دعاءٌ نبويٌّ مبارك.. صحابي يروي حرص والده على سنة النبي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يعدّ الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله، وهو سلاح المؤمن في كل زمان ومكان، ومن الأدعية التي حثّ عليها النبي ﷺ ما رواه عبد الرحمن بن أبي بكرة عن والده، حيث قال:
"يا أبتِ، إنِّي أسمعُك تدعو كلَّ غَدَاةٍ: اللَّهُمَّ عافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، تُعيدُها ثلاثًا حين تُصبِحُ، وثلاثًا حين تُمسِي.
فسأله عن سبب هذا الدعاء المتكرر، فأجابه أبوه: "إِنِّي سمعتُ رسولَ الله ﷺ يدعو بِهِنَّ، فأنا أحبُّ أن أستَنَّ بسُنَّتِهِ."
وأضاف عباس في روايته: أن النبي ﷺ كان يقول أيضًا: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ"، ويكررها ثلاث مرات صباحًا ومساءً.
أهمية هذا الدعاء في حياة المسلميعكس هذا الحديث النبوي حرص النبي ﷺ على تعليم أمته ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، حيث يتضمن هذا الدعاء طلب العافية في البدن، والسمع، والبصر، وهي من أعظم النعم التي وهبها الله لعباده، كما أنه يتضمن الاستعاذة من الكفر والفقر، وهما من أعظم المخاطر التي قد تواجه الإنسان في حياته.
لماذا كان النبي ﷺ يكرر هذا الدعاء ثلاث مرات؟يؤكد العلماء أن تكرار هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء يعمّق معانيه في قلب المسلم، ويجعله يعيش يومه وليله متذكّرًا هذه النعم، محافظًا عليها، وساعيًا إلى شكر الله عليها.
الاقتداء بالسنة النبويةمن الفوائد العظيمة لهذا الحديث أنّه يبرز قيمة اتباع السنة النبوية، حيث حرص الصحابة والتابعون على الاقتداء بالنبي ﷺ في أدق التفاصيل، حتى في أدعيته اليومية، فكانوا يداومون عليها وينقلونها للأجيال من بعدهم.
يُستحب للمسلم أن يحرص على هذا الدعاء المبارك، وأن يجعله جزءًا من أذكاره اليومية، اقتداءً بالنبي ﷺ، وسعيًا لحفظ النعم التي أنعم الله بها عليه، وتعوّذًا من الفتن والمصائب في الدنيا والآخرة.
أذكار الصباح والمساء المأثورة:آية الكرسي:
"اللَّهُ لا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..." (البقرة: 255) – تقرأ مرة واحدة.
المعوذات:
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" (ثلاث مرات)"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" (ثلاث مرات)"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" (ثلاث مرات)سيد الاستغفار:
"اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَىٰ عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ." (مرة واحدة صباحًا ومساءً)
"بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ." (ثلاث مرات)
"أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ." (ثلاث مرات مساءً فقط)
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ." (ثلاث مرات)
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي." (مرة واحدة)
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السنة النبوية النبي الدعاء اقتداء بالنبي هذا الدعاء ثلاث مرات النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
كلمات كان يرددها النبي بعد صلاة الوتر.. تعرف عليها
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يستحب للمسلم أن يُسبِّح الله بعد سلامه من صلاة الوتر كما كان يفعل سيدنا رسول الله، فقد كان يقول بعد الوتر: «سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثلاثَ مرَّاتٍ، يرفَعُ بِها صوتَهُ». [سنن النسائي].
وورد عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ : «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميع العـلم، وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم ، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم لك أسْلَمْنا، وبك آمَنَّا، وعليك تَوَكَّلنا، وإليك أَنَبْنَا، وبك خَاصَمْنَا. اللهم إنَّا نعوذُ بِعِزَّتِكَ لا إلهَ إلا أنتَ أن تُضِلَّنا، أنْتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُون.
اللهم إنا نَسأَلُكَ من الخيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا منه وما لم نَعْلَمْ، ونعوذُ بك من الشر كله عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا من وما لم نَعْلَمْ.
نسألكَ الجَنَّة وما قَرَّبَ إليها مِنْ قولٍ أو عمل، ونعوذ بك من النارِ وما قَرَّب إليها مِنْ قولٍ أو عمل.
إعادة صلاة الوتروأوضحت دار الإفتاء المصرية في ردها على سؤال حول “حكم إعادة صلاة الوتر لمن صلاها أول الليل ثم أراد قيام الليل؟”، أن جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية في المشهور عندهم والحنابلة والظاهرية، يرون أنه يجوز له أداء صلاة الليل بعد الوتر دون الحاجة إلى إلغاء الوتر الأول أو الإتيان بوتر جديد.
وأشارت الدار إلى أن الوتر يُصلى بعدد فردي من الركعات بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، وهو سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء.
واستندت إلى أقوال عدد من الصحابة والتابعين، مثل أبو بكر الصديق وعائشة وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، الذين أكدوا أنه لا حرج في قيام الليل بعد الوتر دون الحاجة إلى نقضه بركعة إضافية.
واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا وتران في ليلة» الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي، مؤكدة أن نقض الوتر غير مطلوب، وأن أداء الصلاة بعده لا يتعارض مع الحديث النبوي: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا»، لأن هذا التوجيه جاء على سبيل الاستحباب وليس الوجوب.
وأضافت أن بعض الفقهاء، خاصة في أحد أوجه الشافعية، أجازوا الإتيان بركعة إضافية لنقض الوتر ثم إعادة الوتر في آخر الصلاة، لكن المختار للفتوى هو ما ذهب إليه الجمهور، وهو عدم الحاجة لذلك.
وبناءً على ذلك، أوضحت دار الإفتاء أنه لمن أوتر في أول الليل ثم استيقظ وأراد صلاة التهجد، فبإمكانه أداء ما شاء من الركعات دون الحاجة إلى إبطال وتره الأول أو إعادة الوتر مرة أخرى.