استضافت الإعلامية منى الشاذلي، أبناء الإعلامية الراحلة سلوى حجازي، محمد وآسر و رضوى، عبر برنامجها «معكم منى الشاذلي»، بالإضافة إلى الكاتب كريم جمال مؤلف كتاب «سلوى.. سيرة بلا نهاية»، والذي يرصد سيرة ومسيرة إحدى أشهر مذيعات ماسبيرو سلوى حجازي.

وعلقت رضوى شريف، ابنة الإعلامية سلوى حجازي، على الكتاب الذي صدر عن سيرة والدتها، قائلة: «تمنيت إصدار هذا الكتاب وكان أحد أمنياتي، ولم أتوقع أن يتم نشر كتاب عن والدتي بهذا الحجم وهو أكثر من رائع، ومؤلفه يحبها بشكل كبير ودخل في الشخصية بطريقة عميقة، موجهة الشكر له».

وأكملت: «حضرت مع والدتي برامج كثيرة، وأعطيت المؤلف ملف به أوراق بخط يديها، حيث كتبت أفكارا وأكثر من عمل شعرى وترجمات، وكانت تترجم من اللغة الفرنسية للعربية، وأصدرت ديوانين».

وتابعت: «والدي كان مستشارا ويعمل على مساعدتها ودعمها، وكان أول لقاء لها مع كوكب الشرق أم كلثوم».

اقرأ أيضاًكشفت مواصفات فتى أحلامها.. أبرز تصريحات هنا الزاهد مع منى الشاذلي

بـأجواء كلثومية.. مي فاروق ضيفة «معكم منى الشاذلي» بهذا الموعد | صور

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: منى الشاذلي أم كلثوم سلوى حجازي كريم جمال منى الشاذلی

إقرأ أيضاً:

سيرة مسيرة نضال للمناضل القومي غازي مرار

طفل بين يديّ ملك يستمع له واقفا في وسط الخيمة، بحنان الأب، وهو يضع يديه على كتف الطفل المنشد لأبيات من الشعر، الذي اختير من ضمن محفوظاته، حيث تم اختيار أبيات "ذات مغزى سياسي". كان ذلك في شتاء عام 1948، أو قبل ذلك بعام.

ترى كيف كان قلب ذلك الطفل وهو من يرقص قلبه للقاء معلميه؟ لربما كان اللقاء أحد مفاتيح التكوين لهذه الشخصية التي عرفها الكثيرون فلسطينيين وعربا وغير عرب أيضا من المناضلين الأمميين.

كانت للطفل فرصة لمرافقة والده أحد قادة العمل الوطني في القدس، الذي من خلال وعيه كوّن علاقات طيبة مع ضباط من الجيش العربي الأردني، فكان الطفل يستمع لتلك الأحاديث السياسية على جبال القدس المطلة على الساحل، فبدأ الوعي الوطني والقومي يتسرب إليه، لا ليؤثر على شخصيته فقط، بل على مصيره كونه ارتبط في حياته الخاصة مع حياة وطنه وأمته.

طفل يبدأ حياته بلقاء ملك منفردين في خيمة أعلى جبال القدس، فيكتسب الحضور، والوقوف أمام جماهير قرى القدس الغربية، ثم ليقف أمام جماهير متنوعة في أماكن أخرة وأزمنة أخرى، ما يدل على وجود طاقة داخله عززتها الظروف التي وجد نفسه فيها.

يجتاز الطفل عقد الأربعينيات بمأساة حرب عام 1948، التي تكون نكبة شعبه نتيجتها، ليصير فتى في الخمسينيات، خلال ذلك ينتمي الفتى للأحزاب القرمية في القدس، ثم ليدخل رحلة جديدة من خلال سفره الى مصر آخر الخمسينيات، التي يكون زعيمها في ذلك الوقت قد ألهم الفني والملايين، فيواصل الشاب حياته ولكن هذه المرة من القاهرة عن قرب، فيكون أحد هؤلاء الشباب الذين عاشوا فترة المد القومي، منذ أول الشباب مع العدوان الثلاثي على مصر، فتكون حقبة الستينيات غنية، ولا ينتهي وهجها لا بهزيمة عام 1967، ولا برحيل ناصر بعد ذلك بثلاث سنوات.

