الطب التكميلي: خطوات برلمانية نحو تنظيم قطاع مهدد بالنمو الفوضوي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
8 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يشهد قطاع الطب التكميلي في العراق توسعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأ يشمل العديد من الممارسات التي تعتمد على العلاجات البديلة، مثل العلاج بالأعشاب، الإبر الصينية، الحجامة، العلاج بالطاقة الحيوية، وغيرها من الأساليب التي شهدت رواجًا في مختلف أنحاء العالم.
وأصبحت هذه المهن جزءًا لا يتجزأ من النظام الصحي في العديد من البلدان، وهو ما دفع العاملين في هذا القطاع في العراق إلى المطالبة بتأسيس مرجع مهني رسمي يجمع شتات هذه الممارسات وتوفير إطار قانوني ينظمها.
و استضافت لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني برئاسة النائب حسين عرب وحضور عدد من اعضاءها، رئيس النقابة العامة للطب التكميلي وفاء الحميدي لمناقشة مقترح قانون نقابة الطب التكميلي.
وتم خلال الاستضافة مناقشة طلب رئيس النقابة لصياغة مقترح قانون لنقابة الطب التكميلي يكون مستقلا عن الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق،
وجرت مشاورات موسعة مع أعضاء النقابة والمتخصصين في الطب التكميلي والعمل على بحث شامل حول القوانين المماثلة في دول أخرى للاستفادة من تجاربها.
وحسب تصريحات رئيسة نقابة الطب التكميلي، وفاء الحميدي، فإن التوسع العلمي الكبير في مجالات الطب التكميلي قد أصبح يفرض ضرورة وضع معايير مهنية واضحة لهذه المهن. في الوقت الذي يتطلب فيه السوق المحلي تنظيمًا خاصًا للحفاظ على معايير مهنية عالية والحد من انتشار الدخلاء الذين يسيئون إلى هذه الممارسات.
وقالت الحميدي في تصريحاتها: “لقد أصبحت مهن الطب التكميلي تشكل جزءًا كبيرًا من حياة الناس اليومية، ويجب أن يكون هناك إطار قانوني ينظم ممارساتنا ويحدد حقوق وواجبات ممارسيها”.
وأفادت تحليلات طبية أن العديد من العراقيين أصبحوا يعتمدون على الطب التكميلي لأغراض علاجية متنوعة، خاصة في ظل زيادة القناعة بأن هذه العلاجات تقدم حلولًا طبيعية وآمنة مقارنة بالأدوية التقليدية. إلا أن هذا التوسع في الممارسات الصحية البديلة قد أدى أيضًا إلى تزايد ظاهرة “الشعوذة” والدجل، وهو ما بات يشكل تحديًا كبيرًا. ووفقًا لتقارير طبية محلية، يكثر في بعض المناطق العراقية حالات من الدجالين الذين يروجون لعلاجات وهمية تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وفي هذا السياق، قال مصدر إن هناك ضرورة لإقرار قانون خاص بنقابة الطب التكميلي بعيدًا عن الاتحاد العام لنقابات العمال، الذي يضمه حاليًا، مشيرًا إلى أن الطب التكميلي يجب أن يُعامل كقطاع مستقل له خصوصيته. وذكر المصدر أن هذه الخطوة مهمة لتحديد ضوابط ممارسة هذه المهن وضمان عدم استغلال الناس من قبل أشخاص غير مؤهلين.
تداولت مصادر في قطاع الطب التكميلي أفكارًا عديدة بشأن أهمية تطوير التشريعات المتعلقة بهذه المهن. في الوقت ذاته، تحدثت مصادر عن مساعي لإعداد مسودة قانون تُعرض على البرلمان قريبًا.
وقد كانت لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني قد استضافت في وقت سابق، رئيسة نقابة الطب التكميلي، لمناقشة المقترح وتبادل الرؤى حول كيفية تطوير العمل في هذا المجال.
وقالت تغريدة من أحد المتخصصين في الطب البديل على منصة إكس: “من الضروري أن يكون هناك إطار قانوني يحدد ممارسات الطب التكميلي في العراق، خاصة مع وجود تزايد في عدد المتطفلين على هذه المهنة”. ويضاف إلى ذلك التحذيرات المستمرة من الأطباء المتخصصين في الطب التقليدي، الذين يشيرون إلى أن وجود معايير واضحة للممارسين سيمنع التدخلات السلبية من قبل بعض الجهات غير المختصة.
وأفادت دراسة تحليلية صادرة عن باحث اجتماعي في بغداد أن “الطب التكميلي يمثل حلاً للكثير من المشاكل الصحية لدى العراقيين، ولكنه بحاجة إلى إشراف رسمي لتحقيق توازن بين العلاج الطبيعي والطب الحديث”. وذكر الباحث أن غياب الرقابة على هذه الممارسات يجعلها عرضة للمخاطر، خصوصًا في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات الصحية المتقدمة.
