يمانيون:
2024-08-01@11:25:56 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

يمانيون../
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود دوراً بارزاً ومؤثراً في الشؤون اليمنية، حيث سعت أمريكا منذ الحرب الباردة إلى الحفاظ على نفوذها في شبه الجزيرة العربية في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، وازداد هذا الدور بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وإعلان ما تسمى الحرب على الإرهاب، والتي اتخذت منها أمريكا سبباً للتدخل في شؤون الدول بشكل مباشر، إذ تبنت أمريكا سياسة تدخل أكبر في شؤون المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب.

وفيما يخص اليمن، فقد استخدمت الولايات المتحدة طائرات مسيرة دون طيار بحجة استهداف تنظيم القاعدة وانتهكت السيادة اليمنية بشكل كبير حيث راح ضحية الهجمات الأمريكية العديد من الأبرياء المدنيين، ومع بداية العدوان على اليمن والذي أعلن بشكل مباشر من واشنطن ، انحازت أمريكا إلى جانب قوات التحالف بقيادة السعودية ودعمت تحالف العدوان على اليمن بجميع أنواع الأسلحة.

أما في منطقة باب المندب الاستراتيجية، فقد عززت أمريكا وجودها العسكري هناك تحت مسمى ضمان حرية الملاحة، ولكن في الحقيقة الهدف الأساسي لوجود تلك القوات هو حماية مصالح كيان “إسرائيل” حليفتها الرئيسية، فالولايات المتحدة تحرص على تأمين حركة السفن والناقلات الصهيونية في البحر الأحمر، لذلك، ينظر اليمنيون بقلق للدور الأمريكي المتعاظم في المنطقة، ويرون فيه تهديداً لمصالحهم وسيادتهم الوطنية، إلا أن واشنطن ماضية في تعزيز وجودها هناك، مدعومة بحلفائها الإقليميين.

إن موضوع التدخل الأمريكي في منطقة باب المندب يعتبر من القضايا الشائكة والمعقدة في المنطقة، وقد أثار تصريح وزير الدفاع بشأنه الكثير من الجدل، فمن ناحية، ترى الولايات المتحدة أن وجودها العسكري في المنطقة يهدف بالدرجة الأولى إلى مكافحة الإرهاب وحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، إلا أن اليمن يرى أن هناك أهدافاً أخرى لهذا الوجود، وتصرح القيادات اليمنية دائماً أن أمريكا تحاول السيطرة على هذه المنطقة الحيوية لمصلحة “إسرائيل”، والواقع أن هناك تاريخاً طويلاً من التدخل الأمريكي في الشؤون اليمنية، كما أن أمريكا حليفة رئيسية لـ كيان “إسرائيل” في المنطقة، لذلك، فمن الطبيعي أن تنظر أطراف مثل اليمن بعين الريبة لوجود عسكري أمريكي قرب أراضيها.

في هذا السياق قال وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني خلال رحلته إلى محافظة تعز أثناء زيارته للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة بالبلاد ، إن وجود الولايات المتحدة في باب المندب والبحر الأحمر ليس بسبب الإرهاب ، ولكن بسبب الكيان الصهيوني.

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء ، فقد قام وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني بزيارة للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة وقال أثناء زيارته للمنطقة ولقائه مع القوات اليمنية في جبهة تعز سنحرر كل أراضي اليمن من أيدي المحتلين.

وقال وزير الدفاع اليمني “إذا كان العدو يسعى للسلام فنحن نرحب بالسلام وإذا سعى لتصعيد التوتر فنحن جاهزون للمواجهة”، وأكد وزير الدفاع أن “القوات المسلحة جهزت نفسها وستكشف القيادة عن أسلحة جديدة في الوقت المناسب… هناك أراض وجزر يمنية محتلة في المياه الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن والمياه الإقليمية حول المحيط الهندي، كل هذه المناطق ستتحرر “، وأضاف: “أتت دول كثيرة من جميع أنحاء العالم إلى باب المندب ومياه اليمن بسفنها بحجة محاربة الإرهاب، لكن في الحقيقة جاؤوا بسبب العدو الصهيوني ودعم مصالحه واحتلال الأراضي اليمنية ونهب الثروات “.

