قال الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال لقاء مع صحفيين وفنانين ورياضيين في أم درمان يوم 19 يناير 2025م متحدثا عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه و مشروع ياسر العطا الشبابي قال (لم أكلف نفسي عناء قراءة نص القرار الأميركي، ولا أملك حسابا مصرفيا خارجيا أو عقارات، وحتى حسابي المحلي في بنك أم درمان الوطني يقتصر على صرف راتبي كأي ضابط في القوات المسلحة( و أضاف قائلا ( أجد نفسي مؤيدا فكرة مشروع شبابي واسع يتبلور حاليا، بتشجيع عضو مجلس السيادة ومساعده ياسر العطا، يهدف إلى تجاوز الأحزاب التقليدية وتأسيس فترة ما بعد الحرب، مؤكدا أن "الشعب السوداني يتعرض لمؤامرة من قوى سياسية عميلة للخارج) أن إشارة البرهان لمشروع الفريق أول ياسر العطا ليست عرضية بل هي حقيقية، و ليست فكرة جديدة يقال عنها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش في كل من ولايات سنار و سنار ثم الخرطوم و الزحف لطرد الميليشيا من ولاية كردفان هي الباعث الحقيقي للفكرة.
يوم الأحد 28 إبرايل 2024م كان قد قال مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ياسر العطا خلال جولة تفقدية على المواقع المتقدمة للعمليات بأمدرمان قال ( إن القوات المسلحة ستتجاوز القوى السياسية بعد الانتصار و خلال مرحلة التأسيس( و أضاف قائلا ( سنعمل على فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية) أن حديث العطا في إبريل كان بالونة أختبار للقوى السياسية لكي يعرف ما بجعبتها، و كانت قوى "الحرية و التغيير المركزي" ماتزال تراهن على نجاح انقلاب الميليشيا خاصة الجيش كان في حالة دفاع عن المناطق العسكرية.. حديث العطا لم يشغل القوى السياسية كثيرا.. في ذلك الوقت.. لذلك عدل العطا من رؤيته في أغسطس يوم 23 أغسطس قال في حوار أجرته معه عواطف أحمد عبد الله لتلفزيون السودان قال العطا (ليس لنا رغبة في الحكم نريد فقط أن نسلم البلاد أمنة مطمئنة لقيادات منتخبة.. أننا نتطلع بعد هزيمة الميليشيا إلي فترة أنتقالية قصيرة، يتم فيها إعادة التعمير و البناء لما خربته الميليشيا في الحرب، و صناعة الدستور الذي يتم التوافق عليه، ثم تجرى الانتخابات لكي نسلم المنتخبين السلطة.. و لكن لن نسلم البلاد إلي عملاء المخابرات الأجنبية الذين سوف تطاردهم العمالة مدى الحياة) هذه الرؤية مختلفة عن رؤيته في إبريل 2024م و أيضا القوى السياسية لم تفكر كثيرا في قول العطا..
في 10 سبتمبر 2024م عاد العطا لذات مقولته التي كان قد قالها في إبريل 2024م عند مخاطبته جنودًا من الجيش في منطقة المعاقيل العسكرية بولاية نهر النيل قال (إن القائد العام للجيش سيظل على رأس الدولة في فترة ما بعد وقف الحرب، ولن يتخلّى عن السلطة خلال الفترة الانتقالية، بل سيستمر فيها حتى إلى ما بعد 3 دورات انتخابية( و إشارة البرهان للإعلاميين و الفنانين لمشروع العطا في الحكم بعد وقف الحرب هو مشروع أشار إليه عدة مرات متتالية.. خاصة أن أغلبية الشعب السوداني عندها موقفا سالبا من الأحزاب السياسية التي تسببت في ضياع ثورتها، بعدم إدارتها للصراع بالصورة التي تجنب البلاد ويلات الحرب، بل كانت سببا مباشرا بمساندتها الانقلاب العسكري الذي قادته الميليشيا.. بعد استقبال الجماهير لمتحركات الجيش و ترديد شعار " جيش واحد شعب واحد" جعل البرهان يشير إلي مشروع العطا " مشروع شبابي واسع بديلا للأحزاب التقليدية" و هي فكرة سياسية حوارية.
الحقيقة أن الديمقراطية أعمدتها الأحزاب لكن للأسف أن الأحزاب السياسية السودانية تعاني من الضعف الفكري و التنظيمي .. و دلالة على ذلك أنها بعد ثورة ديسمبر؛ قدمت أضعف قيادات سياسية تمر على تاريخ السودان من الناحيتين قلة الخبرة و ضعف الثقافة الديمقراطية.. و شعور هذه القيادات بضعف قدراتها جعلها تميل للمصالح الشخصية في الاستحواذ على السلطة دون أن يكون لها رؤية للحكم، و وضح ضعفها السياسي عندما فقدت الشارع الذي كان يشكل لها توازن القوى.. الآن قيادات الجيش تراهن على نجاح فكرتها في الحكم على الشباب، و خاصة الذين حملوا معها السلاح و قاتلوا معها كتفا بكتف.. و هؤلاء بالفعل أن الحرب قد غيرت في وعيهم السياسي، و أصبح لهم تصورات مغايرة من خلال التلاحم العسكري الكبير.. الذي سوف يشكل أرضية صلبة للتربية الوطنية في البلاد..
