النظام البيئي .. من المفهوم التقليدي الضيق إلى النموذج البحريني (2- 3)
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
عبيدلي العبيدلي **
ديناميكيات النظام البيئي وتغييره:
النظم البيئية ليست ثابتة، إنها تتغير باستمرار، والخلافة هي عملية رئيسية، حيث تتغير مجتمعات الكائنات الحية تدريجيا بمرور الوقت، وغالبا استجابة للاضطرابات (الحرائق والفيضانات وما إلى ذلك). ويعد تغير المناخ محركا رئيسيا لتغير النظام البيئي، حيث يغير درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تحولات في توزيع الأنواع وعمل النظام البيئي.
وعلى نحو مواز تعتبر المرونة خاصية مفصلية للنظم البيئية - قدرتها على تحمل الاضطرابات والتعافي منها. لذلك تميل النظم البيئية ذات التنوع البيولوجي العالي إلى أن تكون أكثر مرونة؛ حيث إن لديها مجموعة أكبر من الأنواع التي يمكن أن تملأ أنماطًا بيئية مختلفة.
النظم البيئية في السياقات الحديثة
يعتمد توسيع مفهوم "النظام البيئي" التقليدي إلى ما وراء البيئة على تشبيه المكونات المتفاعلة التي تشكل نظاما وظيفيا. في النظام البيئي للأعمال، على سبيل المثال، "الكائنات الحية" هي الشركات والعملاء والموردون وأصحاب المصلحة الآخرين. في هذه الحالة، تشمل "البيئة" ظروف السوق واللوائح والمناظر الطبيعية التكنولوجية. تماما كما هو الحال في النظام البيئي الطبيعي، تتفاعل هذه المكونات وتتنافس وتتعاون، مما يخلق نظامًا ديناميكيًا.
يسلط هذا الاستخدام المجازي الضوء على أهمية فهم الترابط بين المكونات في مختلف المجالات. ويؤكد أن التغييرات في جزء واحد من النظام يمكن أن يكون لها آثار مضاعفة في جميع أنحاء النظام بأكمله.
الفرص والتحديات في الأعمال والنظم البيئية الرقمية
أسوة بغيرها من الأنظمة تنعم النظم البيئية، بما فيها الرقمية، بالعديد من الفرص، وتواجه الكثير من التحديات من أبرزها:
الفرص الابتكار: يمكن للنظم البيئية أن تعزز الابتكار من خلال الجمع بين الجهات الفاعلة المتنوعة ذات وجهات النظر والخبرات المختلفة. الكفاءة: يمكن أن يؤدي التعاون ومشاركة الموارد داخل النظام البيئي إلى زيادة الكفاءة وخفض التكاليف. خلق القيمة: يمكن للنظم البيئية إنشاء عروض قيمة جديدة من خلال دمج المنتجات والخدمات المختلفة. تأثيرات الشبكة: مع نمو النظام البيئي، تزداد قيمته لجميع المشاركين. التحديات: التنسيق: يمكن أن تكون إدارة التفاعلات المعقدة بين أصحاب المصلحة المتعددين أمرًا صعبًا. المنافسة: يمكن أن تنشأ المنافسة الشديدة داخل هذا النظام البيئي، حتى بين الشركاء. الحوكمة: يعد وضع قواعد وآليات حوكمة واضحة أمرًا ضروريًا لضمان حسن سير النظام البيئي. الاضطراب: يمكن للقوى الخارجية، مثل التقدم التكنولوجي أو التغيرات في ظروف السوق، أن تعطل النظام البيئي.الخصائص الرئيسية للنظم البيئية الحديثة:
التشبيك: تتكون من مكونات نسيجية مترابطة تتفاعل مع بعضها البعض. ديناميكي: إنهم يتطورون باستمرار ويتكيفون مع التغيير. مفتوح: تتأثر بالعوامل الخارجية وليست أنظمة مغلقة تماما. تعاوني: التعاون وتبادل المعرفة ضروريان لنجاحهم. معقد: إنها تشمل العديد من الجهات الفاعلة والتفاعلات المختلفة.ومن خلال فهم ديناميكيات هذه النظم البيئية الحديثة، يمكننا دعم تنميتها بشكل أفضل وضمان صحتها واستدامتها على المدى الطويل. يتضمن ذلك تعزيز التعاون وتشجيع الابتكار ومواجهة التحديات وخلق بيئة داعمة لجميع المشاركين.
