فورين أفيرز: خطر جديد يتهدد الأمن القومي الأميركي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
قالت مجلة فورين أفيرز إن التهديد الأعظم لأنظمة الكمبيوتر الحكومية الأميركية كان لحدود أسابيع قليلة هو اختراق القوى الأجنبية المعادية لها وسرقة البيانات منها، لكن الجديد هو أن التهديد الأخطر الذي ظهر في الأيام الأخيرة، هو تهديد محلي مصدره وزارة كفاءة الحكومة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم جيمس غولدجير وإليزابيث سوندرز- أن رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك وفريقه من المهندسين فيما يسمى وزارة كفاءة الحكومة ادعوا الوصول على نطاق واسع، إلى الأنظمة الحيوية التي تتعامل مع المعلومات الحساسة والسرية في العديد من الوكالات الحكومية.
ورأت المجلة أن ما يمثل كابوسا للأمن القومي ليس فقط تحركات وزارة كفاءة الحكومة التي يبدو بعضها غير قانوني وغير دستوري في ظاهره، ولا تهديد الخصوصية الخطير للأميركيين نتيجة اختراق البيانات الحساسة، بل هو أنشطة ماسك نفسها، التي تجعل الحكومة الأميركية يديرها فريق من الشباب الذين لا يتمتعون بأي خبرة حكومية، وربما لم يخضعوا لعمليات فحص الموظفين.
ولا شك أن خصوم أميركا سيجدون في هذا البرنامج ثروة من التجسس والابتزاز -حسب الصحيفة- وأن حلفاءها سيعيدون النظر في روتينهم المعتاد معها، وربما لن يكونوا على استعداد لمواصلة العمل معا، حتى لو لم يصل ماسك إلى أنظمة وكالات الأمن القومي الرئيسة، وبالتالي فإن الحكومات الأجنبية -الصديقة والأعداء على حد سواء- تولي اهتماما وثيقا لهذا الأمر.
إعلان قنبلة يدويةومن خلال تقويض الأنظمة المخصصة لحماية الجمهور، لا تقلل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل كبير من فرصة الإصلاح الحقيقي فحسب، بل تعرض البلاد للخطر، وبالتالي فإن تصرفات ترامب وماسك تعادل إلقاء قنبلة يدوية في مركز جهاز الأمن القومي، حسب المجلة.
وإذا كان لدى فريق ماسك إمكانية الوصول إلى التعليمات البرمجية التي توجه مدفوعات الحكومة الأميركية وإعادة كتابتها، فإن مخاطر الأمن السيبراني وانتهاك الخصوصية ستكون هائلة، ومن المرجح أن تكون أجهزة الاستخبارات المعادية تعمل على تقييم أعضاء فريق ماسك الذين قد يكونون مهملين في التعامل مع أجهزتهم الرقمية أو عرضة للوقوع في الفخ أو حالات الإكراه.
وطالب موظفو ماسك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية -التي يبدو أن إدارة ترامب عازمة على تفكيكها من دون استشارة الكونغرس- بالوصول إلى أنظمة سرية لم يكن لديهم إذن بها، وحسب صحيفة غارديان "دخل موظفو وزارة كفاءة الحكومة إلى منشأة المعلومات الحساسة" رغم اعتراض موظف إداري تم طرده.
وذكرت المجلة بأن مشاركة الأسرار وحمايتها جزء أساسي من التعاون الدولي للولايات المتحدة وأقرب حلفائها، وهي تحتاج الثقة في أن المعلومات الحساسة يتم التعامل معها على نحو معروف، ولم يكن من الواضح لماذا أراد ماسك الوصول إلى منشأة المعلومات الحساسة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وحتى لو لم يذهب فريق ماسك إلى أبعد مما هو متعارف عليه في التعامل مع المعلومات الحساسة، فإن التهديد بأن تحاول وزارة كفاءة الحكومة القيام بشيء من شأنه تقويض أنظمة السرية الحكومية يمكن أن يؤدي إلى تآكل ثقة حلفاء الولايات المتحدة وقدرتهم على مشاركة معلومات استخباراتية حساسة معها.
وتقوم الثقة على الأشخاص الذين يعملون في الوكالات، حيث يتمتع العديد من الأشخاص الذين لا يعرف عامة الناس أسماءهم في وزارة الخزانة بإمكانية الوصول إلى نظام المدفوعات وجميع البيانات الشخصية الحساسة التي يمكن لماسك الآن رؤيتها، وهؤلاء هم البيروقراطيون المهنيون غير السياسيين الذين يخدمون كلا الحزبين وأداء المهام المطلوبة منهم، لا اتخاذ القرارات بشأن من يحصل على ماذا.
إعلان خطر الفسادوفي أول يوم له في منصبه، أصدر ترامب أمرا يسمح بمنح فريق "الوصول إلى المرافق والتكنولوجيا اللازمة لأداء واجبات المكتب الذي تم تعيينهم فيه"، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن موظفي ماسك الذين مُنحوا حق الوصول إلى نظام الدفع كانوا موظفين في وزارة الخزانة، واجتازوا فحوصات الخلفية الحكومية وحصلوا على التصاريح الأمنية اللازمة، لكن عمليات التحقق من الخلفية لهذه الأنواع من التصاريح تستغرق عادة عدة أشهر، ولذلك يظل فحص أعضاء فريق ماسك مشكوكا فيه.
وسوف يتردد الحلفاء بشكل خاص في مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة إذا كانوا يخشون أن يتمكن أفراد ليست لديهم خبرة حكومية ولم يخضعوا للتدقيق من خلال بروتوكولات الأمن النموذجية من الوصول إلى هذه المعلومات الاستخباراتية.
وتحذيرا من خطر الفساد، أوضحت عالمة الاجتماع إليزابيث بوب بيرمان، أن منح السيطرة المباشرة على صنبور التمويل الفدرالي للرئيس وعملائه أمر غير ديمقراطي، لأنه يمنحهم القدرة على حرمان من يرونه خصما سياسيا من الأموال التي خصصها الكونغرس بموجب القانون.
وينطبق خطر الفساد هذا على ماسك الذي يمكنه الآن الاطلاع على المدفوعات الحكومية للمنافسين التجاريين وإيقافها، وقد يحاول هندسة أنظمة الحكومة الأميركية بطرق تعود بالنفع على مصالحه المالية الخاصة.
وبالفعل وجد ماسك وفريقه طريقهم إلى البيانات الفدرالية الخاصة الأكثر حراسة، وسوف يجعلون الولايات المتحدة موضع عدم ثقة لأولئك الذين يتعاملون مع الآلية غير المرئية للأمن القومي الأميركي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات وزارة کفاءة الحکومة المعلومات الحساسة الوصول إلى فریق ماسک
إقرأ أيضاً:
هل أدار الأسد من موسكو معركة استعادة حُكمه ومن هُم الذين قادوا الهُجوم على اللاذقية ومن أين حصلوا على السلاح؟
سرايا - لم يمضِ أكثر من ثلاثة أشهر على سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حتى تعرّض النظام السوري الجديد لاختبار حول مستوى قدراته الأمنية والعسكرية في البلاد وقدرته على ضمان الأمان الاستقرار، ولافت أن اللاذقية قد خرجت عن سيطرة الحكومة الجديدة، فاضطرّت للاستنفار من مساء أمس، وحتى إعداد هذا التقرير، وأرسلت كل القوات والمُقاتلين التي تملكها، لصد هجوم يقف خلفه بقايا من ضباط وجنود الجيش العربي السوري.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد مقتل أكثر من 70 شخصًا، وخروج منطقة اللاذقية عن سيطرة الحكومة، قبل أن تسارع قوات نظام أحمد الشرع بالتوجّه نحو اللاذقية، وقالت إنها نجحت في امتصاص الهجوم، واحتوائه، وتقوم حاليًّا بتمشيط المدينة، لإعادة الأمن كما قالت.
طُرحت تساؤلات حول ما إذا كان ذلك الهجوم الأعنف وغير المسبوق ضد نظام الشرع، عفويًّا، أو مُنسّقًا، ويبدو أنه كان مُنسّقًا بين عدد من المجموعات الموالية لنظام الأسد وعلى رأسهم مجموعة موالية للضابط السوري سهيل الحسن، حيث كانت الهجمات والكمائن مُتزامنة، ويبدو أن نوايا الهجوم كانت ذاهبة باتجاه السيطرة على مؤسسات حكومية كما حصل في حالة الكلية الحربية، فيما كانت العاصمة السورية دمشق مُستنفرة، وينتشر فيها قوات الأمن العام الجديدة، تخوّفًا من عمل ما يهز أركان النظام الجديد.
ما يُميّز هذا الهجوم وفق المراقبين، أو ما سمي بهجوم الخميس، أو ليلة محاولة استعادة الأسد لحكمه، بأنه كان الأعنف مُنذ سقوط الأسد، وجرى استخدام الأسلحة الثقيلة فيه، والرشاشات، الأمر الذي دفع بالسلطات السورية الجديدة إعلان حظر التجوال.
يُطرح تساؤل آخر، حول الجهة التي تمنح السلاح لبقايا الجيش العربي السوري، فجيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر مقدّرات الجيش السوري، المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار من جهته إلى تهريب السلاح عبر الحدود اللبنانية- السورية من طرف “حزب الله”.
ومن غير المعلوم تمامًا، إذا كانت روسيا شاركت في دعم هجوم الخميس، حيث رفضت موسكو التعليق على ما جرى، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف “بشكل عام، لا أود التعليق على سير هذه العمليات، لأننا لا نعرف التفاصيل”.
وأضاف بيسكوف إن “الأمن اللازم لجنودنا متوفر على المستوى المطلوب”.
تقارير إعلامية عديدة أشارت إلى أن هذا الهجوم جرى بعلم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون قال في ذلك السياق: “يُحاول السفّاح الأسد استعادة الحكم في سوريا وهو مختبئٌ الآن في موسكو ويتلقّى دعماً روسيًّا كما تحضُّ إيران الشعب على التمرّد”.
