جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-11@15:07:11 GMT

مخطط ترامب يتبدد

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

مخطط ترامب يتبدد

 

 

مصطفى بن مبارك القاسمي

يعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول مجاورة، موقفًا خاطئًا وغير واقعي وغير قانوني؛ إذ هو بذلك يتجاهل الحقوق الأساسية لسكان القطاع في تقرير مصيرهم والعيش في أرضهم بكرامة. إن محاولة فرض مثل هذا السيناريو تتناقض مع المبادئ القانونية والإنسانية الدولية، وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.

ويملك أهل غزة الحق المطلق في البقاء في وطنهم، فهم السكان الأصليون الذين عاشوا على هذه الأرض لقرون طويلة، رغم ما تعرضوا له من نكبات وحروب متواصلة، ولقد تحملوا الجوع والعطش ونقص الأدوية والرعاية الصحية، كما افتقدوا جميع مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحصار والاعتداءات المتكررة التي استمرت لسنوات طويلة من الظلم والقهر والقتل والتشريد والتهجير، وسط صمت دولي غير مبرر. ومع ذلك، لم يتخلَّ أهل غزة عن حقهم في العيش في أرضهم، بل أظهروا صمودًا غير مسبوق في وجه المحاولات الرامية إلى اقتلاعهم وتهجيرهم.

إن الحديث عن تهجير سكان غزة يتنافى مع القانون الدولي، إذ يُصنَّف القانون الدولي التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية، كما أنه يتجاهل إرادة الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة وطنهم حتى في أحلك الظروف، وإن أي محاولة لإجبار أهل غزة على مغادرة أرضهم تعني القضاء على هويتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، وهو حق كفلته المواثيق الدولية لكل الشعوب.

وفرض مثل هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغضب والتوترات، مما يعمّق الأزمة بدلًا من البحث عن حلول عادلة ومستدامة.

إضافة إلى ذلك، فإن السيطرة على غزة بالقوة تعني الدخول في مواجهة مباشرة مع سكانها الذين أثبتوا أنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم رغم ما يعانونه من حصار وتجويع وقصف متواصل. كما أن مثل هذه الخطوات لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار، بل ستؤجج العنف وتجعل الحل السياسي أكثر تعقيدًا.

 

والتعاطي مع غزة يجب أن يكون عبر إنهاء الحصار وإعادة الإعمار وضمان الحقوق الأساسية للسكان، وليس عبر فرض سياسات قسرية تزيد من معاناتهم وتنتهك إنسانيتهم.

وبناءً على ذلك، فإنَّ قرار السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها يعتبر خطأ سياسيًا واستراتيجيًا، بل يمثل نهجًا غير مسؤول يتجاهل الواقع الإنساني والقانوني، ويهمل حق سكان غزة في تقرير مصيرهم والعيش في وطنهم بحرية وكرامة، وأن أي محاولة لفرض سياسات التهجير والإكراه لن تحقق سوى مزيد من الدمار والمعاناة، مما يستدعي موقفًا دوليًا صارمًا يرفض مثل هذه القرارات الأحادية الجانب والاطروحات العبثية، ومن هنا نؤكد ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قيادي بحزب العدل: احتشاد المصريين في رفح رسالة للعالم برفض مخطط التهجير

قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، إن احتشاد آلاف المصريين أمام معبر رفح تزامنًا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس السيسي بعث برسالة قوية للعالم أجمع برفض مُخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، الذي تُخطط له كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المحتل، فضلًا عن إيصال رسالة مفادها الدعم الكامل وغير المحدود من قبل جموع المصريين للشعب الفلسطيني الشقيق لصموده على أرضه في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة عملية إبادة جماعية ومجازر بحق الأبرياء والمدنيين.

برلمانية: زيارة الرئيس الفرنسي لمصر محط أنظار العالم.. والتعاون الاقتصادي أبرز نتائجهابرلمانية: احتشاد المصريين رسالة إلى العالم بأن الشعب خلف قيادته ويرفض التهجيرمحمود عتمان يشارك في اجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية بأوزبكستانبرلماني: احتشاد المصريين يؤكد اصطفافهم خلف الرئيس السيسي ورفض تهجير للفلسطينيين

وأضاف "بدرة"، في بيان اليوم الثلاثاء، أن احتشاد المصريين تأكيد على الدور المصري الريادي في دعم القضية الفلسطينية، فضلًا عن أن هذا الاصطفاف الوطني العظيم بمثابة تفويض جديد للقيادة السياسية الحكيمة لحماية الأمن القومي المصري، موضحًا أن هذا المشهد المشرف الذي شهدته مدينة العريش يعكس بما لا يدع مجالًا للشك التلاحم الكامل بين الشعب المصري وقيادته السياسية، ورفض المصريين القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ما يُعبر عن وعي وإدراك كاملين بخطورة القضية ومواقف مصر المشرفة.

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 

وأوضح مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، أن أبرز ما يُميز زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة توقيتها شديد الأهمية، لا سيما في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من حملة شرسة وحرب ممنهجة تستهدف في المقام الأول تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه والقضاء على ما تبقى من حقوقه المشروعة، علاوة على أن هذه الزيارة خطوة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، وسلطت بدورها الضوء على الدور المحوري لمصر في معالجة الأزمات الإقليمية، ودفع جهود السلام في المنطقة.

وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل قضية أمن قومي مصري، وتتعهد مصر بمواصلة الضغط من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا أن زيارة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة العريش حملت في طياتها طابعًا إنسانيًا فريدًا تمثل في تفقد الحالة الصحية للفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية، ما يُعد اعترافًا صريحًا بتأييد الموقف الفرنسي للموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ومحاولة تصفية القضية.

 اصطفاف المصريين واحتشادهم

ونوه بأن ما شاهدناه اليوم من اصطفاف المصريين واحتشادهم من جميع محافظات مصر في رفح والعريش تأكيد على الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لأية محاولات لتهجير سكان غزة والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، ورفض أي محاولات تُهدد بدورها الأمن القومي المصري والعربي وتنذر باتساع رقعة الصراع وتهدد السلام الإقليمي والدولي، مؤكدا أن المصريين بعثوا برسالة للعالم تعكس وعيهم بما يحدق بالوطن من مخاطر وتحديات نتيجة الحرب الإسرائيلية الغاشمة في قطاع غزة على أمن واستقرار البلاد.

مقالات مشابهة

  • أكبر عملية نصب في تاريخ أمريكا| كيف نفّذ ترامب مخطط التلاعب بالأسواق أمام أعين الجميع؟
  • وزير الخارجية السعودي: «المملكة ترفض أي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم»
  • مصر تجدد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والتمسك بحقوق الشعب الشقيق
  • استطلاع: 62% من الأمريكيين يرفضون السيطرة الأمريكية على غزة
  • وزير الخارجية لنظيره المجري: تهجير الفلسطينيين من أرضهم خط أحمر بالنسبة لمصر
  • وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير
  • مستقبل وطن: نرفض تهجير الفلسطينيين.. والدفاع عن أرضهم حق لا يساوم عليه
  • واشنطن بوست: ترامب أراد إبقاء نتنياهو تحت السيطرة بلقائه الأخير
  • أمانة الرياض تنجز أعمال البنية التحتية لـ 24 مخططًا خلال عام 2024
  • قيادي بحزب العدل: احتشاد المصريين في رفح رسالة للعالم برفض مخطط التهجير