خطيبي يهددني بصوري بعد أن فسخت خطبتي منه
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
حسبته رفيق الدرب المناسب إلا أنه خذلني بنذالته ولهثه وراء النساء
خطيبي يهددني بصوري بعد أن فسخت خطبتي منه
سيدتي، أنا شابة محطمة أتعبني التفكير وأرهقني التدبير، فما أمر به لا أحسد عليه من العدوّ فكيف يكون ذلك من الحبيب.قبلت بخطبتي على شاب ظننته رفيع المستوى جميل الأخلاق، فما أبانه في بداية خطوبتنا جعلني أتوسم فيه الخير الكثير، فقبلت بمسألة الزواج وأنا في قمة السعادة لدرجة لا يمكن تصورها، ولعلّ ولعي بالخطيب جعلني أقبل بترسيم خطوبتنا بالعقد الشرعي فيما أرجأت العقد المدني إلى وقت لاحق.
وخلال فترة الخطوبة تقاربت إلى حدّ بعيد مع خطيبي الذي أقنعني بأنني زوجته فحلل لي بعض الأشياء والأمور من تلك التي تحدث بين الأزواج، ولقلة خبرتي فقد إنصعت له أيما انصياع، وفي ذات الفترة أي فترة الخطوبة تنامى إلى مسامعي بعض التفاصيل غير المشرفة عن خطيبي الذي اتهمه بعض معارفي بملاحقة النساء ومحاولته النيل منهن، في البدء لم أعر للأمر اهتماما، لكنني وجدت نفسي أتقصى الأمر، فوجدت ما لم أكن يوما أحسب حسابه، فخطيبي سيدتي مهووس بالنساء، وهو عدا ذلك متورط في عدة علاقات مشبوهة منع نساء تكبرنه سنا من المطلقات والأرامل وحتى المتزوجات.
أمر مثل هذا وبأدلّة دامغة تدين من تمنيت أن لا يكون ما أمسكته عنه كبراهين يعصف بحياتي، جعلني سيدتي أقدم على فسخ خطبتي بلا تفكير من شاب معتوه مغرور طائش غير مسؤول يدّعي العفة والتحصّن ضدّ المغريات والفتن، إلا أنه غارق فيها من رأسه إلى أخمص قدميه .
قراري لم يرق لمن كشّر على أنيابه، لدرجة سوّلت له نفسه أن يهددني بصور حميمية جمعتنا خلال فترة خطوبتنا، خاصة وأنني منحت الأدلة والبراهين لأهله وأهلي الذين إستغربوا لمسألة فسخ خطوبتنا بهذه الطريقة.
متخوفة أنا من عواقب الأمور، ولست أريد لنفسي أن تسقط في دوامة الخوف وسياسة ليّ الذراع. فماذا عساي أفعل سيدتي؟وكيف لي حتى اخرج من هذه العقدة؟ وهل لحاضري أن يتأثر بسبب ماضيّ ؟
أختكم ش.نهلة من الغرب الجزائري. الــــــرد:
تقع عديد الفتيات ضحايا الحب الكاذب، فتتورطن بمجرد أن يقوم من تتوسمن فيه خيرا بالتقدم لخطبتهنّ، فتظنّ الواحدة منهن أنها بلغت عنان السماء من فرط السعادة، فتسوّل لها نفسها أن تنصاع لكل ما يمليه عليها الخطيب غير أبهة للعواقب، حيث أن هناك من تتمادى إلى أن تفقد شرفها وتحمل سفاحا فتضع أهلها ونفسها في إعصار لا تنجو منه .
عيبك أختاه في هذا المشكل أنك لم تتحرّي كفاية عن الشاب الذي تقدّم إليك خاطبا، حيث أنك تسرعت وأهلك في ترسيم ما بينكما بالعقد الشرعي الذي حللّ في نظرك طلبات الخطيب، فوقعت معه في المحظور الذي ولولا ستر الله لحدث ما لا يحمد عقباه.
