الأسبوع:
2025-04-10@08:22:02 GMT

الأمة العربية.. من القوة إلى الهوان!

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

الأمة العربية.. من القوة إلى الهوان!

كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ وما السبيل للخلاص؟

لا يمكن النظر إلى حال الأمة العربية اليوم بمعزل عن سياق تاريخي طويل من الأزمات والتدخلات الخارجية والداخلية التي أضعفتها، حتى باتت تعيش مرحلة غير مسبوقة من التشرذم والتبعية، بعدما كانت قوة يُحسب لها ألف حساب.

أولاً: كيف سقطت الأمة في دوامة الضعف؟

1- سايكس بيكو والاستعمار:

بدأت المأساة مع اتفاقية سايكس بيكو (1916) التي قسمّت العالم العربي إلى كيانات منفصلة، لتُزرع بينهم بذور الخلافات الحدودية والهويات القُطرية، ما أدى إلى فقدان روح الوحدة.

2- اغتصاب فلسطين (1948) والتوسع الصهيوني:

إقامة الكيان الصهيوني لم يكن مجرد احتلال أرض، بل كان بداية لمشروع استعماري طويل الأمد يهدف إلى تفكيك المنطقة ومنع أي مشروع نهضوي عربي. وكان رد الفعل العربي الأولي ضعيفاً، مما أدى إلى توسع الاحتلال وتحويل القضية الفلسطينية إلى ورقة مساومة سياسية بدلاً من كونها قضية مصير عربي مشترك.

3- اتفاقيات السلام والانقسام العربي:

من كامب ديفيد (1978) إلى أوسلو (1993) ووادي عربة (1994)، تحولت القضية الفلسطينية إلى ملف تفاوضي بدلاً من كونها قضية مقاومة، مما مهد لقبول “إسرائيل” كأمر واقع، وأسقط مفهوم المواجهة العسكرية كحل وحيد لاستعادة الحقوق.

4- الربيع العربي:

ثورات تحولت إلى أزمات

اندلعت الثورات العربية عام 2011 تحت شعارات الحرية والكرامة، لكن سرعان ما تحولت إلى فوضى وحروب داخلية، مما أدى إلى انهيار دول مثل ليبيا وسوريا واليمن، وانشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية بدلاً من توحيد الصفوف.

5- التبعية الاقتصادية والسياسية:

مع تصاعد النفوذ الأمريكي والصهيوني، تحولت بعض الأنظمة العربية إلى وكلاء للغرب، وأصبح القرار العربي مرهوناً بإملاءات خارجية، خاصة مع الضغوط الاقتصادية وملفات الديون والتبعية المالية.

ثانياً: كيف نواجه هذا الواقع؟ المعالجات الاستراتيجية

1- دعم المقاومة العربية كخط دفاع أول:

- المقاومة ليست خياراً بل ضرورة وجودية، فهي الحاجز الأخير أمام المخططات الاستعمارية.

- دعمها ليس دعماً لجماعة بعينها، بل هو دعم للأمة في مواجهة التفكك والانهيار.

2- إنهاء النزاعات الداخلية لدعم العمل العربي المشترك:

كيف يمكن للأمة أن تواجه التحديات الخارجية وهي غارقة في صراعات داخلية تستنزف مواردها؟ الدول العربية المتورطة في حروب اليمن والسودان وليبيا مطالبة اليوم بتحويل تدخلها من أداة صراع إلى عامل استقرار، بما يحفظ سيادة هذه الدول وأمنها واستقرارها، ويمنع استخدامها كأوراق بيد القوى الإقليمية والدولية.

• في اليمن:

دعم حل سياسي شامل ينهي الحرب ويضمن وحدة البلاد واستقلال قرارها بعيداً عن التدخلات الخارجية.

• في السودان:

وقف تغذية الصراع بين الأطراف المتناحرة، ودعم مصالحة وطنية تحفظ وحدة السودان.

• في ليبيا:

دعم جيش وطني موحد وإنهاء حالة الانقسام التي جعلت البلاد ساحة لتصفية الحسابات الدولية.