تلك مسيرته، في كتابه الذي حمل "مسيرة نضال" الصادر حديثا، والتي شكلت سيرته ثلثي الكتاب، بتركيز على المسيرة النضالية الوطنية بامتداداتها القومية، ومسيرة الحياة الشخصية والاجتماعية.

ولربما يجذبنا هنا، في ظل هكذا سيرة، الحياة الشخصية للكاتب، تلك الحياة الممتزجة بالوطن، بالاستناد الى مراحل عمره، ومراحل القضية الفلسطينية والقضايا القومية. لقد كان الحديث عن تكوينه الأول كطفل وفتى وشاب، في قريته مسقط رأسه، بيت دقو، شمال غرب القدس، وانتقاله إلى شعفاط وبيت حنينا للدراسة الإعدادية والثانوية، في ظروف حياة صعبة، حيث سنجد أنفسنا نرافقه في رحلته راكبا على الدابة في يوم شتوي من القرية الى بيت حنينا قرب القدس. في حديثه عن قريته يستعيد أجمل ما عاشه في قريته، التي اضطر أن يبتعد عنها في سنوات النضال بعد هزيمة عام 1967، والتحاقه بالعمل الوطني المقاوم.

يخصص الكاتب صفحات عن الحياة السياسية في الضفة الغربية، التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، فنقرا عما كان يضطرب فيها من حراكات قومية، ومظاهرات، ويلفت نظرنا حادثة استشهاد رجاء أبو عماشة في المظاهرات التي انطلقت ضد حلف بغداد.

تقوده خطاه الى سوريا، ليتعرض للاعتقال السياسي، ولكن يفلح في الحصول على جواز سفر، ليسافر من مطار القدس، الى القاهرة، تبدأ هناك رحلة الدراسة الجامعية، ليواصل نشاطه القومي باللقاء مع شخصيات فلسطينية في القاهرة مثل عبد الله الريماوي، الذي يكون أحد أهم الشخصيات المؤثرة في حياته. والذي يفرد له ولعدد من الشخصيات صفحات خاصة لهم من بينهم عبد الجبار الأشقر، الذي تخفى في زي ريفيّ في بيت حنينا مطاردا سياسيا.

وبالرغم من تناوله عدة شخصيات مؤثرة، مثل والده المناضل فخري إسماعيل مرار، ومعلمه زهدي الخطيب، والدكتور أحمد صدقي الدجاني، إلا أن الشخصية الأكثر تأثيرا عليه كانت، شخصية عبد الناصر، الذي كان له حضور كبير في الكتاب من البداية الى النهاية.

شكلت شخصية جمال عبد الناصر، قائد ثورة يوليو عام 1952، والتي سمع بها طفلا، ابن 14 عاما، أحد أهم الشخصيات التي تشكلت حياته الفكرية والوطنية والقومية من خلالها وعلى ضوء وجودها الفاعل، مثله مثل الملايين، باختلاف أنه ظل متأثرا بها وهو في ثمانينيات العمر.

يبدو أن مصاحبة الطفل لوالده وهو يتفقد المناضلين القرويين على خط التماس مع مراكز عصابات الصهاينة، واستماعه لعدد من الضباط الأردنيين الوطنيين، عمقت لديه ما نعلمه من مشاعر قومية، خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية العربية والتضامن العربي مع فلسطين التي تعرضت للاحتلال البريطاني والهجرات الصهيونية، التي خلقت لها عصابات مسلحة قوية صارت تغير على الفلسطينيين. في هذا السياق، ومع هزيمة عام 1948، واتحاد الضفة الغربية، مع الأردن الشقيق، بدءا من عام 1950، أصبحت المملكة مركزا لعدد من الحركات القومية شبه المعارضة، خاصة حزب البعث العربي، الذي انتمى له غازي فخري، وواصل نشاطه فيه حين التحق بالجامعات المصرية بدءا من عام 1960. لقد تكونت لدى الشاب قناعة بأن تحرير فلسطين هي مسؤولية قومية، يشكل الفلسطينيون فيه رأس الحربة. وهذا ما يفسّر ارتباط العمل الوطني في حياته بالعمل القومي، الذي استمر تنظيميا حتى عام 1978، حيث أصبح بعد ذلك من خلال نشاطاته القومية.

