يمانيون:
2025-01-22@20:38:18 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

يمانيون../
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود دوراً بارزاً ومؤثراً في الشؤون اليمنية، حيث سعت أمريكا منذ الحرب الباردة إلى الحفاظ على نفوذها في شبه الجزيرة العربية في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، وازداد هذا الدور بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وإعلان ما تسمى الحرب على الإرهاب، والتي اتخذت منها أمريكا سبباً للتدخل في شؤون الدول بشكل مباشر، إذ تبنت أمريكا سياسة تدخل أكبر في شؤون المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب.

وفيما يخص اليمن، فقد استخدمت الولايات المتحدة طائرات مسيرة دون طيار بحجة استهداف تنظيم القاعدة وانتهكت السيادة اليمنية بشكل كبير حيث راح ضحية الهجمات الأمريكية العديد من الأبرياء المدنيين، ومع بداية العدوان على اليمن والذي أعلن بشكل مباشر من واشنطن ، انحازت أمريكا إلى جانب قوات التحالف بقيادة السعودية ودعمت تحالف العدوان على اليمن بجميع أنواع الأسلحة.

أما في منطقة باب المندب الاستراتيجية، فقد عززت أمريكا وجودها العسكري هناك تحت مسمى ضمان حرية الملاحة، ولكن في الحقيقة الهدف الأساسي لوجود تلك القوات هو حماية مصالح كيان “إسرائيل” حليفتها الرئيسية، فالولايات المتحدة تحرص على تأمين حركة السفن والناقلات الصهيونية في البحر الأحمر، لذلك، ينظر اليمنيون بقلق للدور الأمريكي المتعاظم في المنطقة، ويرون فيه تهديداً لمصالحهم وسيادتهم الوطنية، إلا أن واشنطن ماضية في تعزيز وجودها هناك، مدعومة بحلفائها الإقليميين.

إن موضوع التدخل الأمريكي في منطقة باب المندب يعتبر من القضايا الشائكة والمعقدة في المنطقة، وقد أثار تصريح وزير الدفاع بشأنه الكثير من الجدل، فمن ناحية، ترى الولايات المتحدة أن وجودها العسكري في المنطقة يهدف بالدرجة الأولى إلى مكافحة الإرهاب وحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، إلا أن اليمن يرى أن هناك أهدافاً أخرى لهذا الوجود، وتصرح القيادات اليمنية دائماً أن أمريكا تحاول السيطرة على هذه المنطقة الحيوية لمصلحة “إسرائيل”، والواقع أن هناك تاريخاً طويلاً من التدخل الأمريكي في الشؤون اليمنية، كما أن أمريكا حليفة رئيسية لـ كيان “إسرائيل” في المنطقة، لذلك، فمن الطبيعي أن تنظر أطراف مثل اليمن بعين الريبة لوجود عسكري أمريكي قرب أراضيها.

في هذا السياق قال وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني خلال رحلته إلى محافظة تعز أثناء زيارته للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة بالبلاد ، إن وجود الولايات المتحدة في باب المندب والبحر الأحمر ليس بسبب الإرهاب ، ولكن بسبب الكيان الصهيوني.

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء ، فقد قام وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني بزيارة للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة وقال أثناء زيارته للمنطقة ولقائه مع القوات اليمنية في جبهة تعز سنحرر كل أراضي اليمن من أيدي المحتلين.

وقال وزير الدفاع اليمني “إذا كان العدو يسعى للسلام فنحن نرحب بالسلام وإذا سعى لتصعيد التوتر فنحن جاهزون للمواجهة”، وأكد وزير الدفاع أن “القوات المسلحة جهزت نفسها وستكشف القيادة عن أسلحة جديدة في الوقت المناسب… هناك أراض وجزر يمنية محتلة في المياه الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن والمياه الإقليمية حول المحيط الهندي، كل هذه المناطق ستتحرر “، وأضاف: “أتت دول كثيرة من جميع أنحاء العالم إلى باب المندب ومياه اليمن بسفنها بحجة محاربة الإرهاب، لكن في الحقيقة جاؤوا بسبب العدو الصهيوني ودعم مصالحه واحتلال الأراضي اليمنية ونهب الثروات “.

