طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " فيليب لازاريني، بإلغاء قرار "سحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس، واستبداله بملف مواد التعلم الذاتي"، في مدارس الضفة الغربية.

وقال أبو هولي في رسالة وجهها لمفوض الأونروا، إننا إذ نرفض هذا القرار، الذي يعد انتهاكا للاتفاقيات الموقعة بين الأونروا والدول المضيفة، والذي يقضي بالتزام الأونروا بتدريس منهاجها التعليمي، معتبرا إياه خضوع للإملاءات الأميركية الإسرائيلية واشتراطات بعض الدول المانحة، كما أنه يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والعالم الحر.

وأضاف أن الأونروا ووفق نظامها، تلتزم بقانون الدولة المضيفة ومنهاجها وبالتالي فإن الأونروا ملتزمة بشكل كامل بالمنهاج التي تقره الحكومة الفلسطينية ودوائر التربية فيها، وغير مسموح لأحد العبث بهذا المنهاج بشطب بعض فصوله، الذي يحافظ على الحد الأدنى من الذاكرة الجماعية حيال الثوابت والمقدسات الوطنية والدينية، ونؤكد أن الثابت الوطني والثقافي والتاريخي للشعب الفلسطيني لا يمكن حذفه أو تعديله أو استبداله.

وأشار أبو هولي إلى أن العديد من المنظمات الدولية، خاصة اليونسكو أكدت في تقرير خاص صدر عنها أنه لا يوجد تحريض على كراهية "إسرائيل"، ولا معاداة للسامية في المناهج التعليمية الفلسطينية التي قدمت اليها، والتي يتم تعليمها في مدارس الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ، سواء أكانت حكومية أم خاصة أم تخضع لوكالة "الأونروا".

وأكد أن عدة دراسات دولية وإسرائيلية وفلسطينية خلصت إلى عدم وجود تحريض في المناهج الفلسطينية، كما أن البرلمان الأوروبي عام 2020 صوت لصالح دعم المنهاج الفلسطيني والتعليم في فلسطين بواقع 516 عضوا مقابل 84 عارضوا، بعد عملية تحقق ثبت فيها أن المناهج الفلسطينية صممت بمنهجية موضوعية، وأنها تتماهى مع القانون الدولي والمواثيق الدولية الخاصة بالتعليم، ومعايير جودة التعليم العالي، ومبادئ اليونسكو وحقوق الإنسان وقيم الأمم المتحدة، وخلوها من التحريض ومعاداة السامية، ونشر الكراهية.

وشدد أبو هولي على أن الشعب الفلسطيني ومجتمع اللاجئين لن يسمحوا لأي محاولات تستهدف وعي وثقافة وذاكرة الفلسطينيين حيال أرضهم وحقهم ومقدساتهم وثوابتهم الوطنية، وأنه يقع على عاتق إدارة الأونروا كمؤسسة أممية أنشِئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948، الاستمرار في ضمان هذا الحق والدفاع عنه في مواجهة الخطاب الإسرائيلي، الذي يطفح بالكراهية "الأبرتهايد"، والتمييز العنصري وشطب الآخر.

وقال إن الأونروا مدعوة إلى مناصرة المناهج الفلسطينية وحمايتها والدفاع عنها، والحفاظ على دورها وتفويضها وفقا للقرار "302"، وليس الخضوع للابتزاز الذي تقوم به إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، ومدعوة إلى الالتزام بتعليم منهاج الدول المضيفة دون أي تعديلات أو تغييرات وفق الاتفاقات الثنائية الموقعة بينها وبين حكومات الدول المضيفة، وأي دولة لديها ملاحظات على المنهاج الفلسطيني عليها الرجوع إلى الحكومة المضيفة لإبداء ملاحظاتها أو تحفظاتها باعتبارها المسؤول الأول وصاحبة القرار فيه.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني اليوم خروج دفعة جديدة من المرضى والجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج خارج غزة قوات الاحتلال تنسحب من بلدة طمون بعد عدوان استمر سبعة أيام الأكثر قراءة بالصور: تفاصيل اجتماع وزاري عربي في القاهرة بحث شؤون غزة كم عدد الأسرى الإسرائيليين الباقين بأسر حماس في غزة؟ ناطحات سحاب وشبكة قطارات – خطة لإعمار غزة على "الطريقة الصينية" صحة غزة تُصدر آخر إحصائيات الحرب الإسرائيلية على القطاع عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: أبو هولی

إقرأ أيضاً:

سلطة الهامش في كتاب «الوحشيات» لأبي تمّام

إنّ المُطّلع على كتاب الوحشيات، وهو كتابٌ اختار أشعاره الشاعر العباسي أبو تمّام وعُرِفَ بالحماسة الصغرى، يجد أنه كتاب أدبي ضمَّ أشعارًا انتقاها أبو تمّام فـي الحماسة والمراثي والأدب والنسيب والهجاء والسماحة والأضياف والصفات والمشيب والمُلَح ومذمة النساء، ولقد سمّاه أبو تمّام بالوحشيات كما أشار المحقق لأنّ المختارات الواردة فـي الكتاب هي «أوابد وشوارد لا تُعرف عامة وأغلبها للمُقلّين من الشعراء أو المغمورين منهم». (ص٦)

ومع ذلك فهذا الكتاب لم يحظَ بشهرةِ ديوان الحماسة لأبي تمّام، وإنّ القارئ يُدركُ حقًا أنّ المختارات لم تَشِعْ كثيرًا فـي الأدب القديم، وقد وجد محققو الكتاب جهدًا ليس يسيرًا فـي تخريج الأشعار ونسبتها إلى أصحابها، أو فـي تداخل الأبيات الشعرية من شاعر إلى آخر، أو تصحيف فـي اسم شاعر أو فـي بيت شعري.

وما دام الحديث عن محققي الكتاب فإن الناظر فـي الكتاب فـي طبعته الرابعة الصادرة عن دار المعارف بالقاهرة عام ٢٠٢١م، بتعليق وتحقيق عبدالعزيز الميمني الراجكوتي يجد أن فـي هوامش الكتاب وتعليقاته سلطة تضاهي سلطة المتن أو تقاربه، ولا يمكن لقارئ الكتاب وهو يقرأ كل مقطوعة شعرية إلا ويُتبعها بقراءة الهامش لما يجد فـي نفسه أي معلومة تربط الاثنين معًا.

لقد قام الكتاب فـي أساسه على تعليق وتخريج عبدالعزيز الميمني لكن الأستاذ محمود شاكر كان قد اشتغل قبل ذلك على الكتاب، وبعد علمه باشتغال الميمني عليه ترك الكتاب له، وبعد مدة التقى الاثنان وتحدثا عن الكتاب فكان أن اقترح الميمني على شاكر إضافة تعليقاته فـي الهامش، فصار الهامش يضجُّ بتعليقات الاثنين، وهي تعليقات قيّمة لا شك وتخريجات أفادت القارئ كثيرًا وصوّبت على المتن أيضا.

ثم كان أن شارك الاثنان فـي التعليقات كلٌّ من السيد محمد يوسف وأحمد الراتب النفاخ، وراجع كل ذلك الدكتور ناصر الدين الأسد، وعليه فإنك تجد إشارات وتعليقات فـي الهوامش تحمل اسم كل واحد من المحققين؛ لذا أخذ الهامش أهمية عالية فـي سياق التخريج ولعل ذلك يحيلنا إلى عبارة للكاتب عبدالسلام بنعبد العالي حين يقول فـي مقالة بعنوان (الهامش والمركز): «بين الهامش والمركز ليست هناك علاقات مكانية، ولا حتى منطقية، فالهامش لا يقابل المركز، وإنّما يخترقه. نحن أمام علاقات قوة وتسلط، وليس أمام علاقة هدنة وسلم. وحتى فـي ما يتعلق بالمكتوب وما يحيط به من حواش، فإن الهوامش غالبا ما تتدخل فـي المتن، لتحدّ من إطلاقيته، وتُنَسّب معانيه، وتُوقف عموميتها. فالهامش فـي آخر صفحة الكتاب هو فـي الغالب، حدّ من تدفق معنى النصّ، وربط بظروفه وملابساته، وإفصاح عن نوايا الكاتب ومراميه. وبذلك، فهو يتدخل فـي تحديد معاني المتن، ويعيّن حدودها». (المجلة 22 يناير 2024)

