يعلم التاجر الامريكى ساكن البيت الأبيض حاليا أن كل تخاريفه وأوهامه هى درب من دروب الخيال ، لأنه ببساطة لن يترك الفلسطينيون أرضهم ولن تقبل مصر أو أى دولة عربية مثل هذه الخزعبلات.
الحكاية وما فيها أن السيد ترامب تاجر شاطر يجيد الترويج لتجارته ويلعب بأوراق تفاوضية وينتهج سياسة الفوضى الخلاقة ويطلب الأقصى حتى يحصل على الأدنى لصالح امبراطورية أعماله.
فقد سمع من مصر حكومة وشعبا ما يكفيه من رفض لكل أوهامه الخاصة بتهجير الفلسطينيين وتسليم غزة للصهاينة وهو نفس ما سمعه من الأردن ومن السعودية ومن كل دولة عربية معنية بالأمر.
فالفسطينيون الذين تحملوا مال لم يتحمله شعب أخر طيلة عقود من القهر والظلم والتجويع والقتل والتدمير على يد آلة عسكرية باطشة لن يغادروا ديارهم تحت أى ظرف ، والسيد ترامب معذور فهو لا يعرف معنى الأرض عند العرب كونه امريكى من اصول مهاجرة من الخارج ليس بينه وبين الوطن الذى يعيش فيه سوى علاقة المصلحة والإيواء ، وليس علاقة الأرض التى تعنى العرض عند العرب.
ووبساطة شديدة يمارس ترامب سياسة الابتزاز والضغط وبالونات الاختبار والارباك أملا فى تحقيق أهداف محددة تخدم مصالحه الشخصية فى عالم البيزنس والاستثمار.
فقد مارس ذلك مع دول الخليج بشكل مفضوح فى فترة حكمه الأولى وها هو عاد ليمارس نفس النهج ، وقد ينجح فى ذلك ، انما لن يجد سوى الرفض الرسمى والشعبى والاصطفاف لكل خيالاته فى مصر التى تصدت بكل قوة تحت قيادتها الحكيمة لأفكاره المسمومة.
ولن يفلح ترامب فى التهديد أو التلويح بأيا من أوراق الابتزاز التى يجيد استخدامها بما فى ذلك سلاح المعونات والاقتصاد.
فهو يعلم وتعلم كل المؤسسات الأمريكية أهمية مصر إقليميا ودوليا وقوتها ودورها المحورى فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط الذى من شأنه التأثير على المصالح الأمريكية فى المنطقة.
ومصر بقيادتها الواعية قادرة على التعامل مع كافة المستجدات بثوابت وطنية لا تنازل عنها وتنطلق من دعم شعبى واسع ولن تقبل بأى مساس بالسيادة الوطنية أو التدخل فى الشأن الداخلى ، ولم تقبل أيضا بأى حلول للقضية الفلسطينية سوى عبر حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والعودة لحدود ما قبل يونيو 1967
ومن هنا نقول للسيد ترامب " إلعب بعيد " عليك التركيز فى البيزنس والاستثمار فى أماكن أخرى وعقد الصفقات قبل أن تنتهى مدتك الرئاسية الثانية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترامب السيد ترامب مصر
إقرأ أيضاً:
جهود عمانية تتواصل.. الجولة الثالثة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية
مسقط-رويترز
سيجتمع كبار المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين مجددا اليوم السبت للتوصل إلى اتفاق جديد يكبح جماح برنامج طهران النووي، في حين أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع الطريق أمام إيران لامتلاك قنبلة نووية.
وسيتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشكل غير مباشر مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط عبر وسطاء عمانيين، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بأنها بناءة.
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات على مستوى الخبراء، والتي ستبدأ في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، قبل اجتماع غير مباشر بين المفاوضين الرئيسيين.
وقال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت أمس الجمعة "أعتقد أننا سنبرم اتفاقا مع إيران"، لكنه كرر تهديده بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت الدبلوماسية.
وفي حين قالت كل من طهران وواشنطن إنهما عازمتان على مواصلة الدبلوماسية، إلا أنهما لا تزالان متباعدتين بشأن النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين.
فقد تخلّى ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير باط، عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى وأعاد فرض عقوبات مكبلة على إيران.
ومنذ عام 2019، انتهكت إيران القيود النووية التي يفرضها الاتفاق النووي بما في ذلك تسريع تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة تقريبا الذي يعتبر من الدرجة التي تصل إلى درجة صنع الأسلحة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الأسبوع الماضي إن إيران ستضطر إلى التوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة العاملة للطاقة الذرية في بوشهر بالوقود.
ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.
وإضافة إلى ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين أن الاتفاق الشامل يجب أن يتضمن قيودا تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.
وتصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات أمس الجمعة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.