نتالي الطويل: وثائق معرض نقوش فلسطين القديمة دليل أحقيتنا بأرضنا
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
كشفت الدكتورة نتالي الطويل رئييس جمعية وساطة للعمل الشبابي بدولة فلسطين، تفاصيل معرض "نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها" والمقرر عقده غدا الثلاثاء، وعلى مدار يومين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وبالتعاون مع جميعة وساطة للعمل الشبابي بدولة فلسطين وجمعية الحضارة العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وقالت "الطويل" في تصريح لـ "صدى البلد"، إن المعرض يأتي ضمن مشروع وطني فلسطيني علمي شامل باسم "نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها" والذي يهدف لتقديم تاريخ فلسطين استنادا الى اللقى والشواهد الأثرية، مشيرة إلى أن المعرض يحتوى على العديد من النقوش الفلسطينية التاريخية التي تعود إلى الفترة ما بين 600 قبل الميلاد حتى عام 1900 ميلادية، وذلك من خلال قراءة تلك النقوش والكتابات الفلسطينية بطريقتها الصحيحة للعالم، بعدما صادرها الاحتلال الإسرائيلي وحاول قراءتها بطريقة محرفة لدعم روايته الغير صحيحة بأحقيته في المكان.
وأكدت الطويل أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ فلسطين الحضاري، وتقديم رؤية جديدة حوله بمنهجية علمية استناداً إلى الشواهد الأثرية، وفي مقدمتها النقوش والكتابات الأثرية، كما يهدف المعرض إلى تتبع تطور الأبجدية الكنعانية عبر العصور وتعزيز أهمية الموروث الحضاري للشعب الفلسطيني والاهتمام بتوعية جيل الشباب ونشر المعرفة التاريخية والحضارية الفلسطينية.
المشروع شارك فيه علماء من مصر والأردن وسوريا والجزائر لتقديم جزء من تاريخ فلسطينوأوضحت أنه تم تشكيل لجنة علمية من عدد من العلماء في الوطن العربي من مصر والأردن وفلسطين وسوريا والجزائر، وتم إعادة قراءة تلك النقوش مرة أخرى بهدف توضيح جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني في هذا المكن وأحقيته في أرضه، خاصة الشعب الفلسطيني هو المالك الحقيقي لتلك الأرض وهو صاحبها الأصلي.
وأوضحت أن تلك النقوش والكتابات الفلسطينية القديمة تسلط الضوء على طبيعة الحياة في تلك الفترة من النواحى الاجتماعية والتجارية والعادات والتقاليد والديانة، إضافة إلى تطور الأبجدية خاصة وأن الكنعانين هم الأساس في وجود الأبجدية التي سرقها الإسرائليون وحرفوها وأوجددوا منها لغتهم العبرية.
نتالي الطويل: صراعنا مع إسرائيل أصبح صراع على التاريخ والتراث والحضارةوتابعت: صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كونه صراع على الأرض وأصبح الآن صراع على التاريخ والتراث والحضارة، لافتة إلى أن الإسرائليين حينما يشاركون في أي معرض دولي يشاركون بالزي الفلسطيني والمأكولات والألحان والأغاني الفلسطينية ضمن سياستهم المستمرة في السطو على كل ما هو فلسطيني.
ووجهت رئيس جمعية وساطة للعمل الشبابي بدولة فلسطين الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وللأمانة العامة للجامعة العربية لإحتضانها هذا المعرض الهام وتبنت فكرته ودعمتها، لافتة إلى ان المعرض يعتمد على سرد تاريخ فلسطين وعلى حقائق عملية وعلى لقى ونقوش نقشت قبل آلاف السنين.
إسرائل حاولت عرقلة إقامة المعرض والجامعة العربية دعمت فكرته بكل قوةوأشارت أن كل تلك النقوش والكتابات التي سيتم عرضها في معرض نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها، يقدم صورة طبق الأصل من اللقى والنقوش الأصلية بنسبة 99% من النقوش الأصلية التي صادرها الاحتلال وحرفها بطريقة تخدم مصالحة ورواياته، مشيرة إلا أنه كانت هناك محاولة إسرائيلية لعرقلة هذا المعرض حتى أن سلطات الاحتلال تحفظت على تلك النقوش والكتابات لمدة 12 يوما في محاولة منها لعرقلة إقامة هذا المعرض داخل الجامعة العربية، حتى تمكنا من الإفراج عنها ووصولها للقاهرة قبل ساعات من تنظيم المعرض.
