” قَصْ العُشْب ” والوهم الفكري لتنظيم الدولة !؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
دراسة وتحليل لاستراتيجية تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” القادمة ..
الجزء الاول …
بقلم : عمر الناصر ..
الاستمرار بمكافحة الارهاب او مانستطيع وصفه بسياسة “قَصْ العُشّبْ” واحدة من اهم ثلاث استراتيجيات رسمها معهد الدفاع الوطني للبحوث “ National defensere research institute “ الذي يطلق عليه ” RANK “ في موضوعة التغلب ومكافحة الارهاب، بعد ان اصبحت الاشارات واضحة لبدأ تنظيم الدولة ” داعش ” لاتباع أسلوب عمليات مختلف لأستقطاب عناصر مؤثرة من الموجودين في ١٥ ولاية حسب تقسيمه ، في ولايات الشام والعراق وولايات افريقيا والقوقاز وخراسان ، والاخيرة تعد هي المسؤولة عن العمليات الخارجية التي تغذي الولايات الرئيسية في ” العراق وسوريا “بالمقاتلين والافكار وتأهيلهم ربما لمخطط اعادة سيناريو ” كسر اسوار السجون ” واخراج ابرز مقاتليهم واشرسهم ، لنقلهم الى مرحلة التحضير والاعداد والتعبئة والتهيئة النفسية وجمع الاسلحة قبل الانتقال الى الجهوزية التامة وانتقاء الادوات المطلوبة لضرب الاهداف النوعية التي تتناسب مع مستوى طبيعة وحجم الموارد الموجودة لديهم ، سيما ان التنظيم يترقب ويتحين فرصة اشتداد الصراع الداخلي بين “حكومات سوريا الثلاث ” وتصاعد الخلافات في الشمال والشمال الشرقي والمركز ،ومراقبته لتحركات تركيا تجاه خطر “قسد” الذراع الضاربة لحزب العمال الكوردستاني PKK ، للانقضاض على عدوه واستثمار الفرصة لتوسيع مناطق النفوذ وسيطرته خارج حدود البادية السورية ، لكون البيئة الديموغرافية هناك مناسبة جداً لقدح شرار الحرب الاهلية كونه يُعوّل على تقاطع المصالح الدولية ، على اعتبار ان التوتر والاحتقان الطائفي لا يكون وليد لحظة ولا بضغطة زر، بل يحتاج لعملية انضاج “لسياسة التدرج” لتخصيب الافكار الراديكالية وبرمجة العقول بما يتناسب مع طبيعة الحدث وحجم مساحة التأثير العقائدي، بوجود بروباغندا اعلامية ناعمة تعد من اهم ادوات واسرار تمدد التنظيم داخل البيئات الرخوة ، التي لديها حنق وسخط على الحكومات التي لم تستطع احتوائهم بشكل واقعي .
تعد الاناشيد الحماسية والاصوات الجهورية واللغة العربية الفصحى اهم ثلاث مقومات تساهم وتديم الزخم والتأثير الاعلامي التي يستخدمها التنظيم في الاستقطاب الميداني الداخلي والتجنيد الالكتروني للعناصر الخارجية الموجودة داخل المجتمعات والدول المتعددة الاعراق والاثنيات والقوميات الغير العربية، كونها وسيلة مناسبة تستند إليها جميع الايدلوجيات والجماعات الراديكالية المتطرفة للولوج الى استراتيجية النمو والتمدد والانتشار مع توفر العناصر والعوامل العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مجتمعةً، واذا رجعنا الى الاحداث الموجودة بمنطقة واحدة في سوريا على سبيل الحصر ، وتحديداً في محافظة “دير الزور” أو قاطع الخير التابع لداعش في “ولاية الشام” ، سنرى بأن الصراع فيها مكثف بينه وأعدائه في هذا المنطقة شديدة التقلب، مما يشير الى ان خطورة التنظيم هناك اكبر بكثير من التشويش والتهويل والبروباغندا الاعلامية للخطر والحرب النفسية الذي يستخدمها في العراق، بل ان عناصره هناك انحسرت امكانياتهم ولم تعد لديهم القدرة على التخفي وحرية الحركة والتنظير كما كانت عليه بين عام ٢٠١٠ وعام ٢٠١٦ ، سيما بعد ان تمت عملية إسقاط الهيكل العام لما يُعرف بـ (هيئة فكاك الأسرى) التابعة لتنظيم داعش داخل السجون قبل يومين من قبل جهاز امن الحشد الشعبي .