وعن تخوفك أختاه، أخبرك وبكل ثقة من أن ما يفعله الخطيب معك لا يعبر إلا عن شيء واحد وهو ضعف شخصيته وغبائه، حيث أنه لن يقدم على أمر من شأنه أن يقلل من قيمته ويمسّ بكيانه كرجل يعرف ما يريد، حيث أن نهمه وهوسه بالنساء لا حدود له، كما أنه ليس بالمغفل حتى يضع نفسه أمام أهلك وبالخصوص أهله وأنت من منحتهم الحجج الدامغة لخيانته لك وعدم جدواه كعريس أو رجل ذو هيبة وشرف. ومن هذا الباب أنصحك بضرورة إخطار أهلك وأهله بالتهديدات التي يمارسها عليك حتى يضعوا لغطرسة هذا الشاب الدنيء النوايا حدّا يجعلك تخرجين سالمة غانمة من هذا المشكل الذي يراد منه تحطيم مستقبلك وكل كيانك كأنثى.
ومن منبر صفحتنا الغراء نسدي لبنات حواء نصيحة من ذهب، حيث أنه لا يجب للواحدة منا أن تنخدع لمجرد أن أحدا من الشباب تقدم لخطبتنا فنسمح لأنفسنا الدخول في متاهة المحظور ومن أن نخرج عن نطاق ما جبلنا عليه من عادات وتقاليد وحتى مبادئ كرمى لإرضاء الحبيب أو الخطيب الذي لم نعرف ونتأكد بعد من نواياه ومعدنه.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: حیث أن
إقرأ أيضاً:
مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل
من حيث رأيته….
عاش ملء السمع والبصر ، ملأ الدنيا و شغل الناس ، لكنه كان يملك من الثقة في نفسه ما كان يجعله لا يهتم بحاسديه ولا يهمل ناقديه ولا يرحم خصومه ولا يفقد اصدقائه ..
خاض الكثير من المعارك ، لأجل ما يؤمن انه حق ، كان وفياً لاصدقائه حد إلا حد ، يدافع عنهم ويصلهم ويتفقدهم .
اختلف حوله الناس ،، وغضب منه الإسلاميون وهو القريب منهم ، وحاربه اليساريون فلم ينكسر لهم ، بذّ مجايليه وقرنائه ، ولم يقعده كلام الناس عن ما كان يؤمن به ، كان يحب الشُطار يبحث عنهم ويرعاهم ..لم يهزمه المرض فقد صارعه بجسده الواهن ، وبنفسه الشجاعة والمؤمنة فلم يستسلم له ، ولم يخف من الموت فيجلس حزيناً خائفاً ينتظره .
انه فقدي الكبير اليوم ، فقدي وفقد زوجي عمنا الفاتح عروة ، كان حبيباً لنا قريباً منا ناصحاً لنا ..اكتب من زاوية رأيتها وتعاملت معها لسنوات تجاوزت ربع قرن، وقد عرفنا به الشهيد إبراهيم شمس الدين – زاوية ربما لا يراها الكثيرون ، ولا يتفقون معي ، لكني رأيت عمو الفاتح الإنسان الشجاع ، والشيخ الهميم ، والصديق الوفي ، والعقل الكبير ، والقلب الحاضر ، والذاكرة المتقدة .
زاوية عرفت منها معنى ان تكون انساناً متوازناً ، وكيف تكون قدرات الإنسان الذكي ، ور أيت فيها هذا الوطني المتبتل في محراب عشقه لبلاده .، كان الحوار معه مفيداً والنقاش معه يفتح الأفق ويوسّع المدارك .. كان مدرسةً من نوع خاص .
كان نسج وحده بين السودانيين ، جيله واجيال بعده وقبله ، كان محل الكثير من الإشاعات والقصص من الفلاشا إلى العمالة إلى غيرها ، فلم يقعده ذلك ، ولم يغتر بان الكثيرين يرونه كبطل وفارس ، ويتذكرونه بانبهار وطائرته تنزل بمِلِس زيناوي في أديس أبابا ،صانعاً اللحظة الفارقة في تاريخ إثيوبيا بالقضاء على نظام منقستو هايلي مريام ، معلنةً بداية صفحة جديدة ، ومازال الإثيوبيون يحفظون له هذا الصنيع ، ومازال شخصية يحكي أبناء زيناوي بحب وتقدير رفيع ، كما تفعل صديقتي سماهل زيناوي كبرى بنات الرئيس الراحل .كان ضابطاً متميزاً وطموحاً ، ورجل استخبارات واسع العلاقات يملك شبكة واسعةً من المعارف ، كان يهوى الطيران وطياراٌ ماهر ، حاول إقناعي عدة مرات بالحصول على رخصة طيران ، وأنه سيساهم معي في تكلفتها ، كان زوجي يضحك ويقول له طيران شنو دي بترمي الطيارة !! وكنت أقول يا عمو الفاتح انت شايف ما عندي وقت ! وكان يصر عليّ إلا اسمح للمشغوليات ان تحرمني مني أنا ، لا تسمحي للعمل العام ان يأخذ عمرك ولا تجعليه مهنة .
تحاورنا عن المغزى من تسجيلاته في الأشهر الماضية ، ياعمو الفاتح انت بتحب المعارك ، وكفاية كثيرون حكموا عليك في دينك ووطنيتك ، فلا تجعلهم يزيدون أحكامهم عليك حكماً ، أنا بيني وبينهم الله ، وكان يملك الشجاعة ليقول أنا عارف إني في كل يوم اقترب من الموت خطوات ، دعيهم فأنا عاوز أقول شهادتي للتاريخ ! للأجيال الشابة… للمستقبل ، ليتعلموا من اخطائنا ويبنوا على بنياننا .
يا عمو الفاتح انت بتقول رأيك من زاوية انت واقف فيها ، لكن هناك زوايا أخرى لم ترها ، خلي الشاهد على زاوية أخرى يطلع بشجاعة ويقول الحقيقة من زاويته ، ما أقوله انا ويقوله فلان وإلا علان ، يخدم الأجيال والتاريخ بانه يصنع صورة كاملة ، ثم يضحك ويقول هم لا يملكون الشجاعة ، ليس لأنهم مخطئون بل لان هولاء الشهود يخشون قول الحقيقة في زمن مفصلي ، بدعوى أنهم لم يعتادوا في التنظيم على ذلك !
رأيته قبل اشهر في منزل صديق لنا دعاه عنده فطلب منه مناداتنا زوجي وانا ، كان ينادي زوجي “بالِدش” ولديه اعتقاد جازم بصدق رؤاه ويصر على رأيه بانه اختبر ذلك في الجنوب ، في ذلك اليوم وجدته مرهقاً ، ولكنه ما زال ذاك المحارب ، يرفض ان يساعده احد في حركته ، كنت معه حتى ركب السيارة ، كنت انظر اليه وأصغي السمع له ، وكنت اعلم في دواخلي أني لن أراه !!
كان يفترض ان يسجل تسجيلاً اخيراً ، يضع فيه بعض النقاط على الحروف ، ويملأ بعض الفراغات ، ويسمي بعض الأسماء !إلا ان الموت وصل اليه وانتهى هذا السباق المرهق ، وفاز المنون .
مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل ، إلى ربه ، ” أنا ما خايف من الموت ، ولكني احمد الله على كل يومٍ افتح فيه عيناي” !
اللهم ارحم عبدك الفاتح عروة فقد أتاك كيوم أوجدته ، فقيراً إليك محسناً الظن بك .. اللهم اكرمه كرماً تطمئن به نفسه ويعلو به مقامه …
سناء حمد العوض سناء حمد