معنى أنت ومالك لأبيك.. علي جمعة: هذا ليس من حق هؤلاء الآباء
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
لاشك أن حديث أنت ومالك لأبيك يعد من الروايات المنتشرة والتي يختلط على الكثيرين فهمه، والذي ينبغي معرفته لأنه يحدد حقوق الأب على ولده ، حيث إن إساءة فهم معنى أنت ومالك لأبيك قد يتسبب في تعرض الإبن للظلم أو لعقوبة عقوق والده ، وهي معجلة في الدنيا، لذا ينبغي معرفة معنى أنت ومالك لأبيك وصحة هذا الحديث .
. علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» ، هو حديث ليس صحيحًا بدرجة كبيرة.
وأوضح " جمعة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( ما معنى أنت ومالك لأبيك ؟)، أنه مسوق بمساق أن الولد أعطى للأب شيئًا ليوزعها ، فكان الأب بحاجة إليها فاستعملها ، فقال : ( أنت ومالك لأبيك)، وهذا لا يعني اختلاط الذمم المالية .
وأضاف أن ذمة الولد مستقلة وذمة الوالد مستقلة وعلينا أن نبر الآباء بقدر ما نستطيع ، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ، فإذا كان الأب كثير الطلب ولا يسكت ولا يمل في المطالبة باعتبار أن هذا حقه فهذا ليس حقه ، وإنما حقه النفقة التي تجعله يأكل ويشرب ويسكن ويلبس وتعالجه ، أو ما نسميه ضروريات الحياة أو حاجيات الحياة وليس أكثر من هذا كأب.
وأشار إلى أن هناك آباء كثيرين خاصة في ثقافات معينة عنده أنه ينجب هذا الولد لينفق عليه ، والإسلام ليس فيه هذا، منوهًا بأنه ينبغي على الإنسان أن يبر أبيه قدر إمكانه وفي طاقته ، وإياك أن تستدين أو يكلف نفسه ما لا يطيق وعليه أن يحذر معاملة الأب بشكل سيء ، لكن كون الأب يغضب لأنه يريد من ابنه أن يفتح له المسألة على البحري ويوسع نفقاته عليه بغير حساب فهذا خطأ من الأب.
وأوصى الابن أن يحافظ على البسمة في وجه أبيه والكلمة الطيبة والرعاية والنفقة في حدود إذا كان الأب محتاج إلى نفقة أو ليس عنده مال، مشيرًا إلى أن "أنت ومالك لأبيك" ليس معناه اختلاط الذمم المالية بين الابن ووالده، وإنما يجب على الأبناء مساعدة الآباء قدر المستطاع بحيث يكفي احتياجات الأب أو الأم ولكن ليس معنى ذلك ان يستدين الابن أو يفعل فوق طاقته حتى يوفي حاجات الأب ولكن يجب أن يكون في حدود المعقول.
وأفاد بأنه في حال عدم رضا الأب عن ابنه الذي يقف بجانبه فعليه بالاستمرار في طاعته ومساعدته قدر استطاعته ويتحدث معه بالكلمة الطيبة ولا يبالي، فإن استمر على ذلك فليتحمل والده وله الأجر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة علی جمعة
إقرأ أيضاً:
سقطتم في امتحان الإنسانية!
الجديد برس- بقلم- د. صبري صيدم|
على البشرية أن تقلق لا من بشاعة الصور القادمة من قطاع غزة والقدس والضفة الغربية فحسب، وإنما أيضاً من حجم التهاوي الأخلاقي المريع للمستويات الرسمية الغربية أمام هول تلك الصور وفداحة أحداثها.
أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، تتطاير أشلاؤهم في الهواء في قطاع غزة بفعل الصواريخ الثقيلة، ومسعفون يقتلون وتجرف وتدفن أجسادهم ومركباتهم بعد أن هبوا لنجدة إخوانهم، خيام تقصف على رؤوس الغلابى، ومضارب تهجّر، وكنائس ومساجد تدنس، لتشكل مجتمعة مآسي مزلزلة برمتها وتفاصيلها، ليس لفداحة الجريمة فحسب بل أيضاً للصمت المطبق للمستويات الرسمية عليها، خاصة في دول وظفت ملايين الدولارات على مشروعات مختلفة في فلسطين لطالما تناولت مفاهيم القيم الآدمية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، ودولة القانون، وحقوق الطفل والمرأة، والمساواة الاجتماعية، والحكم الرشيد، ومكافحة الفساد، والقائمة تطول من مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان.
لتقابل تلك الدول المشهد في فلسطين اليوم وعلى مستوياتها الرسمية المختلفة، بالصمت المطبق، والغياب الملحوظ، والاختفاء الملموس، والانكفاء الواضح.
المؤسف أكثر في هذه الحال أن بعض هؤلاء لم يتنازل عما نظّر به لأعوام طالت وصمت إزاء الجريمة المتتابعة فحسب، بل ذهب نحو الطلب من شركائه المحليين وقف تلك المشروعات، وإنهاءها ووقف العمل بها، في موقف معيب ومخجل، بينما ذهب البعض إلى ما هو أكثر وهو تزويد إسرائيل بالسلاح ووفر الغطاء لاستمرار المشهد بكل قتامته.
لقد سقط البعض حتماً في امتحان الإنسانية على المستوى الرسمي ومن قبل في مجتمعنا المدني أن يتساوق مع مناهم بوأد المشروعات المذكورة، والخنوع لتهديداتهم بوقف التمويل إن هم استأنفوا عملهم في مجالات الدعم سابقاً.
في المقابل فإن شعوبهم قد تقدمت عليهم وانتصرت للإنسانية ولفلسطين، فخرجت عن صمتها وزحفت في شوارعهم ومارست شعبياً كل ما لديها من أفكار خلاقة لوقف الدم في فلسطين. فماذا كان ردهم؟
لم يوقف هؤلاء الاهتمام المزعوم بالقيم الغائرة وإنما قرر بعضهم التنازل عما مولوه سابقاً ونظّروا له، وذهبوا نحو تغليظ قوانين التظاهر وقمع شعوبهم وجالياتنا وكل الأحرار المناصرين لفلسطين بمنع العلم الفلسطيني والكوفية تارة وحجب الشعارات والاعتصامات تارة أخرى.
هذه الحال لا تنسجم مع ما حاول هؤلاء إقناع العالم به من قيم مزعومة وإنما يبرر استحكام إسرائيل في عواصم قرارهم بصورة جعلتهم يرتعدون خوفاً من التظاهر والانتصار لفلسطين والتأكيد في كل المناسبات بأنهم أصدقاء إسرائيل.
أصدقاء “إسرائيل” يجب أن يصدقوها القول بأن دوام الحال من المحال، وأن القانون الدولي والشرعية الدولية يوفران حلاً لا مناص منه، بالحق والعدالة وحرية فلسطين.
إن قتامة المشهد اليوم إنما توفر الفرصة لهؤلاء المتساوقين مع سياسة حكومة نتنياهو بأن يعيدوا النظر في مواقفهم قبل أن يصبح الاعتذار لا قيمة له.. فهل تنتصحون؟ ننتظر ونرى…
*كاتب فلسطيني