إن فـي تعاقب أقوال المحققين تصحيحًا لما جاء فـي المتن، وتعليقًا وتوضيحًا وزيادة يلحظها القارئ، عدا أن المحققين كانوا يضعون تعليقاتهم على بعضهم، نجد الميمني مثلًا فـي المقدمة (ص6) يقول عن كتاب الوحشيات: «ولا أرى أحدًا يكون تنبه له غير المأسوف عليه الأستاذ أحمد بن الأمين الشنقيطي قبل اليوم بـ٣٤ عامًا...». فـيرد عليه محمود شاكر معلقًا فـي الهامش: «لم يقف عليه الشنقيطي بلا ريب، وحاشيته على الأمالي منقولة بنصها من كلام فـي شرح شواهد الألفـية بهامش الخزانة...».

نجد مثل ذلك فـي غير موضع، نجد مثلًا فـي المقدمتين اللتين تصدرتا الكتاب، إذ يقول الميمني: «وأما الوحشيات هذا، فإني لا أعرف أحدًا يكون عرفه غير التبريزي فـي مقدمة شرح الحماسة ولعله لم يقف عليه لترجمته له بقوله: (وهي قصائد طوال)، وإنما هو ديوان مقاطيع كما ترى». (ص5) فـيعلق محمود شاكر: «أما كتاب الوحشيات، فقد ذكر أستاذي الميمني فـي مقدمته أنه لا يعرف أحدًا يكون عرفه غير التبريزي فـي مقدمة شرح الحماسة، ولكني وجدت القاضي الباقلاني قد ذكره فـي كتابه: «إعجاز القرآن»... وذكره العيني فـي شرح شواهد الألفـية... وقد وقفت على ذكر الوحشيات فـي غير هذين الكتابين، ولكني فقدت الأوراق التي كنت علقت فـيها بعض حواشيّ الأخرى على الوحشيات فأرجو أن يستدركها من يقف عليها ...». (ص10)

يأخذ الهامش سلطة كبرى فـي الكتاب متمثلة فـي التصحيح والتعليق والتوضيح والاستدراك على ما فات المتن، وهو ما يقدّم للقارئ أن هناك إشكالية فـي المتن متمثلة فـي التوثيق والنسبة وهو ما دفع محمود شاكر إلى القول بأنّ أبا تمام كثير الخلط فـي الشعر فـي نسبته إلى الشعراء (ص237)، أو إشارته إلى أنّ أبا تمام جازف فـي إيراد مقطوعة أبي عداس النمري فـي المراثي (ص141). وقال الميمني فـي موضع آخر: «فقد خلط أبو تمام». (ص173) يظهر لنا تصحيح الهامش للمتن فـي مواضع عدة فـي الكتاب وهذا يحيلنا على أن أبا تمام جمع المقطوعات الشعرية التي تداولها الناس -مع الإشارة إلى أنها شوارد ولم تبلغ شهرة وهي إنما قالها المُقلون فـي الشعر- وقد أخطأ فـي نسبتها أو أنه نقلها عن آخرين نقلًا دون تثبت؛ لذا تظهر لنا مقطوعات تنسب إلى أكثر من شاعر، أو أنه نسبها لشاعر وهي لشاعر آخر؛ لذا أوضح الميمني فـي مقدمة الكتاب أنّ «كلمة (قال) على رؤوس المقاطيع، لا تدل على أنها للشاعر المذكور، على ما هي العادة، بل على أنها لمجهول، بلى! تدلُّ على ذلك حينما يزيد عليها كلمة (أيضا)». (ص8) وهذا كثير قد وقع فـيه أبو تمام، ولعل إشارة الميمني فـي هامش الصفحة 33 تعقيبًا على قول أبي تمام فـي المقطوعة 43 «وقال أيضا» فكان تعليقه بـ: «لا معنى لقوله (أيضا) ههنا، والأبيات لسليمان بن عياش اللص فـي معجم البلدان».