3- شطب الديون المصرية والأردنية ودعمهما اقتصادياً

بدلاً من ترك مصر والأردن تحت رحمة الضغوط الأمريكية، يجب على الدول العربية شطب ديونهما ودعمهما اقتصادياً وسياسياً، لأنهما يقفان في وجه المخططات التي تسعى إلى إفراغ فلسطين من شعبها وتهجيره إليهما.

4- تعزيز الاستقلال الاقتصادي والسياسي

•إنشاء صندوق عربي موحد لدعم الدول المهددة بالضغوط الاقتصادية.

•تقليل الاعتماد على الغرب عبر مشاريع اقتصادية عربية تكاملية.

•إعادة إحياء مشروع السوق العربية المشتركة لخلق اقتصاد عربي مستقل.

5- إعادة صياغة التحالفات الدولية:

لا تحالف دون ضمانات!

في ظل التحديات الوجودية التي تواجه الأمة العربية، يصبح إعادة صياغة التحالفات الدولية أمراً ضرورياً لكسر الهيمنة الغربية ومواجهة المشروع الصهيوني.

لكن أي تقارب عربي مع إيران وتركيا يجب أن يكون مشروطاً وواضحاً، بحيث يستند إلى المصالح المشتركة للشعوب، وليس إلى أطماع توسعية أو نفوذ بأسم الدين والطائفية.

- على إيران أن تثبت جديتها في بناء علاقات متوازنة مع العرب، بعيداً عن دعم الميليشيات الطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

- على تركيا أن تتعامل مع الدول العربية كشركاء حقيقيين، لا كمجال لنفوذها السياسي والاقتصادي تحت أي غطاء أيديولوجي.

6- استعادة المشروع القومي العربي

•إحياء فكرة القومية العربية كإطار جامع يتجاوز الخلافات السياسية والطائفية.

•تأسيس مجلس أمني وعسكري عربي مشترك، يكون مستقلاً عن أي نفوذ خارجي، ليكون درعاً يحمي المنطقة.

•الاستثمار في الإعلام العربي المقاوم لمواجهة الحرب الدعائية والتضليل الإعلامي الذي يُستخدم لضرب الوعي العربي.

خاتمة: لا خلاص إلا بالوحدة والقوة

ما تعيشه الأمة اليوم ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة سياسات خاطئة يمكن تصحيحها، والانهيار الذي وصلنا إليه يمكن أن يكون بداية لصحوة عربية جديدة.

لكن هذا لن يحدث إلا إذا أدركنا أن مصيرنا واحد، وأن المعركة ليست مجرد صراع سياسي أو إقتصادي، بل صراع بقاء ووجود.

فإما أن ننهض ونستعيد قوتنا، أو نبقى أمة تابعة تُفرض عليها الحلول وتُرسم لها الخرائط!

اقرأ أيضاًرسالة من النائب عمرو درويش عبر «الأسبوع» للرئيس السيسي حول قضية التهجير

«اللواء رضا فرحات»: الشعب المصري يدعم «السيسي» ولن يفرط في أرضه تحت دعاوى التهجير

«النائب عمرو درويش»: ثبات موقف الرئيس السيسي أمام ضغوطات التهجير نابع من اصطفاف الشعب المصري خلفه

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الأردن الأمة العربية أمريكا اتفاقية أوسلو اتفاقية كامب ديفيد مخطط التهجير القوة الضعف الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات

في تصعيد ملحوظ للعلاقات المتوترة بين رواندا والدول الغربية، أطلق الرئيس الرواندي بول كاغامي تصريحات نارية ضد الدول التي فرضت عقوبات على بلاده.

ففي الذكرى السنوية لضحايا الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994، خرج كاغامي ليؤكد أن البلدان التي تسعى إلى معاقبة كيغالي على مواقفها السياسية "فلتذهب إلى الجحيم".

وتأتي هذه التصريحات الحادة بعد أسابيع من فرض عدة دول غربية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على رواندا، مثل فرض قيود على بعض المسؤولين الروانديين.

في السابع من أبريل/نيسان، وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية، وصف كاغامي العقوبات الغربية بأنها "غير عادلة"، موجهًا اللوم للغرب على تصعيد التوترات في منطقة البحيرات العظمى.

وأشار إلى أن "الذين يفرضون العقوبات على رواندا، هم الذين يجب أن يتوجهوا إلى الجحيم"، في إشارة واضحة إلى رفضه التام الضغوط الخارجية على حكومته.