النظم البيئية للتحول الرقمي
يشير التحول الرقمي إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات المؤسسة، مما يؤدي إلى تغيير جذري في كيفية عملها وتقديم قيمة للعملاء. يتضمن النظام البيئي للتحول الرقمي من مجموعة متكاملة من المكونات، الأرز بينها:
مقدمو التكنولوجيا: بائعو البرامج ومصنعو الأجهزة وموفرو الحوسبة السحابية. الاستشاريون ومتكاملو الأنظمة: مساعدة المؤسسات على تنفيذ التقنيات الرقمية. مقدمو البيانات والتحليلات: تمكين المؤسسات من جمع البيانات وتحليلها واستخدامها لاتخاذ قرارات أفضل. العملاء: تقود احتياجاتهم وتوقعاتهم المتطورة التحول الرقمي. الشركاء: المنظمات الأخرى التي تتعاون لتقديم حلول رقمية. المنظمون: الوكالات الحكومية التي تضع القواعد والمعايير للتقنيات الرقمية.ويعزز النظام البيئي الناجح للتحول الرقمي الابتكار، خفة الحركة والتركيز على العملاء، كما يمكن للمؤسسات الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحسين الكفاءة، واستحداث المنتجات والخدمات الجديدة، أو تطوير القائمة منها، والوصول إلى أسواق جديدة.
التحديات: تعد أخطار الأمن السيبراني، والمخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات، والحاجة إلى مهارات ومواهب جديدة، ومقاومة التغيير داخل المؤسسات، والوتيرة السريعة للتقدم التكنولوجي من بعض التحديات التي تواجه النظم البيئية للتحول الرقمي.
حجم النظم البيئية للتحول الرقمي
الإنفاق العالمي: تتوقع IDC أن يصل الإنفاق العالمي على التحول الرقمي إلى 3.4 تريليون دولار في عام 2026. يؤكد هذا الاستثمار الضخم على الطبيعة المنتشرة للتحول الرقمي عبر الصناعات. الحوسبة السحابية: تتوقع Gartner أن ينمو إنفاق المستخدم النهائي على الخدمات السحابية العامة إلى 591.8 مليار دولار في عام 2023. تعد الحوسبة السحابية حجر الزاوية في التحول الرقمي، مما يتيح قابلية التوسع والمرونة للشركات. مخاوف الأمن السيبراني: يؤدي الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية أيضا إلى مخاطر الأمن السيبراني. وفقا لـCybersecurity Ventures، من المتوقع أن تنمو تكاليف الجرائم الإلكترونية العالمية بنسبة 15% سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 10.5 تريليون دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2025. وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى تدابير أمنية قوية داخل النظم البيئية للتحول الرقمي. نمو البيانات: حجم البيانات التي تم إنشاؤها على مستوى العالم آخذ في الانفجار. تقدر IDC أن مجال البيانات العالمي سينمو إلى أكثر من 175 زيتابايت بحلول عام 2025. يقدم طوفان البيانات هذا فرصا وتحديات للمؤسسات التي تمر بالتحول الرقمي.النظم البيئية للاقتصاد البرتقالي:
الإيرادات العالمية: قدر تقرير صادر عن أرنست اند يونغ لعام 2013 للاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والملحنين (CISAC) أن الاقتصاد الإبداعي العالمي يولد 2.25 تريليون دولار من الإيرادات سنويا، في حين أن هذا الرقم قديم إلى حد ما، إلا أنه يوفر معيارا للأهمية الاقتصادية للاقتصاد البرتقالي. العمالة: تقدر اليونسكو أن الصناعات الثقافية والإبداعية توظف ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. هذه الصناعات ليست ذات أهمية اقتصادية فحسب، بل تسهم أيضا في التنوع الثقافي والتنمية الاجتماعية. صناعة السينما: وفقا لـStatista، وصلت إيرادات شباك التذاكر العالمية إلى ما يقرب من 42 مليار دولار في العام 2023. يوضح هذا القوة الاقتصادية لصناعة السينما، وهي عنصر رئيسي في الاقتصاد البرتقالي. صناعة الموسيقى: حققت صناعة الموسيقى المسجلة العالمية إيرادات بقيمة 26.2 مليار دولار في العام 2022، وفقا للاتحاد الدولي لصناعة الفونوغرافيا (IFPI). وهذا يدل على التطور المستمر لصناعة الموسيقى في العصر الرقمي. التحديات: على الرغم من أهميته الاقتصادية والثقافية، يواجه الاقتصاد البرتقالي تحديات. وتسلط المنظمة الدولية للملكية الفكرية (WIPO) الضوء على الحاجة إلى حماية فعالة للملكية الفكرية لدعم المبدعين وتحفيز الابتكار.** خبير إعلامي
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تحديات في رحلة أمازون لتطوير أليكسا معززة بالذكاء الاصطناعي
تغير شكل العالم التقني بعد عام 2023 عندما أعلنت "أوبن إيه آي" عن نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الخاص بها "شات جي بي تي"، ورغم أن هذا النموذج في العادة يوضع في مقارنة أمام بحث "غوغل" أو بعض الوظائف البشرية، إلا أن هناك طرفًا خفيًا كان يقف عاجزًا في المواجهة أمام "شات جي بي تي"، إذ انتزعت "أوبن إيه آي" الصدارة في نماذج الدردشة الفورية من "أليكسا" حصان "أمازون" الرابح منذ عام 2011.
في جوهرها، تعد "أليكسا" نموذج مساعد شخصي قادر على الإجابة على بعض الأسئلة وتأدية بعض الوظائف في المنزل الذكي مثل إعداد درجات الحرارة أو تجهيز قائمة مشتريات وربما الإجابة عن بعض الأسئلة حول الطقس والرياضة والأعمال المتلفزة، وفي لحظة واحدة، جاء "شات جي بي تي" مع قدرات أوسع ليصبح مساعدًا ذكيًا، وبشكل مفاجئ، تراجعت مكانة "أليكسا" وسط تطبيقات المساعد الشخصي، وأصبح على "أمازون" أن تجد حلًا لهذا التراجع.
لذا ولدت فكرة "أليكسا إيه آي" (Alexa AI) أو "أليكسا جي بي تي" (ALexa GPT) كما يشير إليها البعض، وهي تقتضي بأن يتطور النموذج بشكل كبير ليحاكي قدرات "شات جي بي تي" وغيره من أنظمة الذكاء الاصطناعي، ورغم نية الشركة طرح هذا النموذج في مطلع عام 2024، فإن العقبات التقنية دفعته إلى 2025 وما بعدها، فماذا حدث؟
في عام 2011، أرسل جيف بيزوس، المدير التنفيذي لشركة "أمازون" في ذاك الوقت بريدًا لقسم تطوير المنتجات في الشركة، وطلب منهم بناء جهاز يكلف 20 دولارا قادر على تحليل الأصوات والتفاعل معها دون أن يعالج المعلومات محليًا، أي أن معالجة المعلومات يجب أن تتم عبر خدمات "أمازون" السحابية، وذلك تزامنًا مع طرح "آبل" للمساعد الشخصي "سيري".
حاولت "أمازون" أن تجعل "أليكسا" مختلفة عن "سيري" فبينما تتطلب الأخيرة هاتف "آيفون" والضغط على زر حتى تستجيب للأوامر، كانت "أليكسا" متاحة عبر مجموعة من المنتجات ولا تحتاج لتشغيلها إلا النداء عليها باسمها، وهو الأمر الذي شكل تحديا كبيرا لفريق التطوير الهندسي التابع للشركة في البداية.
