الكتاب: الصراع المسلح السوداني : العوامل - التداعيات - التحديات
الكاتب:  كتاب جماعي  الإشراف والتنسيق شيماء سمير محمد حسين
الناشر: المركـز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية - ألمانيا - برلين 2023
عدد الصفحات: 134 صفحة.

ـ 1 ـ


منذ انفصال السودان عن مصر بموجب استفتاء شعبي في يناير عام 1956م، عاش هذا البلد تاريخا ممتدا من الاضطرابات الداخلية والصراعات الدامية والانقلابات العسكرية.

فكان كلما سار نحو الاستقرار، حدث انقلاب  أو محاولة للانقلاب، مما يعصف بالحياة السياسية، بحيث يمكن أن نختزل تاريخها في التداول المستمر بين نظم مدنية وأخرى عسكري. فمنذ نحو سبعين سنة جدت أكثر من عشرين محاولة نجحت سبعة منها في الوصول إلى سدة الحكم.

وقع أول هذه المحاولات في 17 نوفمبر 1958 لما انقلاب رئيس الوزراء نفسه، عبد الله خليل، ضد الحكومة المدنية التي يرأسها. أما آخرها فوقع في25 أكتوبر 2021 لما انتزع الفريق أول عبد الفتاح البرهان السلطة من حكومة عبد الله حمدوك المدنية واعتقل مسؤولين حكوميين وحل مجلس السيادة. وقبله كانت القوات المسلحة السودانية قد أطاحت بالرئيس عمر البشير بعد احتجاجات شعبية في  أبريل 2019.

يفترض أن تكون السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية. فهي واحدة من أكبر منتجي الذهب في العالم. ومقدّراتها من النفط معتبرة. أما أراضيها فالصالح منها للزراعة الذي تتوفر فيه الخصوبة والمياه يصل إلى أكثر من 700 ألف كم 2 بما يعادل أربع مرات ونصف من عموم مساحة البلاد التونسية مثلا. وهذا ما جعلها توصف بكونها سلة غذاء عالمية. وتفوق ثروتها الحيوانية 200 مليون رأس بين أبقار وأغنام وجمال وماعز.ومنذ 15 أبريل 2023 يشهد السودان صراعًا مسلحًا بين الفصائل المتنافسة في الجيش، أي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. والمفارق هنا أنّ الانقلابات الفاشلة تكون أكثر خطرا على البلاد لما تسبب من صراعات دموية ولما تخلف من الخسائر الكثيرة.

يعود الكتاب الجماعي "الصراع المسلح السوداني: العوامل ـ التداعيات ـ التحديات" الذي أشرفت عليه الباحثة شيماء سمير محمد حسين ونسّقت مادته إلى هذه المرحلة الأخيرة من الاضطراب السياسي الذي تعيشه السودان ليتبسط في تفصيل أسبابه وتداعياته وأثره على المستوى الإقليمي والدولي أو مدى تأثره به. ولئن غلب عليه البعد السردي والوصفي ولم يتجه كثيرا إلى البعد التحليلي فإنه يهدينا قاعدة بيانات نفهم من خلالها الكثير من وقائع حرب منسية.

ـ 2 ـ

يفترض أن تكون السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية. فهي واحدة من أكبر منتجي الذهب في العالم. ومقدّراتها من النفط معتبرة. أما أراضيها فالصالح منها للزراعة الذي تتوفر فيه الخصوبة والمياه يصل إلى أكثر من 700 ألف كم 2 بما يعادل أربع مرات ونصف من عموم مساحة البلاد التونسية مثلا. وهذا ما جعلها توصف بكونها سلة غذاء عالمية. وتفوق ثروتها الحيوانية 200 مليون رأس بين أبقار وأغنام وجمال وماعز.

هذا فضلا عن ثروتها السمكية المعتبرة. ولكن رغم كلّ هذه المقدّرات تواجه البلاد اليوم أصعب أزمة إستراتيجية ومحنة إنسانية في تاريخها على الإطلاق. وذلك بفعل حالة الاقتتال الداخلي التي توصف بأنها الأكثر تدميراً في العالم رغم جريانها بعيدا عن الأعين. فقد ورثت البلاد عن عهد عمر البشير المؤسسة العسكرية بمكونين متنافسين يعمل كلّ منهما على الاستئثار بالسلطة، هما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي والناشئة عن مليشيات الجنجويد الشبه العسكرية التي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في دارفور. وتتلقى دعم جهاز المخابرات. وما يضاعف من قتامة الصورة أن لا علامة على وجود منتصر سيحسم المعركة لصالحه. أضف إلى ذلك أن البلاد أخذت تتدرّج من الصدام العسكري إلى الحرب الأهلية ثمّ أخذت سيناريوهات التقسيم والتفتت تفرض نفسها بقوة على أرض الواقع.