التداعيات

يرى اليمنيون أن التدخل الأمريكي في اليمن وخاصة في منطقة باب المندب يحمل العديد من الآثار السلبية، حيث يعتبر وجود القوات الأمريكية في القرب من اليمن وفي بعض المناطق في المحافظات الجنوبية المحتلة انتهاك واضح لسيادة اليمن وتدخل سافر في شؤونها الداخلية من قبل قوة أجنبية، وهذا يهدد أمن واستقرار اليمن، فدعم القوات الأمريكية للمجموعات المسلحة التابعة لتحالف العدوان يعمل على تصعيد التوتر في الداخل اليمني في ظل الهدنة.

وفي السياق نفسه لا يمكن فصل التصعيد الأمريكي، عن تصاعد حالة الغليان الشعبية المتقدة ضد قوى التحالف وما تسمى حكومة المرتزقة في المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة، وخصوصاً مع موجة الاحتجاجات الغاضبة رفضاً لانهيار الوضع المعيشي واستمرار ما تسمى حكومة المرتزق معين و ما يسمى مجلسها الرئاسي في تصدير الوهم للمواطنين، الأمر الذي ينذر بانفجار انتفاضة شاملة، يرى الأمريكي أنها ستطاله في المقام الأول باعتباره الراعي الأول والرئيسي للتحالف السعودي الإماراتي وفصائله.

الأهم من ذلك، أن التصعيد الأمريكي يعكس مخاوف عميقة تعيشها الإمبراطورية العجوز من تنامي وتعاظم القدرات العسكرية والحربية لقوات صنعاء، والإحساس الأمريكي بالعجز عن مواجهة صنعاء، في حال آلت الأمور إلى استئناف الحرب، حيث يرجح أن تكون المعركة بحرية، باعتبار التحشيدات العسكرية الأمريكية الغربية المستمرة في مياه البحرين العربي والأحمر، وتأكيد صنعاء على حقها المشروع في طرد القوات الأجنبية من سواحلها الاستراتيجية.

على كل حال، فإن التصعيد الأمريكي المستمر في اليمن، ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الحرب وبالتأكيد على مستقبل قوى التحالف السعودي الإماراتي وفصائلها، حيث يؤكد مراقبون أن التصعيد سيؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف الحرب، وخصوصاً مع استمرار قائدة التحالف، بالتنصل من تنفيذ التزاماتها في الملف الإنساني، وهي الحرب التي تؤكد مجمل المؤشرات، أن نتائجها ستكون لمصلحة صنعاء، إذا ما أدركنا مختلف التطورات والمعطيات والحقائق على الواقع.

الأطماع الأمريكية في اليمن

تولي الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً كبيراً باليمن نظراً لموقعه الاستراتيجي على باب المندب، وتسعى من خلال تدخلها في الشؤون اليمنية لتحقيق مجموعة من الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، فمن الناحية الجيوسياسية، ترى الولايات المتحدة أن اليمن يمثل عمقاً استراتيجياً لها، كما أن سيطرتها على باب المندب ستمكنها من التحكم بحركة النفط والتجارة العالمية، كذلك تسعى أمريكا لحماية حليفتها كيان “إسرائيل” ودعم أمنها من خلال وجودها في اليمن.

أما اقتصادياً، فاليمن يمتلك احتياطيات نفطية وغازية هائلة غير مستغلة بعد، ما يشكل جاذبية كبيرة للشركات الأمريكية للاستثمار في هذا المجال، كما تتطلع الولايات المتحدة للسيطرة على الموانئ اليمنية الحيوية مثل عدن .

وعلى صعيد الأمن، تبرر أمريكا تدخلها بمحاربة الإرهاب والقاعدة، إلا أنها تواجه اتهامات بممارسة أجندة خفية لتعزيز نفوذها وسيطرتها على المنطقة على حساب السيادة اليمنية.

إجمالاً، تستغل أمريكا حالة الفوضى في اليمن لترسيخ وجودها وتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية، مستفيدة من ضعف الدولة اليمنية، ما يثير مخاوف اليمنيين من الأطماع الأمريكية تجاه بلادهم.

