سلط الناقد التلفزيوني الإسرائيلي دورون بروش الضوء على حلقة وثائقية بثتها قناة "كان" عن الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار.

وجاءت الحلقة ضمن مسلسل وثائقي بعنوان "أعداء"، تبثه القناة الإسرائيلية منذ عام 2021، ويتناول شخصيات عربية وإسلامية تعدها إسرائيل أعداء لها، مثل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والرئيسين المصريين جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات ومرشد الثورة الإيرانية السابق آية الله علي الخميني.

ويعتمد المسلسل على سرد تاريخ هذه الشخصيات، بالإضافة إلى مقابلات مع قادة من المخابرات الإسرائيلية وشخصيات قريبة منهم.

ووصف بروش -في مقاله بصحيفة معاريف- الحلقة التي تناولت السنوار بأنها "مذهلة وشنيعة"، متسائلا: "كيف جعلَنا هذا الرجلُ القاتل نبكي تحت أنوفنا؟".

وأضاف أن الحلقة كشفت عن طفولة السنوار ومسيرته، موضحا كيف كانت إسرائيل "عمياء وغبية" لتركه "يسفك دماءنا بهذه الطريقة".

ووفقا للمسلسل، وُلد السنوار في مخيم للاجئين وعاش طفولة صعبة. وعندما كبر، بدأ "تطرّفه الديني" بالظهور، وانضم إلى حركة حماس بعد لقائه مع مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين.

إعلان

وتميّز السنوار بـ"قسوته"، خاصة في تعامله مع المتعاونين مع إسرائيل، وحُكم عليه بـ5 أحكام بالسجن المؤبد. واستغل فترة سجنه لتعلم العبرية والثقافة الإسرائيلية، بهدف "إعادة بناء فلسطين على أنقاض إسرائيل" في المستقبل.

"خدعنا بمهارة"

وأشار بروش إلى أن إسرائيل تجاهلت تهديدات السنوار للضباط الإسرائيليين في أثناء التحقيقات معه، إذ قال لهم "يوما ما سأكون صاحب الأرض، وأنتم السجناء الذين سيتم استجوابكم".

ورغم ذلك، تعاملت إسرائيل مع هذه التصريحات على أنها "تفاخر" حتى تم الإفراج عنه في صفقة شاليط عام 2011، وأثبت السنوار أنه "لا يتحدث فحسب، بل يتصرف أيضا".

وأعرب بروش عن دهشته من قدرة السنوار على بناء وتجهيز غزة وفق خطة متعددة المراحل، تضمنت تدريب آلاف الأشخاص استعدادا للهجمات، من دون أن تتسرب أي معلومات إلى إسرائيل.

وقال "مشاهدة الحلقة تثير الدهشة والغضب.. الدهشة لأنه تمكن من فعل كل هذا تحت أنف إسرائيل، والغضب لأنه خدعنا بمهارة".

ووجه الإعلامي انتقادات حادة لضباط المخابرات والقادة العسكريين الإسرائيليين، واصفا إياهم بـ"الحمقى والكسالى"، إذ فشلوا في كشف تحركات السنوار رغم قربهم الجغرافي من غزة، وتساءل: "كيف تم خداع جميع من كانوا من المفترض أن يكونوا في حالة تأهب قصوى؟".

واختتم بروش مقاله بتعليق لاذع، قائلا: "شاهد كيف خدعنا يحيى السنوار، واستمتع بوقتك"، في إشارة إلى الإحباط والغضب الذي يشعر به كثير من الإسرائيليين بعد الكشف عن تفاصيل إخفاقهم.

وأكد الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي استشهاد السنوار خلال اشتباكات في جنوب قطاع غزة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية لم يكن مخططا لها مسبقا وحدثت "بالصدفة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»

في حي تل السلطان بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كان هناك مكان وقطعة أثاث مهترئة ذات لون برتقالى لم يتخيل الفلسطينيون أن تكون أثراً مقدساً ودليلاً على شجاعة وبسالة المقاوم الذى ضحى بدمه وروحه فى سبيل تحريرها من المحتل، فالكرسى الذى انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعى منتصف شهر أكتوبر الماضى، وشهد جلوس زعيم حركة حماس يحيى السنوار فوقه للمرة الأخيرة قبل أن تستهدفه آلة القتل الإسرائيلية أثناء مواجهته لها، أصبح وجهة لأهالى القطاع خاصة الأطفال الذين يرون فيه القائد الملهم الذى لا يهاب الموت.

وفوق الكرسى الشهير الذى لا يزال فى مكانه فوق ركام منزل عائلة «أبو طه»، الذى تحصن «السنوار» داخل إحدى غرفه، حرص الأطفال الذين أتوا رفقة أهاليهم لإلقاء السلام على شهيد المعركة والوقوف فى رحاب المكان الذى شهد آخر لحظات قائد المقاومة فى الحياة، لم يكن الأمر مقتصراً فقط على صغار السن ولكن اهتمامهم بتفاصيل الموقع وتتبع الأثر وارتداء الزى العسكرى الملطخ بالدماء والإمساك بالسلاح الذى استخرجه ملاك البيت من تحت الأنقاض والحجارة، ونظرة التحدى التى كانت واضحة أثناء التقاط الصور تنبئ بما يفكر به هؤلاء الأشبال.

زكريا محمد، طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، نازح من شمال قطاع غزة أمضى 14 شهراً من الحرب داخل الخيام فى مستشفى شهداء الأقصى، بمنطقة دير البلح، وسط القطاع، اتجه إلى المنزل المنشود بمجرد سريان الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار رفقة عدد من الصحفيين الذين قصدوا المكان للتصوير والتوثيق، ليركض نحو الكرسى الذى تمزقت كسوته ولم يعد باقياً منه سوى بعض الإسفنج المفتت المحشو داخله والحديد، ليجد أن هناك طابوراً من الأطفال ينتظرون دورهم للجلوس على الكرسى والتقاط الصور التى تحاكى جلسة صاحب «العصا».

وقال «زكريا»: «كنت أتوقع أننى الوحيد اللى هكون موجود هنا علشان أتصور على كرسى الشهيد السنوار الله يرحمه، بس اتفاجئت إن فيه أطفال كتير جاءوا لنفس السبب، ووقفت أكثر من نص ساعة عشان أطلع فوق الركام وأتصور واتبسطت كتير إنى ليا صورة وذكرى فى هذا المكان».

التقط الطفل الغزى الصورة بينما كان يرفع بإحدى يديه شارة النصر وبيده الأخرى أمسك بعصا حديدة صغيرة ليحاكى آخر صورة التقطتها الطائرة المسيرة التابعة للاحتلال الإسرائيلى لـ«السنوار» أثناء إمساكه بعصا مشابهة وإلقائها نحوها فى مشهد يجسد تمسكه بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير، ليقوم «زكريا» عقب ذلك بحزم أمتعته والعودة رفقة أسرته مع النازحين نحو أراضيهم شمال القطاع.

الطفلة إيمان عزام، 9 أعوام، أحد سكان مدينة رفح هى الأخرى صعدت فوق الركام لتصل إلى الكرسى، بينما كانت عيناها تضحكان وهى تلتقط الصور، وقالت: «كنت كتير مبسوطة، بس أمى وأبى كانوا خايفين عليا وجاءوا معايا على المكان لما صممت أروح أتصور زى رفقاتى لأن الاحتلال كان بيترك قنابل وألغام فى الأماكن اللى بينسحبوا منها، بس الحمد لله اتصورت وما صار شىء».

مقالات مشابهة

  • قياديان بحماس يكشفان دور السنوار بصفقة شاليط وصلابة الجعبري بالمفاوضات
  • إسرائيل: الصليب الأحمر تسلم المحتجزين الـ 3 ليسلمهم للقوات الإسرائيلية
  • خبير إسرائيلي: الأمور تسير كما أرادها السنوار
  • رئيس وزراء إسرائيل السابق: غزة فلسطينية ولا نملكها
  • فؤاد: من يصفون الشيخ الصادق الغرياني بأنه سبب الحروب “حمقى وأغبياء”
  • جوا وبحرا.. وزير إسرائيلي يقترح السماح لسكان غزة بمغادرة القطاع عبر إسرائيل
  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • ما حجم تأثير الإنجيليين البيض في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل؟
  • تفاصيل تُكشف لأول مرة: لقاء لم يتم بين السنوار ونصر الله