دروس تجربة إعادة إعمار الموصل.. تايمز: من سيعيد بناء غزة؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن إعادة إعمار الموصل التي عادت إلى الحياة بعد 8 سنوات من الدمار، تقدم بصيص أمل لإعادة بناء قطاع غزة، رغم أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة حذرتا من أن إعادة الإعمار قد تستغرق 15 عاما.
وذكرت الصحيفة -في تقرير لسامر الأطرش- بأن سكان الموصل عندما بدؤوا في العودة إليها بعد أن انتزعها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من تنظيم الدولة، وجدوا أرضا قاحلة غير صالحة للسكن، دُمّر حوالي 140 ألف منزل فيها إلى جانب مسجد النوري التاريخي ومئذنته المائلة.
وبعد 8 سنوات -كما تقول التايمز- عادت المدينة العراقية التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة لخلافته إلى الحياة، وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) هذا الأسبوع إنها قريبة من استكمال تجديد المسجد والمئذنة، كما تجري إعادة تجميع متحف يضم آثارا آشورية لا تقدر بثمن، قبل إعادة افتتاحه العام المقبل.
ومثل الموصل، أصبح قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء الكشف عن خطة لإخلاء الأرض الفلسطينية من سكانها قبل أن تستولي عليها بلاده، رحبت بها الحكومة الإسرائيلية، لكن الدول العربية نددت بها، وقالت مصر إن غزة تمكن إعادة إعمارها وسكانها في أماكنهم.
إعلانوللحصول على أمثلة أخرى تنافس الدمار في غزة، عاد الخبراء إلى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، كما عُرض مثال غروزني، المدينة الشيشانية التي يسكنها نحو مليون شخص والتي دمرها الجيش الروسي في عام 2000 وأعيد بناؤها بالكامل بمساعدة مليارات الدولارات من الكرملين.
وقال مارك غارزومبيك، أستاذ تاريخ العمارة في الجامعة الأميركية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن "المباني في أوروبا كانت مصنوعة من الطوب والخشب وبعض الحجارة، ومن الممكن إزالة أنقاضها من قبل السكان المحليين من دون الحاجة إلى عمالة ماهرة، أما في غزة فالأنقاض هي الخرسانة المسلحة".
وحتى تقييم الأضرار والتخطيط للحفر قد يستغرق سنوات -كما يقول غارزومبيك- و"سيتعين على المهندسين المرور على كل عقار على حدة وإجراء تقييم، وهذا التقييم سوف يستغرق سنوات، خاصة أن الخبراء لا يعرفون أين سيعيشون وكيف سيتم جلبهم كل يوم للعمل".
وعلى النقيض من العراق والشيشان، حيث تستطيع الحكومة المركزية تنظيم وتمويل إعادة الإعمار بالتعاون مع شركاء دوليين، فإن غزة -كما تقول الصحيفة- محاطة بإسرائيل ومصر اللتين لديهما الآن خطط مختلفة لمستقبل المنطقة.
وتقدر تكاليف إعادة الإعمار بعشرات المليارات، إذ تقول الأمم المتحدة إنها قد تكلف أكثر من 50 مليار دولار، وقال مسؤول عربي للصحيفة إن أي جهة مانحة لن تكون على استعداد لتمويل إعادة الإعمار في غياب اتفاق سلام يضمن عدم تحول المنطقة إلى أنقاض مرة أخرى.
وبالتالي قد يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقل للدخول في مسار حل المشكلة، ربما إذا سارت الأمور على ما يرام، وقد يستغرق 20 عاما، مما يعني أن طفلا صغيرا يكبر الآن في غزة، ربما لن يعيش في منزل أو شقة كما عاش والداه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
واشنطن: لا التزام بنشر قوات أميركية بغزة ومخطط ترامب ليس عدائيا
قال البيت الأبيض اليوم الأربعاء إن الرئيس دونالد ترامب لم يقدم بعد التزاما بشأن سيطرة الولايات المتحدة أو نشر قوات أميركية في غزة وفق مقترحه بفرض السيطرة الأميركية على القطاع، مشيرا إلى أن واشنطن لن تمول إعادة إعمار غزة، بل ستعمل مع شركائها بالمنطقة بشأن ذلك.
في المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عرض ترامب بأنه "فريد من نوعه.. وليس خطوة عدائية"، مؤكدا أنه يعكس "استعداد" الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة.
وأضاف روبيو أن "عرض ترامب هو التدخل وإزالة الحطام وتنظيف المكان من كل الدمار".
وأردف قائلا: "شعب غزة سيضطر إلى العيش في مكان ما في أثناء إعادة البناء".
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين إن الرئيس ترامب لم يتعهد بوضع قوات أميركية على الأرض في غزة.
وأكدت أن الرئيس يعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المشاركة في إعادة بناء غزة "لضمان الاستقرار في المنطقة.. وهذا لا يعني وجود جنود على الأرض في غزة".
كما قالت إن اقتراح ترامب "التاريخي" بالسيطرة على غزة يؤكد التزامه بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتأمين السلام الدائم.
وأضافت أن ترامب "يتوقع من شركائنا، خاصة مصر والأردن، قبول الفلسطينيين مؤقتا حتى نعيد بناء وطنهم".
إعلانكما قالت إن "الرئيس ترامب مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع جميع شعوب المنطقة المحبة للسلام".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد كشف -خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء في واشنطن- عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وهو ما ووجه بانتقادات دولية وعربية على السواء.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني المحاصر.