شمسان بوست:
2025-03-12@05:57:26 GMT

حظر “DeepSeek”… صراع تقني أم تهديد أمني؟

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

شمسان بوست / متابعات:

يشهد العالم موجة متزايدة من القيود المفروضة على تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “DeepSeek”، مع تصاعد المخاوف الغربية بشأن إمكانية استخدامه في عمليات التجسس وجمع البيانات.


ورغم إن المخاوف الأمنية تُعتبر المحرك الرئيسي لهذه القرارات، فإن بعض المحللين يرون أن هناك جانبًا آخر للصورة، يتمثل في محاولة الحفاظ على الهيمنة الغربية على التكنولوجيا المتقدمة وتقويض جهود الصين في هذا المجال.




* ضربة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي

يأتي هذا التصعيد بعد أن نجح “DeepSeek” في إلحاق خسائر كبيرة بقطاع التكنولوجيا الأمريكي، الذي يُعتبر أحد أعمدة الاقتصاد في الولايات المتحدة.


وأثار التطبيق، ضجة كبيرة في الأسواق العالمية بعدما أظهر قدرات تنافسية تضاهي أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية، لكن بتكلفة أقل بكثير، وفقًا للشركة المطورة.


* حظر واسع

قررت وزارات الخارجية والتجارة والدفاع في كوريا الجنوبية، حظر الوصول إلى التطبيق، استنادًا إلى مخاوف تتعلق بجمع بيانات المستخدمين.


ومنعت الحكومة الأسترالية، استخدام برامج “DeepSeek” على جميع الأجهزة الحكومية، معتبرة أنها تمثل خطرًا غير مقبول على الصعيد الأمني.


وأصدرت الحكومة التايوانية، قرارًا يحظر استخدام التطبيقات التابعة للشركة الصينية الناشئة بين الموظفين الحكوميين، ضمن إجراءات مشددة لحماية البيانات الحساسة.


وانضمت كل من؛ المملكة المتحدة وولاية تكساس إلى قائمة الدول التي حظرت “DeepSeek”، في خطوة تعكس تصاعد القلق من النفوذ التكنولوجي الصيني.


* مقارنة بين “DeepSeek” و”ChatGPT”

يرى خبراء الذكاء الاصطناعي، أن “DeepSeek” يشترك مع “ChatGPT” من “OpenAI” في العديد من الخصائص، خاصة فيما يتعلق بطريقة جمع البيانات من المستخدمين وتحليلها من خلال استفساراتهم وأوامرهم.


لكن وفقًا لخبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، فإن “DeepSeek” قد يكون أكثر أمانًا من “ChatGPT” نظرًا لكونه مفتوح المصدر، ما يسمح بتشغيله على أجهزة الحاسوب الشخصية دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.


وأضاف فرج لـ”تليجراف مصر”، أنه بهذه الطريقة، لا يتم إرسال البيانات إلى سيرفرات خارجية، كما هو الحال مع “ChatGPT”، ما يوفر حماية أكبر للمستخدمين الراغبين في تقليل المخاطر المرتبطة بمشاركة البيانات مع الخوادم الصينية أو الأمريكية.


* مخاوف بشأن الخصوصية

وأكد فرج أن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على تحليل كميات هائلة من البيانات، ما يجعل توخي الحذر ضروريًا عند مشاركة أي معلومات حساسة معها، موضحًا أن الخطر الحقيقي لا يكمن في استخدام التطبيق على جهاز الموظف، وإنما في رفع وثائق أو بيانات سرية قد تُستغل بطرق غير متوقعة.


وفي ظل هذا الجدل، حذفت شركة “جوجل” بخطوة مثيرة للجدل، تعهدها السابق بعدم تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية أو أنظمة المراقبة من موقعها الإلكتروني، وهي خطوة رصدتها وكالة “بلومبرج” لأول مرة.


هذه التغييرات تثير تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين في هذا المجال.


ويبدو أن الحظر المفروض على “DeepSeek” ليس مجرد قرار أمني بحت، بل جزء من معركة أوسع بين القوى العالمية حول التكنولوجيا والهيمنة الرقمية.


وبينما يتزايد القلق من المخاطر الأمنية، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير هذه الإجراءات على مستقبل الذكاء الاصطناعي وانعكاساتها على المنافسة بين الشرق والغرب.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي

في يناير (كانون الثاني) الماضي، أذهلت الصين العالم بالكشف عن شركتها الجديدة للذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، التي ظهرت كمنافس رئيس في هذا المجال بقدرات عالية وتكاليف أقل.

التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة

وفي هذا الإطار، قال الباحث رونان وودورث، في تحليل بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" إن هذا الحدث أثار قلقاً واسعاً في واشنطن، حيث أدركت النخب السياسية هناك أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر تأثيره في التكنولوجيا فقط، بل سيمتد ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية. التنافس في البنية التحتية

وأضاف الباحث: يتطلب التفوق في الذكاء الاصطناعي توافر موارد ضخمة على مستوى البنية التحتية، بما في ذلك القوة الحوسبة العالية والطاقة الكبيرة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة.
كما تحتاج الدول إلى رأس مال بشري ذي كفاءة عالية لتطوير نماذج متقدمة ومبتكرة من الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب، بدأت الحكومات في ضخ استثمارات هائلة في بناء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي. 