وأضاف ويلسون: “إيران وروسيا يعملان معاً على زعزعة أمن سوريا ونحن بحاجة لطرد إيران وروسيا من سوريا نهائيًّا”.
وإذا ما صح ما قاله النائب ويلسون، يعني أن روسيا تسمح للرئيس السابق في منفاه بالعمل السياسي، ويبدو أن مُفاوضاتها مع النظام الجديد لا تضمن لها بقاء نفوذها في سورية على المدى البعيد.
من قاد الهُجوم ضد النظام السوري الجديد على الأرض؟، التقارير أشارت إلى عدد من القادة العسكريين الذين يقودون “الفلول”، ومن أبرزهم بينهم العميد غياث دلا، ويعد العميد غياث سليمان دلا، قائد اللواء 42 المعروف بـ “قوات الغيث” في الجيش العربي السوري، من أبرز القادة العسكريين في نظام الأسد.
في ذات السياق، مصدر أمني قال إن المجلس العسكري الذي شكّله العميد غياث دلا بدأ في توسيع نفوذه على الأرض، وأنشأ تحالفات مع قيادات سابقة في الجيش العربي السوري.
وأضاف المصدر أن دلا أنشأ تحالفا مع محمد محرز جابر قائد قوات “صقور الصحراء” سابقا، والمقيم حاليا بين روسيا والعراق.
المصدر الأمني السوري أكد للجزيرة بأن الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية.
تركيا من جهتها، أكدت وعلى لسان وزارة الخارجية التركية، الجمعة، أن الجهود المبذولة لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا تتزايد بشكل مكثف، مشيرة إلى أن التوتر في اللاذقية ومحيطها، واستهداف قوات الأمن، قد يقوض الجهود الهادفة إلى قيادة سوريا نحو مستقبل موحد ومستقر، وجاء في بيان الوزارة، الذي نُشر عبر منصة “إكس”، أن تركيا ترفض أي محاولات لزعزعة الاستقرار، مشددة على ضرورة عدم السماح لهذه الاستفزازات بأن تتحول إلى تهديد للسلام في سوريا والمنطقة.
وتحدّث نشطاء عن إعدامات ميدانية قاموا ببث بعض مقاطعها على المنصّات طالت أشخاصًا من الطائفة العلوية في اللاذقية بعد هجوم الخميس، الأمر الذي أقرّت به قوات الشرع ووضعته في في خانة التجاوزات الفردية، وقالت وزارة الداخلية السورية الجديدة، الجمعة بالخصوص أن منطقة الساحل وقعت بها انتهاكات وصفتها بالفردية بسبب توجه حشود شعبية غير منظمة إليها.
ونقلت وكالة سانا عن مصدر أمني في وزارة الداخلية قوله: “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.
وأضاف المصدر: “نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري”.
المرصد السوري لحقوق الانسان أكد الجمعة إن قوات الأمن الجديدة “أعدمت” بالفعل 52 علويًّا في محافظة اللاذقية بعد دخولها إليها لصد هجوم فلول نظام الأسد، وأورد المرصد أن “قوات الأمن أقدمت على إعدام 52 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية”، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو تحقّق المرصد من صحّتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.
رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية الجديد علّق على ما حصل قائلًا وأشار إلى أن الهجوم جرى إدارته من الخارج: حمقى ظنوا أنهم قادرون على إسقاط إرادة شعبنا فأطلقوا عمليتهم الغادرة، وتابع مجرمون وضعاف نفوس استغلوا الأوضاع وخططوا لضرب الوجه الجديد لسوريا، وأضاف قيادات عسكرية وأمنية سابقة دبرت لجرائم بتوجيهات قيادات هاربة بالخارج، ونطمئن شعبنا أننا سنُدافع عن النصر الذي حققناه ونبذل الغالي لأجله، والعملية الغادرة راح ضحيتها عشرات من رجالنا في الجيش والأمن والشرطة، ولن نسامح من قتلوا رجالنا ولا خيار أمامهم إلا تسليم أنفسهم وأسلحتهم.
بكُل حال، نجحت قوات الشرع بصد الهُجوم، ونسبيًّا استطاعت الحفاظ على هيبة سُلطتها الوليدة، ولكن التساؤل التالي سيظل حول ما إذا كان هذا الهجوم المُنسّق والأعنف، هو أقسى ما يُمكن لبقايا فلول الأسد فعله لتهديد سلطة الشرع، أو أنه تمهيد أوّلي لمعركة أكبر، بدأت بإرسال رسائل عنيفة، تقول نحن هنا، نحن من حكمنا سورية ولن نتخلّى عنها، ونستطيع إشغالكم، وقتلكم، ونستطيع أن نُدير المعركة من الخارج على أرض الواقع؟.
رأي اليوم
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#قيادة#ترامب#إيران#المدينة#السعودية#سوريا#تركيا#الكونغرس#اليوم#الحكومة#أمن#الاحتلال#أحمد#الشعب#العسكريين#محمد#رئيس#الرئيس#القوات#موسكو
طباعة المشاهدات: 1014
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 10:29 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...