موقع الوقت التحليلي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکی فی وزیر الدفاع باب المندب فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية 

الجديد برس|

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الرابع، برزت خطوة يمنية جديدة بإطلاق طاقم السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر”، مما أثار تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها الإقليمية والدولية.

العملية اليمنية التي دشنت في نوفمبر ٢٠٢٣، والتي توجت باحتجاز “جلاكسي ليدر”، أظهرت مدى الحرفية والالتزام في تنفيذ قرارات صنعاء بحظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. السفينة، التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني رامي إنغر، كانت جزءًا من سلسلة عمليات استهدفت نحو ٢٠٤ سفن مملوكة للاحتلال الإسرائيلي أو لشركات داعمة له.

أهداف الخطوة اليمنية 

إطلاق طاقم السفينة يأتي في سياق دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا، ويؤكد على الطابع الإنساني للعمليات اليمنية، التي طالما ارتبطت برفع الحصار عن غزة ووقف الحرب. من خلال هذه الخطوة، ترسل صنعاء رسالة واضحة مفادها أن عملياتها لم تكن عدائية بل كانت تهدف للضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه وحصاره.

كما تسعى اليمن إلى نزع ذرائع التصعيد من الاحتلال وحلفائه، ومنع أي محاولات لتبرير خطوات عدائية جديدة ضد المنطقة. بوقف العمليات العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية، تُلقي صنعاء الكرة في ملعب الاحتلال، ما يعقّد أي مساعٍ لإعادة الحرب أو الحصار على غزة.

التداعيات الجيوسياسية 

إقليمياً، تمثل الخطوة خطوة أولى نحو إعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر والمناطق المحيطة، وقطع الطريق أمام القوى الأجنبية الساعية إلى عسكرة البحر الأحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.

إطلاق الطاقم يعيد الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها قبل بدء العمليات في نوفمبر ٢٠٢٣، ويُظهر صنعاء كلاعب إقليمي قادر على التأثير دون اللجوء إلى التصعيد غير المبرر.

الخطوة اليمنية، التي نُفذت بوساطة عمانية وبتنسيق مع المقاومة الفلسطينية، تعكس أيضاً تماسك محور المقاومة في مواجهة الاحتلال، وتُظهر حجم التنسيق العالي بين أطرافه في دعم القضايا العربية والإسلامية الكبرى.

رسالة إلى المجتمع الدولي 

هذه الخطوة تُعيد التأكيد على أن اليمن بات لاعباً فاعلاً في المعادلات الإقليمية، وأنه قادر على فرض قواعد جديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات سيادية تستهدف تحقيق العدالة ودعم الشعوب المستضعفة. من جهة أخرى، تُعري الحملة الإعلامية التي حاولت تصوير العمليات البحرية اليمنية كأعمال “قرصنة”، وتظهر أنها كانت جزءًا من مشروع أكبر لدعم غزة وإنهاء معاناتها.

بهذه الخطوة، لا تكتفي صنعاء بإنهاء صفحة من التصعيد، بل تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية، ما يضع الاحتلال وحلفاءه في مواجهة واقع جديد يصعب تجاوزه دون مراجعة استراتيجياتهم السابقة في التعامل مع القضايا العربية والاسلامية.

مقالات مشابهة

  • عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: الصين تثير مخاوف أمريكا تجاه مستقبل قناة بنما
  • إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية 
  • ارتفاع لأسعار الذهب في الاسواق اليمنية
  • لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية
  • العزي: سياسة أمريكا العدائية قد تنجح مع جميع دول العالم إلا اليمن
  • الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيرش يقول أن ملف اليمن أولوية
  • حسين العزي يحذر أمريكا والسعودية من الإقدام على هذا الأمر الخطير في اليمن
  • العزي: سياسة الضغط الأمريكية على اليمن ستفشل والسلام هو الحل
  • العليمي يهنئ ترامب لتوليه الرئاسة الأمريكية ويتطلع لدعم اليمن في استعادة دولته واسقاط إنقلاب الحوثيين
  • رفع العلم الأمريكي على المريخ..ترامب: سنتابع قدر أمريكا المتجلي بين النجوم