يستعرض الكاتب عودته الى القدس، عامي 1964 حيث يكون ضمن طاقم أحمد الشقيري، فيساهم وهو في مقتبل العمر في تأسيس منظمة التحرير، ليصبح عضوا في المجلس الوطني بعد عام، كذلك حين يكون ضمن ندوة فلسطين العالمية عام 1966، حيث يستقبل جلالة الملك حسين هذا الحشد في أحد فنادق القدس، في هذا السياق لا تتم مساءلته سياسيا، حيث تم غض البصر عنه وعن مناضلين آخرين. إن إيراد لأسماء مناضلين عالميين يدل على الذاكرة من جهة، وعلى العمل الثوري الذي ضم مناصرين فلسطين من طلبة العالم.

لعل من المهم هنا، وبعد 6 عقود من العمل الوطني-القومي، هو عن مكونات وظواهر الحركة القومية ومآلاتها.

كان الكاتب أمينا في توثيق اختلافات القوميين وخلافات الفصائل الوطنية، والعمل في الطليعة العربية، منذ أواسط الستينات إلى آخر السبعينات، ثم خفوتها في الثمانينيات. تحدث الكاتب هنا كشاهد قريب ومشارك في الحركة القومية التي اتخذت من مصر مقرا لها. والحقيقة أننا هنا أمام محاججة لم يقف الكاتب عندها بالتفسير والتوضيح، وهي ما تعلق بالحركة القومية من ناحية، والحركة القومية المرتبطة بالمد القومي في مصر، ما أثار خلافات جاء على ذكرها الكاتب عند حديثه عن تنظيمات فلسطينية ذات امتداد قومي، قوبلت بعدم رضا من فصائل عمل وطني، كفتح والجبهة الشعبية، حيث سرعان ما خفتت وانتهت، بالرغم من وجود فرص لالتحاق القوميين العرب بها بعد عام 1967,

في تلك الأنحاء، كان قد تم ترتيب لقاء لقادة قوميين فلسطينيين للقاء الرئيس عبد الناصر في اليوم الذي رحل فيه، والذي كان يمكن أن يشكل دائرة مهمة من لقاء ملك طفلا الى لقاء أكبر زعيم عربي، متذكرين لقاءه مع الرئيس العراقي عبد السلام عارف في بغداد ضمن وفد وطني.

بالرغم من المآلات التي وجدت الحركة القومية فيها، من المد الى الجزر، فقد وضع الكاتب هنا نتائج المد القومي، مثل وجود أحزاب قومية في مصر ولبنان وسوريا واليمن والسودان والعراق وموريتانيا، كما يشير الى نتاج الحركة القومية، مثل تأسيس مؤسسات سياسية وبحثية وثقافية، مثل رابطة الطلبة العرب، مركز دراسات الوحدة العربية، المؤتمر القومي، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمنتدى العربي في الأردن.

لقد اختار الكاتب التفرغ للعمل الوطني، حيث عاد الى منظمة التحرير، مديرا للمجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم، ومستشارا ثقافيا، كذلك تم تكليفه للعمل في هيئات عربية مثل الطاقة العربية، وكان له علاقة مع الرئيس عرفات من خلال الاتصال بشخصيات وطنية من فلسطين المحتلة.

