المحاربون من وراء البحار وأبطال “الكيبورد”
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يا لها من مأساة أن يُحكم علينا في هذا الوطن العجيب بمنطق الأبيض والأسود، فإما أن تكون جنجويدياً أو أن تكون متآمراً على الجيش، وكأن الألوان الرمادية لم تُخلق إلا في لوحات دافنشي! فما أن تنبس ببنت شفة عن المدنية أو تحلم بحكومة تعترف بالبشر ككائنات تفكر، حتى يطير إليك جيش من الناشطين الافتراضيين، يحملون معاول الاتهام، ليحفروا لك قبراً في "جحيم الخيانة العظمى"!
ولأنني قررت أن أتعايش مع الواقع، فأنا – بكل فخر – مناصر للحق، أتكلم كلماتي البسيطة وأمارس هواياتي العظيمة، والتي تتضمن الرقص الفلكلوري، ومناصرة النسويات المعاصرات (لأن العدل جميل)، ورفض ختان المرأة (لأنها إنسان وليست مشروع صيانة)، وأدعم "حنة العريس" لأنها آخر ما تبقى لنا من الفرح وسط هذا الخراب!
لكن لا، لا يعجبهم هذا، فهم مشغولون ببيع الوطنيات الرخيصة في أسواق "السوشيال ميديا"، يتحدثون عن الوطن بلهجة القائد التاريخي، بينما تمر شحنة الكافيار إلى موائدهم في المنافي! يحدثونك عن البسالة والبطولة، في حين أن بطولاتهم الوحيدة هي الجلوس في المقاهي المكيفة، بين رشفة كابتشينو و"لايك" على منشور ناري يطالب الشعب بأن يتحمل "الظروف القاهرة" وهو يموت جوعاً!
يا سادة، خذوا وطنياتكم المعلبة، واحتفظوا بشعاراتكم الجوفاء، أما هذا الشعب، فاتركوه لربه الرحيم القدير، فهو لا يحتاج لنضالاتكم "الديليفري" ولا لتحليلاتكم الحماسية التي لا تُشبع جائعاً ولا تُسعف مريضاً.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري يهاجم إعلامي مصري ويتهمه بالتحريض ضد الوطن (فيديو)
هاجم الإعلامي مصطفى بكري، أحد الإعلاميين المصريين، بعد موقفه ضد الدولة المصرية، معلقا “هل يصح لإعلامي مصري أن يقول أن ترامب يعلم أن مصر دولة مش ديمقراطية، هل يعقل أن يبرر لأمريكا بهذه التصريحات، متسائلا عارفين الكلام ده معناه إيه لما يطلع من تلفزيون يبث من مصر، أن كافة التحركات الشعبية لرفض التهجير مجرد تمثيلية”.
وقال مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، إن “سيادة الإعلامي يقول الشعب مغلوب على أمره ومفيش مؤسسات ولا برلمان ولا دولة، حتى شايف إن الشعب ملوش رأي، هذا الكلام يمثل إهانة لرموز الدولة المصرية ويظهر أن الشعب المصري بلا رأي، وأن كافة التحركات الرافضة للتهجير غير حقيقية”.
أين المجلس الأعلى للإعلاموتابع مصطفى بكري: “هل هذا الكلام يجوز أن يخرج من إعلامي معروف وشهير، وقناة مصرية، أين المجلس الأعلى للإعلام من هذا التحريض ضد مصر، يا سيادة الإعلامي مصر دولة مؤسسات من قبل نشأة ماما أمريكا، ابلغ رد على ادعاءك أن سيادتك بتتكلم وتقول اللي أنت عايزه ومحدش وقفك، ما هي الديمقراطية في نظرك؟، ديمقراطية التجويع وحرب الإبادة، الديمقراطية هي العدل والوقوف مع الحق”.