في النسخة الأخيرة من مجلة «TIME»، يظهر الملياردير والمسؤول في الإدارة الأمريكية، إيلون ماسك، على غلاف المجلة وهو يمسك كوب قهوة جالسًا على مكتب رئاسي وخلفه الأعلام الأمريكية، ما أثارت الجدل بشكل لافت حيث تبرز تأثير ماسك المتزايد في الإدارة، وتصويره كأنه القوة الحقيقية، ما يطرح تساؤلات حول مدى قوة هذا الاستيلاء على الحكومة، ويثير النقاشات حول خطر هيمنة الشركات الخاصة على السلطة السياسية في البلاد، وفقا لوصف شبكة «CNN» الأمريكية.

التوقيت والرمزية في الغلاف

تتزامن هذه النسخة من المجلة مع تصاعد تأثير ماسك في السياسة الأمريكية، خصوصًا بعد منحه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزارة كفاءة الحكومة «DOGE» بجانب سلطات استثنائية تهدف إلى تقليص حجم ونفقات الحكومة الفيدرالية. 

وتعكس الخلفية الحمراء في الغلاف التوترات والجدل المحيط بتوسعات سلطات ماسك التي تركت «ملايين العاملين الحكوميين ليجدوا أنفسهم تحت رحمة ماسك»، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية، مما يثير القلق بشأن تهديد استيلائه على الحكومة.

هيمنة وزارة كفاءة الحكومة «DOGE»

تحت إشراف ماسك، تم إنشاء وزارة كفاءة الحكومة «DOGE» بهدف تقليص التكاليف الحكومية والفيدرالية، وبدأت DOGE في التسلل إلى الوكالات الحكومية المختلفة، ما نتج عنه إقالة عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين والوصول إلى بيانات حساسة مثل السجلات المالية والصحية للمواطنين الأميركيين. 

ولكن ما أثار القلق الأكبر كان قدرة ماسك على الوصول إلى البيانات الحساسة، مما يطرح تساؤلات حول دوافعه الحقيقية وراء هذا الاستيلاء، حيث يرى بعض النقاد أن هذه الخطوات قد تكون بداية لنقل السلطة الحكومية إلى شركات خاصة، ما يهدد الأمن القومي ويعرض بيانات المواطنين لخطر كبير. وتم انتقاد تدخل وزارة ماسك بشدة بسبب تعطيل البرامج الحيوية التي كانت تديرها الوكالات الفيدرالية، مثل برامج الرعاية الصحية وأبحاث السرطان.

بجانب وقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «USIAD»، التي دقت ناقوس الخطر بشأن إعاقة تقديم المساعدة إلى الدول الفقيرة والفلسطينيين الذين يعانون من 15 شهرًا من الحرب في غزة، بحسب شبكة «NBC» الأمريكية.

بالإضافة إلى تعطيل الأنظمة الأساسية التي تعتمد عليها الحكومة الفيدرالية، وذلك بعد إغلاق وكالة التنمية الأمريكية التي تقدر قيمتها بـ40 مليار دولار، مع إلغاء العقود وتقليص قوتها العاملة من 10 آلاف إلى حوالي 600 موظف، كما تعطلت برامج حيوية، مثل تسليم الأدوية لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب إفريقيا، وتم إيقاف تجارب سريرية منقذة للحياة.

وعلى الرغم من أن هذا التحرك واجه معارضة من المشرعين الديمقراطيين، وقالوا عنه: «حتى الآن، لا يبدو أن ماسك مسؤول أمام أحد»، إلا أن ماسك وفريقه استمروا في تنفيذ خططهم، كما اعتبروا أن تقليص الإنفاق الحكومي هو ضرورة لإنقاذ الدولة الأمريكية.

الهدف النهائي من تصرفات ماسك

يتمحور السؤال الأبرز حول ما إذا كانت الخطط التي ينفذها ماسك قد تؤدي إلى نهاية الحكومة الفيدرالية، حيث أن تجنيد ماسك لأفراد داخل الحكومة والتحكم في بيانات حساسة وتفكيك الوكالات الحكومية، من شأنه أن يخلق نوعًا من الهيمنة شبه المطلقة. 

كما يمكن لماسك، من خلال سيطرته على الوكالات الحيوية مثل وزارة التعليم ووزارة الدفاع والضمان الاجتماعي، تغيير النظام المالي الأمريكي بشكل جذري، ويكتسب بذلك قوة هائلة تؤهله للتحكم في الاقتصاد الأميركي بشكل غير مسبوق.