وأضحت أنه سيتم تنظيم ندوة على هامش فعاليات المعرض حول "أهمية النقوش في فهم تاريخ فلسطين القديم والحديث"، في مقر الجامعة العربية سيتحدث فيها الدكتور درغام الفارس رئيس اللجنة العلمية لمشروع نقوش فلسطين القديمة، والدكتور عمر الغولي من المملكة الأردنية الهاشمية وهو أحد أبرز أساتذة اللغات القديمة، وأحد أبرز عمداء الكليات من دولة اليمن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمين العام لجامعة الدول العربية الجامعة العربية جامعة الدول العربية
إقرأ أيضاً:
الصراع الطويل على قناة بنما.. من السيطرة الأمريكية إلى التهديدات الصينية
لطالما كانت قناة بنما محورًا استراتيجيًا في التاريخ الجيوسياسي للعالم، إذ تمثل حلقة وصل حيوية بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وهي تلعب دورًا مهمًا في التجارة العالمية، وفي ظل التطورات الأخيرة، أصبح الصراع حول هذه القناة مرة أخرى على رأس الأجندة العالمية، مع تجدد الجدل بشأن سيطرة الولايات المتحدة والصين على هذا الممر المائي التاريخي.
هذا الصراع الذي يمتد على أكثر من قرن من الزمن، يتجدد اليوم وسط تصاعد التوترات بين القوى العظمى.
بداية الصراع وتأسيس قناة بنما
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ الاهتمام الأميركي ببناء قناة تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وفي عام 1903، وقّع الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت على اتفاق مع السلطات البنمية لإنشاء القناة بعد أن دعمت بلاده انفصال بنما عن كولومبيا، وبذلك بدأت القناة التي كان يشيدها الأميركيون تتشكل لتصبح أحد أكبر الإنجازات الهندسية في القرن العشرين، وكانت بداية الهيمنة الأميركية على المنطقة.
من الفوائد الاقتصادية إلى التوترات السياسية
بحلول العشرينيات من القرن العشرين، لم تعد القناة مجرد مشروع هائل من الناحية الهندسية، بل أصبحت حجر الزاوية للاقتصاد الأميركي، خاصة في شحن النفط من كاليفورنيا إلى المدن على الساحل الشرقي.
ولكن مع مرور الوقت، زادت الاحتجاجات البنمية بسبب تفاوت الفوائد بين الولايات المتحدة وبنما، مما ساهم في تفجر أعمال شغب في عام 1964، حيث سقط العديد من الضحايا.
تسليم القناة إلى بنما
وفي عام 1977، وقّع الرئيس الأميركي جيمي كارتر اتفاقًا مع الزعيم البنمي عمر توريخوس نص على تسليم القناة إلى بنما بحلول عام 2000، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة تحتفظ بحق التدخل العسكري لضمان حياد القناة.
وفي عام 1989، غزت الولايات المتحدة بنما للإطاحة بالجنرال مانويل نورييجا، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى، لكن مع نهاية الصراع، تم تسليم القناة فعليًا لبنما.
الخصخصة والتوترات الحديثة
مع اقتراب نهاية القرن العشرين، بدأت بنما خصخصة أصول قناة بنما، حيث عرضت شركة "هاتشيسون وامبوا" الصينية عرضًا مغريًا للفوز بعقود تشغيل الموانئ المرتبطة بالقناة.
فمنذ ذلك الحين، ارتفعت المخاوف الأميركية بشأن "وجود الصين" في القناة، خاصة مع الاتهامات التي ما دام رافقت وجود الشركات الصينية في المنطقة.
الاتهامات الأميركية بين الحقيقة والخيال
وكانت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن سيطرة الصين على القناة عبر الشركات التابعة لها مثار جدل، حيث أكد أن الصين "تدير" القناة، وهو ادعاء تم نفيه رسميًا، إذ أن القناة تديرها الهيئة البنمية بشكل مستقل.
ومع ذلك، يظل الاهتمام الأميركي بموقع القناة وأثره على التجارة العالمية محوريًا، خاصة مع استمرار الهيمنة الصينية في مشاريع البنية التحتية على مستوى العالم.
وتمثل قناة بنما اليوم أكثر من مجرد ممر مائي؛ فهي رمز للصراع على النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي بين القوى العظمى.
ومع تزايد الاستثمارات الصينية في أميركا اللاتينية عبر مبادرة "الحزام والطريق"، يظل هذا الصراع مستمرًا، وقد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.