وصفت بالتاريخية.. ماذا حملت زيارة رئيس البرلمان العربي لموسكو؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أجرى رئيس البرلمان العربي زيارة وصفت بـ «التاريخية» للعاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالنتينا ماتفيينكو، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي المعنية بالعلاقات الدولية لبرلمان روسيا الاتحادية.
وجاءت زيارة رئيس البرلمان العربي الأولى من نوعها للبرلمان العربي للعاصمة الروسية لبحث سبل تعزيز العلاقات العربية الروسية على المستوى البرلماني ووضع إطار مؤسسي لها، بما يواكب التقدم الكبير الذي تشهده العلاقات العربية الروسية على المستوى الحكومي، ودعم تنفيذ مخرجات اجتماعات منتدى التعاون العربي الروسي الذي تم تأسيسه بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية منذ عام 2009م.
وفي زيارته الرسمية التقى رئيس البرلمان العربي مع الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوجدانوف ليونيدوفيتش، الذي أكد على دعم روسيا الاتحادية بقوة لمواقف كل من مصر والأردن الرافضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مشددًا على أنه لا سلام أو استقرار في المنطقة طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأن المبادرة العربية للسلام تمثل أساس عادل ومتوازن للتوصل إلى حل شامل ونهائي للقضية الفلسطينية.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي أن روسيا الاتحادية تنظر إلى زيارة وفد البرلمان العربي باهتمام بالغ، كونها الزيارة الأولى على هذا المستوى، متطرقا إلى التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أن التوافق الوطني الداخلي يمثل الأساس الوحيد للتوصل إلى حلول نهائية ومستدامة لما تشهده بعض الدول العربية من أزمات، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم روسيا لتحقيق هذا التوافق على كافة المستويات.
من جانبه أكد رئيس البرلمان العربي دعم البرلمان للتطور المتنامي الذي تشهده العلاقات العربية الروسية، والتي ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في الكثير من المجالات، مؤكدًا كذلك دعم البرلمان لمخرجات اجتماعات منتدى التعاون العربي الروسي بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية، ودعم مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين بشأن التحضير لعقد أول قمة عربية روسية على مستوى رؤساء وقادة الدول، لما ستمثله من نقلة نوعية في تعزيز وتطوير العلاقات العربية الروسية.
مذكرة تعاون لخدمة القضايا العربيةكما التقى رئيس البرلمان العربي مع رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالنتينا ماتفيينكو مقر المجلس في العاصمة موسكو ي إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس البرلمان العربي إلى روسيا الاتحادية، ووقعا مذكرة تعاون لتعزيز التعاون بين الجانبين العربي والروسي.
وشملت مذكرة التعاون التي وقعت بين البرلمان العربي والمجلس الفيدرالي الوسي أربع مجالات رئيسية في قدمتها: تنسيق المواقف في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية المختلفة، وتبادل الخبرات التشريعية وزيارات الوفود البرلمانية بين الجانبين، ودعم تنفيذ مخرجات منتدى التعاون العربي الروسي القائم بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية، وإجراء مشاورات بشأن إنشاء آلية مؤسسية للتعاون البرلماني العربي-الروسي. وبخصوص هذه الآلية.
كما اتفق رئيس البرلمان العربي ورئيسة المجلس الفيدرالي الروسي على تأسيس منتدى برلماني عربي روسي، بحيث يمثل إطار مؤسسي لعلاقات برلمانية منتظمة بين الجانبين، واتفقا على البدء الفوري للمشاورات بشأن تأسيس هذا المنتدى في أقرب وقت.
وناقش رئيس البرلمان العربي ورئيسة المجلس الفيدرالي الروسي بهدف تعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين انضمام البرلمان العربي كمراقب إلى المنتدى البرلماني لتجمع دول البريكس، الذي انضمت إليه العام الماضي كل من مصر والسعودية والإمارات، وانضمام البرلمان العربي كمراقب إلى الجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة.
كما التقى رئيس البرلمان العربي خلال زيارته «التاريخية» مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فيكتوروفيتش فولودي بمقر المجلس في موسكو بحضور ممثلين عن الأحزاب والكتل السياسية المختلفة في مجلس الدوما الروسي.
تعاون عربي مع مجلس الدوماوقع رئيس البرلمان العربي مع رئيس مجلس الدوما الروسي على مذكرة تعاون مشترك، وهي ذاتها مذكرة التعاون التي وقعها رئيس البرلمان العربي مع رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي، لتصبح مذكرة تعاون ثلاثية بين البرلمان العربي والمجلس الفيدرالي الروسي ومجلس الدوما الروسي، وتمثل تدشينًا لعلاقات مؤسسية منتظمة بين البرلمان العربي والبرلمان الروسي بغرفتيه.
وأكد رئيس مجلس الدوما أن البرلمان العربي يمثل أكبر مؤسسة برلمانية عربية، وأن تعزيز العلاقات معه يساهم بشكل كبير في تعزيز وتطوير علاقات روسيا الاتحادية مع كافة الدول العربية، والتي تعطيها روسيا الاتحادية أولوية كبيرة خاصة في المرحلة الحالية، موضحًا أن زيارة وفد البرلمان العربي لموسكو تمثل بداية قوية لزيارات أخرى سيقوم بها عدد من رؤساء البرلمانات العربية إلى موسكو خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأضاف رئيس مجلس الدوما الروسي أن العلاقات العربية الروسية تقوم على الصداقة ومبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق المنفعة المتبادلة ورفض المعايير الدولية المزدوجة، مشددًا على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لمذكرة التعاون التي تم توقيعها مع البرلمان العربي، لدورها في تدشين حوار برلماني منتظم بين مجلس الدوما والبرلمان العربي. واقترح التعاون مع البرلمان العربي لتنظيم فعاليات خاصة تضم البرلمانيين العرب والروس لبحث الإسهامات التي يمكن لهم أن يقوموا بها لتعزيز العلاقات بين روسيا الاتحادية والدول العربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا موسكو رئيس البرلمان العربي البرلمان العربي البرلمان الروسي المجلس الفيدرالي الروسي المزيد العلاقات العربیة الروسیة رئیس البرلمان العربی مع مجلس الدوما الروسی رئیس مجلس الدوما روسیا الاتحادیة تعزیز العلاقات العربی الروسی الدول العربیة بین الجانبین مذکرة تعاون مع رئیس
إقرأ أيضاً:
أيمن عثمان الباروت: قضايا جديدة تهم الطفل العربي
الشارقة (الاتحاد)
في إطار الاستعدادات الجارية لانطلاق الدورة الرابعة للبرلمان العربي للطفل، والتي ستُعقد في فبراير 2025 بمدينة الشارقة، تحدث أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، عن أبرز التحضيرات والقضايا التي ستُطرح، بالإضافة إلى المبادرات الجديدة التي سيتم إطلاقها.
وأورد أن الاستعدادات للدورة الرابعة تسير على قدم وساق لاستضافة أطفال الوطن العربي في الشارقة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمتابعة معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث العمل على عدة محاور رئيسة، منها تطوير أجندة الدورة لتشمل قضايا جديدة تهم الطفل العربي، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة الأطفال أنفسهم من خلال تأهيلهم بالورش والدورات والدبلومات. بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية في الدول العربية لضمان مشاركة واسعة وفعالة. وقال "بدأنا التواصل مع مندوبيات الدول العربية في جامعة الدول العربية لترشيح الأطفال الذين سيشاركون في هذه الدورة، حيث تم ترشيح 4 أطفال حتى الآن: اثنان من الذكور واثنتان من الإناث".
وأوضح الباروت أن البرلمان العربي للطفل تأسس في عام 2019 بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف غرس قيم المشاركة والديمقراطية لدى الأطفال العرب، وتعزيز وعيهم بحقوقهم وقضاياهم، وتأهيلهم لممارسة العمل البرلماني مستقبلاً. وقال "نؤمن بأن الأطفال هم شركاء أساسيون في بناء مستقبل الأمة. ومن خلال البرلمان، نسعى إلى تمكينهم وإعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم ومشاركتها في صنع القرارات".