كما نصب مسؤولو وزارة كفاءة الحكومة أنفسهم داخل الحكومة الفيدرالية، وذلك عن طريق وزارة الخزانة ووزارة الدولة والصحة وإدارة الطيران الفيدرالية ومجموعة من الهيئات الفيدرالية الصغيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيلون ماسك وزارة كفاءة الحكومة مجلة تايم وزارة کفاءة الحکومة الحکومة الفیدرالیة

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يخسر أكثر من ربع ثروته في وقت قياسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشهد ايلون ماسك اغنى رجل في العالم أيام مظلمة بسبب تراجع كبير في ثروته خلال الأيام القليلة الماضية حيث وصلت خسائر ثروته الى 132 مليار دولار، بعدما خسر 29 مليار دولار فى يوم واحد، مع هبوط أسهم تيسلا الاثنين، الماضي لتراجع صافى ثروته منذ بداية عام 2025 على عكس ما حدث مع نهاية عام ٢٠٢٤ فقد بلغت ثروته 486 مليار دولار في ديسمبر الماضي.

هذه الخسارة الضخمة تعرض لها ايلون ماسك بسبب انخفاض أسهم تيسلا والمسار الهبوطي لمبيعات الشركة، فمنذ توليه منصب رئيس إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE)، فقد انخفضت مبيعات تيسلا بشكل كبير، حيث انخفضت طلبات الشركة في ألمانيا بنسبة 70 ٪، وانخفضت شحناتها بنسبة 49 ٪ في الصين، واختتم سهم تيسلا الاثنين الماضي على مؤشر ناسداك عند 222.15 دولارًا، بانخفاض 15.43 ٪ أو 40.52 دولارًا.

وعلى الرغم من الضربة الهائلة التي لحقت بثروته، فإنه لا يزال أغنى رجل في العالم بهامش كبير، فهو لا يزال أغنى بنحو 80 مليار دولار من ثاني أغنى رجل، وهو رئيس مجلس إدارة شركة أوراكل لاري إليسون، حيث تبلغ ثروته الصافية حاليًا 235 مليار دولار، وكان قد شهد صافي ثروة إيلون ماسك دفعة ملحوظة في أواخر العام الماضي عندما ارتفعت أسهم تيسلا بنسبة 3.8٪ في نوفمبر 2025، لتصل إلى أعلى مستوى إغلاق لها في 3.5 سنوات عند 352.56 دولارًا للسهم.

وأضافت هذه الزيادة 7 مليارات دولار إلى ثروته، وبذلك بلغت ثروته الصافية الإجمالية 321.7 مليار دولار بنهاية يوم التداول، وقبل بضعة أشهر فقط، كان ارتفاع سعر سهم تيسلا مرتبطًا بتفاؤل المستثمرين بشأن المشهد التنظيمي الذي قد يفيد المركبات ذاتية القيادة للشركة في ظل رئاسة دونالد ترامب، ويرى البعض أن مشروعات ماسك المتعددة هي السبب الرئيسي وراء ثروته الضخمة، فقد  لعبت مشروعه الأخير، xAI، وهي شركة ذكاء اصطناعي، دورًا مهمًا في زيادة ثروته، ويقال إن قيمة الشركة تبلغ 50 مليار دولار، مما يضيف 13 مليار دولار إلى صافي ثروته.

و يمتلك ماسك حصة 60٪في xAI، وترتبط ثروة ماسك أيضًا ارتباطًا وثيقًا بشركة سبيس إكس التي تقدر قيمتها بنحو 210 مليارات دولار، مما يجعل حصة ماسك البالغة 42 ٪ في الشركة تبلغ قيمتها 88 مليار دولار، كما يمتلك ماسك استثمارات في العديد من المشاريع الأخرى، بما في ذلك نيورالينك، التي تركز على غرسات الدماغ، وإكس (تويتر سابقًا)، ومع ذلك، فإن هذه الحيازات طفيفة نسبيًا مقارنة بأصوله الأساسية.

وكان متوقع ان يصبح ماسك أول تريليونير في العالم بحلول عام 2027، بسبب نمو ثروته بسرعة كبيرة ولوحظ أن ثروة ماسك تنمو بمعدل سنوي يزيد عن 110٪.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يخسر أكثر من ربع ثروته في وقت قياسي
  • كيف يتغلغل المال الصيني في إمبراطورية إيلون ماسك؟.. استثمارات غامضة
  • إيلون ماسك يتهم أوكرانيا بأنها خلف الهجوم السيبراني على منصة إكس.. فيديو
  • سبب عطل منصة إكس اليوم .. ماذا فعل إيلون ماسك؟
  • إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
  • «إيلون ماسك» يكشف عن هجوم سيبراني ضخم استهدف منصة «إكس»
  • بفضل إيلون ماسك.. إلغاء 80٪ من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
  • إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
  • إيلون ماسك يعلن تعرض منصة إكس لهجوم سيبراني ضخم
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا