بقلم : حسين الذكر ..

كنا نقرا الثورات في ريعان الشباب مع ضغط الواقع وتشويه الحقائق بما ينسجم مع تزيف التاريخ وننظر للثورة الفرنسية بقدسية كبقية الثورات المصاغة بعناية فائقة في بطون أمهات الكتب .. بعد عقود الاعتجان بمحن السياسة وتطور الوعي بعيدا عن ربقة الموروث والتسليم التحميري جعلني اعيد قراءة الكثير والفهم بشكل مختلف تماما عن صناعة الابطال وفرضهم قهرا .

. كما رفضت قاطعا سذاجة الثورة تاكل أبنائها ومنها معاجز (النابليونية ) المزعومة التي كانت وسيلة مفتعلة لاعادة رسم خارطة العالم بصورة شبيهة لما يسمى اليوم بولادة شرق اوسطي جديد ..
بعد انتهاء مجلس عزاء الثورة الفرنسية وثوارها بمسرحية ما قبل نابليون وبعده تم إعادة تقسيم حصص المستعمرين وقد تحققت لبريطانيا السيادة المطلقة منذ منتصف القرن التاسع عشر المتمثلة بسيطرتها على البحار العالمية والتجارة الدولية وسيطرتها على النظام المصرفي العالمي والتحكم فيه . بعد 1860 ظهرت بوادر انتعاش اقتصادي الماني ملفت للنظر .. وبما ان الدول الاستعمارية لا تنام ولا تغفل عن مقود بقاع ( العالم النائم او المشغول بتطير الحمائم او تفسير قدسية الغمائم ) .. تحرك البريطانيون للتاكد من التقارير الألمانية وبعد 1870 ثبت ان المانيا مست اخطر مسالتين تعني البريطانيين حينها المتمثلة بالسيطرة على البحار والتجارة الدولية وكذا المصارف ومعايير القيمة للعملة في العالم ..
في ثمانينات القرن التاسع عشر نشرت دراسات عن اكتشاف واهمية النفط المستخدم بديل عن الفحم كمشغل اول للسفن الحربية والتجارية وما يعنيه ذلك بحرب الهيمنة الاستعمارية وسباق التسلح الذي لا تهاون ولا دين ولا عوطف فيه وقد زاد الطين بلة اعلان المانيا عن بدا مشروعها بسكة حديد (برلين بغداد) الذي زعزع الأوساط الاوربية عامة والبريطانية خاصة .
بهذه النقطة تحديدا بدا الثور البريطاني بقمة هيجانه وصرح كبير مستشاري القيادة الاستراتيجية البريطانية الجنرال لافان : ( ان نظرة فاحصة لخارطة العالم ترينا التهديد الخطير الذي يشكله خط سكك برلين بغداد لمصالح التاج البريطاني ومستقبله في العالم كله ) .. لتبدا الاستعدادات وتشكل اللجان وتتحرك الأجهزة السرية سيما بعد اكتشاف النفط بكميات هائلة في الخليج الفارسي والعراق الذي اصبح محط اهتمام العالم الاستعماري من جديد بعد اكتشاف النفط لتنطلق الضغوط البريطانية بمختلف الاساليب المتجذرة بعقلية الغاية تبرر الوسيلة ..
حتى قال المستشار الالماني الشهير بسمارك ردا على الإجراءات البريطانية : ( ان الشرط الوحيد الذي يمكن ان يحسن العلاقات البريطانية الألمانية هو لجم وكبح تطورنا الاقتصادي وذلك غير ممكن ) .. من هنا انطلقت شرارة التحضير للحرب العالمية الأولى واعادت تقسيم ثروات العالم بين المستعمرين وفقا لنتائج الحرب المتوقعة .
تحركت الدبلوماسية بعقد خارطة تحالفات تنسجم مع الواقع والمستقبل كما حركت الاستخبارات البريطانية خيوط حرب البلقان تلك المنطقة الرخوة ( اليونان وصربيا وبلغاريا ) كخط شروع للحرب الكونية .. ثم جردوا الدولة العثمانية من كل شيء كما تم تعيين الشاب ونستون تشرشل كقائد للبحرية البريطانية فيما تم ايهام العرب بمشروع الثورة العربية الكبرى في الحجاز ..
فيما كانت الدول العظمى وقياداتها الوطنية تبحث عن مصالح بلدانها لما بعد الحرب القادمة . اصبح أهالي بغداد في احد الأيام بداية القرن العشرين – كما يروي د علي الوردي – على اعلان الاحتفالات العامة في بغداد وقد ملات الزينة شوارع ومقرات الدوائر العثمانية فيما كبرت الجوامع واطلقت المدفعية وتعالت الاهازيج بجموع الأهالي الذين خرجوا احتفالا باستقبال بعض شعيرات مقدسة من راس احد الاولياء مرسلة هدية الى العراقيين بوقت كانت حالات الطوارئ العالمية قد أعلنت للشروع بالحرب التي مثل اغتيال وريث العرش النمساوي فردينيناد في 28-تموز-1914 إيذانا باشعال فتيلها بين القوى العظمى لتقسيم عالمنا العربي الذي ما زلنا نائمين حد الثمل فيه .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تصريحات مدير مطار بغداد تثير غضب المواطنين والناشطين: استفزازية وبعيدة عن الواقع

بغداد اليوم -  بغداد

أثارت تصريحات مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، التي ركز فيها على تحسين المرافق الصحية في المطار ووصفها بأنها "الأفضل في العالم"، ردود فعل غاضبة من قبل الناشطين والأكاديميين والمواطنين. 