ثم جاء طرح الجيل الأول من جهاز "إيكو" (Echo) في عام 2014، وهو الجهاز الذي كان باكورة إنتاج "أمازون" من الأجهزة المعززة بالمساعد الجديد، وفي وقت قياسي، تمكن الجهاز من تحقيق نجاح مبهر تخطت فيه مبيعاته مليون وحدة مباعة، مما دفع بيزوس للتعزيز من المصروفات على قسم المساعد الشخصي حتى أصبح الانتقال إليه حلم العديد من العاملين في أقسام "أمازون" الأخرى، ومن الجدير ذكره أن عدد العاملين في هذا القسم وصل في عام 2016 إلى أكثر من ألف موظف تقريبًا.
إعلانقدم جيف بيزوس فكرة "أليكسا" للمستثمرين على أنه مساعد شخصي معزز بالذكاء الاصطناعي، ولكن في عام 2011، لم يكن الذكاء الاصطناعي قادرًا على تشغيل تطبيقات المساعد الشخصي، ورغم هذا، فإن الآلية التي تعمل بها "أليكسا" تحاكي تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير للغاية، فكيف هذا؟
في جوهرها، تعد "أليكسا" نموذجًا مدربًا على العديد من المعلومات والسيناريوهات المختلفة المتعلقة بكافة مجالات خبرة النموذج، بدءًا من مراقبة درجات الحرارة الداخلية والخارجية وحتى متابعة الفرق الرياضية وبناء قوائم المشتريات والتواصل مع الأجهزة الذكية في المنزل.
يشير قسم التطوير المسؤول عن "أليكسا" إلى هذه المجالات والقطاعات باسم "عقول أليكسا"، أي أن "أليكسا" تمتلك أكثر من قاعدة بيانات وكل قاعدة منها تمثل عقلًا مختصًا بمجال واحد، ومن أجل تدريب هذه العقول وتطويرها باستمرار، فإن فرقًا كبيرة تعمل على تدريب المساعد الشخصي وبناء الأسئلة المتوقعة والإجابة عليها بشكل مسبق، حتى يتمكن المساعد الشخصي من البحث عن المعلومة أو الإجابة عنها بشكل مباشر.
ورغم أن هذه الآلية تبدو في ظاهرها مقاربة لما يقوم به الذكاء الاصطناعي، فإنها تختلف تمامًا في الجوهر، إذ أن الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" قادر على الوصول إلى المعلومات حتى وإن لم يكن مدربًا عليها، فضلًا عن قدرته على تتبع نمط ومنطق ثابت أثناء المحادثة الواحدة وتوليد النصوص الكبيرة حتى وإن كانت قصائد شعرية بشكل مختلف في كل مرة توجه له السؤال، وذلك دون أن يتم إدخال الأجوبة في قواعد البيانات الخاصة به مثلما يحدث مع "أليكسا".
فضلا عن قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على البحث عن المعلومات مباشرةً في الإنترنت دون النظر إلى قواعد البيانات الخاصة بها، وهو ما تفتقر إليه "أليكسا"، فإن لم توجد الإجابة في قاعدة بياناتها، فإنها لن تستطيع الإجابة عليها مهما كانت.
إعلانوفي حين كانت هذه الآلية ملائمة وكافية في الأعوام الماضية قبل ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، لكنها تبدو بدائية وفقيرة مقارنةً مع قدرات "شات جي بي تي" وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة في الوقت الحالي، ومن هنا ظهرت الحاجة لتطوير نموذج أكثر قدرة على منافسة "شات جي بي تي".
حاولت "أمازون" في البداية تطوير نموذج لغوي خاص بها يعتمد على تقنية "إل إل إم" (LLM) مثل بقية أنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك حتى تتمكن من الاستفادة من قواعد البيانات العملاقة الموجودة لديها والتي تضم أسئلة وأجوبة "أليكسا" طوال الأعوام الماضية.
ورغم الجهود الجمة التي وضعها قسم التطوير في هذا المسعى، فإن النتائج النهائية لم تكن مرضية مع كونها مبشرة وفق ما نقلته "بلومبيرغ" عن آندي جاسي المدير التنفيذي للشركة والذي شارك في عرض مباشر داخلي مع نموذج "أليكسا" بالذكاء الاصطناعي، ولكن عند الخوض في التفاصيل معه، كانت الأجوبة تأتي مشوهة وغريبة.