التداعيات

يرى اليمنيون أن التدخل الأمريكي في اليمن وخاصة في منطقة باب المندب يحمل العديد من الآثار السلبية، حيث يعتبر وجود القوات الأمريكية في القرب من اليمن وفي بعض المناطق في المحافظات الجنوبية المحتلة انتهاك واضح لسيادة اليمن وتدخل سافر في شؤونها الداخلية من قبل قوة أجنبية، وهذا يهدد أمن واستقرار اليمن، فدعم القوات الأمريكية للمجموعات المسلحة التابعة لتحالف العدوان يعمل على تصعيد التوتر في الداخل اليمني في ظل الهدنة.

وفي السياق نفسه لا يمكن فصل التصعيد الأمريكي، عن تصاعد حالة الغليان الشعبية المتقدة ضد قوى التحالف وما تسمى حكومة المرتزقة في المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة، وخصوصاً مع موجة الاحتجاجات الغاضبة رفضاً لانهيار الوضع المعيشي واستمرار ما تسمى حكومة المرتزق معين و ما يسمى مجلسها الرئاسي في تصدير الوهم للمواطنين، الأمر الذي ينذر بانفجار انتفاضة شاملة، يرى الأمريكي أنها ستطاله في المقام الأول باعتباره الراعي الأول والرئيسي للتحالف السعودي الإماراتي وفصائله.

الأهم من ذلك، أن التصعيد الأمريكي يعكس مخاوف عميقة تعيشها الإمبراطورية العجوز من تنامي وتعاظم القدرات العسكرية والحربية لقوات صنعاء، والإحساس الأمريكي بالعجز عن مواجهة صنعاء، في حال آلت الأمور إلى استئناف الحرب، حيث يرجح أن تكون المعركة بحرية، باعتبار التحشيدات العسكرية الأمريكية الغربية المستمرة في مياه البحرين العربي والأحمر، وتأكيد صنعاء على حقها المشروع في طرد القوات الأجنبية من سواحلها الاستراتيجية.

على كل حال، فإن التصعيد الأمريكي المستمر في اليمن، ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الحرب وبالتأكيد على مستقبل قوى التحالف السعودي الإماراتي وفصائلها، حيث يؤكد مراقبون أن التصعيد سيؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف الحرب، وخصوصاً مع استمرار قائدة التحالف، بالتنصل من تنفيذ التزاماتها في الملف الإنساني، وهي الحرب التي تؤكد مجمل المؤشرات، أن نتائجها ستكون لمصلحة صنعاء، إذا ما أدركنا مختلف التطورات والمعطيات والحقائق على الواقع.

الأطماع الأمريكية في اليمن

تولي الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً كبيراً باليمن نظراً لموقعه الاستراتيجي على باب المندب، وتسعى من خلال تدخلها في الشؤون اليمنية لتحقيق مجموعة من الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، فمن الناحية الجيوسياسية، ترى الولايات المتحدة أن اليمن يمثل عمقاً استراتيجياً لها، كما أن سيطرتها على باب المندب ستمكنها من التحكم بحركة النفط والتجارة العالمية، كذلك تسعى أمريكا لحماية حليفتها كيان “إسرائيل” ودعم أمنها من خلال وجودها في اليمن.

أما اقتصادياً، فاليمن يمتلك احتياطيات نفطية وغازية هائلة غير مستغلة بعد، ما يشكل جاذبية كبيرة للشركات الأمريكية للاستثمار في هذا المجال، كما تتطلع الولايات المتحدة للسيطرة على الموانئ اليمنية الحيوية مثل عدن .

وعلى صعيد الأمن، تبرر أمريكا تدخلها بمحاربة الإرهاب والقاعدة، إلا أنها تواجه اتهامات بممارسة أجندة خفية لتعزيز نفوذها وسيطرتها على المنطقة على حساب السيادة اليمنية.

إجمالاً، تستغل أمريكا حالة الفوضى في اليمن لترسيخ وجودها وتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية، مستفيدة من ضعف الدولة اليمنية، ما يثير مخاوف اليمنيين من الأطماع الأمريكية تجاه بلادهم.

