التغير المناخي في العراق.. قنبلة موقوتة ستفجر الأوضاع قريبا إذا لم يتم تداركها
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
يشهد العراق تصاعدًا ملحوظًا في النزاعات الاجتماعية، لا سيما في المناطق الريفية والزراعية، بسبب تفاقم أزمة المياه والجفاف الناجم عن التغيرات المناخية. ومع تراجع معدلات هطول الأمطار، وانخفاض مناسيب المياه في الأنهار، وتقليص الخطط الزراعية، أصبح الصراع على الموارد المائية المحدودة سببًا رئيسيًا في توتر العلاقات بين العوائل والمناطق المختلفة.
الجفاف وتأثيره على مصادر الرزق
تعتمد نسبة كبيرة من سكان العراق، خاصة في محافظات الوسط والجنوب، على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش. لكن مع تقلص الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة الجفاف وانخفاض منسوب المياه، تضررت آلاف العائلات اقتصاديًا، مما أدى إلى تصاعد النزاعات على الحصص المائية بين المزارعين والمجتمعات المحلية.
وفي حديث لـ"بغداد اليوم"، يوضح مستشار لجنة الأمن والدفاع النيابية، مصطفى عجيل، أن "مناطق واسعة من البلاد تعاني من قلة توفر المياه، مما أدى إلى تضييق مصادر الرزق للعائلات التي تعتمد على الزراعة، خاصة في محافظات الجنوب والوسط".
تحول النزاعات إلى تهديد للسلم الأهلي
رغم أن النزاعات الناتجة عن شح المياه لم تصل بعد إلى مستوى الظاهرة العامة، إلا أن الإحصائيات تشير إلى تزايدها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ويعزو الخبراء ذلك إلى التغيرات المناخية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض تدفق المياه في الأنهار، بالإضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي تعرقل التوزيع العادل للموارد المائية.
ويضيف عجيل: "ما نرصده من ارتفاع معدلات النزاعات بسبب الجفاف يشير إلى خطورة الوضع، حيث تتزايد المواجهات المباشرة بين العوائل والمناطق حول الحصص المائية، ما قد يهدد الاستقرار الأمني في بعض المناطق الريفية".
الهجرة نحو المراكز الحضرية: حل أم أزمة جديدة؟
مع تفاقم أزمة الجفاف، شهدت مناطق الأهوار والمحافظات الجنوبية هجرة متزايدة نحو المراكز الحضرية الكبرى مثل بغداد والبصرة، مما شكل ضغطًا إضافيًا على الخدمات العامة وسوق العمل في هذه المدن. ويرى خبراء أن هذه الهجرة الداخلية قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل ضعف الاستعداد الحكومي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين البيئيين.
العوامل السياسية ودور الحكومة
إلى جانب العوامل المناخية، تلعب السياسات المائية دورًا أساسيًا في تفاقم الأزمة. إذ تعاني البلاد من مشاكل تتعلق بإدارة الموارد المائية، فضلًا عن تراجع تدفق المياه من دول المنبع مثل تركيا وإيران، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في منسوب نهري دجلة والفرات.
ورغم إعلان الحكومة عن عدة خطط لمواجهة الجفاف، إلا أن التنفيذ يواجه تحديات كبيرة، من بينها نقص التمويل، والفساد الإداري، وضعف البنية التحتية لإدارة الموارد المائية.
رؤية الخبراء والحلول الممكنة
يرى الخبراء أن الحلول تتطلب نهجًا متعدد الأبعاد، يشمل تحسين إدارة الموارد المائية، وتحديث أساليب الري، والتفاوض مع دول الجوار لضمان حصص مائية عادلة، إضافة إلى توعية المجتمعات المحلية بأهمية ترشيد استهلاك المياه.
ويؤكد مختصون أن الاستثمار في مشاريع تحلية المياه، واستغلال التكنولوجيا الحديثة في الري والزراعة، قد يسهم في تخفيف حدة الأزمة وتقليل النزاعات الناجمة عنها.
