لمناصري البيئة.. يمكنكم السفر على متن سفينة شحن تعمل بطاقة الرياح
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رست سفينة "أرتميس" (Artemis) في مدينة نيويورك الأمريكية في نهاية يناير/ كانون الثاني بعد رحلة استغرقت 32 يومًا من ميناء "لو آفر" شمال فرنسا.
وُصِفت "أرتميس" بكونها أكبر سفينة شحن شراعية في العالم.
ولدى وصولها، تم تفريغها من حوالي ألف طن من الخمور الفرنسية، والشمبانيا، وملابس السباحة، ومرطبانات المربّى، وأربعة ركاب.
وكان الركاب جزءًا من تجربة تشغيلية لشركة "TransOceanic Wind Transport" الفرنسية الناشئة (TOWT).
وافتتحت الشركة للتو مقصورات على متن أسطولها المكوَّن من سفن شحن، انطلقت في أولى رحلاتها العام الماضي، للمسافرين الذين يبحثون عن مسارات أكثر صديقة للبيئة عبر المحيط الأطلسي.
وتتمتع السفن بأعمدة يبلغ ارتفاعها 52 مترًا، بينما تبلغ مساحة أشرعتها 2،100 متر مربع.
وتبحر المراكب بمعدل17،7 كيلومترًا بحريًا في الساعة، وقد تصل سرعتها إلى 27،3 كيلومترًا بحريًا أحيانًا عندما تكون الرياح قوية.
ورُغم تجهيزها بمحرك ديزل احتياطي يُستخدم للتوجيه إلى الميناء، تقدر شركة "TOWT" أنّ سفنها تقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد عن 90% مقارنةً بسفن الشحن التي تستخدم الوقود الأحفوري.
والانبعاثات ضئيلة للغاية مقارنة بانبعاثات الطائرات، وفي هذا الخصوص قال الرئيس التنفيذي لشركة "TOWT"، غيّوم لو غران: "إنّ بصمتنا الكربونية تتراوح بين 5 و10 كيلوغرامات (للشخص الواحد)، مقارنةً بحوالي طن من ثاني أكسيد الكربون إذا ركبتَ على متن طائرة (من باريس إلى نيويورك)".
ومع تجنب المزيد من الأشخاص السفر بالطائرة بسبب تغير المناخ، لاحظ لو غران زيادة الطلب على السفر منخفض الكربون.
ومع أنّ القطارات بديل شائع عند التنقل برًّا، إلا أنّه رأى فجوة عندما يأتي الأمر لمسارات السفر عبر المحيط الأطلسي.
وتتمتع كل سفينة بنحو 6 مقصورات مزدوجة متاحة للركاب، وسيتقاسمون المساحة مع سبعة من أفراد الطاقم تقريبًا.
وتُخزَّن البضائع في العنابر.
وتخطّط شركة "TOWT" لإطلاق خدمة منتظمة على سفينتين قيد الخدمة حاليًا، وهما "أرتميس" و"أنيموس"، اعتبارًا من مارس/ آذار، وتقديم رحلات بين فرنسا، والولايات المتحدة، وكولومبيا، والبرازيل، وجزر غوادلوب في منطقة البحر الكاريبي.
ولدى الشركة 6 سفن أخرى قيد البناء حاليًا، وتأمل بتقديم رحلات أسبوعية على متن أسطولها بحلول العام 2027.
هذه ليست سفينة سياحيةلا يزال الغرض الأساسي من السفينة نقل البضائع من نقطة لأخرى، وأوضح لو غران: "أنت لست على متن سفينة سياحية بالتأكيد".
والمقصورات بسيطة، فهي عبارة عن غرفة مغطاة بألواح خشبية بها أسرّة بطابقين، أو سريرين منفردين، وطاولة، وخزانة للملابس.
لكن يمكن للضيوف الاسترخاء، والقراءة، أو مراقبة الحيوانات البحرية من سطح السفينة، والتعرف على الطاقم.
كما يمكن للأشخاص العمل عن بُعد على متن السفينة.