موقع الوقت التحليلي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکی فی وزیر الدفاع باب المندب فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

حملة حوثية تستهدف المنظمات الإنسانية في صنعاء

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الرئاسي» اليمني: نتضامن مع المنظمات الإنسانية في مواجهة انتهاكات «الحوثي» «سنتكوم»: تدمير 6 مسيّرات و3 زوارق حوثية

وجهت جماعة الحوثي إنذاراً نهائياً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، يطالبها بإغلاق مقرها في العاصمة المختطفة صنعاء خلال ثلاثة أيام، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة، أمس.
ويأتي هذا الإجراء في إطار حملة حوثية واسعة تشهدها اليمن، تستهدف المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وكانت جماعة الحوثي قد أصدرت، قبل أيام، قرارات جديدة تلزم المنظمات العاملة في مناطق سيطرتها، بتسليم الهياكل الوظيفية وتقديم كشوفات بأسماء موظفيها وصفاتهم الوظيفية، كما اشترطت الحصول على موافقتها المسبقة على أي تعيينات جديدة.
يُذكر أن الحوثي قامت، خلال الشهور الماضية، باختطاف عشرات الموظفين العاملين في منظمات الأمم المتحدة، ووضعتهم رهن الاعتقال، كما أجبرتهم على الإدلاء باعترافات قسرية بتهم التجسس لصالح دول أجنبية. وتطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإجراءات فعلية للإفراج عن هؤلاء الموظفين المختطفين تعسفياً.
وفي السياق، أشار أحمد عوض بن مبارك رئيس مجلس الوزراء اليمني، أمس، الى المسؤولية الجماعية للضغط على جماعة الحوثي لتحرير المختطفين العاملين في المجال الإنساني، لافتاً الى الجهود التي تبذلها الحكومة مع الأمم المتحدة وعلى أعلى المستويات لتحقيق ذلك. 
جاء ذلك، خلال لقاء بن مبارك عبر تقنية الاتصال المرئي، مع سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن وبحث معهم التطورات في اليمن والمنطقة. كما تطرق اللقاء للتحديات السياسية والأمنية والجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية.
من جانبهم، عبر السفراء عن دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي وللحكومة وجهودها للإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد واستمرار دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق تسوية شاملة للأزمة في اليمن. 
وفي سياق آخر، شهدت مدينة الخوخة- العاصمة الإدارية المؤقتة لمحافظة الحديدة- تفشياً حاداً لوباء الكوليرا، حيث استقبل مركز الإسهالات في المديرية أكثر من 50 حالة إصابة خلال الساعات القليلة الماضية، وفقاً لما أفاد به مسؤولون محليون في قطاع الصحة. وزار وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، المركز للاطلاع على الوضع الصحي للمصابين والخدمات الطبية المقدمة لهم. وأشاد القديمي بجهود مكتب الصحة وطاقم المركز، وكذلك الدعم المقدم من مركز الملك سلمان، مؤكداً أهمية هذه الجهود في مواجهة هذا الوباء.
ودعا القديمي المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الصحي إلى التدخل العاجل وتقديم الدعم الطبي اللازم لمركز الإسهالات، مشيراً إلى الحاجة الماسة إلى فريق طبي مؤهل لتعزيز قدرة المركز على التعامل مع هذا الوضع الحرج.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس القيادة اليمني يتعهد بالمزيد من الضغط والردع تجاه الحوثيين
  • الرئيس اليمني: خارطة الطريق من ثلاثة مراحل
  • من يافا اليمنية إلى يافا الفلسطينية المحتلة
  • الولايات المتحدة تستأنف توزيع المساعدات في مناطق الحوثيين
  • عمليات القوات المسلحة اليمنية كشفت ضعف الدفاعات البحرية الأمريكية
  • القوات الأمريكية تعلن تدمير طائرة مسيرة للحوثيين في مناطق سيطرتها باليمن
  • كامالا هاريس تضع نصب عينيها تصحيح أخطاء أمريكا في العراق
  • عمليات اليمن تفشل أهم مخطط صهيوني في المنطقة
  • حملة حوثية تستهدف المنظمات الإنسانية في صنعاء
  • عمليات اليمن المساندة لغزة تفشل أهم مخطط صهيوني في المنطقة