وأضاف "ستركز الدورة الرابعة على قضايا حيوية مثل التعليم الجيد، وحماية الأطفال، وتعزيز مشاركتهم في المجتمع، كما سنناقش كيفية تعزيز حقوق الطفل في ظل التحديات الراهنة، بما في ذلك التغيرات التكنولوجية السريعة وتأثيرها على الأطفال. ونهدف إلى أن يكون الأطفال شركاء حقيقيين في مناقشة هذه القضايا، وأن يساهموا في تحديد مستقبل مجتمعاتهم".
وقال الباروت "نخطط لإطلاق عدة مبادرات، منها منصة إلكترونية تفاعلية للأطفال العرب تمكنهم من التعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم. وسنعمل على تعزيز برامج التوعية بحقوق الطفل في المدارس، كما ستشمل الفعاليات المصاحبة للدورة ورش عمل تهدف إلى تأهيل الأطفال في مجالات مختلفة، مثل مهارات التفكير النقدي والتنمية الذاتية، لتعزيز قدراتهم وتمكينهم من المشاركة بفاعلية في مجتمعاتهم. ويُعد البرلمان العربي للطفل منصة حيوية لتمكين الأطفال العرب وتعزيز مشاركتهم في القضايا التي تهمهم، حيث يسعى إلى تحقيق رؤية مستدامة تضمن أن يكون الأطفال جزءاً من صنع مستقبل مشرق لهم ولأوطانهم. ومن خلال هذه الدورة، يؤكد البرلمان على أهمية دور الطفولة في مسيرة البناء والتقدم، مع التركيز على تعزيز الوعي بحقوق الأطفال وتنمية مهاراتهم ليكونوا قادة الغد".
والبرلمان العربي للطفل عقد 3 دورات برلمانية منذ تأسيسه، بدأت الدورة الأولى في 2019 - 2020، تلتها الدورة الثانية في 2021 - 2022، ثم الدورة الثالثة التي انطلقت عام 2023 - 2024. وخلال هذه الدورات، ناقش البرلمان العديد من القضايا المهمة التي تمس الأطفال العرب، مثل حق الطفل في التعليم، الصحة، التقنية، الابتكار، السلام المجتمعي، الاستدامة، والأمن الغذائي. ويتم تمثيل كل دولة عربية بـ 4 أطفال، ويتم اختيارهم من قبل الجهات المختصة في كل دولة، ويبلغ عدد الدول المشاركة في البرلمان حالياً 19 دولة من أصل 22 دولة عربية، بعد انضمام قطر وسوريا في الدورة الثالثة.
وذكر الباروت أن البرلمان أطلق عدداً من الدبلومات المهنية بالتعاون مع جامعة الشارقة، مثل "الدبلوم المهني لمهارات العمل البرلماني"، و"الدبلوم المهني في تطوير مهارات فرق العمل الإشرافية والقيادية"، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الورش التدريبية المتخصصة في مجالات الإعلام، الابتكار، والذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى تأهيل الأطفال ليكونوا قادة المستقبل وقادرين على المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم.
وقال "أرى مستقبلاً واعداً للبرلمان العربي للطفل، حيث نسعى إلى أن يكون صوتاً قوياً وفعالاً لكل طفل عربي. ونريد أن نضمن أن الأطفال ليسوا فقط مستفيدين من الخدمات، ولكن شركاء في صنع القرارات التي تمس حياتهم، من خلال تعزيز التواصل بين الأطفال في مختلف الدول العربية، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في العملية التنموية المستدامة، نؤمن بأنهم قادرون على صناعة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. وأشكر كل من يدعم جهود البرلمان العربي للطفل، وأدعو الجميع إلى التعاون من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا. الأطفال هم مستقبل الأوطان، واستثمارنا فيهم هو استثمار في مستقبلنا".