وبالنسبة للرحلة من فرنسا إلى نيويورك، تفرض "TOWT" حاليًا رسومًا قدرها 2،675 دولار، وهو ما يعادل 155 دولارًا تقريبًا في اليوم، لكن من المتوقع أن يرتفع السعر إلى 210 دولارات في اليوم بمجرد تحسين الخدمة.
ويشمل السعر الإقامة، ووجبات الطعام، والوصول إلى الإنترنت، ولا يوجد حد على وزن الأمتعة، ما يُميّز التجربة عن السفر بالطائرة.
لكن يحتاج الضيوف إلى الوقت والمرونة، فيمكن أن تتراوح الرحلات بين 15 و20 يومًا عند السفر من فرنسا إلى نيويورك، وستستغرق الرحلات إلى البرازيل أو جزر غوادلوب ما يصل إلى 25 يومًا، وقد تتغير تواريخ الوصول والمغادرة اعتمادًا على الطقس.
ولاحظ المدير الإداري الشريك في وكالة "Responsible Travel" المتخصصة بالعطل الصديقة للبيئة (لا علاقة بـTOWT)، تيم ويليامسون، وجود طلب متزايد على "خيارات السفر ذات البصمة الكربونية الأقل، والتي تساعد المرء على التباطؤ".
ومنذ الإعلان عن الخدمة المخصّصة للركاب، أفادت "TOWT" أنّها تلقّت اهتمامًا من أكثر من 1،500 شخص لأسباب مختلفة.
وأشار لو غران إلى أنّ الكثير من الطلب جاء من أشخاص يودون خوض رحلة منخفضة الكربون، ولكن هناك أيضًا أفراد شغوفين في الإبحار يبحثون عن المغامرة.
وأكّد لو غران أنّ قرار تقديم خدمة الركاب لم يكن مدفوعًا بالربح، لكن بمحاولة المساعدة على مكافحة تغيّر المناخ.
بديل أكثر خضرةلطالما شكّلت إزالة الكربون من صناعة الشحن الهدف الرئيسي لشركة "TOWT". ويمثِّل القطاع 3% من الانبعاثات العالمية الناجمة عن الإنسان.
ورُغم وجود محاولات للاعتماد على الوقود البديل، أو تطوير تقنيات تستغلّ الرياح، إلا أنّ التحوّل بطيئ.
وأرادت "TOWT" التي تأسّست في العام 2011، إظهار أنّه لا يزال الإبحار خيارًا قابلاً للتطبيق لبعض السلع.
وفي العام 2022، قامت الشركة بتحديث أسطولها.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية سفن نيويورك على متن
إقرأ أيضاً:
هل نحن هدف..كنديون يقاطعون السفر إلى أمريكا بسبب سياسة دونالد ترامب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان جيسون ديل قد بدأ التخطيط لإجازة الصيف التي سيقضيها مع عائلته في ولاية تينيسي الأمريكية قبل عام، حيث من المفترض أن تكون هذه الإجازة هي الأخيرة للعائلة الكندية، وهي إجازة وداع قبل أن يغادر ابنه الأكبر، الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، منزل العائلة.
وكان ديل، مع زوجه وأبنائه الثلاثة، سينطلقون برفقة عائلتين غيرهما من منزلهم في بلدة بورت دوفر، التي تقع جنوب غرب مقاطعة أونتاريو الكندية، في رحلة برية مدتها 10 أيام تأخذهم إلى مدينة الملاهي "دوليوود"، ومتحف تيتانيك، ثم إلى جبال سموكي العظيمة في تينيسي.
وقد خططوا لمسار الرحلة، ومحطات التوقّف، وحجزوا بمنتجع للإقامة. وكانت هذه رحلة قام بها ديل سابقًا عندما كان أطفاله صغارًا، وكان الجميع متحمسًا لاستعادة ذكريات العائلة الجميلة.
لكن الآن قام أفراد العائلة بإلغاء جميع تلك الخطط.