حقنة كمال عبيد التي سار بذكرها الركبان
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
صفوتنا الليبرويسارية لا تحتمل الهبشة في جنوب السودان.
عرضت يوماً على منبر جريدة الصحافة مفهومي عن الهرج. وقلت إنه حالة تعطل فيها صفوة البرجوازية الصغيرة الفصيحة المعايير لأن الهرج هو ماؤها العكر للصيد. قل لهم إن هناك فساداً في الجنوب مثلاً فيقولون ولكن هناك فساد في الشمال. وكأن الفساد معيار يبطل مفعوله متى عمّ البلاد بشقيها.
عشنا في الأسابيع الماضية حالة من الهرج حتى بغير أن ندري. فقد طفحت وسائط الإعلام بتصريحين لوزراء من المؤتمر الوطني ثم اتضح أن كليهما محرف عن موضعه. فقد كشف علاء الدين يوسف أن تصريح "الحقنة" لوزير الإعلام كمال عبيد داخله سوء نقل. واتهم جريدة "أجراس الحرية" بأنها من وراء ذلك لقولها إن الوزير صرح بأنه "لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً ولن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم ولن نعطيه حقنة في المستشفى". وجاء علاء بتسجيل كلمة الوزير فإذا به قد قال إنه إذا انفصل الجنوب فالجنوبي لن يكون مواطناً في الشمال: "ولا ح يتمتع بأي امتيازات . . . هم ما مواطنين ما عندهم حق الحقنة في المستشفى ولا عندهم حق المقعد في المدرسة ولا عندهم حق الوظيفة في المؤسسة العسكرية والمدنية ولا عندهم حق البيع والشراء في أسواق الخرطوم".
سيقول لك عتاة المهرجين إنه لا فرق بين العبارتين. حقنة حقنة والبادي أظلم. وهذا أول تفريط في المعيارية. فمن حق المرء أن يرى تشابه العبارتين، ولكن ليس قبل صحة النقل وإقامة الدليل بالتحليل. وهذه الأمانة في ذمة الناقل.
قال شكسبير إن للجنون نهجاً وكذلك للهرج. فما أخرج علاء لضبط نقل كلمة الوزير ليس نبلاً مهنياً قيماً. بل أراد إحراج جريدة "أجراس الحرية" المائلة للحركة الشعبية. فأوسعها تعريضاً ووصف مهنيتها ب"الفضيحة" وتداعى أنصاره على سودانيزأونلاين ما تركوا للأجراس جنباً ترقد عليه. ثم انقلب السحر على الساحر. فخرج عليهم دنق قوك، كاتب العمود الراتب بالأجراس، وكشف صغائر علاء ورهطه من الحملة على جريدته. فقال لهم إن الأجراس لم تنقل خبر كمال بالمرة. وكل علاقتها به أنه نشر عموده فيها (29-9-2010) معلقاً على "حقنة" الوزير. وطلب من علاء تبرئة الأجراس قبل كل حساب. ثم كانت المفاجأة اعتراف دنق بأنه أخذ عبارة الوزير سيئة النقل من جريدة الرأي العام (25-9-2010) المحسوبة على الحكومة والتي لا ترقى الظنون إلى ولائها لها. ولم يتحسب علاء لذلك. فحبل الهرج قصير أيضاً.
لم يكن للأقلام المعارضة للإنقاذ شغلاً غير "التريقة" على "حقنة" الوزير على مدى الأسابيع الماضية. وكردة فعل نشأ بين مؤيدي المؤتمر الوطني والمتعاطفين "تريقة" مضادة عن "جالون بنزين" قيادي الحركة مارتن ماجوك. فقد نٌسِب إليه أنه قال إنهم متى انفصلوا فلن يعطوا الشمال جالون بنزين واحد. ولا ندري إن قالها، أو قالها بنفس الصيغة، أو لم يفعل. وبلغ من قوة الهرج بحقنة الوزير أن تعهد الرئيس البشير بحماية الجنوبيين في الشمال تلافياً لمفعول تصريح وزيره المحرف. وتواترت التصاريح من الجنوب عن التزامهم بحماية الشماليين في الجنوب بنبل مزعج.
وسنتطرق لهرج آخر حول قول الوزير كرتي المزعوم عن سجم زعماء المعارضة.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی الشمال
إقرأ أيضاً:
عبد الرحيم كمال يعلن إصلاحات جديدة في جهاز الرقابة لتعزيز الشفافية ودعم الإبداع
في خطوة نحو إعادة هيكلة وتنظيم عمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أعلن الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، مساعد وزير الثقافة، عن حزمة من القرارات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الشفافية، دعم المبدعين، وتحسين آليات العمل داخل الجهاز.
إطلاق منصة رسمية ومتحدث إعلامي لتعزيز التواصلحرصًا على توفير معلومات دقيقة وشفافة حول أعمال الجهاز، تقرر إطلاق صفحة إلكترونية رسمية، تكون بمثابة جسر للتواصل بين الرقابة، الإعلام، والجمهور، مما يساهم في توضيح القرارات والتطورات بشكل مباشر. كما تم تعيين الصحفي وليد أبو السعود متحدثًا رسميًا باسم الجهاز، لضمان تقديم المعلومات بوضوح وسهولة.
تسهيلات جديدة للمبدعين وإجراءات إلكترونية حديثةفي إطار دعم العملية الإبداعية، شدد كمال على ضرورة تبسيط إجراءات تقديم المصنفات الفنية للحصول على التراخيص بسهولة، مما يقلل التعقيدات الإدارية التي تواجه المبدعين. كما يجري حاليًا تطوير نظام إلكتروني متكامل لحفظ وأرشفة جميع الأعمال الفنية المقدمة، مع تعزيز التنسيق بين الإدارات الست المسؤولة عن الإعلانات، المسرحيات، التفتيش، الأغاني، الأفلام، والمسلسلات الأجنبية، لضمان سير العمل بكفاءة أعلى.
تطوير العنصر البشري وإعادة تقييم الأداءضمن خطته لتطوير الجهاز، أعلن كمال عن إعادة تقييم شاملة لأداء الإدارات خلال موسم رمضان، مع الاستعانة بكفاءات جديدة تمتلك الخبرة والقدرة على خدمة المبدعين، بما يتماشى مع رؤية الجهاز في دعم الفن والإبداع بدلًا من فرض القيود.
علاقة جديدة بين الرقابة والمبدعينأكد عبد الرحيم كمال أن جهاز الرقابة لا يجب أن يكون عقبة أمام الإبداع، بل دوره الأساسي هو المنح والإجازة في إطار احترام القيم والمبادئ الأخلاقية للمجتمع. وأوضح أن الجهاز يتعامل مع نخبة من العقول والمبدعين الذين يمثلون القوة الناعمة لمصر، وهو ما يتطلب التعامل معهم باحترام وتقدير لدورهم في تشكيل المشهد الفني والثقافي.
نحو مستقبل أكثر انفتاحًا وشفافيةمع هذه الإصلاحات، يسعى جهاز الرقابة إلى أن يكون أكثر انفتاحًا، مرونة، وتفاعلًا مع المبدعين، مؤكدًا أن هذه الخطوات ليست سوى البداية نحو تطوير بيئة العمل الرقابي، بحيث تصبح داعمة للإبداع بدلًا من أن تكون عائقًا أمامه.