أسرى محررون يروون للجزيرة لحظات لقاء الأحبة بعد جحيم السجون الإسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
عبّر أسرى فلسطينيون محررون لقناة الجزيرة عن فرحتهم بلقاء ذويهم بعد سنوات من التعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعوا إلى ضرورة تسليط مزيد من الضوء على أوضاع بقية الأسرى في زنازين الاحتلال.
وقال الأسير الفلسطيني المحرر شادي فخري البرغوثي إنه ينتظر بفارغ الصبر اللقاء الذي سيجمعه بوالدته، وكشف عن أنه لأول مرة منذ 45 سنة يلتئم شمله هو وعائلته.
ومن داخل السيارة التي كانت تقله رفقة شقيقه ووالده، عبّر شادي عن اشتياقه إلى لقاء والدته، بعد الإفراج عنه وعن عشرات الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووصف شادي ظروف السجن بأنها قاسية جدا، إذ كان الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في تعذيب الأسرى، بالإضافة إلى الحرمان من الأكل والأدوية وممارسات أخرى مثل الإهانة واقتحام غرف الأسرى ومصادرة ممتلكاتهم.
وأكد أنه فقد نحو 35 كيلوغراما من وزنه بسبب سياسة التجويع التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
كما عمد الاحتلال إلى منع الأسرى من ممارسة شعائرهم الدينية، خاصة الصلاة وصلاة الجمعة، ويقول شادي إنهم صبروا رغم أقسى أنواع التعذيب التي مورست بحقهم.
إعلانوكشف الأسير المحرر أنه قبل لحظات من الإفراج عنهم نكّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهم، مؤكدا في السياق نفسه أن تلك الممارسات لا تزال مستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهناك حالات مرضية مستعصية.
ووصف ما يجري في سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين بأنه موت بطيء، ودعا إلى تسليط الضوء على قضية هؤلاء الأسرى. كما شكر قناة الجزيرة على تغطيتها المتواصلة للموضوع.
وحسب المحلل السياسي سعيد زياد، فإن عائلة البرغوثي يشهد لها بالنضال، وقدمت كثيرا من الشهداء والأسرى مثل عبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي.
وقال إن شادي البرغوثي المفرج عنه كان أسيرا منذ عام 2003، وأسر والده لمدة 22 عاما، وتشظت العائلة لمدة 45 عاما، وهي الحال نفسها لدى كثير من الأسر الفلسطينية.
وفي السياق نفسه، تحدث أسرى محررون للجزيرة عن ظروف السجن القاسية، ووصف يوسف نزال الحياة في سجون الاحتلال بأنها جحيم.
كما قال سند طقاطقة إنه حُرم من زيارة العائلة، وعاش بالسجن أكثر من عام من دون معرفة أي شيء عن الخارج. في حين أكد الأسير المحرر إياد أبو شخيدم أن هذا العام هو من أصعب الأعوام التي مرت عليهم بسجون الاحتلال.
ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن 7 أسرى محررين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب وضعهم الصحي الصعب، ومن بينهم القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جمال الطويل.
ووفقا لمكتب إعلام الأسرى، يفرج الاحتلال اليوم عن 18 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد، و54 أسيرا من ذوي الأحكام العالية، و111 من أسرى القطاع الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی فی سجون الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الاعتقال في زمن الإبادة.. 800 معتقل في مارس وتصاعد الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وثّقت مؤسسات الأسرى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حملات الاعتقال الممنهجة بالضفة الغربية خلال شهر مارس 2025، حيث سُجلت 800 حالة اعتقال، من بينها 84 طفلًا و18 امرأة، في ظل تصاعد جرائم الحرب ضد الفلسطينيين، وتوظيف سياسة القمع والاحتجاز التعسفي.
قمع ممنهج
وأشارت المؤسسات إلى أن إجمالي حالات الاعتقال منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 بلغ نحو 16,400، شملت كافة الفئات، بينهم 510 نساء و1,300 طفل. كما أكدت ارتفاعًا غير مسبوق في عدد المعتقلين الإداريين إلى 3,498 معتقل، من ضمنهم أكثر من 100 طفل، في مؤشر على استخدام الاحتلال لهذا النوع من الاعتقال كأداة قمع ممنهج، ودون تهم أو محاكمات حقيقية.
وسُجل خلال الشهر ذاته استشهاد ثلاثة أسرى، أبرزهم الطفل وليد أحمد (17 عامًا) الذي قضى في سجن مجدو نتيجة الإهمال الطبي والتجويع، ما يسلط الضوء على تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية داخل السجون، خصوصًا مع تفشي مرض الجرب في عدة معتقلات، منها مجدو والنقب، وسط انعدام الرعاية الصحية.
كما وثقت المؤسسات استخدام الاحتلال وحدات القمع والرصاص المطاطي ضد الأسرى، خاصة الأطفال، إلى جانب استمرار سياسة العزل والتنكيل ونقل الأسرى تعسفيًا بين الأقسام، في ظل ظروف اعتقال قاسية، خاصة بالنسبة لمعتقلي غزة، الذين يواجهون ظروفًا لا إنسانية تصل حد استخدام "البراميل" لقضاء حاجاتهم، وتجريدهم من أدنى حقوقهم الأساسية.
الإخفاء القسري لمعتقلي غزة
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ منذ بدء الحرب 63 شهيدًا، من بينهم من لا تزال هوياتهم مجهولة، في ظل استمرار الاحتلال في الإخفاء القسري لمعتقلي غزة. كما وصل إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال مع بداية أبريل إلى أكثر من 9,900، بينهم 3,498 معتقل إداري، 400 طفل، و27 أسيرة.
وحذّرت المؤسسات من أن الوقت عامل حاسم لإنقاذ حياة آلاف الأسرى، في ظل تصاعد الجرائم الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال داخل السجون، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين.