عائض الأحمد
لم أكن يومًا من محبي البحر أو الإبحار أو الوقوف على شواطئ الزمن، وكانت الصحراء والرمال الملموسة المحسوسة حد الإحساس والتحسس، هي العشق والمهرب من أي شيء، كانت ملجأ واسعًا تمد النظر فيه فلا تجد سواك، وتجول ببصرك بعيدًا فتجدك تقف على كثبان أيامك وتكاد تقتلعك عاصفة أفكارك؛ فتحيطك رمال ذهبية تتراءى لك كنزا تُباهي به وتُراهن على قدرته في خلق نشوتك المستباحة في فضاء أرض لم تطأها قدم غير أقدامك، ولم ينعم بها عاشق ليُسكِنها بين جوانحه باحثًا عن دفء فقده.
تتمايز ذهابًا وعودة، تارة كمن يحمل المسك وأخرى كمن ينحر قربان يتشفى بإزهاق روحه غضبًا على أيام سعادته التي سُلبت منه عنوة، أو هكذا شعر في مهب ريح واعتلال أنفاس بين البؤس وترقب الفرج.
خيبة تؤرق من استشعر النجاح، وقسوة "مُلهمة" يحيطها صخب يعلوه استفهام وتسأل أو ليسوا صنيعة أفعالنا؟!
التأهب والمبالغة في السرديات، ليس عيبًا مُخلًا بأساطير وشخوص كل هذه الروايات؛ فهناك من لديه يقين بصدقها، وبعض أبطالها الحقيقيين ينعتون أنفسهم بالغفلة والزلل، وكأن كيف ولماذا تبدأ بحديثهم وتنتهي به أسفًا.
التسامح والعفو يفوقان قدرتك على تقبل "خيبات" الآخرين؛ فمقارنة غضبك بحلمك يفسره الحالمون بغفلة متصنِّع "كاذب" حاول أن يرشو السحاب، فأغرقه المطر وجرفته السيول وتقاذفته بطون الأودية، حتى نال منه القاصي والداني، وتبسمت منه مرابع الصحراء، وغدا كحصيرة أولئك المساكين الذين غشاهم الجوع فلم يجدوا غيرها ليفرشوه لينالوا حظًا من أحلامهم متناسين ما حل بهم من فاقة.
ختامًا.. صحبة الأشقياء لا تخلو من ألم، ولن تنتهي دون ثمن، ويقال إن الوفاء ليس ما تراه؛ بل ما تشعر به، فكم من سكينة في ضجيج يعلوها صمت صارخ.
شيء من ذاته: اللبن المسكوب نعمة زائلة، فماذا صنعت لتجلب المزيد منه لتسكبه؟ البكاء على الأطلال عجز ووهن ولو بلغت به قمم الجبال.
نقد: لم أعد أنتظر شيئًا منك فأنا في قمة الرضا والقناعة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بحضور وزيرة التخطيط.. اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب تُقر توسيع نطاق عمليات البنك الأوروبي بدول أفريقيا جنوب الصحراء
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، باجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، برئاسة النائب محمد سليمان، وبحضور وكيلي اللجنة النائب محمد عبد الحميد، والنائب كمال الدين الشافعي، والنائب طارق حسن عمار، أمين سر اللجنة، وأعضاء اللجنة من السادة النواب. حيث وافقت اللجنة على قرار رئيس الجمهورية رقم 70 لعام 2025 بشأن الموافقة على قراري مجلس محافظي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية رقم (259) و (260) بشأن تعديل اتفاق إنشاء البنك لتمكين التوسع الجغرافي لعملياته في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والعراق.
وخلال اللقاء، تحدثت الدكتورة رانيا المشاط، عن الشراكة الوثيقة بين جمهورية مصر العربية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، التي تعود لعام 1991 حيث تعد مصر واحدة من الدول المؤسسة، ومع توسيع عمليات البنك بمنطقة جنوب وشرق المتوسط في مايو 2011 تقدمت مصر بطلب للتحول إلى دولة عمليات، مشيرة إلى أنه في نوفمبر 2014 تم افتتاح مقر البنك في القاهرة لتسهيل عملياته للقطاعين الحكومي والخاص، وفي أكتوثر 2015 تحولت مصر إلى دولة عمليات كاملة.
وذكرت محافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن مصر تُعد أكبر دولة عمليات للبنك بمنطقة جنوب وشرق المتوسط، ومنذ بدء البنك استثماراته في مصر خلال عام 2012 فقد تم ضخ استثمارات بقيمة 13.8 مليار يورو لتنفيذ نحو 194 مشروعًا، 86% منها للقطاع الخاص ما يعادل 11.8 مليار يورو.
ونوهت «المشاط»، بأنه يجري حاليًا تنفيذ إطار الشراكة الاستراتيجية القطرية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للفترة من 2022/2027، التي تستهدف دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، وتسريع التحول الأخضر، وزيادة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال للقطاع الخاص.
وأضافت أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية اتخذ قرارًا بتوسيع نطاق عملياته بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى والعراق في عام 2021، قبل أن يتخذ قراره النهائي خلال الاجتماعات السنوية لمحافظي البنك في سمرقند.
وشددت على العلاقة القوية مع البنك ودورها في تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة حيث أن أي استثمار مباشر في دولة يحتاج إلى تمويلات سواء محلية أو خارجية لخفض تكلفة التمويل، مشيرةً إلى أن توسع البنك في دول أفريقيا جنوب الصحراء يُعزز دوره في القارة في ظل ما تحتويه من فرص اقتصادية وموارد طبيعية وقوى بشرية ضخمة.
وقالت "المشاط"، إن توجه البنك يتسق مع ما تقوم به الدولة المصرية من انفتاح كبير على دول القارة سواء على مستوى العلاقات الحكومية أو الشراكات مع القطاع الخاص، لافتةً إلى أن توسع البنك يتيح فرصًا كبيرة للتعاون الثلاثي والتعاون جنوب جنوب بين مصر ودول القارة من خلال منصات البنك وأدواته المختلفة.