يتبع /
خارج النص / داعش يراهن على كسر السجون لان فيها قياداته البارزة من الخط الاول وقوته المستقبلية الضاربة .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
عبد الله علي إبراهيم
(جريدة الخرطوم 11 ديسمبر 1988)
(لا يرى الحاملون على دولة 1956 سوى مفردة الحكومة فيها. وهي مفردة قصوى لا جدال. ولكن غفلتهم عن مفردات غراء لهذه الدولة لم يرمهم في غيظ ضرير على هذه الدولة فحسب، بل اعتزلوا أيضاً هذه المفردات الغراء التي تركوها لتستوحش تحت شرور نفس الحكومة. وهذه مقالة من أخريات حاولت فيه لفت نظر كتائب استئصال دولة 56 أن لهم، كما يقول المثل، حبان في بيت العدا. وبلغ من فساد هذا الغيظ المحض الضرير انتداب حميدتي دعمه السريع للقضاء المبرم على هذه الدولة. وقعد "فراجة" الليبرويساريون الذين جعلوا من القضاء المبرم على هذه الدولة ثقافة شاعت حتى انتهزها البطلق أماتكم كما في مثل ورد في كتاب لبابكر بدري).
لولا ملابسات الحجز بقطار كريمة يوم الجمعة الماضية لكنت قد شاركت في احتفال نقابة السكة حديد باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة السودانية لحقوق الإنسان.
وجدت في حضور احتفال عطبرة لحقوق الإنسان مزايا عديدة علاوة على أنه فرصة سانحة لزيارة أخرى لمدينتي الأولى. فقد أثلج صدري أن ترمي نقابة السكة الحديد بثقلها في حركة حقوق الإنسان بعد أن ظلت قاصرة على صفوة خيرة من المتعلمين منذ تأسيس حركتها في 1985. وقد شاب أداء هذه الصفوة خلل في التركيز حين رجحوا الضغط العالمي الجاهز لنصرة قضيتهم دون حفز الضغط الشعبي المحلي وإلهامه في سياقاته السياسية والاجتماعية الصعبة. ولذا بدا مفهوم حقوق الإنسان كطارئ وقع لنا من اهتمام العالم بنا لا كأصل قديم في مشروعنا الاجتماعي والنقابي والسياسي.
ساءني دائماً الاتهام المعمم الذي يطلقه بعض المتحدثين من المتعلمين بأن بيئتنا العربية المسلمة مسكونة بالاضطهاد العنصري وغير مواتية لحقوق الإنسان. وغالباً ما استدلوا على ذلك بأبيات من المتنبي عن كافور، أو ممارسات للزبير باشا، أو مبدأ الكفاءة في الزواج في عقد زواج شهير من الثمانينات. وهذا انتقاء عشوائي للاستدلال على عدم سماحتنا استدلالاً لن تسلم معه أي جماعة من الاتهام بالاضطهاد العنصري مهما بلغت من آيات السماحة والإنسانية.
لقد جادلت هؤلاء الإخوة طويلاً الفت انتباههم إلى أن إنسانيتنا العربية الإسلامية لم تتجمد في التاريخ لأنها فعل في التاريخ تتجدد به وتجدده.
وكنت أشير عليهم بدراسة مفهوم "النقابة" الذي هو من أفضال مدينة عطبرة السياسة على وطننا. فتعريف النقابة أنها تنظيم يضم عمال أو موظفي المؤسسة بغير اعتبار للعرق أو الدين أو القبيلة أو النوع. ومن فوق صفاء هذه المفهوم ونبله ازدهرت الحركة النقابية السودانية التي ظلت تحرس مجتمعنا وإنسانيتنا بعين ساهرة.
في وقت باكر أهدتنا عطبرة "النقابة": هذه الأداة التي اشتد عودها من تخطيها للحزازات العرقية والقبلية والدينية التي تمنع الممارسة الحرة للحقوق الإنسانية. وأتمنى أن يكون احتفال نقابة عمال السكة الحديد باليوم العالمي لتلك الحقوق مناسبة لتتصل النقابة بالإطار التنظيمي للحركة العالمية لحقوق الإنسان.
أما عن التزامنا بمبدأ حقوق الإنسان فالنقابة ذاتها شاهد كبير على بعد المدى الذي قطعناه في هذا السبيل.
ibrahima@missouri.edu