الاحتلال يعبث بأرواح 35 ألف جريح ومريض ينتظرون مغادرة غزة للعلاج
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
غزة– واضعا رأسه على وسادة بالية، ومستلقيا على سرير متهالك في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، شاخصا ببصره نحو سقف غرفة في قسم مكتظ بالجرحى والمرضى، يناجي العشريني أيمن عاطف داوود ربه لكي لا يطول انتظار دوره للسفر للخارج بغية العلاج.
منذ 4 أشهر هذه حال داوود (22 عاما)، نتيجة غارة جوية إسرائيلية على منزل مجاور له، إذ أصيب في عموده الفقري بشظايا صاروخ، تسببت له في شلل نصفي ومضاعفات أخرى، واستدعت خضوعه لعدة عمليات جراحية.
"كل يوم عن يوم يزداد وضعي تدهورا.. لا أتمنى سوى السفر والعلاج"، يقول الشاب الجريح، وقد ناله من الحرب الإسرائيلية نصيب وافر من الألم والمعاناة، فاستشهد والده، ودمر الاحتلال منزله في مدينة رفح جنوبي القطاع.
الحرب التي استمرت نحو 15 شهرا على غزة خلفت أكثر من 100 ألف جريح (الفرنسية) "قوائم موت"وداوود واحد من بين نحو 35 ألف جريح ومريض ينتظرون على قوائم السفر من أجل العلاج بالخارج، حيث لا يتوفر لهم العلاج في مستشفيات القطاع، التي تعرضت لاستهداف ممنهج منذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يقول داوود للجزيرة نت إنه تقدم بطلب للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج بعد نحو أسبوعين من إصابته، ولم يتلقَ أي اتصال حتى اللحظة.
وفي وحدة غسيل الكلى بمجمع ناصر، بدا الإنهاك على المريضة رندة المجايدة، بينما تخضع لإحدى جلسات غسيل الكلى الأسبوعية.
إعلانوتعاني رندة (32 عاما) من شلل نصفي منذ ولادتها، وقبل 4 أعوام أصيبت بالفشل الكلوي، وتخضع باستمرار لجلسات غسيل كلى. وتقول للجزيرة نت إن حالتها الصحية تدهورت خلال الحرب، بسبب النزوح الجبري، وضعف الإمكانات وقلة العلاج.
واضطرت وحدات غسيل الكلى القليلة المتبقية في مستشفيات جنوب القطاع لخفض عدد مرات غسيل الكلى أسبوعيا وخفض عدد ساعات كل جلسة، من أجل استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى بسبب النزوح الكبير.
وكانت رندة على موعد مع السفر للعلاج مايو/أيار العام الماضي، إلا أن اجتياح الاحتلال مدينة رفح حال دون سفرها، جراء تدمير معبر رفح وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي عبر مصر.
هذا المعبر يمثل بالنسبة إلى رندة وآلاف الجرحى والمرضى في غزة "طاقة الأمل"، وتقول "كل يوم بيمر علينا من دون سفر يقربنا من الموت"، وتساءلت "لماذا يعرقلون سفرنا، لماذا يتعمدون قتلنا ببطء؟".
الجريحة هديل أبو شاب تنتظر فرصتها للسفر والعلاج بالخارج (الجزيرة) هاجس الإعاقةومنذ نحو عام والجريحة هديل أبو شاب (22 عاما) تنتظر بفارغ الصبر السماح لها بالسفر من أجل العلاج من جروح خطرة أصيبت بها في ساقها وبمنطقة الحوض، جراء قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت منزل أسرتها في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس.
وقعت هذه الحادثة في السابع من يناير/كانون الثاني 2024، وكلما تأخر الوقت يزداد قلق هديل، التي تخشى أن تفقد ساقها، أو أن تصاب بعجز يلازمها لبقية حياتها، لعدم توفر الإمكانات اللازمة لعلاج حالتها في مستشفيات القطاع.
تقول هديل للجزيرة نت إن القذيفة تسببت في تهشيم بليغ للعظام، وإنها بحاجة ماسة لعمليات جراحية دقيقة لترميم العظام، ولديها تحويلة طبية للعلاج بالخارج، وتترقب لحظة بلحظة أن يأتي دورها للسفر.
وللجريح الأربعيني طاهر اليازجي حكاية مؤلمة أيضا، إذ نجا من الموت بأعجوبة عندما هاجمته مسيّرة "كواد كابتر" إسرائيلية في مكان نزوحه بمواصي خان يونس قبل 4 شهور، وأصابته بعدة أعيرة نارية في ساقيه وأنحاء من جسده.
إعلانجراء ذلك، أصيب اليازجي (40 عاما) بشلل نصفي، ويلازم سريره في قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي. ويقول للجزيرة نت: "الأطباء هنا بذلوا كل جهد لديهم، ولكن الإمكانات ضعيفة، وليس لي علاج في مستشفيات غزة".
خضع هذا الجريح لعدة عمليات جراحية، وقد أخبره الأطباء بأن هذا أقصى ما يمكنهم فعله، ويقول إنه تقدم للحصول على تحويلة طبية للسفر من أجل العلاج منذ نحو شهر، ولا يزال ينتظر الرد. ويضيف: "حالتي صعبة وأشعر بتدهور مستمر ولا أحتمل الانتظار طويلا.. أمنيتي السفر بسرعة والعلاج".
الاحتلال لا يلتزم بالأعداد والفئات من الجرحى والمرضى المتفق عليها في اتفاق وقف اطلاق النار الجزيرة) معايير مزاجيةوبموجب اتفاق وقف اطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يُسمح بمغادرة 300 شخص يوميا، وتقتصر الفئات التي سيسمح لها بالمغادرة على 50 جريحا ممن أصيبوا خلال الحرب، يرافق كلا منهم 3 أشخاص بمجموع كلي 150 مسافرا يوميا.
