يُجري الرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس اللبناني جوزيف عون، زيارة مرتقبة إلى الكويت قريبًا، حسبما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية.

 

وأشارت الصحيفة الكويتية، إلى أن كلا من الشرع وعون قد أعربا عن رغبتهما لزيارة الكويت، لوزير الخارجية الكويتى عبدالله اليحيا خلال الزيارة التى قام بها إلى بيروت ودمشق مؤخرا، وأكدا أنهما سيزوران الكويت وسيتم ترتيب هذه الزيارات خلال الفترة المقبلة.

 

عون يدعم سوريا في مُواجهة التعديات الإسرائيلية


أصدرت مؤسسة الرئاسة السورية، اليوم الجمعة، عن تفاصيل الاتصال الهاتفي بين أحمد الشرع الرئيس السورية ونظيره في لبنان جوزيف عون.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وقال بيان الرئاسة السورية :"هنأ الرئيس عون خلال الاتصال الرئيس الشرع لتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، وأكد على ضرورة تعزيز التعاون والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، بما يحقق الأمن والسلام للشعبين السوري واللبناني".

وذكر بيان الرئاسة السورية أن عون أكد خلال الاتصال على دعم لبنان لوحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها الوطنية، وذلك في وجه التغولات الإسرائيلية غير الشرعية.

تُعَدُّ العلاقات بين لبنان وسوريا متعددة الأبعاد، حيث تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، وتتميز بتشابك تاريخي وجغرافي عميق.

منذ استقلال لبنان وسوريا عن الاستعمار الفرنسي في عام 1943، شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات متعددة، حيث تأثرت بالتحولات السياسية الداخلية والإقليمية. في عام 1976، تدخلت القوات السورية في لبنان بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية لمواجهة التهديدات الأمنية، واستمر هذا الوجود حتى عام 2005. بعد انسحاب القوات السورية، شهدت العلاقات توترات، خاصة فيما يتعلق بالحدود والسيادة.

تاريخياً، كان لبنان وسوريا جزءًا من مجال اقتصادي واحد خلال فترة السلطنة العثمانية، حيث كانت حركة البضائع وعوامل الإنتاج تتم بحرية تامة. بعد الاستقلال، استمرت الروابط الاقتصادية بين البلدين، حيث يُعتبر لبنان سوقًا مهمًا للمنتجات السورية، خاصة في مجالات الزراعة والصناعة. في المقابل، استفادت سوريا من موقع لبنان كمركز مالي وتجاري. ومع ذلك، شهدت هذه العلاقات تحديات، خاصة بعد عام 2011، حيث تأثرت بالوضع الأمني في سوريا والأزمات الاقتصادية في لبنان.

تتميز العلاقات الثقافية بين لبنان وسوريا بتبادل غني في مجالات الأدب والفن والموسيقى. تأثرت الثقافة اللبنانية بالثقافة السورية والعكس، مما أدى إلى إنتاج أعمال فنية وأدبية تعكس هذا التفاعل. تُعَدُّ دمشق وبيروت مركزين ثقافيين مهمين في العالم العربي، حيث يستقطبان الفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء المنطقة.

على الرغم من التحديات التي تواجه العلاقات بين لبنان وسوريا، إلا أن الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية تظل تشكل أساسًا قويًا للتعاون المستقبلي بين البلدين.


 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد الشرع جوزيف عون الرئيس السوري الرئيس اللبناني الكويت لبنان وسوریا بین البلدین

إقرأ أيضاً:

هل يتأثر لبنان بالتطورات السورية؟

منذ اندلاع الأحداث في سوريا، ظل لبنان يعيش تحت وطأة تداعياتها المباشرة وغير المباشرة، نظراً للارتباط الجيوسياسي والتاريخي بين البلدين. فسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أو حتى تغيّر خريطة القوى في سوريا، يُعتبر عاملاً مُهدداً لاستقرار لبنان الهشّ أصلاً، والذي يعتمد على توازنات طائفية وسياسية بالغة الحساسية. تبرز هنا سيناريوهات متعددة قد تُغيّر وجه المنطقة، ولكل منها انعكاساته الخاصة على لبنان، لا سيما في ظلّ تشابك الملفات الأمنية والاجتماعية بين البلدين.