ـ 3 ـ

للصراع في السودان اليوم أسباب بعيدة وأخرى قريبة. فبعيدها له صلة بنظام البشير لمّا اختار منذ العام 1989م أن يعوّل على قوات شبه عسكرية لمواجهة مشاكله الأمنية، تحت مسمى قوات الدفاع الشعبي، فضلا عن الجيش النظامي. ثم أخذت هذه القوات تتغول وتنتشر في عام السودان، حتى أصبحت تتخطى الـ 100 ألف عنصر داخل السودان عقب اندلاع أحداث دارفور 2003م. وهذا ما أدى إلى وجود جيشين متوازيين بقيادتين مختلفتين. وأما جديدها فكان على علاقة بالقضايا الخلافية بين البرهان وحميدتي التي دفعت نحو التصعيد العسكري.

وتأتي تبعية قوات الدعم السريع للجيش وضرورة ودمجها فيه على رأسها. فقد كان الاتفاق ينص على أن تتبع قوات الدعم السريع رئيس الوزراء المدني في فترة الدمج. وهذا ما أثار اعتراض عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية. ويتعلّق ثانيها بمدة الدمج، فالجيش السوداني يرغب في إنهاء حالة الازدواج بسرعة ويريد أن تتم عملية الدمج في غضون عامين، فيما تطالب قوات الدعم السريع بالدمج خلال عشر أعوام.

على مستوى التسيير داخليا وخارجيا أصبحت البلاد تُدار بسلطة ذات رأسين. فقد ظهر  الخلاف على مستوى إدارة الملفات الخارجية خاصّة، لمّا سعى البرهان وحميدتي  إلى الإمساك بالملف الدبلوماسي بإقامة علاقات مع عدد من القوى الدولية والإقليمية. وحاول حميدتي بالمقابل  إزاحة البرهان من المشهد فأقام  علاقات دبلوماسية موازية.  فدعم قيام موسكو بإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر وبالتنقيب عن الذهب داخل البلاد وتعاون مع قوات فاغنر وتواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول شمال إفريقيا ناهيك عن توطيد علاقته مع الكيان الإسرائيلي. فقد أفادت تقارير بإمداد إسرائيل قوات الدعم السريع بصفقات تقنية، أما داخليا، فوطّد علاقاته مع زعماء القبائل والنشطاء السودانيين وقيادات "الحرية والتغيير". واتهم الجيش بامتناعه عن التنحي لتشكيل حكومة مدنية.

ـ 4 ـ

هكذا باتت المواجهة بين الرجلين وبين الجهازين حتمية. فوصف  البرهان حميدتي بـ"المجرم" واتهمه بتنفيذ انقلاب ووصف قوات الدعم السريع بـ "التنظيم المليشاوي" بما يعني نزع الشرعية منها. وبالفعل. فقد أصدر  الجيش مرسوما يقضي بحل قوات الدعم السريع رسميا واتهمها بالتمرد وارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السودانيين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية في البلاد. وردّت قوات الدعم، بقولها إنّ البرهان لا يمتلك الشرعية ليصدر قرارا بحل قواتها وبتأكيد إصرارها على القتال حفاظا على وجودها، معلنة وضع اليد على مخازن أسلحة القوات المسلحة، وهي مخازن ثقيلة جدا فيها كل أنواع الأسلحة والإمدادات التي يمكن أن تقاتل بها لمدة 20 سنة، وفق زعمها. وأثناء الصدام شهد السودان عشرات الهدن الهشة التي ما إن تبدأ حتى يجري خرقها في الساعات الأولى على أقصى تقدير.

ـ 5 ـ

كان للصراع تداعيات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية داخل السودان وخارجه. فتشير التقديرات المستقلة اليوم، وبعد سنة من نشر الكتاب، إلى نحو 300 ألف قتيل. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، هذه الأيام أيضا عن وجود 15 مليون مهجر، منهم  11.5 مليون شخص من النازحين داخليًا [بشير الكتاب المنشور قبل سنة إلى ما يقارب 7.1 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان نتيجة الصراع الدائر] وأضحى القتل يتم على أساس عرقي.