لقد شدنا الكتاب في توثيق العمل الوطني حتى قيام السلطة الوطنية، حيث دخلت فلسطين تحولات جديدة، ساهم فيها المناضل في العمل الثقافي والتعليمي من خلال وجوده في سفارة فلسطين في القاهرة. ولنا أن نذكر له عمله المميز في تسهيل التحاق طلاب فلسطين في الجامعات المصرية على مدار عقود.

من الدوائر الجميلة لقاؤه بشخصيات وطنية التقاها وهو طفل، مثل "سعيد شقير" رفيق والده الذي التقاه طفلا ثم التقاه في أمريكا للاتينية. كذلك "أبو فراس" الذي كان مجايله يلعبان معا في القدس، لما كان بين والديهما من علاقة. كذلك مشاركته في ندوة فلسطين العالمية 1965، حيث راح يتذكر إقامته في البلدة القديمة بالقدس وبالطبع دراسته في بيت حنينا، والتي حين مرّ منها زائرا بيت دقو، قريتاه، مع زوجته المصرية، مرّ عنه شريط ذكرياته، وهو أسرته يعيشون هناك أيام المدرسة، ولربما تذكر رحلة التنقل الصعبة شتاء بين القدس والقرية.

وحين عاد بعد "اتفاقية أوسلو" إلى فلسطين، ومر من بدو، القرية القريبة، لعله تذكر لقاءه طفلا مع الملك عبد الله بن الحسين. يتذكر الطفل الذي كأنه حين خرج من خيمة الملك في يوم شتويّ بارد برياح قوية، ليجد الضباط خارج الخيمة ينتظرون رد فعل الملك على ما سمع من شعر، ليخبرهم بجملة الملك: "قول لمعلمك "بكفي ضرب كرابيج". الآن، لربما يفكر الستيني بعبارة الملك العقلانية التي حملت عمقا لم نكن جميعا قد فهمناه.

260 صفحة، مثلت السيرة حوالي 155 صفحة، فيما اشتمل الجزء الأخير على معلومات ومواقف وآراء، ربما كان من الممكن جعلها في كتاب آخر، كونها تشكل هوية كتابية أخرى تختلف عما تضمنه ثلثا الكتاب لقد كان للصور العائلية والعامة دور جميل في التعريف بشخصيات الكتاب، والتي اشتملت شخصيات الأقرباء والعائلة وشخصيات وطنية وقومية عامة، شكلت 30 صفحة.

شكلت السيرة الشخصية جذبا للقارئ، وإن يمكن أن تتسع أكثر من ذلك، لتربط المصير الشخصي بالمصيرين الوطني والقومي.

وأخيرا شكل الكتاب وثيقة وطنية وقومية أوفى فيها كل ذي حق حقه بلغة مهذبة تعكس شخصيته الجميلة، بدون تجن أو تصفية حسابات.

طفلا كان بين يدي ملك، وشابا كان يمكن أن يكون بين يدي زعيم العروبة الذي رحل في موعد اللقاء، والذي كان يمكن أن يضم صفحات لم تكتب.

* صدر الكتاب عن دار الكتابة تجمعنا-الإسكندرية 2024.

مقالات مشابهة

  • سيرة مسيرة نضال للمناضل القومي غازي مرار
  • الرئيس عباس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت
  • الخميس.. أبطال مسلسل قهوة المحطة ضيوف «معكم منى الشاذلي»
  • في ضيافة منى الشاذلي.. أبطال قهوة المحطة يكشفون أسرار وكواليس العمل غدًا
  • أبطال مسلسل قهوة المحطة بضيافة مني الشاذلي في هذا الموعد
  • الكويت ترفع رصيدها إلى 7 ميداليات في بطولة ألعاب القوى بالدوحة
  • أحمد حجازي يشارك في اكتساح نيوم للباطن بسباعية بدوري «يلو»
  • أحمد حجازي يقود تشكيل نيوم ضد الباطن في دوري «يلو»
  • صدور القرار الظني في ملف الاستشارات العائد الى مصرف لبنان
  • سيرة الفلسفة الوضعية (15)