هذا ليس مجرد قرار عملي؛ إنه تحول في التفكير، عندما تقرر الاستثمار، فأنت تتبنى مفهوم الإشباع المؤجل. أنت تقول: "سأضع هذا المال ليعمل الآن حتى يقدم لي عوائد أكبر في المستقبل." إنها رحلة من عقلية الندرة إلى عقلية الوفرة، ومن مجرد مستهلك إلى باني للثروة.
تأمل بعض الشخصيات الأكثر نجاحًا في التاريخ. وارن بافيت، الذي يُعرف بـ "عراف أوماها"، بدأ الاستثمار عندما كان طفلًا، واليوم تجني أمواله مليارات سنويًا. وروبرت كيوساكي، مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير"، يركز على أهمية الاستثمار في الأصول التي تدر دخلًا. حتى أوبرا وينفري، التي بدأت من بدايات متواضعة، استثمرت بذكاء لتنمية ثروتها. هؤلاء الأشخاص لم يعملوا فقط لجني المال، بل فهموا قوة جعل أموالهم تعمل من أجلهم.
يُخطئ كثير من الناس لأنهم يقعون في فخ "التضخم في نمط الحياة". فعندما تزداد دخولهم، تزداد نفقاتهم كذلك. يغيرون سياراتهم، ينتقلون إلى منازل أكبر، أو ينغمسون في الكماليات التي طالما رغبوا بها، لكنهم ينسون تخصيص جزء من دخلهم للاستثمار، وهناك من يخافون من المخاطرة، سوق الأسهم، والصناديق المشتركة، وحتى العقارات قد تبدو مخيفة إذا لم تفهمها، لكن الحقيقة هي أن التعلم والبدء بمبالغ صغيرة يمكن أن يخفف من هذه المخاوف.
ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الاستثمار يتطلب مبالغ طائلة من المال، لكن هذا مجرد وهم، مع ظهور الأسهم الجزئية، ومستشاري الروبوت، وصناديق المؤشرات منخفضة التكلفة، يمكن لأي شخص أن يبدأ الاستثمار بمبالغ صغيرة مثل بضع ريالات أو دولارات، المفتاح هو الاستمرارية، وليس المبلغ الذي تبدأ به.
إذن، ما الذي يمنعك من البدء؟ خصص نسبة صغيرة من دخلك كل شهر، فكر في الأمر على أنه دفع لمستقبلك. افتح حساب استثمار، واستكشف خيارات مثل الأسهم، أو الصناديق المشتركة، أو العقارات إذا كنت تجدها مناسبة. الفكرة هي أن تضع أموالك في أصول تنمو بمرور الوقت وتولد دخلاً سلبيًا.
ولا تنسَ قوة الفائدة المركبة التي وصفها ألبرت أينشتاين بأنها "العجيبة الثامنة في العالم". عندما تستثمر، فإن أموالك تحقق عوائد، وهذه العوائد تحقق بدورها عوائد، بمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى نمو كبير، حتى المساهمات الصغيرة المنتظمة يمكن أن تؤدي إلى ثروة كبيرة.
فكر في جهود حياتك – المعرفة التي اكتسبتها، المهارات التي صقلتها، والسنوات التي كرستها للعمل، هل كانت فقط لصاحب العمل؟ هل كان راتبك للبنوك والفواتير؟ ماذا تبقى لك ولمستقبلك؟
أنت تستحق أكثر من ذلك، دع أموالك تعكس العمل الشاق الذي بذلته على مر السنين، دعها تنمو، تتضاعف، وفي النهاية تمنحك الحرية لتعيش حياتك بشروطك الخاصة.
الخيار بين يديك: هل ستستمر في العمل فقط من أجل المال، أم ستبدأ في جعل المال يعمل من أجلك؟ قد تبدو الخطوة الأولى صعبة، ولكن تذكر أن كل رحلة عظيمة تبدأ بخطوة واحدة. هل أنت مستعد لخطوتك؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
يستيقظ العديد من الأشخاص في الليل لشرب الماء، ومع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن ننسى شرب كوب من الماء حتى الصباح، في مثل هذه الحالات، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كانت المياه التي بقيت طوال الليل آمنة للشرب حقًا.
على الرغم من أن الإجابة هي نعم في الغالب، إلا أنه يجب عليك أن تضع بعض الأشياء في الاعتبار قبل أن تقرر شرب هذا الماء الفاتر، وهذا يعني أنه من الأفضل شرب الماء من الكوب في أقرب وقت ممكن.
ومع ذلك، فإن الأمر لا يتعلق بالسلامة بقدر ما يتعلق بالجودة، باستثناء الماء المنقوع، فإنه لا يحتوي على أي شيء يمكن أن يفسد، كما أنه من غير المحتمل أن تتكاثر البكتيريا بشكل كبير بين عشية وضحاها، مما يعني أن شرب الماء المتبقي لن يكون ضارًا بصحتك.
ويمكن أن يكون ضارًا لبراعم التذوق لديك. وبما أن الماء معروف بقدرته على امتصاص الروائح، فإن الطعم قد يتأثر بشكل كبير، وخاصة عندما ترتفع درجة حرارته إلى درجة حرارة الغرفة وتشتد الروائح.
ويمكن للماء أيضًا أن يكون له طعم قديم إلى حد ما بسبب سلسلة من التفاعلات الكيميائية، عندما نترك كوبًا من الماء بدون غطاء لعدة ساعات، فإن تركيبته تتغير إلى حد ما.
بعد بضع ساعات، سوف يمتص الماء ثاني أكسيد الكربون من الهواء، مما يسبب تفاعلًا يؤدي إلى انخفاض الرقم الهيدروجيني ويعطي السائل رائحة حامضة. علاوة على ذلك، فإن أي مواد كيميائية تضاف إلى كوب من ماء الصنبور، مثل الكلور ذي الطعم المر، يمكن أن تذوب بمرور الوقت، مما يؤثر بشكل أكبر على الطعم.
في حين أن ترك كوب من الماء خارجًا طوال الليل سيؤثر بالتأكيد على المذاق، فمن الجدير بالذكر أنه نظرًا لأن جميع أنواع المياه لا يتم الحصول عليها أو معالجتها بنفس الطريقة، فقد تكون تغييرات المذاق أكثر وضوحًا في بعض أنواع المياه.
على أية حال، طالما أنك موافق على التغيير الطفيف في الطعم، فإن شرب الماء الذي تم "غليه طوال الليل"، سواء كان ماء الصنبور، أو المياه المعدنية، أو المياه النقية، كل الخيارات مناسبة.
وهناك عامل آخر يجب مراعاته قبل أن تقرر تناول رشفة، وهو طريقة التخزين، نظرًا لأن أكواب المياه عبارة عن حاويات غير مغطاة، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم الحطام وجزيئات الغبار، وربما حتى الحشرات. ولهذا السبب فمن المستحسن أن تلقي نظرة جيدة على ما يوجد في كوبك قبل أن تبدأ بشرب الماء.
المصدر: telegrafi