ونظرا لانعدام الاستقرار والأمن تعطلت التنمية الاقتصادية. فتخلى المزارعون عن نشاطهم الزراعي وأدت الحرب إلى تقلص المساحات المزروعة بنسبة 60 بالمائة. وبديهي أن يكون لذلك تبعات مباشرة على الأمن الغذائي للسكان. ولما كانت المعارك تدور أساسا في العاصمة الخرطوم، دمرت الحرب نحو  20 بالمائة من المقدرات العامة لاقتصاد البلاد المقدر بنحو 600 مليار دولار.وانهار الناتج القومي الإجمالي بمقدار النصف. ويفسر ذلك بأن العاصمة تمثل مركز الثقل من اقتصاد البلاد.

ـ 6 ـ

ولكن هذه الحرب لم تقم لأسباب داخلية فحسب. فقد تعددت القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في الداخل السوداني، وتنافست فيما بينها للحصول على الامتيازات  من طرف أحد الرجلين القويين وعمل بعض الراغبين في تقسيم السودان  على إذكاء الصراع بين المكونين العسكريين، أو على أقل تقدير - إغراقه في حالة الفوضى السياسية والأمنية لأطول فترة زمنية ممكنة. وهذا ما بات يضاعف من خطر توسّع  نطاق الحرب إلى بعض دول الجوار التي تعاني أصلا من عدم الاستقرار. فللسودان حدود مفتوحة مع دول إفريقية عديدة تحكمها الحركات المسلحة والمتمردة أو تعيش وضعا سياسيا هشا ويعاني أغلبها من الانقسام السياسي والأمني.

يؤكد الكتاب أنّ للتطبيع مع السودان أهمية رمزية بالغة عند الإسرائيليين. فهو يعني التخلص من الموقف السوداني التاريخي الرافض للاحتلال الإسرائيلي. ويعني خاصّة إكمال القطعة الناقصة في الكتلة الإقليمية الداعمة لإسرائيل في منطقة القرن الإفريقي، بعد كل من إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان لمحاصرة مصر جيو ـ إستراتيجيا من الجنوب والشمال الشرقي وإيران التي توسّع نفوذها في إفريقيا.فإثيوبيا  تعاني من حرب أهلية دموية نتيجة لتمرد الجماعات المسلحة من التيغراي. وإريتريا تصطدم مع تنظيمات تشكل بؤر توتر يقض مضجع السلطة المركزية وتنخرط بشكل أو آخر  في حرب التيغراي. والتشاد يحكمها مجلس عسكري. فتواجه الجبهة الحاكمة عدة مجموعات سياسية مسلحة أخرى، بينها اضطرابات سياسية. وجمهورية إفريقيا الوسطى يحكمها حزب القلوب الموحدة وهو تنظيم سياسي صغير يعوّل على دعم مجموعة فاغنر" الروسية للسيطرة على البلاد. وفي ليبيا  تنتشر الجماعات المسلحة المنقسمة سياسيا وأمنيا بين جبهتي الجيش الوطني في الشرق وتنظيمات مسلحة في الغرب والجنوب أما جنوب السودان الذي انفصل حديثا عن البلاد فيعيش انقسامات داخلية حادة وحروبا انفصالية.

ولما كان للسودان علاقات متشابكة بجميع هذه الدّول منها الاقتصادي ومداره على  قضايا مياه النيل وخطوط النفط أو الاجتماعي كشؤون اللاجئين السودانيين أو الأمني ذي الصلة بحركة المقاتلين الأجانب، ونشاط التنظيمات الإرهابية، فإن فرضية تدويل الصراع الذي يمثّل أرضية خصبة لانتشار الإرهاب والجريمة المنظمة، تظلّ قائمة بشدة خاصّة في ظل الصدام غير المباشر بين روسيا وبلدان المعسكر الغربي كما في سوريا وأوكرانيا وبعد تدخل قوات فاغنر لصالح حميدتي، وإرسال الولايات المتحدة لسفنها حربية إلى شواطئ السودان.

ـ 7 ـ

كالعادة تعوّل إسرائيل على الدعم الأمريكي لتكون المستفيد الأكبر من كلّ توتّر عالمي. فكان عنتيبي السري في أوغندا في فبراير 2020م، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها تحت عنوان رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومنح مساعدات اقتصادية وقروض مالية ميسرة للخرطوم لمواجهة الأوضاع المتقلبة. وفيه اتفق الرجلان على إرساء تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين بلديهما. واحتفل نتنياهو بـ"ـنصره" قائلا  "إن إفريقيا تعود إلى أحضان إسرائيل" أما البرهان فبرر اللقاء بالعمل على ضمان الأمن القومي السوداني.

يؤكد الكتاب أنّ للتطبيع مع السودان أهمية رمزية بالغة عند الإسرائيليين. فهو يعني التخلص من الموقف السوداني التاريخي الرافض للاحتلال الإسرائيلي. ويعني خاصّة إكمال القطعة الناقصة في الكتلة الإقليمية الداعمة لإسرائيل في منطقة القرن الإفريقي، بعد كل من إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان لمحاصرة مصر جيو ـ إستراتيجيا من الجنوب والشمال الشرقي وإيران التي توسّع نفوذها في إفريقيا.

واقتصاديا يعني الاستفادة التجارية من الموانئ والجزر السودانية في البحر الأحمر، لاسيما ميناء بورتسودان. والسماح للطيران الإسرائيلي بعبور الأجواء السودانية، بما يقلل من كلفة الرحلات والمسافة من دول أمريكا اللاتينية وإليها. ولكن تبقى الأنظار الإسرائيلية مصوبة نحو استغلال ثروات السودان الطبيعية كالذهب الذي يبلغ إنتاجه السنوي نحو 100 مليون طن، وبلغت صادراته في عام 2022م نحو 2.2 مليار دولار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الصراع السوداني السودان كتاب امن صراع عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع القوات المسلحة وهذا ما

إقرأ أيضاً:

لماذا تستميت قوات الدعم السريع في الدفاع عن جسر سوبا؟

الخرطوم- تتصاعد المواجهات بعد نحو 22 شهرا من اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، في جنوب وشرق ووسط العاصمة، في حين تستميت القوات في التمسك بجسر سوبا الذي يربط الخرطوم مع شرق النيل حتى لا تحاصر وتعزل عن بعضها بين مدن الولاية.

وأطلق الجيش في 26 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث عبر جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا نحو أهداف قوات الدعم السريع وسيطر على مواقع مهمة بوسط الخرطوم، في تحول بارز.

وتربط 10 جسور رئيسية بين مدن العاصمة السودانية الثلاثة -الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري- على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل.

وترتبط الخرطوم مع شرق النيل بجسري سوبا والمنشية التي تسيطر عليهما قوات الدعم السريع، كما ترتبط مع الخرطوم بحري بجسور النيل الأزرق والقوات المسلحة "كوبر"، و"المك نمر".

ويفصل الخرطوم عن أم درمان جسور النيل الأبيض والفتيحاب وجبل أولياء، في حين ترتبط الخرطوم بحري مع أم درمان بجسري الحلفايا وشمبات.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قتالا ضاريا منذ 3 أيام للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها.

إعلان

ويوم الثلاثاء، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان خلال زيارته منطقة ود أبو صالح في شرق النيل إن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا.

عرض جسر سويا يبلغ 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه (مواقع التواصل) أين يقع جسر سوبا؟ ومتى تم تشييده؟

يقع جسر سوبا على النيل الأزرق جنوبي العاصمة الخرطوم، يربط بين منطقتي سوبا "شرق وغرب"، وبين الخرطوم وشرق النيل ويبلغ طول الجسم الخرساني للجسر 571 مترا، بينما يبلغ عرضه 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه.

وبدأت عمليات إنشاء الجسر في ديسمبر/كانون الأول 2012 وتم تشغيله في يوليو/تموز 2017، وبلغت كلفة إنشائه 40 مليون دولار.

وتمتد مداخل الجسر من الناحية الغربية لمسافة 3450 مترا لتلتقي مع شارع ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومداخله من الناحية الشرقية تمتد مسافة 2300 متر لتلتقي مع شارع العيلفون المؤدي لجسر حنتوب من الناحية الشرقية لولاية الجزيرة.

يمثل الجسر جزءا من الطريق الدائري الذي يربط ولاية الخرطوم ببعضها، ضمن خطة الولاية في طريق ربط الطرق القومية والدائرية في الولاية. حيث تعبره حافلات الركاب والشاحنات من ميناء بورتسودان إلى العاصمة.