أول هذه السيناريوهات يتمثل في سيطرة إسرائيل على المناطق الدرزية في سوريا، مثل محافظة السويداء، وهو ما قد يُحدث تأثيراً مباشراً على المناطق الدرزية في جنوب لبنان. فالتجمعات الدرزية على جانبي الحدود تربطها علاقات تاريخية واجتماعية عميقة، وأي تغيير في الوضع الأمني أو السياسي في الجانب السوري قد يخلق حالة من التوتّر أو التدخلات الخارجية في لبنان. قد تدفع هذه الخطوة إسرائيل إلى تعزيز نفوذها في الجنوب اللبناني، أو حتى محاولة استمالة الطائفة الدرزية هناك، مما يُهدّد بزعزعة الاستقرار الداخلي ويُعيد إحياء ذكريات الصراعات الإقليمية التي طالما تفاعلت مع التركيبة اللبنانية.

أما السيناريو الثاني، وهو تقسيم سوريا، فينذر بمخاطر جسيمة على لبنان. فالتقسيم السوري قد يُشجّع على ظهور دعوات مماثلة في لبنان، الذي يعاني أصلاً من انقسامات سياسية وطائفية حادة. قد تتحول الحدود بين البلدين إلى ساحة للصراعات المحلية والعابرة للدول، خاصة إذا نشأت كيانات طائفية أو إثنية في سوريا. هذا الواقع قد يُعمّق الانقسامات الداخلية اللبنانية، ويُفاقم حالة التشظي السياسي، بل ويُعيد إنتاج أزمات الماضي التي كادت تدفع البلاد نحو حرب أهلية جديدة.

في السياق ذاته، فإن الفوضى الكاملة في سوريا، مع استمرار غياب سلطة مركزية قادرة على فرض النظام، ستؤدي حتماً إلى تسرّب العنف والفوضى إلى لبنان. قد يتجلى ذلك عبر تدفق اللاجئين، أو انتشار المليشيات العابرة للحدود، أو تصاعد العمليات الإرهابية، مما سيُزيد الأعباء الأمنية والاقتصادية على الدولة اللبنانية التي تعاني أصلاً من انهيار مؤسساتها. الفوضى السورية قد تُحيي أيضاً النزاعات المحلية. 

لا يمكن فصل هذه السيناريوهات عن تأثيرها على واقع "حزب الله" تحديدا، الذي ارتبطت استراتيجيته العسكرية والسياسية بشكل وثيق بالنظام السوري. فسيطرة إسرائيل على مناطق حدودية، أو تقسيم سوريا، قد يُعطّل خطوط الإمداد التي يعتمد عليها الحزب او يعيد تفعيلها. كما أن الفوضى قد تُجبر الحزب على انتهاج سياسات أكثر عدوانية للحفاظ على نفوذه، مما يُغذّي الاحتقان الداخلي في لبنان.
في كل الحالات، يبدو لبنان مُعرّضاً لارتدادات بالغة التعقيد، تُذكّره بأن استقراره رهينٌ تسويات إقليمية قد لا يملك أدوات التأثير فيها. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق
  • زيارة مرتقبة لترامب إلى صين في الشهر المقبل
  • نزوح الآلاف من الساحل السوري نحو لبنان
  • كلمة ‏رئيس الجمهورية ‏العربية السورية حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري
  • هل يتأثر لبنان بالتطورات السورية؟
  • زيارة قبر الحاخام آشي ذريعة دينيّة تؤدّي الى دخول المتشدّدين الى العمق اللبناني
  • زيارات أوكرانية وروسية وأمريكية مرتقبة.. السعودية تحتضن حراكاً دبلوماسياً عالمياً لترسيخ السلام
  • جبالي يهنئ الرئيس السيسى بمناسبة ذكرى نصر العاشر من رمضان واحتفالات مصر بيوم الشهيد
  • تعاون مثمر.. كيف تعزز الكويت ومصر العلاقات الاقتصادية والتنمية المستدامة
  • بعد المحاولة الانقلابية بمدن الساحل: آفاق العلاقات العراقية السورية!