واعتبر الكثيرون أن هذه التصريحات تتناقض مع الواقع الذي يعيشه المسافرون في المطار، حيث يشكون من سوء الخدمات الأساسية مثل المقاعد واستلام الحقائب.


تفاصيل التصريحات 

في حديث له، ركز مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، على تحسين المرافق الصحية داخل المطار، واصفاً إياها بأنها "الأفضل في العالم". إلا أنه لم يتطرق إلى تحسين باقي الخدمات الأساسية التي يعاني منها المسافرون، مثل المقاعد المتهالكة، وقاعات الانتظار المزدحمة، وخدمة استلام وتسليم الحقائب التي تستغرق ساعات طويلة.


ردود الفعل الغاضبة

تصريحات العبيدي أثارت موجة من الغضب بين الناشطين والمواطنين، الذين وصفوها بأنها "استفزازية" و"بعيدة عن الواقع". وقال ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي: "أغلب المواطنين يجلسون على الأرض وينتظرون ساعات فقط لاسترجاع حقائب سفرهم في أحسن مطار في العالم (كما وصفه المدير)". وأضافوا: "ليس الهدف نشر سلبياتنا أمام العالم، لكن لماذا يستفزوننا بتصريحات غير واقعية؟".


دعوات للإقالة

دعا الباحث الأكاديمي محمد علي، رئيس مجلس الوزراء إلى إقالة مدير مطار بغداد الدولي، واصفاً تصريحاته بأنها "إهمال لبقية الخدمات الأساسية". وقال علي في حديث لـ"بغداد اليوم": "تركيز مدير المطار على تطوير المرافق الصحية فقط يعد تقصيراً في حق المسافرين، خاصة أن المطار يُعد الواجهة الأولى التي يراها أي زائر أجنبي للعراق".

وأضاف الباحث أن "مطار بغداد الدولي يجب أن يعكس صورة مشرفة للعراق، وأن يتناسب مع مكانة البلاد وسمعتها". وشدد على ضرورة أن "يتولى إدارة المطار شخص كفء ونزيه من أصحاب الاختصاص، قادر على تحسين مستوى الخدمات وتطوير المرافق بما يتماشى مع تطلعات المواطنين والزوار الأجانب".

بينما يرى مختصون، أن تصريحات مدير المطار تكشف عن فجوة كبيرة بين الإدارة والواقع الذي يعيشه المسافرون. ويشير المحلل الاقتصادي أحمد السعدي إلى أن "مطار بغداد الدولي يُعد بوابة العراق إلى العالم، وإهمال تطويره يؤثر سلباً على صورة البلاد واستثماراتها".

من جانبه، يؤكد خبير إداري أن "إدارة المطار تحتاج إلى إستراتيجية شاملة تعطي الأولوية لتحسين جميع الخدمات، وليس فقط المرافق الصحية". وأضاف أن "تصريحات المدير تظهر عدم وجود رؤية واضحة لتطوير المطار، مما يستدعي إعادة النظر في تعيينه".

في ظل الانتقادات الحادة التي تواجهها إدارة مطار بغداد الدولي، تظل قضية تطوير المطار وتحسين خدماته أولوية ملحة للحكومة العراقية. وفي الوقت الذي يشدد فيه المواطنون على ضرورة تحسين الواقع على الأرض، تبقى تصريحات المسؤولين تحت المجهر، خاصة عندما تتعارض مع تطلعات الناس وتوقعاتهم.

مقالات مشابهة

  • تصريحات مدير مطار بغداد تثير غضب المواطنين والناشطين: استفزازية وبعيدة عن الواقع
  • النفط العراقي يستقر اعلى من الـ78 دولارا للبرميل في ختام تعاملات الاسبوع
  • إطفاء الحروب لإشعالها
  • ملف الرواتب في كردستان.. تسوية نهائية أم تأجيل للأزمة؟
  • النفط العراقي يعود للارتفاع ويتجاوز الـ78 دولارا للبرميل
  • رئيس الوزراء: إجراءات عاجلة لتوفير وقود كهرباء عدن ومتابعة التنفيذ
  • عالمياً.. النفط العراقي يعود للمنطقة الخضراء ويسجل ارتفاعا جديدا
  • آلية عودة تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان
  • من سايغون إلى بغداد.. تاريخ من الحروب والتدخلات الخارجية الفاشلة لأمريكا (شاهد)