هناك قيادات في عدد من القوى السياسية، و على رأسهم قيادات أتحادية عندهم فكرة. بعد وقف الحرب يجب الانتقال المباشر للشرعية الدستورية من خلال استفتاء شعبي لدستور 2005م الذي شاركت في وضعه أغلبية القوى السياسية، و بعد الاستفتاء يتم ترشيح رئيس للجمهورية.ز و هؤلاء سوف يتبنون " قائد الجيش" بعد أن يقدم استقالته من العسكرية و يكون مرشحهم لرئاسة الجمهورية، و إذا كان هناك من يريدون ترشيح آخرين الدستور يسمح بذلك.. بعد الانتقال للشرعية يدعو رئيس الجمهورية في الثلاثة شهور الأولي لعقد مؤتمر دستوري و لكن بعد إجراء انتخابات في مجالس الأحياء التي لا يجوز ترشيح أية شخص فوق الآربعين و النقابات و المجلس الأعلي للإدارات الأهلية و المجلس الأعلى للطرق الصوفية، و الحركات بعد ما تتحول إلي أحزاب سياسية إلي جانب الأحزاب المعروف تواجدها في الشارع السياسي، هؤلاء هم الذين يقدموا ممثلين لهم في المؤتمر الدستوري و تهييء الدولة لهم مكان الحوار و متطلباته و بعد الانتهاء من الدستور و متطلبات الحكم يقدم في اشتفتاء شعبي و يصبح ملزم التطبيق..
يكون رئيس الجمهورية حكومة من كفاءات يشهد لها بحسن الإدارة و الخبرة و النزاهة و الشفافية، و مجلس تشريعي تختاره لجان الأحياء في كل الأقليم " من الجنسين" و الانتخابات العامة بعد دورتين انتخابيتين للأحزاب السياسية، على أن لا يسمح لأي عضو الترشيح أكثر من دورتين فقط.. حتى تستطيع الأحزاب أن تمارس الديمقراطية ممارسة و ليست شعارات.. و نواصل السرد في توسيع الفكرة في المقالات القادمة.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة یاسر العطا
إقرأ أيضاً:
لجنة برلمانية تتحدث عن الإرادة السياسية لفتح ملفات كبار الفاسدين: غير متوفرة حالياً
بغداد اليوم - بغداد
علقت لجنة النزاهة البرلمانية، اليوم الثلاثاء (11 آذار 2025)، على إمكانية قيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بفتح ملفات كبار الفاسدين خلال الأشهر الأخيرة من عمر حكومته.
وقال عضو اللجنة باسم خشان، لـ "بغداد اليوم"، إن "فتح ملفات الفساد لبعض الشخصيات والقيادات السياسية الكبيرة من الصف الأول او غيره، يحتاج الى إرادة سياسية حقيقية لفتح تلك الملفات ومحاسبة هؤلاء، والامر لا يتعلق فقط بالإجراءات الحكومية ورئيس الحكومة، الذي هو نتاج الطبقة السياسية الحاكمة حالياً".
وبين خشان انه "لغاية الان لا توجد أي إرادة سياسية حقيقية لمحاربة الفساد وكشف الفاسدين، خاصة الكبار منهم، ولهذا لا نتوقع فتح ملف أي من كبار القيادات السياسية او الحكومية خلال الأشهر الأخيرة من عمر الحكومة الحالية".
وأضاف انه "بلا أي شك هناك ملفات تدين بعض القيادات السياسية لكن فتح تلك الملفات يحتاج الى إرادة سياسية، فهذه الإرادة هي من تتحكم بالكثير من القضايا المهمة والحساسة في العراق".
وكان عضو لجنة النزاهة البرلمانية هادي السلامي قد علق في وقت سابق على إمكانية مشاركة المتهمين بالفساد بالانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال السلامي في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "مشاركة بعض المتهمين بقضايا فساد، وكذلك فشل واخفاق الانتخابات البرلمانية المقبلة، أمر غير مستبعد وهذا الامر مع شديد الأسف يحصل مع كل انتخابات".
وأضاف أن "الناخب يجب ان يعاقب هؤلاء الفاسدين والفاشلين بعدم انتخابهم، فيجب منع وصول كل متورط بالفساد إلى مراكز القرار سواء البرلماني أو الحكومي، كما يجب ان تكون الانتخابات معاقبة لهم من خلال عدم انتخابهم من جديد".