تشكل التغيرات المناخية في العراق تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، حيث بات الجفاف يؤثر على مصادر الرزق، ويؤدي إلى تصاعد النزاعات، ويدفع السكان إلى الهجرة القسرية. وفي ظل استمرار الأزمة، يصبح من الضروري على الحكومة اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لضمان الأمن المائي، وتعزيز استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية وأمنية واسعة النطاق.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة الموارد المائیة
إقرأ أيضاً:
الحرب التجارية.. التغيرات تضرب أسواق النفط والذهب والسندات في أعقاب رد الصين
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 6% لتقترب من 59 دولارًا للبرميل، اليوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير 2021، مع تأثر أسواق الطاقة بمخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي.
جاء الانخفاض في سعر النفط بعد تصعيد الولايات المتحدة والصين حربهما التجارية، حيث فرض الرئيس ترامب رسومًا جمركية جديدة باهظة على عشرات الدول، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 104% على العديد من الواردات الصينية.
الرسوم الجمركية 2025
وردًا على ذلك، أعلنت الصين اليوم الأربعاء رفع رسومها الجمركية على السلع الأمريكية بشكل حاد إلى 84% اعتبارًا من 10 أبريل الجاري.
وفي الوقت نفسه، قررت منظمة «أوبك+» زيادة إنتاج النفط بوتيرة أسرع من المتوقع، مما زاد من خطر فائض المعروض.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل 2025، مقارنة بتوقعات سابقة بزيادة قدرها حوالي 1.4 مليون برميل.
الذهب
وارتفع الذهب بنحو 3% ليتجاوز 3060 دولارًا للأوقية اليوم الأربعاء، مدفوعًا بالطلب على الملاذ الآمن بعدما أثارت المخاوف من حرب تجارية شاملة مخاوف بشأن الركود العالمي.
وفرض الرئيس ترامب رسومًا جمركية على العديد من الدول، بما في ذلك زيادة هائلة في الرسوم على السلع الصينية إلى 104%. كما صرح ترامب يوم الثلاثاء أنه سيكشف قريبًا عن تعريفة "رئيسية" على واردات الأدوية. ومما دعم الذهب أكثر، أفاد مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب شهدت تدفقات بلغت 226.5 طن، بقيمة 21.1 مليار دولار، في الربع الأول من 2025، مسجلة بذلك أكبر تدفق في ثلاث سنوات.
السندات الأمريكية
وفي الوقت نفسه ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل حاد اليوم الأربعاء، حيث ارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات بنحو 15 نقطة أساس ليصل إلى حوالي 4.4%، بينما اقترب عائد سندات الثلاثين عامًا من 4.9%، وهو أعلى مستوى له في ما يقرب من ثلاثة أشهر.
وعكست عمليات البيع المكثفة في السندات الحكومية تزايد قلق المستثمرين عقب تطبيق الرئيس ترامب للرسوم الجمركية المتبادلة، والتي شملت فرض ضريبة تراكمية بنسبة 104% على الواردات الصينية.
أدى تصعيد الرسوم الجمركية المتجدد إلى تفاقم المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي أمريكي واستمرار التضخم، مما قد يحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تخفيف السياسة النقدية بشكل أكبر.
وزادت الضغوط على سندات الخزانة من تقارير عن بيع أجنبي ومؤشرات على هروب أوسع إلى السيولة، حيث بدا أن بعض المستثمرين يقومون بتصفية مراكزهم وسط حالة من عدم اليقين المتزايدة، مما زاد من المخاوف من أن سندات الحكومة الأمريكية قد تفقد جاذبيتها التقليدية كملاذ آمن.
اقرأ أيضاًالطاقة في مصر.. هل يؤثر الطقس الصيفي المعتدل على طلب الغاز الطبيعي المسال؟
الصين ترد على أمريكا عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 84%
المشاط تُشارك في الاجتماعات السنوية للهيئات المالية العربية بالكويت