نهر ريماك بـبيرو يتحول إلى لون الدم ويثير دهشة واسعة
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أثار نهر ريماك بجمهورية بيرو حلالة واسعة من الجدل على مدار الساعات الماضية، بعد انتشار صور ومقاطع فيدو لمجرى سارندي الذي يتدفق إلى مصب نهر ريو دي لا بلاتا الذي يقع في مدينة ليما والمياه باللون الأحمر.
ويقع نهر ريماك في غرب بيرو وهو أهم مصدر لمياه الشرب في ليما ومنطقة كالاو، وهو جزء من مستجمعات مياه المحيط الهادئ ويبلغ طوله ١٦٠ كم، حيث يبدأ النهر في مرتفعات إقليم هواروكيري في منطقة ليما ويقع مصبه في كالاو، بالقرب من مطار خورخي شافيز الدولي
ووفقًا لتقارير وسائل إعلام محلية لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتغير فيها لون النهر، ويظهر هذا التغير المفاجئ في لو المياه الجارية بين شاطئ النهر.
نهر في ليما، عاصمة بيرو التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، يتحول إلى اللون الوردي
يقوم مجلس مدينة ليما بالتحقيق في سبب اللون الأحمر لنهر ريماك
تم جمع العينات ليلة الثلاثاء وإرسالها إلى المختبر للتحليل. ويُفترض أن عمالاً من "شركة غير مسؤولة" ربما ألقوا نفايات سامة في النهر pic.twitter.com/lTizJwchnV
وأثار تحول لون نهر ريماك للون الأحمر قلق السكان ومخاوفهم من كون تغير لون النهر ناجما عن تلوثه، وقال أحد السكان لصحيفة "لا ناسيون": "لقد عشت هنا طوال حياتي. لم أر مثل هذه المياه الحمراء".
ونقلت صحيفة "باجينا 12" عن شخص يقطن في المنطقة القريبة من النهر قوله: "شاهدنا طبقة صفراء سميكة صلبة على سطح النهر تنبعث منها رائحة حمضية".
من ناحية أخرى زار المسئولون الموقع لأخذ عينات من مياه النهر الحمراء لإخضاعها للفحص، وأفادت وزارة البيئة في المنطقة لصحيفة "لا ناسيون" بأن عينات المياه سيتم تحليلها لمعرفة ما سبب تغير اللون، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وتوقعت ماريا أنجليكا، خبيرة البيئة، أن تغير اللون لم يكن نتيجة "لعنة كما يعتقد البعض ولكن قد يكون السبب هو التلوث الناتج عن المنشآت الصناعية في المنطقة، حيث يوجد ما لا يقل 500 أنبوب صرف يتدفق مباشرة إلى النهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحيط الهادئ جمهورية بيرو المزيد
إقرأ أيضاً:
وادي بلي وطريق الملح بالبحر الأحمر.. كنز جيولوجي وسياحي يروي تاريخ التجارة القديمة
تشتهر محافظة البحر الأحمر بتضاريسها الوعرة وأوديتها الجبلية التي تحمل بين طياتها أسرارًا جيولوجية وتاريخية، ويعد وادي بلي، الواقع شمال الغردقة خلف جبل أبو شعر، من أبرز هذه الأودية، حيث يتميز بتكوينات جيولوجية نادرة تشكلت على مدار 600 ألف عام، مما جعله مقصدًا مهمًا لعشاق الجيولوجيا والسياحة العلمية والمغامرات.
لم يكن وادي بلي مجرد ممر جبلي، بل لعب دورًا محوريًا في التجارة قديماً، حيث كان جزءًا من "طريق الملح" الذي استخدمته القوافل لنقل الملح من البحر الأحمر إلى محافظات الصعيد. فقبل نحو 150 عامًا، ازدهرت تجارة الملح في المنطقة، وكانت القبائل تنقله على ظهور الجمال من ملاحة "أم اليسر" جنوب رأس غارب و"رأس البحار" الواقعة بين الجمشة وجبل الزيت، على بُعد 70 كيلومترًا شمال الغردقة.
كانت القوافل تحمل "السكايب" المملوءة بالملح وتسلك طريق "وادي القطار"، المعروف آنذاك بطريق الملح، مرورًا بوادي بلي، وصولًا إلى الصعيد. وظل هذا الطريق شاهدًا على حقبة زمنية ازدهرت فيها تجارة الملح، قبل أن تتغير مسارات النقل الحديثة.
بفضل موقعه الفريد، جذب وادي بلي اهتمام علماء الآثار الذين افترضوا أن الاستيطان البشري الحديث في الوادي ما هو إلا امتداد لمراحل استيطان قديمة. وقد أكدت الاكتشافات الأثرية صحة هذه الفرضية، حيث تم العثور على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات تعود إلى إنسان العصر الحجري، لا سيما داخل كهف وادي بلي، الذي يُعتقد أنه كان مأوى للإنسان القديم.
إلى جانب أهميته الأثرية، يتميز وادي بلي بتكويناته الجيولوجية النادرة، مما جعله وجهة مفضلة للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم. حيث تنظم إليه رحلات جيولوجية دورية لاستكشاف طبقات الصخور الفريدة التي تكشف عن تاريخ المنطقة الجيولوجي العريق.
لم تقتصر شهرة وادي بلي على الأوساط العلمية، بل أصبح أحد أبرز الوجهات لمحبي رحلات السفاري الجبلية. تنظم وكالات السياحة رحلات خاصة إلى الوادي وفق أنظمة محددة تلبي احتياجات عشاق الطبيعة والمغامرات، حيث يوفر الوادي تجربة استثنائية تجمع بين سحر التضاريس الجبلية وتاريخ المنطقة العريق.
يظل وادي بلي، شاهدًا على عصور متعاقبة، من تجارة الملح القديمة إلى الاكتشافات الجيولوجية الحديثة، ليؤكد أن البحر الأحمر لا يقتصر على شواطئه الخلابة، بل يخفي في أعماقه وبين جباله كنوزًا لا تزال تروي قصص الماضي وتلهم المستقبل.