علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى جزيرة «فوكيت»
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أثناء تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي، سيكون من الغريب ألا تمر أمامك صورة ساحرة لجزيرة فوكيت أو بوكيت، لتتركك جالساً في تخيلاتك متسائلاً، هل هذه الصور حقيقية؟
تقع الجزيرة الساحرة على بحر أندامان جنوبي تايلند، وهي أكبر جزيرة فيها وتُعد من أهم الوجهات السياحية في تايلند لما تحتويه من مقومات طبيعية رائعة، وتستطيع أن تطير لها من الإمارات مباشرة عبر مطارها الدولي.
عندما تزور جزيرة فوكيت، ستلاحظ التناسق العجيب بين زُرقة السماء الصافية مع الرمال الناصعة البياض، والمياه الفيروزية اللامعة، في منظر أشبه بلوحة فنية.
ولا عجب أن الجزيرة يقصدها أكثر من مليون سائح شهرياً حسب إحصائيات 2019، وهي مكان مثالي لإجازة ممتعة، حيث الجبال والبحيرات والشلالات تعطيها رونقاً لا مثيل له. وأفضل الأوقات التي يمكنك زيارتها فيها، ما بين نوفمبر وأبريل، حيث يكون الجو معتدلاً.
من الأسباب الأخرى التي ستدفعك لزيارة جزيرة فوكيت، الأنشطة العديدة التي يمكنك القيام بها، كالسباحة والغطس ورياضة الجولف، أو السير ليلاً في جولة ساحرة على شواطئها الفاتنة، كشاطئ كارون وشاطئ كاتا، وشاطئ باتونج الذي يضم العديد من المطاعم الغربية والشرقية، إضافة إلى المطاعم التي تقدم أفضل المأكولات البحرية.
الوجهات السياحية في الجزيرة متنوعة، ومنها المناطق الطبيعية التي ستمنحك الهدوء والراحة ومنها المخصصة لمحبي المغامرات. ويمكنك أن تبدأ بزيارة لشلال «بانج باي» الذي يُعد من أكثر الأماكن سحراً في الجزيرة، وهناك أيضاً «خليج بان ناه» الذي يشتهر بمناظره الطبيعية، كالكهوف المكونة من الحجر الجيري، والغابات التي تضم عدداً ضخماً من الأشجار الكثيفة.
حين تزور جزيرة فوكيت، لا تنس التوجه إلى «بوكيت أكواريوم»، أحد أروع الأحواض المائية في تايلند، ويقصده السياح لمشاهدة أنواع الأسماك والشعاب المرجانية النادرة، في جولة تجعلك تشعر وكأنك داخل غواصة مائية عملاقة تُشرع نوافذها على المحيط. ويمكنك بعدها الذهاب لزيارة «مملكة النمور»، وهي محمية تضم أنواع النمور النادرة التي يمكنك الاستمتاع باللعب معها، إن كنت من أصحاب القلوب القوية، بالإضافة لالتقاط العديد من الصور معها.
لا تنس أيضاً تجربة الألعاب المائية الرائعة في حديقة «سبلاش جينجل بوكيت»، والتي تُعد أفضل الأماكن الترفيهية في الجزيرة، ثم اختتام جولتك بزيارة «سوق تشاو فا» وشراء بعض التذكارات الجميلة من متاجره أو الاستمتاع بوجبة شهية في أحد المطاعم الموجودة فيه.
هذه الجزيرة تمتلئ بالأسرار التي تناديك لاكتشافها، حيث تحظى بالكثير من الذكريات الجميلة التي ستلازمك أطول وقت ممكن، لتشعرك بأنه ما زال في العالم أماكن جميلة تستحق أن تكلِّف نفسك عناء السفر للوصول إليها. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: السفر عبر الواقع الافتراضي علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى «جزر المالديف»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
على الفاتح يكتب: يوم الصفعات على وجه واشنطن..!
إذا استمرت سياسة إدارة بايدن تجاه الصراع فى شرق أوروبا، والشرق الأوسط، وبحر الصين الجنوبى مع الولاية الثانية للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فالعالم متجه إما نحو حرب ثالثة مدمرة، وإما ستشهد نهاية إمبراطورية الكاوبوى الأمريكى.
وثَّق الخميس ٢١ نوفمبر تشرين الثانى ٢٠٢٤ لصفعتين ثقيلتين على وجه من يعتقد أنها ما زالت القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر فى العالم. الصفعتان تلقتهما الولايات المتحدة الأمريكية من المحكمة الجنائية الدولية كممثل لصوت الضمير الإنسانى، ومن زعيم روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين كممثل عن قوى العالم الرافض لاستمرار هيمنة الكاوبوى الأمريكى الذى عمل دائماً على تسخير مفاهيم القيم الإنسانية والقانون الدولى بما يناسب جرائمه ولصوصيته.
تزامن الصفعتين لم يكن مقصوداً، لكنهما -وعلى أية حال- تأتيان رداً على صلف وعنجهية السياسات الأمريكية الاستفزازية فى مختلف بؤر الصراع حول العالم.
قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الحكومة الإرهابية فى الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت لكونهما ارتكبا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فى قطاع غزة؛ لم يكن فى جوهره موجهاً ضد الكيان الصهيونى الإرهابى فقط، وإنما ضد داعمه الأول فى واشنطن.
مطلع الأسبوع الماضى رفضت الولايات المتحدة تقريراً صادراً عن لجنة خاصة بالأمم المتحدة اتهم جيش الاحتلال الصهيونى بارتكاب جرائم ضد المدنيين فى غزة واستخدام التجويع بمنع المساعدات الغذائية، وحظر معونات الأدوية والطاقة كأداة حرب.
إدارة بايدن اتهمت اللجنة الأممية بالانحياز، وفى اليوم التالى استخدمت حق الفيتو فى مجلس الأمن مجدداً ضد قرار دولى بوقف الحرب فى غزة.
ذات الموقف أعلنه بايدن ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية واصفاً إياه بالمشين لأنه ساوى بين حماس ودولة الكيان الصهيونى.
فى الواقع أن مواقف واشنطن المتكررة والداعمة لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين جديرة بامتياز بوصف المشينة؛ لأنها ساهمت عبر عقود، وليس من تاريخ الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ فقط، فى تشويه صورة الولايات المتحدة كدولة تدّعى الدفاع عن الحريات وحماية حقوق الإنسان.
ومواقفها الأخيرة الرافضة لكل محاولات الإدانة الدولية ودعمها جيش الاحتلال بصفقات سلاح تجاوزت الـ١٨ مليار دولار يجعلها متورطة فى حرب الإبادة ويلطخ أيديها بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء فى فلسطين ولبنان.
كما أن دعمها اللوجيستى والاستخباراتى لجيش الاحتلال فى العدوان على غزة على مدار أكثر من عام يجعلها شريكاً لحكومة الكيان الصهيونى فى جرائم الإبادة الجماعية، وهو ما يتطلب جهداً إضافياً من منظمات حقوق الإنسان لإثبات تورط الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن وعناصر إدارته فى جرائم التطهير العرقى ومعه كل رؤساء الحكومات الأوروبية التى عاونت جيش الاحتلال على ارتكاب جرائمه عبر إمداده بصفقات السلاح المتنوعة.
هذا السعار الأمريكى فى رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية إنما يعكس تخوفاً من أن يكون القرار دافعاً لدول ومنظمات تناهض السياسات الأمريكية لتتخذ خطوات قانونية شجاعة ضد مجرمى الحرب الحقيقيين فى واشنطن.
الصفعة الثقيلة الثانية جاءت من يد القيصر الروسى فلاديمير بوتين بتوجيهه ضربة لمجمع صناعى عسكرى أوكرانى بأحدث صاروخ باليستى متوسط المدى بلغت سرعته ثلاثة آلاف متر فى الثانية رداً على سماح واشنطن وباريس ولندن لجيش زيلينسكى باستهداف عمق الأراضى الروسية بالصواريخ الغربية بعيدة المدى، وتعرض روسيا بالفعل إلى هجوم بصواريخ أتكامز الأمريكية وسمورت شادو البريطانية.
بوتين أكد أن صاروخه الجديد أورشينك لا يمكن اعتراضه من قبَل أحدث المنظومات الدفاعية الغربية وأن قرار واشنطن التصعيدى بشأن استهداف الأراضى الروسية أعطى الصراع الإقليمى فى شرق أوروبا طابعاً عالمياً.
الدب الروسى أبى أن يزود صاروخه الجديد برؤوس نووية رغم تصديقه على مرسوم تعديل العقيدة الروسية النووية أملاً فى إعطاء فرصة أخيرة للأمريكيين للتراجع عن سياساتهم التى تدفع العالم نحو أتون حرب عالمية ثالثة.
فى التحليل النهائى تتسق السياسات الاستفزازية للإدارة الأمريكية الديمقراطية تجاه مناطق الصراع المختلفة وتتماهى مع بعضها البعض، سواء فى أوكرانيا أو الشرق الأوسط ونظرتها إلى إيران وحركات التحرر الوطنى فى فلسطين ولبنان أو إزاء الصين وحول جزيرة تايوان.
وإذا كان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب جاداً فى حديثه بشأن السلام فعليه المضى فى هذا المسار على كافة المحاور دون أن يتخذ خطوات لإنهاء الصراع بشرق أوروبا وتخفيض وتيرته فى بحر الصين الجنوبى ليشعله فى الشرق الأوسط.
فلو أن ترامب تماهى مع رغبات حكومة نتنياهو الإرهابية بشأن ضم الضفة الغربية واستمرار التصعيد العسكرى ضد المدنيين فى قطاع غزة وجنوب لبنان وضد إيران ومشروعها النووى؛ سيؤدى ذلك أيضاً إلى جعل احتمالات الحرب الثالثة قائمة لأن حرباً إقليمية واسعة ستندلع وستكون شرارتها الأولى مع توقيع قرار ضم الضفة الغربية ومصادقة ترامب عليه.