لجريدة عمان:
2025-02-08@15:09:41 GMT

عين أرزاق.. ملاذ الطبيعة وكنز اللبان

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

سعيد حواس: المنطقة تتمتع بحماية بيئية طبيعية لمراعيها

تُعرف محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الفريد، حيث تحتضن العديد من العيون المائية المتوزعة على الشريط الجبلي وحوافه. وتعد معظم هذه العيون دائمة الجريان على مدار العام، بينما يعتمد بعضها على كمية المخزون الجوفي المائي الناتج عن الأمطار. ومن بين هذه العيون، عين أرزاق الشرقية والغربية، الواقعة شمال منطقة عدونب بولاية صلالة، حيث تتمتع بموقعها الخلاب رغم صعوبة الوصول إليها.

ولتقريب القارئ من واقع هذه العيون، قامت "عمان" برفقة مجموعة من المهتمين برياضة المشي والتسلق والمغامرات بتنظيم زيارة ميدانية. كانت الرحلة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، إذ يعد الطريق إلى العيون من الأماكن التي يرتادها المستكشفون وعشاق الرياضات الشاقة، حيث يجمع بين المشي والتسلق والانحدار. وعلى الرغم من التحديات، كانت الرحلة مليئة بالمتعة والمغامرة.

وتبتعد جبال المنطقة عن صخب الحياة وضجيج المدن، حيث تتمتع بارتفاعها ووديانها الواسعة وهوائها العليل، مما يخلق جوًا هادئًا يدعو إلى التأمل والاسترخاء. ورغم صعوبة التضاريس الجبلية التي تتطلب مهارات خاصة في التسلق، تمتد شعاب منطقة أرزاق لمسافات طويلة مكسوة بأشجار اللبان الظفاري، المعروف برائحته العطرة.

خلال رحلتنا، قطعنا مسافة 9 كيلومترات مشيًا على الأقدام، واستغرقت الرحلة حوالي ثلاث ساعات متواصلة. رافقنا في هذه المغامرة سعيد بن سالم هبيس، وهو خبير في رياضة الهيكنج وممارس لها بشكل منتظم في جبال وأودية محافظة ظفار. كانت هذه الرحلة تحديًا حقيقيًا، حيث تطلبت منا القدرة على تجاوز عقبات طبيعية مثل البرك المائية العميقة والصخور الملساء.

ومع وجود العديد من البرك المائية الدائمة الجريان ومناظر الوادي الخلابة فهي بحق كنز طبيعي يعكس عظمة وإبداع الخالق العليم وخاصة عند انكسار ظل الجبل على هذه الشعاب الصخرية والتي تصدر ما يشبه الأشعة لمعانا تنعكس من على سطوح أحجارها لشدة بياضها ونعومة ملمسها وذلك نتيجة حتمية لكثرة السيول التي قد غسلتها على مدار الأزمنة. ويزيدها رونقا أشجار اللبان التي تكسو تلك السفوح المنحدرة وبواطن الشعاب المتوازية والمتلازمة.

كما التقينا بالشيخ سعيد بن سالم طمطيم حواس، أحد سكان منطقة أرزاق، الذي أطلعنا على تاريخ المنطقة ومميزاتها الجغرافية. وأوضح أن منطقة أرزاق كانت تُسكنها مربي الإبل والأغنام بسبب توافر العيون المائية والمراعي الخصبة. ورغم الوعورة التي تتمتع بها، يفضل مربي الثروة الحيوانية هذه المنطقة لما تتمتع به من حماية بيئية طبيعية لمراعيها.

وأضاف: إن منطقة أرزاق تؤدي دورًا رئيسيًا في توفير مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث تُعد مركزًا رئيسيًا لاستخراج اللبان، الذي يُعد من المحاصيل الأساسية. كما شهدت المنطقة حركة شرائية نشطة بسبب أهمية اللبان، مما دفع العديد من المواطنين للعمل في هذا المجال، خاصة خلال موسم الحصاد. ومما يدلل على ذلك تعداد المقابر القديمة المنتشرة وشبه المندثرة على ضفاف الشعاب وفي أماكن مختلفة من المنطقة.

وأوضح، أن من مميزات عين أرزاق الشرقية والغربية أنها كانت مرعى للوعل العربي والوبر الجبلي وأصناف كثيرة من الطيور وغيرها من الحيوانات المفترسة. كما تتميز بنوعية العسل الجبلي الطبيعي ذات مذاق فريد وجودة عالية ويباع بأثمان غالية مقارنة مع غيرها من المناطق ويتنوع بتنوع الموسم ووفرة المطر واختلاف المناخ.