بالإضافة إلى 50 مريضا بحاجة للعلاج بالخارج يرافق كلا منهم شخص واحد فقط، ليصبح عددهم 100 مسافر، علاوة على 50 آخرين تحت بند حالات إنسانية يوميا.
ويقول الدكتور أحمد الفرا، رئيس أقسام الأطفال ومدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، للجزيرة نت إن الاتفاق ينص على سفر 150 حالة يوميا، منها 50 حالة لمرضى عاديين يعانون من أمراض مزمنة وخطرة كالضغط والسكر والقلب والكلى وتستدعي حالاتهم الصحية تدخلات طبية غير متوفرة في القطاع، و100 حالة من جرحى الحرب من النساء والأطفال والرجال.
ولكنه يقول إنه "لم يخرج للسفر حتى اللحظة سوى الشق المتعلق بالمرضى، ودون التزام من الاحتلال بالعدد المتفق عليه، ويتعمد (الاحتلال) يوميا إعادة حوالي 10% من الحالات المرضية بعد الموافقة على سفرها".
وتحققت الجزيرة نت من أن الاحتلال لم يسمح حتى اللحظة بسفر أي حالة ممن يوصفون بالجرحى العسكريين من عناصر المقاومة، وسمحت بسفر جرحى ومرضى عاديين ضمن 6 دفعات منذ إعادة فتح معبر رفح، قبل نحو أسبوع، ومن دون التزام بالعدد المتفق عليه.
وحسب الدكتور الفرا، فإن دولة الاحتلال تنتهج "معايير مزاجية" وتتعمد عدم التعاطي مع الأولويات وتصنيفات المرضى من حيث خطورة الحالة والحاجة الملحة للسفر بغية العلاج، والذين تصنفهم وزارة الصحة إلى 4 فئات بحسب التشخيص الطبي وأولوية السفر، ولكن الاحتلال يتعمد العبث بالأولويات ويتجاهل حالات خطرة تحتاج بصورة عاجلة لعمليات إنقاذ حياة، ويختار للسفر حالات أقل خطورة.
إعلانويقول المسؤول الطبي إن هناك حالات توفيت من بينها 100 طفل، في أثناء الانتظار على طوابير السفر الطويلة بغية العلاج بالخارج. ووفقا له، فإن عدد المرضى ممن سافروا في الدفعات الست الماضية لا يزيد على 200 مريض.
وبرأي الدكتور الفرا، فإن هذا العدد من المسافرين المرضى ليس سوى "ذر للرماد بالعيون" ولا يترك أثرا كبيرا على الأعداد الهائلة من المرضى على قوائم انتظار السفر للعلاج بالخارج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للعلاج بالخارج فی مستشفیات غسیل الکلى من أجل
إقرأ أيضاً:
خبراء الضرائب: مستثمرو البورصة ينتظرون إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن المستثمرين في البورصة ينتظرون إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية التي أدت منذ إعلانها إلى خسائر فادحة في سوق الأوراق المالية وعزوف مستثمرين محليين وأجانب عن دخول السوق لتاثيرها المباشر على العوائد الاستثمارية.
وقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن الحكومة تبحث حاليًا كافة الخيارات المتاحة لضريبة الأرباح الرأسمالية المزمع تطبيقها خلال الموسم الضريبي الحالي.
أوضح "مؤسس الجمعية"، أن ضريبة الأرباح الرأسمالية تم تأجيلها علي مدار 11 عامًا 5 مرات لصعوبة تطبيقها وتأثيرها علي السيولة ودفعها الأفراد إلى التخارج والتوجه إلى الإدخار في البنوك والمضاربة على الذهب والعملة.
كشف "عبد الغني"، إن من البدائل المطروحة ضريبة الدمغة التي عندما تم فرضها عام 2013 حققت لخزانة الدولة 350 مليون جنيه حين كان حجم التعامل في البورصة 500 مليون جنيه يوميا والآن قفز حجم التعامل إلى 8 مليارات جنيه يوميا مما يعني أن ضريبة الدمغة لن تحقق عائدًا أقل من 4.5 مليار جنيه سنويًا علي الرغم من أن المستثمرين يطلقون عليها لقب الضريبة العمياء لأنه يتم تحصيلها في حالتي المكسب أو الخسارة على السواء.
أكد أشرف عبد الغني، أن إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على الاستثمار في البورصة يعزز من جاذبية السوق ويشجع المستثمرين علي ضخ مزيد من الاستثمارات في الأسهم المصرية مما يؤدي إلى زيادة معدلات السيولة وتعزيز القدرة التنافسية للبورصة المصرية.
أشار إلى أن ذلك سيساهم أيضًا في نجاح برنامج الطروحات الحكومية حيث من المقرر طرح 10 شركات في البورصة من بينها 4 شركات تابعة للقوات المسلحة وهي شركات وطنية وصافي وسايلو فوود وشل أوت.
قال إن البورصة من أهم أدوات التمويل خاصة مع إرتفاع أسعار الفائدة على القروض في البنوك إلى جانب أن البورصة أحد آليات خفض التضخم عن طريق امتصاص السيولة من الأفراد.
أكد مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أنه لذلك نطالب بإعفاء أرباح البورصة من الضرائب على غرار إعفاء ودائع البنوك من الضرائب وذلك لكي تؤدي البورصة الدور المنتظر منها كأحد أدوات التمويل الرئيسية.