بعد سلسلة انتصارات حققها في الخرطوم الكبرى وولاية الجزيرة.. الجيش السوداني يخوض قتالا ضاريا مع قوات الدعم السريع للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها

للاطلاع على المزيد: https://t.co/iy9IR9y3F3 pic.twitter.com/W1nkSfSMO1

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 6, 2025

ما الأهمية العسكرية لجسر سوبا؟

يرى الخبير العسكري والأمني سالم عبد الله أن الجسور مواقع إستراتيجية مهمة في المعركة، فهي تسمح بخطوط الاتصال والإمداد عبر النيل الأزرق والنيل الأبيض والنيل الرئيسي بين مدن الخرطوم الثلاث، وأن السيطرة على الجسر يمكن أن تعني الكثير للأطراف المتقاتلة.

إعلان

وفي حديث للجزيرة نت يوضح الخبير أن الجسر يعدّ إستراتيجيا بالنسبة لقوات الدعم السريع، إذ يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة والإمداد في هذه المنطقة، وتعني سيطرة الجيش على الجسر إحكام الطوق بشكل كبير على القوات.

ماذا يعني فقد الدعم السريع للجسر؟

يعتقد مصدر عسكري، في تصريح للجزيرة نت، أن مستقبل الحرب في العاصمة يعتمد إلى حد كبير على المعارك الجارية، وإذا تمكن الجيش من إعادة السيطرة على جسر سوبا، واعتبرها -مسألة وقت- سيكون قد حرم الدعم السريع من ممر مهم بين شرق النيل الأزرق وغربه، وسيغير ذلك مسار الحرب.

وحسب المصدر العسكري -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- فإن السيطرة على الجسر ستعزل الدعم السريع في جيوب محاصرة، مما يمنع عنها أي إمداد.

ويكشف المصدر ذاته أن قوات الدعم السريع في منطقة سوبا محاصرة، من الجنوب، من قوات الدعم الزاحفة من شرق ولاية الجزيرة ومنطقة العيلفون، وشمالا من الجيش الذي وصل إلى منطقة مرابيع الشريف، وشرقا النيل الأزرق، ولم يعد أمامها إلا الموت أو الهرب غربا إلى الخرطوم ومنها إلى جبل أولياء نحو غرب السودان.

وصار مصير قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل كاملة، التي تجري فيها عمليات نشطة ووصل الجيش إلى عمقها، مرتبطا بجسر سوبا. لأن جسر المنشية الذي يربط الخرطوم مع شرق النيل أيضا يمكن تحييده في أي وقت بعدما اقترب الجيش من الوصول إلى مدخله الشرقي، ويمكن السيطرة عليه بالنيران في أي وقت.

ويرى المتحدث ذاته أن عدم انسحاب قوات الدعم السريع يعني انتحارها، لأنه ليس أمامها أي منفذ أو معبر للإمداد أو الحركة والمناورة، بحسبه.

كيف تنظر قوات الدعم السريع لتقدم الجيش نحو جسر سوبا وشرق النيل؟

بلهجة حادة نفي رئيس دائرة التوجيه والخدمات بقوات الدعم السريع، حسن الترابي، المعلومات عن تراجع قواته في ولاية الخرطوم، معتبرا أن هذه الأنباء ليست سوى إشاعات يروج لها إعلام "العدو والفلول" بهدف تضليل الرأي العام.

إعلان

وفي مؤتمر صحفي تم بثه عبر منصات موالية، أكد حسن الترابي الخميس أن "الحقيقة الواضحة هي أن قواتنا تمكنت من صد هجمات العدو في جميع المحاور بشكل كامل وقواتنا متماسكة وقوية، وتواصل التقدم في كل المواقع".

ويقول مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع للجزيرة نت أنهم لا يزالون متمسكين بكافة المواقع الحاكمة والمهمة في الخرطوم وستكون المواجهات حولها عملية "كسر عظم" سواء في جسر سوبا أو غيره.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا فرصة لحزب البشير لحكم البلاد
  • البرهان لتقدم: ساندتم الدعم السريع وأنتم وهو سواء
  • لماذا تستميت قوات الدعم السريع في الدفاع عن جسر سوبا؟
  • ما حقيقة الصورة المتداولة لـقبر حميدتي قائد الدعم السريع في السودان؟
  • مواجهات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني سيقضي على ميليشيا الدعم السريع
  • السودان يهاجم جنوب السودان .. اعتراف بمشاركة مرتزقة مع الدعم السريع
  • السودان : الإعدام شنقاً على متعاون مع الدعم السريع
  • الجيش يعلن تحرير مناطق جديدة في الخرطوم من الدعم السريع