وهو الأمر ذاته الذي أشار إليه العديد من العاملين على تطوير النموذج، إذ أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي الخاص بـ "أليكسا" كان يهلوس كثيرًا ويطرح العديد من الأسئلة الخاطئة والمعلومات المغلوطة فضلًا عن الكذب وتزوير المعلومات منذ البداية.
ربما كان هذا السبب الذي جعل جيسي يدفع لحظة طرح النموذج للعامة إلى عام 2025 بدلًا من عام 2024 كما كان مخططًا في البداية، كما أن النموذج مازال يواجه تحديات حقيقية في استخدام مكتبة المعلومات والبيانات الهائلة الموجودة لدى "أليكسا".
جاء الحل لهذا الأمر على شكل نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، إذ حاولت الشركة الاستفادة من نموذج "إل إل إيه إم إيه" (LLAMA) التابع لشركة "ميتا"، ولكن النتائج أيضًا لم تكن مرضية، ويبدو أن الشركة قررت الاستسلام والتعاقد مع "آنثروبيك" المطورة لنموذج "كلود" من أجل استخدام النموذج مع "أليكسا"، وذلك وفق ما نقلته الصحف منذ عدة أيام، إذ استثمرت "أمازون" أكثر من 4 مليارات دولار في "آنثروبيك".
إعلان أهمية "أليكسا" بالنسبة لعملاق التجارة الِإلكترونيةوصلت أرباح "أمازون" في الربع الأول من العام الجاري إلى أكثر من 143 مليار دولار وفق بيان "أمازون" وموقع "ستاتيستا"، من بينها كان المتجر الإلكتروني مسؤولًا عن 54.7 مليار دولار فقط، أي 38% من إجمالي أرباح الشركة.
وفي المرتبة الثانية، جاءت الخدمات الخارجية التي تقدمها الشركة وتبيعها كطرف ثالث، ثم خدمات "إيه دبليو إس" (AWS) لاستضافة المواقع وخدمات الإعلانات والاشتراكات والمتاجر الإلكترونية وأخيرًا خدمات أخرى، ومن المتوقع أن تقع الأجهزة المعززة بـ"أليكسا" في فئة الأجهزة الأخرى.
في الوقت الحالي، تملك "أمازون" 18 منتجًا يضم المساعد الشخصي "أليكسا"، وهي منتجات موزعة بين نظارات ومكبرات صوت وأجهزة منزل ذكي وأجهزة مراقبة فضلًا عن التلفاز الذكي والهواتف المحمولة، وتقدر الشركة بأن إجمالي مبيعاتها من أجهزة "أليكسا" وصلت إلى 100 مليون جهاز، مع تقدير بأن كل منزل في الولايات المتحدة يملك على الأقل جهاز "أليكسا" واحدا.
تحاول الشركة جاهدة استخدام هذه الأجهزة في الترويج لمتجرها الإلكتروني والمنتجات الخاصة به، أي أن تجعل عمليات التسوق أسهل عبر المساعد الصوتي فضلًا عن الاستثمار في بقية خدمات الشركة مثل "برايم" و"برايم تي في" ونشرات الأخبار الرياضية وغيرها.
ولكن هذا الاستثمار قد لا يحدث إن لم تتمكن "أمازون" من تشجيع المستخدمين على الوصول إلى "أليكسا" خاصةً مع تقديم خاصية الدردشة الصوتية مع "سيري" المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإمكانية الوصول إلى "شات جي بي تي" بشكل صوتي أيضًا.
لذا تحتاج الشركة إلى دفعة قوية حتى تتمكن من ترقية "أليكسا" لتكون منافسا قويا لنماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى في المستقبل القريب، وإلا فقد تخسر الشركة جهودها المبذولة طوال السنوات الماضية، فهل يأتي الحل في التعاون مع "آنثروبيك"؟