The rise of Artificial General Intelligence (AGI) — an AI system with superhuman intelligence that can perform well at almost all intellectual tasks — is now a matter of when, not if … https://t.co/2CmO285omn

— @[email protected] (@IanYorston) March 9, 2025

على سبيل المثال، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية ولايته الثانية عن مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار لدعم القطاع الخاص في بناء بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.
كما ضخت فرنسا في فبراير (شباط) الماضي استثمارات كبيرة بلغت 112 مليار دولار، منها 20 مليار من استثمارات كندية، وما يقارب 50 مليار دولار من دولة الإمارات لدعم إنشاء مراكز بيانات جديدة. وتعد الصين متفوقة في هذا المجال، حيث تمتلك فائضاً في مراكز البيانات، فضلاً عن استثمارات ضخمة من شركات مثل "بايت دانس".

التنافس على الموارد الحساسة لم تقتصر المنافسة بين القوى العظمى على التمويل فقط، بل شملت أيضاً فرض القيود على تصدير التكنولوجيا الحساسة. فقد فرضت إدارة بايدن السابقة قيوداً صارمة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين في عام 2022، في محاولة لمنعها من تطوير نماذج متطورة من الذكاء الاصطناعي. واستمرت هذه القيود حتى نهاية ولاية بايدن، مما أثر سلباً في قدرة الصين على تصنيع رقائقها الخاصة.
ورداً على هذه القيود، فرضت الصين بدورها قيوداً على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي الموارد الأساسية في تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات، حيث تسيطر الصين على نحو 70% من عمليات تعدين العناصر الأرضية النادرة، وتتحكم في أكثر من 90% من عمليات معالجتها.
هذه الخطوة أثارت قلق واشنطن، خاصة أن الولايات المتحدة تعتمد على الصين في عمليات استخراج هذه المعادن. أهمية تايوان والمعادن النادرة في الصراع

وأدركت واشنطن أن ضعفها في سلسلة إمداد المعادن النادرة يشكل تهديداً كبيراً على قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي. ولهذا السبب، يقول الباحث، بدأت الولايات المتحدة في السعي لتعزيز استخراج هذه المعادن محلياً، بالإضافة إلى استغلال الضمانات الأمنية المقدمة لتايوان، التي تُعد قوة عظمى في تصنيع أشباه الموصلات، من أجل جذب استثمارات جديدة إلى الأراضي الأمريكية.

الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية

وأوضح الكاتب أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي. فعلى مر التاريخ، كانت القوة الجيوسياسية تعتمد على السيطرة على الأرض والجو والبحر، ومع مرور الوقت أضيف الفضاء والمجال السيبراني كمجالات أخرى للتنافس. لكن الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على التأثير في جميع هذه المجالات، مما يخلق فرصاً وتحديات جديدة للحكومات.
وتابع الباحث: قد تسام النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي في زعزعة استقرار النظام العالمي الحالي، وتوسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، فضلاً عن منح بعض الدول تفوقاً كبيراً في المجال السيبراني.
وقد تؤدي هذه التحولات إلى تغيير كيفية ممارسة القوة السياسية والاقتصادية، مع بروز تكنولوجيات جديدة تستفيد من الذكاء الاصطناعي في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. 

The Coming Battle for AI https://t.co/aKMf0A69Av via @Geopolitical Futures

— Alan M Bevin (@AlanMBevin) March 7, 2025 التحولات الاقتصادية والاجتماعية 

وعلى الجانب الاقتصادي، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين العديد من المجالات الحيوية مثل سلاسل الإمداد، وتنبؤ الاتجاهات الاقتصادية الكليّة، واكتشاف عمليات الاحتيال في الخدمات المصرفية، وزيادة إنتاجية الشركات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في بعض الصناعات، مثل الزراعة وإدارة الطاقة.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي اعتماد القيادة الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم، مثل سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة.
هذا التحول قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية واجتماعية إذا لم تتم معالجة هذه القضايا بشكل فعّال، حسب الكاتب.

الدعاية السياسية والحروب

ويقول الكاتب: أصبح الذكاء الاصطناعي حاضراً في الاستخدامات السياسية، خاصةً في حملات التضليل والدعاية. فالتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجعل من الممكن إنتاج محتوى مُضلِّل بشكل أسرع وأكثر فعالية. هذه التقنيات تمثل تهديداً كبيراً للحركات السياسية، وتساهم في زعزعة الاستقرار الداخلي للدول عبر الحملات الموجهة.
وبالإضافة إلى التهديدات السياسية، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات الحكومات على مراقبة مواطنيها والسيطرة الاجتماعية. والقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات ستجعل من السهل على الحكومات السيطرة على المعارضين وقمع أي تهديدات للسلطة.


مقالات مشابهة

  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • “الذكاء الاصطناعي ودوره في الأدب والفن والثقافة” أمسية للشريك الأدبي بتبوك
  • شركات روسية تشارك في معرض التكنولوجيا الرقمية “جيتكس إفريقيا 2025” في المغرب
  • شركة صينية تعلن عن أحدث نماذجها لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • دور الذكاء الاصطناعي والنظم الإيكولوجية المفتوحة في تشكيل التكنولوجيا في المؤتمر العالمي للجوال 2025
  • “سدايا” تطلق دليلًا استرشاديًا وأداة مساعدة لتقويم مخاطر نقل البيانات الشخصية لخارج المملكة أو الإفصاح عنها
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • “كاوست” توظف الذكاء الاصطناعي لتحسين حصاد النخيل
  • تحقيق عبري: “حنظلة” الإيراني يخترق عشرات آلاف البيانات الأمنية الإسرائيلية
  • “تاق برس” ينشر الأرقام.. خدمة لمواطني الخرطوم للتبليغ عن أى مهدد أمني