وأعرب الشيخ سعيد عن تقديره لجهود الحكومة، ممثلة بالمديرية العامة للمياه بمحافظة ظفار، في تركيب الأنابيب من العيون المائية، مما أسهم في توفير المياه للرعاة والسياح، وتوفير بيئة مستدامة للعيش في هذه المنطقة الغنية بالطبيعة والتاريخ.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إنتاج أكثر من 6600 طنٍ سنويًا لأجود أنواع الرمان في الباحة

الباحة : البلاد

 أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن زراعة فاكهة الرمان في منطقة الباحة تشهد مرحلة جديدة بعد توقيع عقد استثمار مدينة الرمان في محافظة القرى بمساحة إجمالية تبلغ (1,343,544) مترًا مربعًا، لزراعة ما لا يقل عن (120) ألف شتلة رمان، كأحد مشروعات المنطقة الذي يتوافق مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للزراعة، ومرتكزات، ومستهدفات رؤية المملكة 2030.

 وأوضحت الوزارة أن منطقة الباحة تُعد من أهم المناطق ذات الإرث الزراعي المتباين، وتتميز بزراعة المحاصيل البستانية مثل: الفاكهة المستديمة الخضرة، نظرًا لتباين طبوغرافيتيها، ومنها شجرة الرمان التي تشتهر بها وتصنف ضمن الفاكهة الاستوائية، وتصل ذروة إنتاجها من عمر (15) إلى (20) سنة، ويمكن أن تعيش حتى (70) سنة وأكثر، ويتجاوز إنتاج المنطقة حاليًا (6600) طن سنويًا.

 وأشارت إلى أن الرمان يُزرع في محافظات (القرى، والمندق، وبني حسن، والباحة، وبلجرشي والعقيق)، وتقدر المساحة الكلية بحوالي (200) هكتار بإنتاجية للهكتار تقدر (27 -37 طنًا)، مؤكدةً أن الباحة تُعد من أهم المناطق في زراعة الرمان، حيث تضم المنطقة أودية مثل: (وادي بيدة، ووادي تربة، ووادي مراوة)، وتُزرع حوالي (700) ألف شجرة رمان، ويمكن زراعته في القطاع التهامي بمحافظة غامد الزناد بمركز الفرعة، حيث تشتهر الباحة بزراعة أربعة أنواع من الرمان تشمل: (المغربي الأحمر، والأخضر، والأسود، والصغير الحامض).

 وبيَّنت الوزارة أن لثمار الرمان فوائد اقتصادية عديدة، إذ تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة مثل: فيتامين (C)، والألياف، والكربوهيدرات، ومضادات الأكسدة، مما يجعلها غذاءً مفيدًا، كما تُستخدم في تحضير العصائر، والدبس، والمربى، ويُستخرج الزيت من بذور الرمان ليُستخدم في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، مشيرةً إلى أن تناول فاكهة الرمان يزيد من إنتاج الكولاجين، ويُحسن من صحة البشرة، ويخفض ضغط الدم، ويسهم في تحسين وظائف الكلى، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.

 يذكر أن منطقة الباحة تشهد كل عام، انطلاق فعاليات مهرجان الرمان؛ ويهدف إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان، وربط المصدرين والمستثمرين بالمنتجين الزراعيين لفتح آفاقٍ أفضل للتسويق وتصدير فاكهة الرمان، علاوةً على مساعدة المزارعين والمنتجين لفتح قنوات تسويقية جديدة والتعريف بمنتجاتهم محليًّا وخارجيًّا.

مقالات مشابهة

  • كينشاسا مدينة ليوبولد التي استعادت أفريقيتها
  • إيلاريا سمير حارص: مصر دائمًا كانت الحارس الأمين على حقوق الفلسطينيين
  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • ما هي منطقة الشفق بمياه المحيطات؟.. أسرار في عالم الظلام
  • أبوظبي.. وجهة مثالية للسياحة واستكشاف الطبيعة
  • فاروق جويدة: جميع القراءات كانت تنبئ بأن سيناء هي المستهدفة من الأزمة الحالية
  • إنتاج أكثر من 6600 طنٍ سنويًا لأجود أنواع الرمان في الباحة
  • مواصفات سيارة ROX 01 الجديدة
  • خطة ترامب بشأن غزة أذهلت المنطقة.. أسوشيتد برس تلقي نظرة على العقبات الخطيرة التي تواجهها