لقد قدّم الهامش ثقافة معرفـية فـي جمع النصوص من مصادرها الأدبية، والتفريق بين أسماء الشعراء دون غيرهم، فضلًا عن تقديم رؤية نقدية للمحقق؛ إذ لا يقتصر دور الهامش على التخريج والنسبة والتصحيح، بل إننا نلمس دور الناقد الأديب، نقرأ تعليق محمود شاكر على المقطوعة رقم 38 المنسوبة لعُبيد بن أيوب قائلًا: «وهي من أجود الشعر وأرصنه». (ص30) كما نجد فـي الهامش تعليقات فـي التصويب للمحققين بعضهم البعض، يقول محمود شاكر عن بيت عبدالله بن جعدة:

وأشدَّ مِرَّته على الأعداءِ ذا شيَعٍ وحِدَّه

«هكذا فـي الأصل: «ذا شيع»، فأرجو أن يكون صوابها على هذا الرسم: «ذا سبع». و«السبع» الذعر... أو يكون صوابها على غير الرسم مصحّفًا (ذا شجع)...»، ثم يعقّب الميمني قائلًا: «ثم ادكرت بعد أمةٍ أنّ الصواب ولله الحمد «ذا شيعٍ وحِدّه» لا غير». (ص149)

إن اشتغال الهامش استدراكًا على المتن جعل له سلطة توثيقية ومعرفـية بالمقاطع وألفاظها، ولعلني هنا أشير إلى المقطع رقم 356 بالصفحة 216 الذي أظهر الهامش جرأة فـي رصد دلالات المقطع بخلاف ما واره المتن، لقد أخفى أبو تمام فـي المقطع بعض الكلمات النابية مشيرًا إليها بـ(...) لكن الهامش عمل على كتابتها فـي الهامش مقدمًا وضوحًا كبيرًا فـي نقل الأبيات كما هي.

لا يمكن لي وأنا أقرأ الكتاب إلا أن أقول: إن الهامش فـي حد ذاته -إضافة إلى أنه شكّل سلطة أدبية ولغوية- فإنه أيضا قدّم إشارات معرفـية مهمة عملت على إكمال المتن، ومساعدته فـي النهوض وتشكّله للقارئ فـي صورة صحيحة، هنا نجد تعاضد الهامش والمتن فـي إبراز الصورة الصحيحة التي كان ينشدها أبو تمام، ولعل ما فات أبو تمام استدركته هوامش المحققين بعد قرون طويلة من البحث والتنقيب فـي مصادر التراث العربي.

مقالات مشابهة

  • سلطة الهامش في كتاب «الوحشيات» لأبي تمّام
  • كتاب "الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات" إصدار جديد لـ رودينا خيري وعدنان الخفاجي
  • “الإيسيسكو” و”مقياس الضاد” يعززان شراكتهما بمجال تعليم اللغة العربية
  • خبير علاقات دولية: رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة العربية
  • خبير علاقات دولية: أهم مخرجات القمة العربية رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • «الإيسيسكو» و«مقياس الضاد» يعززان شراكتهما بمجال تعليم اللغة العربية
  • نرصد فعاليات مسابقة مسرحة المناهج لطلاب المدارس.. صور
  • مستقبل سوريا.. 80% من اللاجئين السوريين يرغبون في العودة