وأضاف كاغامي، أن هذه العقوبات لن تؤثر على موقف بلاده، التي تتبنى سياسة مستقلة بعيدًا عن الضغوط الغربية.

وجاءت تصريحات الرئيس الرواندي في وقت حساس، إذ فرضت العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، عقوبات على مسؤولين حكوميين روانديين متورطين في أحداث تشهدها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إعلان

وتتهم الدول الغربية رواندا بدعم الجماعات المسلحة في شرق الكونغو، وهو ما تنفيه الحكومة الرواندية نفيا قاطعا.

في المقابل، تؤكد كيغالي، أن العقوبات تمثل تدخلًا غير مبرر في شؤونها الداخلية، وأن رواندا تتعرض لهجوم سياسي ودبلوماسي في إطار سياسة الغرب التوسعية في المنطقة.

الرئيس بول كاغامي وزوجته جانيت كاغامي، وهما يوقدان الشعلة خلال حفل إحياء الذكرى 31 للإبادة الجماعية (رويترز)

لم يتوقف كاغامي عند التصريحات الغاضبة عن العقوبات، بل أشار إلى أن الغرب يتخذ موقفًا يتجاهل مصالح الدول الأفريقية ويولي اهتمامًا بمصالحه الخاصة. وقال: "الغرب لا يفهم الروانديين ولا يعرف كيف نعيش ونعمل. يعتقدون أنهم يمكنهم فرض إرادتهم علينا، لكنهم مخطئون". وأضاف أن رواندا لن تنكسر تحت الضغط، مؤكدًا استقلالية البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات دون الحاجة إلى توجيه من الخارج.

 

وتعتبر هذه التصريحات استمرارًا لنهج كاغامي في التمسك بسيادة بلاده في كافة القضايا، سواء كانت متعلقة بالسياسة الداخلية أم بالشؤون الإقليمية. ففي وقت سابق من هذا العام، رفض الرئيس الرواندي أي تدخل أجنبي في شؤون بلاده، وأكد أن رواندا ستظل ملتزمة بمواقفها السياسية بغض النظر عن الضغوط الغربية.

 

من جهة أخرى، هناك آراء مختلفة في الأوساط الدولية عن تصريحات كاغامي. في بعض الأوساط السياسية الغربية، تُعتبر هذه التصريحات استفزازية وغير دبلوماسية، بينما يعتبر آخرون أن كاغامي يعبّر عن رفضه الأجندات الغربية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على الدول الأفريقية.

 

وعلى الرغم من الضغوط الخارجية، تتمسك حكومة رواندا بموقفها الرافض لتدخّل القوى الغربية في شؤونها، وتعتبر أن العقوبات الغربية لن تنجح في تغيير موقفها حيال القضايا الإقليمية، خصوصًا في الصراع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ووفقًا للعديد من المحللين، قد تساهم هذه التصريحات في زيادة التوترات بين رواندا والدول الغربية، مما يهدد بتفاقم الأزمة في منطقة البحيرات العظمى، وهي منطقة تعرف فعلا بتعقيداتها السياسية والأمنية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • واشنطن: الدول التي امتنعت عن الرد على الرسوم بالمثل تلقت مكافأة
  • لمدة 90 يوماً.. ترامب يوقف الرسوم الجمركية على الدول التي لم ترد عليها 
  • “حماس” تدعو لتحرك عربي وإسلامي عاجل لوقف العدوان على غزة
  • من بينها مصر والأردن .. ما هي الدول التي قررت السعودية وقف التأشيرات لها استعداداً لموسم الحج؟
  • العفو الدولية: عمليات الإعدام تسجل أعلى مستوياتها في عقد... من هي الدول التي تتصدر القائمة؟
  • "الاتحاد العربي للإعلام السياحي" يشارك في "المؤتمر الدولي للاستدامة والتنمية" بمصر
  • بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات
  • عُمان تشارك في تحديث المشروع العربي لمكافحة المخدرات
  • أمريكا تستخدم قواعد هذه الدول “العربية” للعدوان على اليمن
  • تأثر الدول العربية غداة إقرار ترامب التعريفات الجمركية