وفقًا لمصادر طبية، يتزايد الاعتماد على الطب التكميلي في العراق وسط اهتمامات الناس بالبحث عن بدائل طبيعية للأدوية، وهو ما يساهم في نمو هذا القطاع بشكل ملحوظ.
وقال أحد المواطنين في تغريدة: “أعتقد أن الطب التكميلي يمكن أن يوفر حلولًا للكثير من المشاكل الصحية التي يعاني منها المواطنون في العراق، خاصة وأن الكثير منهم لا يثقون في الأدوية التقليدية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی العراق هذه المهن
إقرأ أيضاً:
مطار بغداد الدولي يستعد لاستقبال القمة العربية بمشاريع تطويرية هامة
أبريل 8, 2025آخر تحديث: أبريل 8, 2025
المستقلة/- تواصل وزارة النقل العراقية جهودها لتطوير وتحسين البنية التحتية لمطار بغداد الدولي استعدادًا لاستقبال فعاليات قمة الدول العربية المقررة في شهر مايو المقبل.
ومع اقتراب الحدث الكبير، أعلنت الوزارة عن إنجاز عدد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى رفع كفاءة المطار وتحسين خدماته، لتلبية احتياجات الوفود الرسمية وضمان تنظيم واستقبال الحدث على أكمل وجه.
????️ مشاريع تطويرية وفق المعايير الدوليةبحسب مدير المكتب الإعلامي للوزارة، ميثم الصافي، فإن أعمال التأهيل والتطوير لمطار بغداد الدولي مستمرة بتوجهات تلتزم بأعلى المعايير الدولية. وتُعد هذه المشاريع جزءًا من خطط الوزارة الرامية إلى تحديث وتطوير قطاع الطيران المدني في العراق. كما يتم تنفيذها تزامنًا مع استضافة بغداد لمؤتمر القمة العربي، الذي يمثل فرصة كبيرة لتحسين صورة العراق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتشمل المشاريع الجاري تنفيذها تحسين الخدمات اللوجستية، ورفع كفاءة البنية التحتية للمطار، بما في ذلك صيانة وصرف المطارات، تطوير صالات الركاب، وتعزيز تدابير الأمن والسلامة. كل هذه التعديلات تهدف إلى تحسين تجربة الركاب وضمان كفاءة تنظيم وصول الوفود الرسمية للمؤتمر.
✈️ الاستعداد لاستقبال الوفودأحد أبرز الأهداف التي تسعى الوزارة لتحقيقها هو ضمان جاهزية مطار بغداد الدولي لاستقبال الوفود الرسمية بطريقة منظمة وآمنة. وتوضح وزارة النقل أن التركيز ينصب بشكل أساسي على ضمان توفير أفضل معايير الاستقبال، سواء من حيث الخدمات اللوجستية أو البنية التحتية.
كما أفاد الصافي أن الجزء الأكبر من خطط تطوير المطار قد تم إنجازه، مع تعزيز التنسيق بين جميع الجهات الحكومية لضمان تلبية احتياجات القمة العربية بشكل يلبي تطلعات العراق في تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية الكبرى.
???? تطوير قطاع الطيران المدني في العراقوإلى جانب استعدادات القمة العربية، تواصل وزارة النقل العمل على تحديث قطاع الطيران المدني في العراق بشكل عام. ويركز هذا التحديث على تعزيز مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، بما يتماشى مع التوجهات الحكومية لتطوير كافة القطاعات الحيوية في الدولة، بما في ذلك النقل والطيران.
وأكد الصافي أن الجهود مستمرة لتحسين قدرات المطار ليس فقط لاستيعاب الأحداث الكبرى مثل القمة العربية، بل أيضًا لتحسين جاذبية المطار كوجهة طيران إقليمية ودولية.
⚙️ مستقبل مشرق لقطاع الطيران في العراقفي ظل التطورات الجارية في مطار بغداد الدولي، يبدو أن هناك اهتمامًا جادًا بتحديث البنية التحتية لقطاع الطيران في العراق بما يتناسب مع المعايير الدولية. وتدرك الحكومة العراقية أهمية قطاع الطيران كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني، وبالتالي فإن تحسّنه سيساهم بشكل مباشر في تعزيز صورة العراق على الصعيدين العربي والدولي.
خلاصةبالتزامن مع اقتراب قمة الدول العربية في بغداد، تعكف وزارة النقل على إنجاز عدد من المشاريع التطويرية لمطار بغداد الدولي لضمان استعداد المطار لاستقبال هذا الحدث المهم. ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في تحسين الخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية، مما يعكس الجهود الحثيثة للحكومة العراقية في تحديث قطاع الطيران المدني، ورفع مستوى التنظيم، والأداء في المطار ليكون في مصاف المطارات العالمية.